- حبيت أحط ليكم هالموضوع لأنه بحث حق المرحلة المتوسطة في الشرقية
- عقيدة مضطربة:
- نظام قبلي وروح عشائرية:
- وما أنا إلا من غزيّة إن غَوَتْ
- غَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غُزيّةُ أَرشُدِ
- معارفهم وعلومهم عملية:
- بُعْد عن الفلسفة :
- إقدام وشجاعة:
- قؤولٌ بما قالَ الكرامُ فعول
- وقد اقرت الشريعة الاسلامية هذه الاعتبارات بعد الغاء التبني ، فحرّم
- اذن............
- ما الأدب؟
- تاريخ الأدب وتدوينه
- تقسيمات تاريخ الأدب وعصوره
- الأدب الجاهلي
- مجتمع الجزيرة العربية قبل الإسلام
حبيت أحط ليكم هالموضوع لأنه بحث حق المرحلة المتوسطة في الشرقية
الأمة العربية من أقدم الأمم وأعرقها تاريخا، وقد خلد الله وجودها حين خصها دون غيرها من الأمم باختيار خاتم أنبيائه ونزول وحيه وقرآنه بلغتها. والعرب من الساميين الذين ينتسبون إلى سام بن نوح عليه السلام. وقد قسم المؤرخون العرب قبل الإسلام إلى قسمين: العرب البائدة والعرب الباقية. أما العرب البائدة فهي القبائل التي بادت قبل الإسلام، وقد وردت بعض أخبارهم في القرآن الكريم
عقيدة مضطربة:
لم يكن لعرب الجاهلية عقيدة واحدة تجمعهم، وتوحد نظرتهم للكون والحياة، ولم يجتمعوا على دين واحد يدينون به ويرسم لهم مثلا أعلى في الحياة يسعون لتحقيقه. كان غالبيتهم وثنيون يعبدون أصناما متعددة. وعبد بعضهم النجوم والكواكب. وبقيت الأصنام تحف بالكعبة ومعها صنم قريش الأكبر (هبل) حتى كان فتح مكة وطهر الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة من الأصنام. وقد ورد ذكر لأصنام العرب في القرآن الكريم ومنها: اللات والعزي ومناة: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) (1)
وكان بعضهم يعتقد أن هذه الأصنام واسطة بينهم وبين الله تقربهم إلى الله زلفى،
(1)'' سورة النجم، الآيتان 20,19''
وروى القرآن ذلك عنهم:(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (2)
نظام قبلي وروح عشائرية:
ساد النظام القبلي من العصر الجاهلي، والقبيلة هي الوحدة السياسية عند عرب الجاهلية، وهي التي تحمي الفرد وتدافع عنه حتى ولو أخطأ، الفرد يتعصب لقبيلته ولا يحيد عن رأيها ويفخر بانتمائه لها، فهو جزء منها يتجه حيثما تتجه.وفي هذا يقول الشاعر دريد بن الصمة:
وما أنا إلا من غزيّة إن غَوَتْ
غَوَيْتُ وإن تَرْشُدْ غُزيّةُ أَرشُدِ
ونزل القرآن الكريم فدعا إلى هدم العصبية وجعل معيار التفاضل بين الناس قائما على التقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وبين الرسول الكريم أنه ''لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى''' وأن الناس ''سواسية كأسنان المشط''.
ومع ذلك فإن من المؤسف أن العصبة القبلية استمرت في التاريخ الإسلامي وعملت على إضعاف المسلمين بسبب ما حدث من نزاعات بين (قيس ويمن) ولا زالت آثار هذه الخصومات ضاربة أطنابها في حياتنا المعاصرة وما زلنا نشهد مظاهر الروح العشائرية والتعصب القبلي في
(2)'' سورة الزمر الآية 3 ''
بلدان العالم العربي، الأمر الذي يسهم في تفتيت الذات العربية والحد من وحدة الأمة وتعاضدها.
معارفهم وعلومهم عملية:
لم يكن عرب الجاهلية أصحاب خيال أسطوري، كما هو الحال عند اليونانيين القدامي في أساطيرهم القائمة على الإيمان بتعدد الآلهة وأنصاف الآلهة، وأن الآلهة في حروب وصراع مستمر ولكل منهم جنوده من البشر وأنصاف البشر وأنصاف الآلهة، كما هو واضح في الأساطير الإغريقية المشهورة التي ولّدت عندهم الخيال والإلهام وأنتجت الملاحم الشعرية الأسطورية الخالدة مثل الإلياذة والأوديسة لشاعر الإغريق هوميروس.
ولكن عرب الجاهلية كانوا عمليين في نظرتهم للأشياء، فلم يطرقوا من العلوم سوى التي كانت تفيدهم في حياتهم اليومية وتصريف شؤون دنياهم كمعرفتهم بأحوال النجوم في طلوعها وغروبها ومواضعها وما يرتبط بها من حر وبرد وأمطار ورياح واعتدال زمان ونتاج حيوان، والاهتداء بها في رحلاتهم وتنقلاتهم من مكان إلى آخر. وعلم الأنساب، والذي تعرف به القرابات التي بين القبائل والحاق الفروع بالأصول، وانما دعاهم إلى العناية به عصبيتهم القبلية وحرصهم على حفظ أنسابهم والافتخار بأسلافهم. ومعرفتهم بالأخبار والقصص والحروب التي كانت تدور بين القبائل. ومعرفتهم بالطب والبيطرة وشاعت عندهم أساليب ما تزال معروفة إلى الآن في الطب الشعبي مثل الكي بالنار والحجامة، ومن مشهوريهم في الطب (الحارث بن كلدة) ومن أمثالهم (آخر الدواء الكي).
بُعْد عن الفلسفة :
لم يكن عرب الجاهلية أهل فلسفة، كما هو الحال عند اليونانيين القدامى الذين ظهر منهم سقراط وأفلاطون
وأرسطو وغيرهم من مشاهير الفلاسفة. والسبب أن طبيعة الحياة البدوية القاسية التي عاشها العربي لم تكن تتيح له الاستغراق في التأملات والنظريات الفلسفية، ولذلك فإن الفلسفة قد انتقلت إلى العربي في العصر العباسي عن طريق الترجمة بعد أن ترجمت مؤلفات أفلاطون وأرسطو.
ولكن الحياة الجاهلية لم تخل من خطرات فلسفية ووقفات متأملة أحيانا تدل على إعمال النظر والحكمة. وظهر شعر الحكمة عند كثير من شعرائهم كقول لبيد:
وما المالُ والأهلون إلا ودائع
ولا بدّ يوماً أن تُردّ الودائعُ
يأخذون بالثأر:العربي الجاهلي لا ينام على ثأره، وهو يعتبر الأخذ بالثأر بمثابة غسل للعار الذي يلحق به ولا يبالي بالعواقب في سبيل تحقيق هذا الهدف، كما قال الشاعر
سأغسل عني العار بالسيف جالباً
علي قضاء الله ما كان جالبا
وكانوا يعتقدون أن القتيل الذي لا يؤخذ بثأره يخرج من رأسه طائر يسمي ( الهامة) يظل يصيح على قبره قائلا: اسقوني اسقوني. أي خذوا بثأري واسقوني من دماء القاتل.
ومع أن آيات القرآن الكريم أكدت أنه ''لاتز وازرة وزر أخرى"(4)
وخصت الدولة بإقامة الحدود إلا ان عادة الأخذ
بالثأر ما زالت حية في كثير من بلدان العالم العربي إلى أيامنا هذه، امتدادا لما كانت عليه الحياة الجاهلية.
أهل فصاحة وبلاغة:كان العرب شديدي الاعتداد بلغتهم، يحبون فصيح الكلام، وبليغ المعاني، ويقولونه ارتجالا وعفو الخاطر، ويحرصون في الوقت نفسه على حفظ الكلام الجيد البليغ من شعر ونثر.
ومن المظاهر البارزة في بلاغتهم أن كلامهم يتصف بالايجاز مع صحة المعنى وحسن البيان وصدق التجربة. ينطق أحدهم بالقول فيرسله فيما يسري بين الناس، أو كلمة عميقة الدلالة على الحياة وتجاربها،
كقولهم:(3)سورة الزمر
- مصارع الرجال تحت بروق الطمع
- كلم اللسان انكى من كلم السنان
- أول الحزم المشورة
- أَنجز حُرٌ ما وَعَدْ
- آفة الرأي الهوى.... إلخ.
ونزول القرآن الكريم، بهذا الإعجاز البلاغي واللغوي، هو إشارة إلى ما عرف عن العربي من فصاحة وبلاغة، وهو يتحداهم،وهم أهل الفصاحة والبلاغة، أن يأتوا بسورة من مثله إن كان القرآن من كلام البشر كما يزعمون:
(وإن كنتم في ريب مما نزَّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) (4)
إقدام وشجاعة:
الإقدام والشجاعة من مقومات الذات العربية في الجاهلية، وهما من مستلزمات الحياة البدوية الصحراوية القائمة على الغزو وكثرة دخول المعارك. مما فرض على الإنسان الجاهلي أن يكون شجاعا مقداما لحماية نفسه وعرضه وماله، وأصبح يرى في الشجاعة سجية عالية يتحلى بها ويتغنى؛ ويرى في الجبن وعدم مواجهة العدو عارا وخزيا على صاحبه.
(4) ''البقرة، الآية 23''
سخاء وكرم:السخاء والكرم من السجايا المتأصلة في نفوس العرب، فهم يلقون ضيفهم بالبشر والترحاب والتكريم،
ويحرصون على خدمته وراحته، ويعدّون خدمة الضيف شرفاً ورفعة، يقول شاعرهم.
وإني لَعبدُ الضيف مادام نازلاً
وما شيمةٌ لي غيرها تشبه العبدا
وبلغ من مظاهر حبهم للكرم أنهم كانوا يوقدون النار في الليل على المشارف والتلال ليهتدي الضيفان بها إليهم، وبعضهم يوقد النار بحطب طيب الرائحة ليشمها من لم يكن مبصرا.
عفة نفس ومروءة:وهي عندهم من شروط السيادة والشجاعة والكرم، وتدل على علوّ الهمة والترفع عن الدنايا والصغائر ومن أروع معاني عفة النفس قول عنترة:
ولقد أبيت على الطوى وأظلُّه
حتى أنال به كريم المأكل
ويروى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حين سمع بهذا البيت قال:''ما وصف لي أعرابي قط، أحببت أن أراه إلا عنترة''
إباء ورفض للذل :من سمات الذات العربية في الجاهلية الإباء وعدم الإقامة على الضيم وعدم الرضا بحياة الذل تحت أي
ظرف، لأن الاستكانة للذل هي من شيم العبيد لا من شيم الأحرار، ويشبهون من يرضى بحياة الذل بالحمار
المربوط في الوتد، يقول المتلمس، وهو من شعراء الجاهلية:ولا يقيم على ضيم يسام به
إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته
وذا يشح فلا يرثي له أحد
(عير الحي: الحمار، برمته: الرمة الحبل الذي تربط به الدابة، يشح: يضرب ضربا مبرحا) هذا بالإضافة إلى سمات أخرى راقية عرف بها العربي في الجاهلية.
ومنها: حب السيادة والنجدة وإغاثة الملهوف وغيرها. وقد جمع الشاعر العربي هذه المكارم التي كان يتحلى بها الإنسان العربي في الجاهلية بقوله:
تعيِّرنا أنّا قليلٌ عديدُنا
فَقُلْتُ لها إنّ الكرامَ قليلُ
وما ضَرَّنا أنّا قليلٌ وجارُنا
عزيزٌ وجار الأكثرينَ ذَليلُ
تسيلُ على حَدِّ الظُّباة نفوسُنا
وليست على غير السيوف تسيلا
إذا سيِّدٌ منا خلا قام سيّدٌ
قؤولٌ بما قالَ الكرامُ فعول
كان من عادة العرب في الجاهلية ان يسترضعوا لاطفالهم غير امهاتهم، وكان منشأ هذه العادة كما يقول ابن القيم اعتقادهم بأن المرأة المرضعة اذا حملت يفسد لبنها ويصبح ضارا بالطفل الرضيع .
وكان العرف الجاهلي في الرضاع هو فصل الرضيع عن امه وتسليمه الى المرضعة ليعيش معها في بيتها ومع اولادها وافراد اسرتها ، حيث تقوم مرضعته – فضلا عن ارضاعه – برعايته والعناية به كما لو كان ابنها الحقيقي ، وكانت عادة الرضاع تمتد حتى تصل الى السنتين ، وقد اخبر القرآن عن هذه المدة
في الآية : ( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة ) .
فالرضاع عند العرب لم يكن يقتصر على تغذية الطفل بلبن المرضعة فحسب ، وانما كانت المرضعة تأخذ دور الأم ، فتقوم نحوه بكل ما تقوم به الأم نحو وليدها ، والعيش بين اولادها كواحد منهم ، وبذلك تنشأ مشاعر متبادلة بينه وبين مرضعته واولادها هي نفس مشاعر الطفل نحو امه واخوته الحقيقيين ، وبالتالي يصبح زواجه من الام التي ارضعته او من احد اولادها امرا مستهجنا ، ولذلك كان العرب يمقتونه ستهجنونه .
هذه العلاقة الخاصة بين الرضيع ومرضعته هي سبب التحريم وليس اللبن الذي يتناوله الطفل كغذاء ، والذي لا يختلف في شيء عن أي غذاء آخر في انماء جسمه .
وقد اقرت الشريعة الاسلامية هذه الاعتبارات بعد الغاء التبني ، فحرّم
القرآن الزواج من الأم المرضعة والأخت من الرضاعة على ما كان عليه العرف في الجاهلية ، وتوسعت السنة فاضافت اليه كل درجات النسب الاخرى المحرمة في الحديث الشهير ( يُحرّم من الرضاع ما يُحرّم من النسب ) ، ثم جاء جدل الفقهاء حول عدد الرضعات المحرمة ومدته ليزيد الطين بلة !! فقال بعضهم : دخول اللبن الى جوف الطفل قل او كثر يوجب التحريم ، في حين ذهب آخرون الى ان التحريم لا يثبت الا بخمس رضعات مشبعات .. ناهيك عن خلافهم في مدة الرضاع ، ولا ننسى بالطبع رواية عائشة الطريفة حول رضاع الكبير !!!!
اذن............
ان عادة الارضاع واستئجار المرضعات هي عادة عربية كانت في الجاهلية وبقيت في بدايات الاسلام ، وزالت في عصرنا هذا وخاصة بعد انتشار الرضاعة الصناعية ، واذا حدث شيء من ذلك فانما يكون في حالات نادرة وعابرة تقتصر على رضعة او بضع رضعات ، وقطعا ليس هذا هو التحريم الذي فهمه عرب الجاهلية وشرّعه الاسلام ، وانما الذي استهدفته الشريعة من تحريم الزواج بسبب الرضاع هو حضانة الطفل وتربيته من قبل امرأة غير أمه مدة سنتين كاملتين ، ولذلك .. لم يعد من مبرر اجتماعي ولا اخلاقي لبقائه في تشريعنا المعاصر والتضييق على الناس بسببه بالحيلولة دون زواج فتاة وفتى من اجل خمس رضعات رضعهما احدهما من حليب الآخر او من حليب قريب له خاصة وان غالبية النساء لا يكترثن بعادة الرضاع ولا يحفظن من ارضعنهن ...وكم سمعنا عن مآس لأشخاص تزوجوا وانجبوا لتكتشف الجدة او الأم رضعة او رضعتين جمعت بين الزوجين في الماضي ....
ما الأدب؟
تطور مفهوم كلمة "أدب" بتطور الحياة العربية من الجاهلية حتى أيامنا هذه عبر العصور الأدبية المتعاقبة ، فقد كانت كلمة "أدب" في الجاهلية تعني:الدعوة الى الطعام ، وفي العصر الأسلامي استعمل الرسول صلى ال له عليه وسلم،كلمة "أدب" بمعنى جديد:هو التهذيب والتربية .ففي الحديث الشريف"أدبني ربي فأحسن تأديبي"أمافي العصر الأموي.،أكتسبت كلمة " أدب "معنى تعليميا يتصل بدراسة التاريخ ،والفقه،والقرأن الكريم،والحديث الشريف . وصارت كلمة أدب تعني تعلم المأثور من الشعر والنثر. وفي العصر العباسي .نجد المعنين المتقدمين وهما:التهذيب والتعليم يتقابلان في استخدام الناس لهما وهكذا بدأمفهوم كلمةالأدب يتسع ليشمل سائر صفوف المعرفة وألوانها ولا سيما علوم البلاغة واللغة أما اليوم فيطلق كلمة "الأدب" على الكلام الانشائي البليغ الجميل الذي يقصد به التأثير في العواطف القراء والسامعين
تاريخ الأدب وتدوينه
يعني تاريخ الأدب بالتأريخ للأدب ،ونشأته،وتطوره،وأهم أعلامه من الشعراء،والكتاب. كتاب تاريخ الأدب ينحون مناحي متباينة في كتابتهم للتلريخ .فمنهم من يتناول العصور التاريخية عصراعصر .ومنهم من يتناول الأنواع الأدبية ،كالقصة،والمسرحية،والمقامة.ومنهم من يتناول الظواهر الأدبية ،كالنقائض،والموشحات .ومنهم من يتناول الشعراء في عصر معين أو من طبقة معينة حتى أذا جاء العصر العباسي الثاني .أخذ الأدب يستقل عن النحو واللغة ،ويعني بلمأثور شرحا وتعليقا الأخبار التي تتعلق بالأدباء أنفسهم وفي العصر الحديث انبرى عدد كبير من الأدباء ،والمؤلفين ،والدارسين ،فكتبوا تاريخ الأدب العربي في كتب تتفاوت في احجامها ومناهجها،فجاء بعضها في كتاب ،والبعض الأخر في مجلدات .مثل كتاب "تاريخ الأدب العربي "للسباعي .
تقسيمات تاريخ الأدب وعصوره
درج مؤرخ الأدب العربي على تقسيم العصور الأدبية تقسيما يتسق مع تطور التاريخ السيياسي ،لما بين تاريخ الأدب وتاريخ السياسة من تأثير متبادل .ولكن هذا التقسيم لايعني أن الظواهر الأدبية تتفق مع العصور التاريخية اتفاقا تاما ،وذلك أن الظواهر الأدبية تتداخل قليلا أو كثير في العصور التاريخية ، وأكثر من أرخو للأدب العربي -وزعوا حديثهم عنه على خمسة عصور أساسية هي:
العصر الجاهلي : وقد حدده المؤرخون بمئه وخمسين سنة قبل بعثة النبي (عليه الصلاه والسلام)
العصر الاسلامي : ويمتد من بداية الدعوة الاسلامية الى سقوط الدولة الأموية عام عهد صدر الاسلام :-ويشمل عهد الرسول (صلى الله عليه (132ه،750م)وييقسم هذا العصر الى عهدين : -عهد صدر الإسلام :-ويشمل عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والخلفاء الراشدين . -عهد الدولة الأموية . العصر العباسي : يستمر حتى سقوط بغداد في يد التتار عام(656ه1258م) عصر الدو المتتابعة : ويجعله معظم المؤرخين في عهدين ،هما :- العصر الحديث : ويمتد الى أيامنا الحاضرة. وفيما يلي سوف نناقش كل عصر على حدة :
الأدب الجاهلي
أولا :- الحياة السياسية،والأجتماعية،والدينية،والفكرية في الجاهلية: كانت القبيلة هى الوحدة السياسية في العصر الجاهلي ،تقوم مقام الدولة في العصر الحديث . وأهم رباط في النظام القبلي الجاهلي ،هو العصبية ،وتعني النصرة لذوي القربى والأرحام ان نالهم ضضيم أو اصابتهم هلكة. وللقبيلة رئيس يتزعمها في السلم والحرب .وبنبغي أن يتصف بصفات أهمها :البلوغ،الخبرة،سداد الرأى،بعد النظر ،والشجاعة ،الكرم ،والثروة. ومن القوانين التي سادت في المجتمع الجاهلي ،الثأر ،وكانت القبيلة جميعها تهب للأخذ بثأر الفرد،أو القبيلة.ويعتبر قبول الدية عارا . وقد انقسم العرب في الجاهلية الى قسمين: وعرف نظام القبلي فئات في القبيلة هي : أبنائها الخلص ، الذين ينتمون إليها بالدم . الموالي ، وهم أدنى منزلة من أبنائها . -العبيد من أسرى الحروب ،أو من يجلبون من الأمم الأخرى . وكانت الخمره عندهم من أهم متع الحياة . وقد إنتشرت في الجاهلية عادة وأد البنات أي : دفنهن أحياء . واعتمد العربي في جاهليته على ما تتنجه الإبل والماشيه ، والزراعة ، والتجارة . لقد عرف العرب من المعارف الإنسانية ما يمكنهم من الإستمرار في حياتهم ، وعبدوا أصناماً أعتقدوا - خطأ -إنها تقربهم إلى الله . وكان كل قبيله أو أكثر صنم ، ومن هذه الأصنام : هبل و اللات والعزى .
ثانياً: مصادر الشعر الجاهلي : المعلقات ، والمضليات ، والأصمعيات ، وحماسة أبي تمام ، ودواوين الشعراء الجاهليين ، وحماسة البحتري ، وحماسة إبن الشجري ، وكتب الأدب العامة ، وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة ، وكتب تفسير القرآن الكريم
ثالثاً : أغراض الشعر الجاهلي : -لقد نظم الشاعر الجاهلي الشعر في شتى موضوعات الحياة ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي
: الفخر والحماسة : الحماسة لغة تعني : القوة والشدة والشجاعة .ويأتي هذا الفن في مقدمة أغراض الشعر الجاهلي ،حيث يعتبر من أصدق الإشعار
عاطفة . الغزل : وهو الشعر الذي يتصل نالمرأة المحبوبة المعشوقة .والشعر هنا صادق العاطفة ،وبعضه نمط تقليدي يقلد فيه اللاحق السابق . الرثاء : وهو الشعر الذي يتصل بالميت . وقد برعت النساء في شعر الرثاء .وعلى رأسهن الخنساء ،والتي أشتهرت بمراثيها لأخيها صخر . الوصف : اقد تأثر الشعراء الجاهليون بكل ما حولهم ،فوصفوا الطبيعة ممثلة في حيوانها ، ونباتها . الهجاء : فن يعبر فيه صاحبه عن العاطفة السخط والغظب تجاه شخص يبغضه .
رابعاً : خصائص الشعر الجاهلي : يصور البيئة الجاهلية خير تصوير. الصدق في التعبير . يكثر التصوير في الشعر الجاهلي . يتميز بالواقعية والوضوح والبساطة .
خامساً: النثر في العصر الجاهلي : النثر هو الصورة الفنية الثانية من صور التعبير الفني ،وهو لون الكلام لا تقيده قيود من أوزان أو قافية .ومن أشهر ألوان النثر الجاهلي : الحكم والأمثال . الخطب . الوصايا . سجع الكهان . الأدب الإسلامي
أولا : تحديد العصر . نستطيع أن نميز عهدين في هذا العصر .وهما : العهد النبوي والراشدي. العهد الأموي . ويمتد العصر الأول من البعثة النبوية ،ويستمر حتى إنتهاء الخلافة الراشدية .أى أنه يمتد قرابة أربعين عاماً. أما العهد الثاني ،يمتد من عام (40ه-132ه) .
ثانياً: الشعر : الشعر في العهد النبوي والراشدي: فقد أزدهر الشعر في الخصومة التي حدثت بين المسلمين في المدينة والمكيين من قريش ، وكذلك أستمع النبي "صلى الله عليه وسلم " وأصحابه إلى الشعر والشعراء . وحث النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والخلفاء الشعراء على المضي في قولهم الشعر دفاعا عن الإسلام . خصائص الشعر في عهد النبوي والراشدي : الشعر في عهد بنى أمية : تميز العصر الأموي بأمرين : أولهما ، تلك الفتوحات التي أثرت في الشعر .فقد ولدت الغربة إحساساً عميقاً بالحنين إلى الأصل والديار . وثانيهما ، تلك الثورات والفتن التي تثور هناوهناك في أجزاء الدولة .وكان اهذه الثورات أثرها في نفسية الشاعر . ويلاحظ في هذا العصر ذلك الترف والغنى ، وذلك بسبب اتساع الدولة للمسلمين ، والأستقرار في البلاد التي فتحت . موضوعات الشعر الأموي .
وخصائصه : شعر المديح : كان الشاعر الأموي اذا مدح ،فأنه يمدح الممدوح لأتصافه بالسيادة ،والأشراف ، والفرسان الخلفاء والولاة . وكانت رغبة الشاعر الأموي اذا مدح هى نيل العطاء ، أو طلب العفو عنه . ولم يقتصر المدح على الولاة فحسب ، بل تعداعهم إلى نوابهم . مثل أبناء القادة .
شعر الهجاء : ازدهر الهجاء في هذا العصر بسبب عوامل عدة منها : تأثير العصبيات القبلية التي إشتعلت نيرانها ، وكثرة الفرق والأحزاب الإسلامية .
شعر الغزل : تميز هذا العصر بالغزل العذري .وكذلك الغزل الذي عرف منذ عرف الرجل المرأة .
شعر الزهد : ويسند إلى الدعوة التى تتردد في القرآن الكريم . وهى دعوة تحث على التقوى والعمل الصالح . وكذلك الدعوة إلى العمل والكسب.
شعر الطبيعة : في هذا العصر لم يهمل الشاعر الطبيعة التي ورثها عن أجداده .في الصحراء ، والواحات ، والنخيل .وكذلك وصف ما وجد من مناظر طبيعية في البلدان المفتوحة ،أنهارها ومدنها وجمالها وثمارها. ثانيا: النثر . ألوان النثر في العصر الإسلامي.
مجتمع الجزيرة العربية قبل الإسلام
اعتاد المؤرخون المسلمون، عند تناولهم لأوضاع الجزيرة العربية في الحقبة التي سبقت بزوغ الإسلام وصم مجتمعها بالجهل، وأنه كان غارقا في الظلمة والتخلف. ويجري التركيز عادة على العصبية وقوانين القبيلة، والممارسات الخاطئة التي سادت استثناء عند بعض القبائل، كوأد البنات. وضخم الحديث عن ممارسة بعض العادات والثقافات التي حرمها الإسلام، كشرب الخمر ولعب الميسر بما يوحي بانتشارها في مختلف أنحاء الجزيرة العربية، في حين كانت مقتصرة على المجتمع المكي، باعتباره مجتمعا تجاريا ونقطة تلاق لقوافل التجارة من وإلى اليمن والشام.
وكان دافع المؤرخين في ذلك ابراز الصورة المشرقة، والدور الذي لعبه الدين الحنيف في إنقاذ المجتمع والإرتقاء به، ونقله من الوثنية وعبادة الأصنام إلى عبادة الواحد الأحد. وقد تصورو أن ذلك يضيف دورا أكثر سموا لتاريخه، وكأن صورة الإسلام المجيدة ودوره الخالد لا يكتملان إلا بالتقليل من شأن الحضارة والحط من منظومة القيم والطريقة التي أديرت بها السلطة في المجتمع قبل بزوغ فجره.
وتناسوا في غمرة حماسهم، أن حالة الرقي والتحضر، والتنظيم الرائع الذي أديرت به مختلف جوانب الحياة في المدينة المقدسة هي رصيد للرسالة وليست عبئا عليها، كونها تعكس البيئة المتميزة والخصب الإخلاقي والثراء الروحي وأهمية المكان الذي انطلقت منه. والرسول الأعظم يشير إلى ذلك في جملة من أقواله، حيث يقول: "الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام" و "إنما بعثت لكي أتمم مكارم الأخلاق". ولم تكن صدفة أن تنطلق الدعوة من مكة المكرمة، التي عرفت بمكانتها الدينية والأدبية والتجارية والإقتصادية في سائر أرجاء جز