- الوصية
- من تأليف الكاتبة : غزلان
- ظبية ( مابسويه .. شو يعني غصب هو )
- بو اليازية ( بس يا بنتي .. خطر على حياتج .. شو تبين تذبحين عمرج )
الوصية
من تأليف الكاتبة : غزلان
ليلة الجمعة كانت هادية جداً بعكس الظهر كان الكل مرتبش عشان صلاة الظهر واخواني وعيال اختي كانوا كلهم ناشين وياين من المسيد .. كان يوم الجمعة بالنسبة لي عيد لاني كنت اشوف الكل سعيد وفرحان .. ودايم نجتمع في مثل هذا اليوم احنا وعيال اختي وبنت عمي وعيالها واخواني وعيال عمتي.وعماتي لان حنا كنا نسكن بنفس الحوي احنا وعمي سيف اللي كان عنده راشد وناصر واحمد وشما ومها ..
وكان اكبر من ابوي بكم سنه وهو كبير العايله بعد يدي راشد, كانت شما متزوجه راشد ولد عمتي مديه وعندها خالد ومريم اما مها كانت مخطوبه لولد خالتها علي اما راشد كان اصغر منهم وبعده ناصر واحمد وفي نفس الحوي كان بيت يدي راشد كان يسكن فيه عمي عوض وولد عمهم منصور وكانوا في عمر راشد ولد عمي سيف. رغم اني مرتاحه اللحين وسعيده بين امي وابوي الا ان ذكريات الماضي كل مامرت تذبحني الف مره ..
استرجع الماضي قبل ست سنين ... ايام ما كانت اليازيه الله يرحمها معانا .. كنت وقتها 14 سنه .. واليازية كان عمرها 16 و كنا انا وهي في مدرسه وحده كنت انا في اول اعدادي وهي في ثالث اعدادي .... كانت ملاك .. شعرها اسود فاحم وعيونها وساع ورموشها طويله وبشرتها مثل بشرة الاطفال الناعمة اللي مافيها اي شيء .. كانت آية في الجمال رغم مرضها اللي كلنا تعودنا عليه .. وكلنا تأقلمنا معاه .. لما كل اسبوع كانت تسوي تبديل دم .. كان هذا شيء مب غريب .. شيء عادي ..
من حنا صغار وبالتحديد يوم كان عمرها 9 سنوات يوم اكتشفوا اهلي انه فيها مرض تكسر الدم ( السلاثيميا ) المرض الغريب اللي وقتها كان محد يعرفه كان عمري وقتها 7 سنوات وكنت اشوف ابوي وهو يدعي لها ويصيح .. وامي منهاره .. ومب رايمه تقول شيء اوتعترض على حكمة رب العالمين وكان ابوي يصبرها ويقولها هذا ابتلاء لازم نصبر يام مروان .. ..
كانت اليازيه تحب تحمل مسؤليتنا من يوم كنا صغار .. انا ومروان وعمر ومريم .. اما ميثوه فهي مالحقت عليها لانه يوم تتوفى كانت امي حامل فيها ... كانت اليازية .. طيبة وحنونه .. عمرها ماضربت اي حد فينا .. ولا هزبتنا على طولة لسانا عليها وكانت تحبنا وتعاملنا بكل طيب ومحبة انتبهت على صوت عمور اخوي اللي اصغر مني بسنتين
عمر ( ظبوي عندي بحث ممكن تسوينه لي )
ظبية ( ياعمر المفروض انك تسوي بحثك .. بروحك وماتعتمد على حد فيه .. عشان المدرس ما يشك انه غيرك سواه)
عمر ( وهو شو بيدريه .. يعني بقوله اختي سوته )
ظبية ( لا بس اسلوبي غير وانته اسلوبك غير )
عمر ( بتسوينه ولا لا .. )
ظبية ( مابسويه .. شو يعني غصب هو )
عمر ( وينج يا يازيو الله يرحمج من كنت اعطيج الكتاب كنتي تحلين لي واجباتي ) وهو فاج عيونه يبا يشوف ردة فعلي .. هني حسيت بغصه ماعرفت كيف ارد .. وشو ارد عليه بس سكت وسحبت عنه الاوراق وطلعت ..
كان عمر دومه جذيه ويعرف انه اذا طرى اليازيه اني راح اسوي كل شيء له مب لاني اغار منها بس لانه اليازيه علمتني كل شيء .. احس احياناً انها امي .. او اكثر .. رغم وجود امي الا اني كنت ارتاح بالسوالف مع اليازية .. عن مدرساتي عن صديقاتي عن همومي ومشاكلي .. عن احلامي عن كل شيء في حياتي .. اليازية كانت غير في كل شيء حتى يوم تزوجت ماحسينا بفراقها لانه خذت راشد ولد عمي سيف اللي كان وقتها عمره 18 سنه وتوه مخلص الثانويه
في البداية .. امي وابوي .. عمي ومرت عمي حتى عماتي .. وقفوا في ويهم .. ومع اصرار راشد اللي قالهم انه بياخذها بياخذها لو شو سووا و اصرار اليازيه اللي كانت لاول مره احسها تعارض ابوي وامي في شيء .. وافقوا بالذات يوم قالت لهم اليازية انها ماتبا تموت وهي ماعندها عيال ولا عاشت مثل اي بنت فرحه الزواج ..
بو اليازية ( بس يا بنتي .. خطر على حياتج .. شو تبين تذبحين عمرج )
اليازية ( يا ابوي الله يخليك ويطولي بعمرك .. انا عارفه اني ماراح اعيش اكثر من اللي عشته وهذا كلام الاطباء .. مب كلامي )
كان ابوي وده يصارخ من غيضه بس هذي اليازيه .. بنته وعمره وفرحته اللي انطفت ويشوفها تذوي قدامه وده يسعدها ويفرحها لو مرة قبل لا تموت .. لانه عارف انها بالنهاية راح ينتهي كل شيء وغصبن عنه وافق وسوى لها عرس .. صغير على طلبها جمع فيه اهلنا وجيرانا بس .. كان كل اللي يشوفها يتحسر عليها .. كان الكل من داخله يتقطع عليها .. بس هي كانت اسعد انسانه .. واتذكر كلامها قبل يوم العرس عدل
اليازية ( ظبوي تتخيلييني عروس بكرى لابسه فستان ابيض )
ظبية ( ايه فديتج وليش لا وبعد راح اشوف عيالج )
اليازية ( ظبوي ما اضن الدكتور قال مستحيل احمل مع هذا المرض )
ظبية ( يزوي .. ماشيء كبير على الله )
اليازية ( صدقج انا بدعي اني احمل كل ليلة عشان ايب لكم بنت تحل مكاني وماتنسوني )
ظبية (من قال احنا نقدر ننساج يزوي انتي اختنا .. والغاليه وبتظلين طول عمرج في قلوبنا مهما صار )
يمكن كنت انا الوحيده اللي اتكلم مع اليازيه بهذي الطريقة .. لانها ربتني جذيه .. علمتني اني اتاقلم على عدم وجودها بعد فترة .. وانا تأقلمت على كلامها وما قد ناقشتها في هذا الموضوع ..
وبعد العرس انتقلت اليازيه بيت عمي اللي كان بنفس الحوي كنت احياناً لما تينا اليازيه اسمع امي تحذرها من الحمال .. وتقولها انه خطر عليها وعلى حياتها كنت ادري انه اليازية يوم كانت تقول لامي ان شاء الله كانت تقصد انه راح تسوي المستحيل عشان تحمل وراح تسوي اي شيء عشان تحس باحساس الامومه لو مره قبل لاتفارق الحياة ..
يوم حملت اليازية الكل كان منصدم .. الكل كان يصيح وكأنه كان عارف انه نهايتها قربت .. كانت امي تهزبها وابوي اللي تم يضرب كف بكف ويقول لها ليتني مايوزتج .. ليتني منعتج من هذا العرس اللي بيدمر حياتي .. كان ابوي يحب اليازيه وايد .. لدرجه انه كان مايتخيل حياته بدونها .. كانت اليازيه عند ابوي شيء غير .. شيء لا انا ولا اخواني كلنا نسواه .. كانت اليازيه فرحته الحقيقة في وجود العيال .. كنا نعرف وكنا بعد كلنا نحبها .. لانه كنا ندري انه بينا يوم وماراح تكون هي موجوده معانا فيه ..
مسكين راشد .. اللي الدنيا كانت مسوده في عينه من درى انه اليازيه حامل كان يطيح عند ريوها ويتم يصيح ويقولها ليش سويتي جذيه ليش .. كانت تطبطب عليه وتقوله كل شيء مقدر ومكتوب .. ومحد ياخذ في الدنيا الا نصيبه .. كنا لمن نشوفه .. نحس بعذابه اكثر من اي انسان .. اليازيه حبيبته وزوجته اللي متاكد انه بحملها راح يخسرها الى الابد .. وانه هو السبب في كل هذا لو ماتزوجها كان ماصار شيء وعشان جذيه حاول انها تتنازل عن حملها .. حلفها بربها انه تتخلص من الياهل .. وبالفعل وداها المستشفى بس الدكتور قاله حتى في الاجهاض خطر على حياتها لانه في بطنها توائم ..
هذا الشيء خله راشد ينهار ..اكثر .. لانه تاكد انه خلاص مافي امل انه تعيش له بعد ولادتهم .. وكان مب متأكد من ولادتهم ..
اه ياليازيه ليتج تين وتشوفين عيالج كم كبرو .. مشالله عليهم صاروا ريايل .. عبيد وسعيد اللي عشان تحسين باحساس الامومه لمره وحده ضحيتي بكل شيء ..لاجل ماتيبينهم ... كنتي عارفه انه في وجودهم راح يكون عدم وجودج معانا .. اهون بوايد لو ماتركتيهم لنا ..وبعد كل هذي السنين .. احس انه اليازيه بعدها معانا .. بروحها .. بكيانها .. باحساسها .. كان يوم وفاتها اكبر مأساة حقيقية عشنها في حياتنا ..
كان بعد يوم جمعه .. بعد ماخلصت الاربعين باسبوعين وعيالها لهم شهرين .. كانت تعبانه وعلى طول كانوا ينقلون لها دم .. ذاك اليوم طلبت من السستر انه تشيل الجهاز لانها تحس انها بخير ومايحتاج ينقلون لها دم خلاص هي كانت تحس انها بخير .. نشت .. اغتسلت وتوضت .. صلت الظهر .. ويات بيتنا بعد مايابتها السستر هي والبيبي عندنا على الكرسي المتحرك اللي كانت تقعد عليه لانه هي مافيها حيل تمشي خطوتين ..
كنا كلنا مجتمعين .. وخاصه بعد ما تنساينا بشكل جزئي انه ممكن اليازية تروح عنا وكنا بالفعل يالسين نتكلم عن قوتها وعن اصرارها باحتفاظها .. بعيالها .. كان ابوي فرحان .. ويوم شافها يايه .. قام يهلي .. ويرحب
بو اليازية ( هلا والله بشيخة البنات وعمري كله .. هلا بنور عيوني .. ليش يا بنتي قمتي من السرير كلنا كنا بني صوبج .. )
اليازية ( لا يابوي مليت وتولهت على يسلتكم ولمتكم .. وولهت على امي .. )
بو اليازية ( امج يابنتي فوق تصلي بروح ازقرها لج )
اليازية ( لا مايحتاي .. انا بقعد معاكم .. ويوم تنزل بشوفها )
بو اليازية ( براحتج يالغالية وانا كم اليازيه عندي )
اليازية ( عمر مب تضرب عيالي يوم يكبرون .. ترى بخلي ابوي يضربك )
عمر ( طاع هاي عن منو تتكلم .. يازيوي هذولي بيبي ..وانا مستواي اكبر عن البيبي .. بعدين انا خالهم)
اليازية ( ايه حط بالك عليهم .. اباك تاخذ بالك منهم .. )
عمر ( لا ما احب اربي يهال .. انتي يوم بتروحين يبي بشاكير )
بو اليازية ( جب يا الهرم .. فال الله ولا فالك .. لاتخليني عمور اسويك مربيه حق عبيد وسعيد تراني اسويها )
عمر ( لا ابويه حرام عليك خل ظبوي .. انا ماعرف اربي يهال بعدين انا ماحب عيال ناس ثانين )
بو اليازية ( صدق ماتسحي عمور اللحين عيال اختك عيال ناس غير .. صدق انك مب ريال .. نش من ويهي الساع لا امرغ العصى على ظهرك .. واداويك بملح عشان تصون لسانك عن اختك )
عمر ( اوه انا بسير العب بلي ستيشن احسن لي )
يتبع
أنا بصراحه مأحب أقراء روايه متقطعه ماعندي صبر بأنتظر لحد ماتخلص وأقراها كلها000
تابعي يالغلا00