- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- (روشتة غذائية)
- الغذاء والذكاء
- أغذية المناعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحدث الأبحاث الطبية التي أجريت في اليابان مؤخراً تؤكد أن المعدة هي بيت الداء والدواء أيضاً! فقد أكد الخبراء في معهد تكنولوجيا الغذاء في طوكيو أن (العلاج بالغذاء) سيكون الظاهرة الطبية الأبرز في القرن الحادي والعشرين الذي يمكن اعتباره بكل المقاييس قرن البحث عن طب بديل حقيقي يتجاوز مفاهيم الطب التقليدي المتعارف عليه حالياً إلى آفاق لم تخطر على قلب بشر.
وفي هذا الصدد ذكرت مجلة (نوفل أوبزرفاتور) الفرنسية في ملف خاص عن الطب الجديد، أن هناك نظماً غذائية معينة من شأنها أن تسهم في علاج بعض الأمراض التي حيرت الأطباء منذ القدم، وأن تحقق نتائج مبهرة مع مرضى ميئوس من شفائهم، إلى حد القول بأننا سنطالع على أبواب العيادات الطبية يوماً لافتة مكتوب عليها (لكل داء دواء.. من الغذاء)!
شهدت الأعوام الأخيرة تقدماً مذهلاً في علاج الأمراض والوقاية منها بالغذاء، فقد أثبتت الأبحاث مثلاً أن هناك علاقة وطيدة بين الأحماض الأمينية الموجودة في بعض الأغذي ة وبين مرضي الاكتئاب وأمراض القلب، وأن النظام الغذائي المعروف باسم (أوميجا 3) وهو غذاء شعوب البحر المتوسط يحقق نسبة شفاء تصل إلى 70% مع المرضى بانسداد أحد شرايين القلب خلال العامين الأولين للإصابة، ومن المعلوم أن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على تناول الأسماك والخضروات والمحمصات (المكسرات) يومياً وبمقادير محددة.
(روشتة غذائية)
والواقع أن أول من اكتشف القدرة العلاجية للغذاء معملياً هو الطبيب البولندي كازيمير فنك، عندما توصل إلى أن أحد الأمينات الموجودة في الأرز تعالج مرض البري بري، وكان من الثابت بطبيعة الحال أن أغذية مثل عسل النحل وحبة البركة لها خصائص علاجية.
ويضع الدكتور عز الدين الدنشاوي الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة ما يشبه (الروشتة الغذائية) للعلاج بالطعام على النحو التالي:
أمراض القلب والدورة الدموي ة: يعتبر زيت جنين القمح والفول السوداني وأوراق الخس والخضروات المورقة وكبد الحوت، من أهم العناصر الغذائية التي تستخدم في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها، وهناك دراسات حديثة تظهر الأثر الفعال لفيتامين (ه) الموجود بكثرة في هذه العناصر في معالجة تصلب الشرايين وانسدادها، كما تؤكد الدراسات نفسها أن الشعوب آكلة الأسماك مثل الشعب الياباني تقل بينها معدلات الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم، أما زيت الزيتون فهو العلاج الناجح لمتاعب القلب حيث يساعد في رفع نسبة البروتينات الدهنية النافعة في الدم ويخفض البروتينات الضارة.
أمراض الكبد: يعتمد علاج هذه الأمراض أساساً على الغذاء، حيث يحتاج المريض إلى العناصر الغذائية التي تساعد في تجديد الخلايا التي أتلفها المرض، وينبغي على المريض في هذه الحالة أن يقلل من تناول الدهون لأنها ترهق الكبد السليم، وأن تتضمن وجباته الغذائية مأكولات غنية بالسكريات والبروتينات مثل عسل النحل والبطاطس والأرز والدجاج، و(الخرشوف) من الأطعمة التي ثبت فعاليتها في علاج أمراض الكبد بوجه عام، حيث نجح الباحثون في جامعة ولاية إنديانا الأمريكية في استخلاص مادة من نبات الخرشوف أطلقوا عليها اسم (سينارين) واستخدموها في علاج الكبد وتجديد خلاياه التالفة.
السكري: أكدت الأبحاث أن إضافة الأغذية الغنية بالألياف مثل الخبز الأسمر ونخالة الدقيق وفول الصويا، تساعد مريض السكري على تقليل المقدار الذي يحتاجه من (الأنسولين) لاحتوائها على مادة (البكتين) التي تؤدي إلى خفض مستوى السكر في الدم.
الغذاء والذكاء
والمثير في هذا الصدد أنه يمكن للعناصر الغذائية أن تسهم في علاج بعض حالات الإعاقة الذهنية في الطفولة المبكرة، وتطلق مجلة (نوفل أوبزرفاتور) في هذا المجال على الأحماض الأمينية اسم (الأحماض المعجزة) لأنها تكاد تكون علاجاً نفسياً قائماً بذاته، فقد أثبتت الدراسات أن تناول 250 جراماً يومياً من سمك التونة له تأثير ساعد على علاج مرض الهوس الاكتئابي، فمن شأن هذه الكمية أن تعمل على تنشيط نقاط العصبي التي تنقل نبضات الذاكرة في المخ، ولهذا السبب تعتبر الأسماك بشكل عام هي غذاء القرن الحادي والعشرين. وإلى ذلك يؤكد الدكتور نبيل سليم علي الأستاذ بجامعة الإسكندرية أن أحدث صيحة في عالم الطب هي تنمية الذكاء بالغذاء، فقد قامت وكالة المصايد اليابانية بتأسيس مجموعة أبحاث بالتعاون مع 15 شركة لاستخلاص مادة ال (D H L) الموجودة في الأسماك بدرجة نقاء تصل إلى 90 % وإضافتها إلى الأغذية، لتعمل كمنشط طبيعي للذاكرة وتجعل الشخص أكثر ذكاء، فالأسماك هي (غذاء العقول) حقاً وليس مجازاً!
ولاشك أنه يمكن للمخ البشري أن يصبح أكثر كفاءة إذا ما تناول الإنسان أغذية معينة تعمل على رفع الكفاءة العصبية، وهذا ينطبق على الأطفال والكبار معاً، فالذكاء مرتبط بمدى قدرة شبكة الأعصاب على نقل الإشارات الكهروكيماوية من المخ إلى كل أجزاء الجسم، ولذلك تصبح العناصر الغذائية وعلى رأسها الأحماض الدهنية والكالسيوم والبوتاسيوم ذات أهمية قصوى فهي عناصر لا يستطيع الجسم إنتاجها بسهولة، وينبغي الحرص على تناولها باعتبارها من (مغذيات الذكاء)!
أغذية المناعة
ويشير خبراء علوم التغذية إلى أن هناك أغذية يمكن أن نسميها (أغذية المناعة) لأنها تعمل على تقوية جهاز المناعة في الجسم وترفع من فعالية مقاومته للأمراض، ويأتي (الزبادي) على رأس هذه الأطعمة لأنه يحتوي على بكتيريا نافعة تقاوم الفيروسات، وعلى مواد عضوية تفتك بالميكروبات مثل الحموض وأكسيد الهيدروجين وسواها.
وتظهر دراسة أجريت في (المعهد الوطني للصحة) في باريس أن الزبادي يساعد على زيادة الخلايا الآكلة المقاومة للغزو الميكروبي، وينتج الأجسام المضادة للالتهاب الفيروسي، فضلاً عن أنه يقاوم سرطان القولون، ويشار إلى أن فنلندا تسجل أدنى إصابة بالمرض الخبيث على مستوى العالم، لأن طعام الفنلنديين اليومي لا يخلو مطلقاً من الزبادي ومنتجات الألبان عامة. ويأتي الثوم في المرتبة الثانية بعد الزبادي في ترتيب (أغذية المناعة) ومن الطريف هنا أن بعثة طبية أمريكية زارت هضبة التبت عام 2001، للبحث في أسباب وجود أكبر قدر من المعمرين على وجه الأرض هناك، إذ يتجاوز أعمار شيوخ التبت المائة عام ورغم ذلك يبدون في صحة جيدة، وظلت البعثة أياماً عديدة تجري أبحاثها حول المناخ ونوعية الطعام والشراب وعادات الناس، فلم تر شيئاً مثيراً أو خارجاً عن المألوف، وقام الباحثون بوضع (كاميرا) في حجرات الطعام بعدة بيوت، فاكتشفوا أنه في الصباح الباكر تقوم النساء بتقشير العشرات من رؤوس الثوم وتقطيعها، ليقوم كل أفراد الأسرة بابتلاع كميات كبيرة من الثوم على الريق مؤكدين أنه بمثابة (إكسير الحياة) عندهم!
ويقول الأطباء إن الثوم الطازج يقوي المناعة ويقاوم الخلايا السرطانية ويفيد في علاج الجلطة ويخفض ضغط الدم المرتفع، فضلاً عن كونه علاجاً ناجحاً لالتهاب الشعب الهوائية المزمن، وبذلك يكون حقاً (صيدلية) على المائدة!
دمتن بصحة وعافية
كل الشكر اختي الغاليه
دمتِ بصحة وعافيه