- تغير مواصفات فتى الأحلام
- زوجة في عصر العولمة
- قيود المجتمع
- فتاة أحلام زوجي!
بين الحب ومواصفات فتى الأحلام المثالية ينغمس الشباب ولكن مع التجربة العملية للزواج يصطدمون بأرض الواقع ، ويؤمنون أن فتى الأحلام اختفي وسط الظروف الاقتصادية .
فما أن تمر سنوات بعد الزواج حتى تذوب مواصفات فتى الأحلام وتندثر، ويبقى سؤال واحد يتردد على لسان بعض الزوجات " هل ما زلت فتاة أحلام زوجي ؟
بداية تؤكد الدكتورة "فؤادة هدية" أستاذة علم النفس بمعهد الدراسات العليا بجامعة عين شمس، أن الاختيار للزواج في المجتمعات الشرقية يعتمد على أسس خاطئة إلى حد ما، فهو دائماً ما يضع نماذج ثابتة في عقولنا نختار على أساسها، وغالباً إن الاختيار لا ينصب على مدى التوافق النفسي بين الاثنين قدر اعتماده على نموذج الرجل القادر على نفقة الزواج، أو الذي يحتل منصباً ما أو المنتمي إلى عائلة لها مواصفات خاصة.
وتضيف الدكتورة "فؤادة هدية"، أما نموذج الفتاة ينصب على الفتاة الجميلة المهذبة، والتي تنتمي إلى أسرة محترمة، وهي في الغالب مواصفات تتغير وتتبدل، وكأن الشكل الخارجي برواز شيك أو ورق "سوليفان" يجذب الطرف الآخر، فيحدث الارتباط، وينتهي الأمر، تهمل الزوجة في جمالها وشكل جسدها، وتتغير صفات الرجل مع الاحتكاك بمشاكل العمل والحياة والمسؤولية الجديدة، وهي الصفات التي اختيرا على أساسها.
تغير مواصفات فتى الأحلام
كشفت الدراسات الاجتماعية أن مواصفات فتى الأحلام تتغير، وتتبدل تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية، وربما السياسية التي يعيشها البلد، فبعد أن كانت المواصفات بالنسبة للفتاة شكلية فقط ، بيضاء، عين ملونة وشعر سلوك ذهب ، عادت بعد سنوات، لتصبح السمينة ذات الوزن الثقيل هي الفتاة الجميلة، وبعدها بسنوات كانت الرشيقة الحاصلة على قدر من التعليم والشخصية القوية الجذابة هي العنوان الأول لفتاة الأحلام.
وبالأمس أيضاً كان الرجل الذي تمتلئ جيوبه بالمال كافياً للتقدم إلى الزواج ويحوز القبول، كذلك الفتاة ما إن تبلغ، وينخرط جسمها وتدخل عالم الأنوثة تصبح قابلة لحمل مسؤولية الزواج.
زوجة في عصر العولمة
أما الدكتورة "نوال إبراهيم" أستاذة الاجتماع بجامعة القاهرة ترى - حسب ما ورد بمجلة "سيدتي" أنه "مع التطور التكنولوجي وعالم القرية الصغيرة التي نحياها، أصبحت فتاة أحلام كل شاب هي من تحمل قدراً من التعليم والذكاء الاجتماعي مع مرونة في التصرف، ومجابهة الصعاب، واعية تعي الأمور من حولها كيف تسير؟ متعلمة تصل بفكرها إلى عقول صغارها، صاحبة دخل تساهم في تسديد مطالب الزواج، قوية لديها القدرة على التجاوب مع مشاكل الأبناء، صامدة أمام صدمات الحياة، صبورة على تحمل فراق الزوج لساعات وساعات، أو في حالة سفره لجلب المزيد من المال .
قيود المجتمع
وتعود الدكتورة "فؤادة هدية" أستاذة علم النفس، لتعطي مفهوماً جديداً حيث تقول: "إن هناك ميلاً طبيعياً ومشروعاً وموجوداً لدى كل البشر يتمثل في تصور فتى الأحلام، فهو فكرة مغلفة بمشاعر الحب والرغبة في وجود شخص يقترب ويهتم، هي ترجمة للمشاعر الحميمة تجاه الجنس الآخر، وما يمنع هذا الأساس وهذه المشاعر من أن تزيد وتصل إلى درجة الحمى، هي قيود المجتمع والتقاليد"!
هناك أسباب
وتستطرد كلامها: إضافة إلى الاعتقاد الشائع بأن الوجود والقوة والإحساس بالحب لن يتحقق للفتاة إلا من خلال رجل، لكن لو سمح لكل طرف بأن يحقق طموحاته بذراعه تعليماً، وعملاً لخفت حدة هذا الولع والميل.
والسبب الثالث يتوقف على مدى ما تلقاه الإنسان المقبل على الزواج في طفولته وفترة شبابه ومراحل نموه من حب واهتمام ورعاية لقدراته العقلية.
وإذا تحققت كل هذه الأمور، فإن الطرف الآخر أو فتى الأحلام سيظل موجوداً في الخيال، ولكن بقدر طبيعي بعيداً عن الخيالات والأوهام المبالغ فيها.
هذا تؤكد الدكتورة " فؤادة هدية" أن اللوم والاصطدام يبدآن عندما يفشل أحد الأطراف في تحقيق أحلام وطموحات ونجاحات الطرف الثاني؛ ليبدأ الإحساس بالفشل والذنب.
ولعلاج هذا الموقف يجب أن يكون الحب والمشاركة بين الزوجين بعيدين عن الاعتمادية، وأن تكون تصورات فتى الأحلام طبيعية، هادئة، معقولة، متزنة إلى حد ما دون مبالغة.
فتاة أحلام زوجي!
هل ما زلت فتاة أحلام زوجى؟! سؤال تردده كثيرات من الزوجات بعد سنوات من الزواج، وإجابته كما تقول د. سهير عبد العزيز أستاذة علم الاجتماع بمعهد دراسات الطفولة، مرتبطة بتصور فتى وفتاة الأحلام! فالاختيار يجب أن يكون قائماً على مواصفات داخلية للشخصية مثل: الطبع، العقلية، طريقة التفكير، الخصائص النفسية والاجتماعية، وكلها أمور لا تتغير، بل تدوم مع الإنسان، وتظل رابطاً قوياً بين الزوجين، حيث نرى أحياناً امرأة جميلة تتزوج من دميم، ويظل العشق العمر كله.
والعامل الثاني الذي يسبب صدمة ما بعد الزواج يرجع إلى اختيار النموذج المثالي لفتى الأحلام فهو الأسمر (المسمسم)، وتمر السنوات ويظهر الكرش والشعر الأبيض، ولا ننسى كلمات الكاتب "أنيس منصور": تلفت نظري المرأة الجميلة لأول وهلة، وإن تحدثت تصبح أقبح امرأة!
ماذا يريد الشباب!!
أوضحت دراسة اجتماعية أجريت بجامعة عين شمس قسم الاجتماع، أن 36% من الشباب يريدون فتاة أحلامهم إنسانة تتحمل زوجها، وتعينه برأيها ودخلها الخاص وقت الشدة.
25% يريدونها قوية قادرة على تحمل المسؤوليات دون تبرم أو قلق، وفي قلبها حب كبير.
14% لا يريدونها جميلة، باهرة، مغرورة، ويفضلونها مقبولة متواضعة تسير معي خطوة بعد خطوة.
12% يفضلون فتاة أحلامهم خارقة تجمع بين الجمال والجاذبية، قوية الشخصية وحسن التصرف مع الاحتياج لهم.
7% يرفضون أن تكون أغنى منهم، أو أكثر علماً، ويفضلون المساواة في العلم والمعرفة والمكانة الاجتماعية.
5% لا يهتمون إن كانت أصغر منهم أو تكبرهم بسنوات ما دام الحب والتفاهم في قلوبهم.
أحلام البنات
أما البنات تنحصر كل أحلامهن وأمانيهن :> رجل واثق من نفسه، نشط، حسن المظهر، ومتحدث لبق.
> يترك انطباعاً على المحيطين، وله أسلوبه الخاص في التصرف والكلام.
> جاد في عمله ويتمتع بشخصية استقلالية، ويحسن التصرف في الأماكن العامة.
> الرجل القوي الطموح المعتز برجولته، ويتحدث برزانة.
> يتمتع بإحساس مرهف، ويمنح المرأة لمسات عاطفية بتقديم هدايا ودعوات على العشاء على ضوء الشموع.
> يستمتع معها بالموسيقى الهادئة، ولا ينسى عيد ميلادها رغم كثرة مشاكله.
> من يتكلم عن إحساسه وتجاربه الشخصية بدلاً من الحديث في السياسة أو الرياضة والمشكلات الاقتصادية والعمل.
> من يتمتع بالحيوية والنشاط ويتصرف بتلقائية ولا يهتم بالماديات.
> هو الرجل المتفائل البشوش المقبل على الحياة بروح عالية.
> لو تجمع كل ذلك في شخص واحد مع قدرة مالية على الإيفاء بمتطلبات الزواج، وهذا الطلب شكل نسبة 88 % من مواصفات فتى الأحلام.
عقبة الزواج
ترجع الدكتورة "فؤادة" اختفاء الحب والولع بين الزوجين بعد سنوات قليلة من الزواج إلى اعتقاد الفتاة بأن الزوج سوف يحقق لها كل شيء: الحب، الاستمتاع بالدنيا، حسن المعاملة، النجاح، التميز.
وهذا لن يتحقق بالطبع بيد الرجل وحده، ومن هنا تأتي المشكلة، فالفتاة تقبل على الزواج محملة بكل هذه الاحتياجات، متناسية أن الواقع يفرض نفسه، فتصبح بعد فترة كل هذه الاحتياجات عقبة الزواج!
مؤسسة الزواج
هي علاقة مع آخر، كيف أتحمله؟ وكيف أوازن بين ما أريد وما يريد؟
بالنقاش والحوار نصل إلى صيغة معينة، كيف أحبه وأحترمه دون أن أجور على نفسي؟!
كيف أتقبله؟ ونواجه الدنيا معاً، نحقق طموحاتنا دون أن يتنازل أحدنا عن جزء من حياته.
اختيار العقل
ومن جانب آخر ينصح خبراء الاجتماع كل فتاة باختيار العقل بدلا من الخضوع امل يمليه القلب عليها حتى لا تصطدم بأرض الواقع القواعد، ويقدمون بعض النصائح التي تساعد الفتاة على اختيار شريك حياتها :
- الخطوة الأولى : عليكِ ملاحظة هل هذا الشخص مناسب من ناحية المستوى الثقافي والاجتماعي والمادي والطباع الشخصية والظروف الأسرية الظاهرة أم لا؟ إلى غير ذلك من الاعتبارات العقلية.
الخطوة الثانية : هي تحديد الميل القلبي؛ ففي بعض الأحيان يكون هناك نوع من النفور وعدم القبول للوهلة الأولى ، وهذا سبب كافٍ لعدم إتمام الارتباط.
ملحوظة: يجب ان تفرقي بين القبول والحب .
الخطوة الثالثة: مبدأ الاستشارة ؛ فينبغي استشارة أهل الخبرة ممن يعرفون هذا الشخص، واستشارة الوالدين وغيرهما ممن يتوسم فيهم الإنسان الحكمة والرشاد.
الخطوة الرابعة: وتأتي بعد الأخذ بالأسباب في الخطوات الثلاث السابقة، وهي مسألة الاستخارة، وفيها نوع من حسن التوكل وتفويض الأمر لله .