بكل صراحه اريد زوجا بالمسيار

أنا شابه جميلة وجذابة, وذات شخصية آسرة, ومثقفة وعلى خلقٍ ودين, مقبلةٌ على الحياة, متفائلة بالمستقبل, طموحةٌ محبةٌ للخير, لكنّ هذه الصفات لم تشفعْ لي في حكم القدر, ولم تكنْ كافية لأشتري بها حظًا سعيدًا, فقد أمتلكتُ العلم والثقافة والوظيفة لكني خسرتُ الأسرة والأطفال والرباط العائلي المقدس.
قيل لي أن الحل الوحيد لمشكلتي هو زواج المسيار فخرجتُ أبحثُ في كلّ مكانٍ عن مشرعٍ ومفقهٍ يأتيني بخبره؛ فإذا هو مظلمٌ كالليل, ليسَ له أحكام ولا تشريعاتٌ, فقلتُ: مادام المجتمع قد تقبله فهو حلال. ودخلتُ المنتديات, ويالا المفاجأة, وجدتُ إعلاناتٍ عن زواج المسيار, وخطّابات على الهواء, ويابخت من وفق راسين بالحلال.
أنا رجلٌ متزوج من قرابة الستة عشر عاماً, زوجتي جميلة وصالحة, والأهم من هذا وذاك موظفة تساعدني في مسؤليات الحياة, لكني رجلٌ أحبّ التجديد والتغيير, وأعلم بأن الشرع أعطاني الفرصة لأتزوج أكثر من واحدة, لكن بما أني أحبّ زوجتي وأخافُ على مشاعرها من جهة وعلى أولادنا وحياتنا من جهة, فقد ترددتُ لسنواتٍ طويلةٍ في هذا الموضوع, بل لقد تناسيته تمامًا, وقنعتُ بحياتي وأسرتي.
اليوم سمعتُ بزواج المسيار من أصدقائي ففرحتُ كثيرًا, وقلت في نفسي: هذا هو الحل الوحيد لمشكلتي, ودخلتُ المنتديات, ويالا المفاجأة, وجدتُ إعلانات عن زواج المسيار, وخطّابات على الهواء, ويابخت من وفق راسين بالحلال. ثم أخذتُ أرقام الخطابات ورحتُ أتخير في البنات, وأدخل البيوت, وأتفرجُ على الألبومات البشرية, وياله من عالم..
سألتها: هل أنتِ مقتنعة بهذا النوع من الزواج؟
أجابتْ: لستُ مقتنعةً لكني مضطرة.
سألتها: لوكنتِ متزوجة, هل كنتِ ستقبلين أن يتزوجَ زوجكِ بأخرى على هذه الطريقة؟
أجابتْ: لا طبعًا, لم أكنْ لأسمح له بذلك.
سألته: هل أنتَ مقتنعُ بهذا النوع من الزواج؟
أجاب: أكيد, و ما المانع, مادمتُ لن أخسر عائلتي وسوف أكسبُ امرأة أخرى.
سالته: هل تقبل أن تزوجَ أختكَ بهذه الطريقة؟
أجاب بعنف: لا طبعًا, ولو عنستْ عندي, نحن أسرة محترمة.
الأن أسألكَ أنتَ وأسألكِ أنتِ نفس الأسئلة, وأتمنى أنْ تكونا صريحين في الإجابةِ.
موضوع زواج المسيار موضوع مستهلكُ في نظر البعض,
ولكني أرى بأننا في حاجة إلى إثارته من حينٍ لآخر
علنا نستطيعُ أنْ نغيرَ من قناعات بعضنا البعض حول الموضوع.
أنتظرُ تفاعل الجميع مع الموضوع.
منقول