الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
^القطوه^
20-12-2022 - 05:49 pm
  1. أنا طفل أو شاب!!

  2. أعذورني على عدم الدقة في التعبير.. إذ أني لا أدري أين أقف بالضبط.


ربما تستغربون من العنوان ولكن هذه حال كثير من الاطفال اللذين لم يتسنى لهم العيش كباقي اطفال جيلهم
ربما لا يتمنى موت امه ولكن يتمنى اي شيء في هذه الدنيا لكي يبعده عن الالم والمعانه التي يعيشها يوميا نحن نراهم في الطرق ونفكر بهم لدقائق وربما لثواني لكن سرعان ما يذهبون عن فكرنا فهذه هي الحياه كل منا
يفكر بعيشه وينسى كيف يعيش الاخرون اتتركم مع معانات هذا الطفل .. بل شاب بالامه وطفل بملامحه

أنا طفل أو شاب!!

أعذورني على عدم الدقة في التعبير.. إذ أني لا أدري أين أقف بالضبط.

قد أكون طفلا وقد أكون شاباً.. أما عمري، فأنا في الثانية عشرة من عمري. وهذا العمر تعدون صاحبه طفلاً.. ولهذا شككت في كوني طفلاً.. ولكن للطفولة أحلام وتصرفات وخيالات غير موجودة في حياتي بتاتاً.. أنا بائع مناديل..
أقف بمجموعة منها عند الإشارة الأولى في الشوارع.. اقف كل يوم عند الإشارة الأولى .. لا أدري أهي الإشارة الأولى أم الأخيرة!! ولكني أصفها بالأولى .
تجدونني هناك بعد صلاة العصر إلى الساعة العاشرة مساء وفي يدي مجموعة مناديل.. أنادي عليها: مناديل مناديل.. ليس معي غير المناديل..
يخلو وجهي من مظاهر الحياة التي تكتض بها وجوه الصغار! يومياً أشعر بتفاهة الحياة التي أحياها وأعرف أن أصحاب السيارات الفارهة التي تقف عند الإشارة ينظرون إليّ بقرف .. ويود أحدهم أن يبصق في وجهي الشاحب تعبيراً منه عن مشاعر الكره تجاهي.. أعرف ذلك وأشعر به وأراهن عليه..
هم لا يعرفون سبب وقوفي هناك!! يظنون أني أقوم بهواية جمع المال!! كما يفعل صاحب البرج الكبير الذي أراه منتصباً عند الإشارة يتحداني بقوامه الضخم!!لا يعرفون أني أنا العائل لأمي الضريرة .. التي تبقى في بيتنا الشعبي القديم بلا أكل أو شرب حتى آتي أنا وأطعمها وأشربها.. ثم تدعو لي : " يا رب يوفقك يا ولدي" أقول في نفسي آمين.. أقولها وأنا أتذوق طعم غصة مريرة تطعنني..
أمي تدعو لي بالتوفيق.. ولا تعلم أنني في دنيا لا يتوفق فيها من دخله دون الخمسة آلاف.. فكيف بي وأنا لا دخل لدي.. إلا ما أجنيه من بيع المناديل.. وفي كل ريال أجنيه من هذه المهنة طعنة لكرامتي!!
عندما يمد إليّ ذلك الغني المتشبع بالكليسترول ريالاً ليشتري به علبة مناديل أرى في نظرته شيئاً لا أستطيع التعبير عنه.. ولكنه يفقدني جزءاً من كرامتي.. نعم لأني بعد أن أرى ذلك الشيء الملوث الشيء القذر يرمقني من عينه أشعر بسقوط شيء شريف من نفسي.. أظن أنه الكرامة..
لأنني أقف عند الإشارة وفي عيني رجاء لأولئك الأغنياء أن يمنّوا عليّ بشراء منديلٍ او اثنين.. أستطيع بثمنهما أن أؤمن لأمي العجوز عشاءها! ولا أدري بالضبط أهم يشترون مناديلي أو يشترون كرامتي التي ما عدت أملك منها شيئاً..
أرى نفسي دائماً على ذلك الجدار الزجاجي الأزرق في ذلك البرج العالي أرى نفسي وبيدي مناديلي.. وأرى بوضوح ثوبي القديم وحذائي المهترء فأشعر بالامتنان لصاحب ذلك البرج حين أن سمح لجسمي القذر أن ينطبع على جدار برجه الزجاجي الضخم..
جميع السيارات فارهة.. وجميع السائقين فارهين.. وجميع المباني فارهة.. أنا الوحيد الشاذ في هذا المجتمع الفاضل.. كم هم رحماء يوم أن سمحوا لي أن أعيش بينهم.. يوم أن منوا على جسمي القذر بأن ينطبع على أعينهم لحظة نظرهم إليّ..
أمي يا حبيبتي.. ألا تريدين أن تموتين..
إنني أحبك من أعماق أعماقي ولكن: ألا تريدين الموت؟
إن موتك سيطعنني ويلقي بي في لجة حزن لا قعر لها.. أعرف ذلك. ولكن موتك سيرحمني من نظراتهم. لأنني لن أبيع بعد موتك مناديلاً..
لن أقف بجوار برج المملكة عند الإشارة الأولى من شارع العروبة شرقاً..
لن أكلف نفسي ذلك الهم.. يوم أرى أندادي يركبون مع سائقيهم في أفخم السيارات.. ثم يشيرون بأصابعهم الصغيرة تجاهي.. وأسمع من فتحات شبابيكهم أليق كلمة توجه إلي : مسكين...
يوم تموتين يا أمي سأسند ظهري إلى أحد الجدران في حيّنا الشعبي.. وأجلس بهدوء.. وأترك للهواء حرية العبث بشعري وثوبي لن أقاوم شيئاً.. سأترك للجوع والعطش حرية العبث بحياتي.. لن أقاوم أبداً..
سأستسلم..
سأغمض عيني.. وأسترجع ذلك الشعور الرهيب يوم أن كانت كرامتي تتساقط أمام نظراتهم المقيتة.. سأنحني قليلاً..
سأجلس وأمد رجلي للآفاق الممتدة.. لن أنظر إليها الآن.. لأنها لا تعنيني..
سأغامر مغامرتي الوحيدة .
سأجرب الموت.
لن أبكي لأن كل غصة لا أبوح بها ستعيد لي شيئاً من الكرامة المفقودة. صدقيني لن أبكي على موتك يا أمي لأني أعلم أنه لن يأتي المساء إلا وأنا معك في عالم الموتى.. سترتخي يدي.
سيمر الأولاد من قربي ويشيرون إليّ: المسكين المسكين.
لن أسمعهم.. سأكون ميتاً ساعتها.. سينتبه أحد الرجال .. ويقترب مني ويرفع يدي..
ستسقط ..
سيرفع وجهي وينظر إلى سنين الأسى والجوع والحرمان في وجه طفل.. أو شاب!! لا أدري بالضبط
منقول ..
اختكم القطوه


التعليقات (2)
شروق الشمس2006
شروق الشمس2006
تسلمين ياقلبي

*أمورة بس مو مغرورة*
*أمورة بس مو مغرورة*
مشكورة اختي بس تدري انك عوتي قلبي ونزلت دمعتي
الله يساعد الجميع اللي يشوف مصيبة غيره تهون على مصيبته
عطاك الله العافية

لا حول ولا قوة ألا بالله
إبحث عنك ليتك لا تغيب