الصمت كالنسيان

الصمت كالنسيان
لا تريد أن تحدثني ..
سأفعم قلبي بصمتك واصبر عليه..وبرأس منحني أظل على انتظاري ..كما ينتظر.. الليل المؤرق بيقظته..المرصعة بالنجوم..يقينا منه أن الصبح سيأتي ..ويبدد ظلمت صمتك القاسي..وينسكب صوتك عبر السماء كأشعة ذهبية..
وتتخذ الطيور البرية كلماتك أجنحة..وتزهر أنغامك في جميع أدغالي
لا ادري في أي زمن من ألازمان البعيدة اتخذت الصمت حاجز يفصلك عني ..
ما أجمل المرات التي سمعت فيها وقع خطوات خيالك ..ورائحة خفيفة تنم على عطر حضورك..وجاء رسولك ليدعوني في الخفاء.. متسترا بعتمة الليل العابث الذي مل انتظار صباحك..
أخشى أن تفاجئني عند الصباح بالوقوف علي بابي..حيث يكون الإعياء قد أخذ منى كل ما أخذ وانتهى بي للنوم..فإن جاء ولم تُوقضني وقع أقدامه ..فان زماني مل انتظاره .. وانتهى صمته بنسيانه..
آه يا لنومي.. المنتظر فقط لمسة رقيقة من يده ليتلاشى ..
آه يا لعيني..المغمضتين وترغبان بأن تفتح أهدابها على نور ابتسامته ..
حين يقف أمامي مثل الحلم الذي يهب من همهمات النوم كدعوة للفرح ..
فيظهر كالبواكير الأولي للصباح المشرق ...
يا لصمته ... ويا لانتظاري وصبري ....لا تبحث بصمتك عن استراحة بداخلي.. فلن أكون عنوانك .. ولن اُحبك صامتا..
فصمتك كابتسامة غير شرعية ولدت على شفاه الحزن..وخيال أعلن تمرده على واقع مظلم..
أحب النظر إليك صامتا ..ولكني أحب أن استمع لكلماتك ..
فعندما تتكلم وتبتسم اكتشف إني اغتلت زماني فيك ..فأنقذني من أوهامي
فقد سئمت ظلامي وركودي وأحزاني...