^-^بنت سدير^-^
17-10-2022 - 02:15 am
كانت تتباهى بجسمها...
كانت تحب التناسق بين طول شعرها...جمال وجهها...قوامها الممشوق...
كانت عند عودتها إلى غرفتها لاتفارق شيئين...
المرآة....
واللوحة التي علقتها بجانب المرآة....
كانت ترى في رسوم اللوحة نفسها...
كانت ترى في الشمس شخصيتها...قوتها...حبها...ضعفها...أملها.. .
كانت ترى في الورود الحمراء والأشجار الخضراء...جسدها...شعرها...وجهها...
كانت ترى في المياه العذبة التي تنساب بين جنبات اللوحة...جمال روحها..صفائها...
ولكن...
هاجمت الغيوم السوداء لوحتها....
حاولت الشمس مقاومتها...هاجمتها بأشعتها..انقظت عليها ببسالة...
هاجمت..ثم هاجمت...لم تعد تحتمل..قاومت...قاومت..
ولكنها أخيراً...استسلمت ..نزحت يمينا..
عرفت أنها لاتستطيع فعل شيء فهذه مشيئة الله...
بدأت الغيوم تبرق وترعد...تخرب جمال اللوحة...
بعد أن انتهت تلك الغيوم من عمليات التخريب..رحلت ببساطة...
ظهرت الشمس متلهفة لترى ماحل بأرضها...
انذعرت..ارتعدت أوصالها...يئست...هربت من المنظر المخيف...
اختبأت ..بحيث لاترى مارأت مرة أخرى...
لقد رأت الدمار...
رأت الأشجار المحطمة...الورود المخربة....
المياه العذبة قد عكرت....
نعم...لقد أصابها ذلك الحادث الشنيع...
أجلسهافي كرسي جدتها...الذي لطالما وبخت عندما تجلس عليه...
ولكنها أخيرا...جلست دون أن توبخ...
ولكن الكرسي كان ماكرا...فحين جلست اغتنم الفرصة وكبلها....
نعم ...قيدها...سجنها بداخله...
حاولت أن تتحرك...وقفت ولكنها وقعت....
حاولت مراراً وتكراراً...
ولكن قيود الكرسي كانت قوية جداً...
كان من المستحيل الإفلات منها...
استسلمت له....عرفت أنها لن تذهب إلى غرفتها إلا بواسطته...
لم تعد كما كانت...
لقد أصبحت المرآة الآن عدوتها..
كرهت جسمها...الذي كانت تتباهى به...
قصت شعرها الطويل...الذي كانت تعشق فيه طوله...
كرهت عالمها...
كرهت صديقاتها....أهلها..مدرستها...
كرهت نفسها...
مزقت لوحتها...
لم يعد لها(كما تقول)مستقبل...
لم تعد تخطط لما ستفعل غدا كعادتها...
لم تعد صديقة نفسها...
ببساطة....لم تعد هي....
رائع فيما طرزت هنا بين السطور
من مفردات بماء الذهب
تقبلي مروري المتواضع
دمعه