تذكرتُ ..نعم تذكرتُ أنت لم تسافر ,والبيت مازال يسكنك,
يرصد دقاتِ قلبك المتأرجة بين القوة والضعف ,ويقرأ فكرك الضائع بين الشك واليقين ,يعد أنفاسك شهيقاً وزفيراً,
أنت لم تسافر ,والبيت مازال يسكنكَ.من هو المسافر إذن يابرتقالة مابعد الفصول الأربعة
ياوهج الخرافاتِ؟
أذكر أني أغلقت الباب ورائي ,وأنا أحمل حقيبة السفر,
كانت عيناكِ في تلك اللحظة مشبعة بالقهر دمعاً, وأنفاسك تتقطع بالحرقة ألماً,وعندما أُغلق باب الطائرة ,سمعت صوتك يخترق البعد نحيباً,
ورأيت ضفائر الشمس تحترق فوق كتفيك حسرة, كان الجو حاراً في المدينة آنذاك, لاأظنك نسيت رائحة الدمع التي كانت تفوح من عينيك مخضَّبة بالرجاء, وظلت قابعة في أنوفنا يعبق بها المكان
واليوم تخمرَّ الدمع فوق جفنيك بفقد الكف التي كانت تمسحة بالحنان,
ألم تري ذبول عينيك ,واصفرار خديك,وترهل جسدك ؟
وتشقق يديك بالفقدِ شوقاً ليدي وتقولين لم أسافر؟مازال البيت يسكنك هنا وفي كل مكان عشت فيه,
لم تكن سعيداً خارج قفص الذكريات ,أتظن أنك كنت حراً تفعل ماتشاء , وتقتل من تشاء وتعشق من تشاءمتى تشاء؟
أو لم تكن تعلم أنني ورغم ابتعادك ويباس الغصن في حديقتي ,
وتساقط أوراق الشجر ,فإنَّ الربيع ظلَّ يزورني بأسراب السنونو,
و الشتاءُ بحبَّات المطر , والصباحُ بضفائر النور ,
أما أنت فقد ضاع منك كل شيء..كل شيء
أنا تقدمتُ بالسنين إلى الأمام كثيراً,لم يعد باستطاعتي اللقاء بك لأنك مازلت في البيت العتيق والبيت مازال يسكنك
- فلنعد إلى بيتنا إذاً ولنسكنه معاً
- ألم أخبرك بعد بأن البلدية هدمت البيت ,وشقت مكانه طريقاً .
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
\
/
ماذا اكتب لكِ..؟!!
وكلماتك تفوق الجمال..
وعباراتك تماثل الإبداع
في مسماه..
\
/
كلماتك...كشمس دافئة
أضأت الكون بعد ليل مظلم
مخيف...
كانتِ...كروعة إسمكِ..
وكروعة وجودكِ معنا..
\
/
فحياكِ الله وبياكِ..
ونطمح بالمزيد..
فقلمك يستحق الهطول
بعد طول البروق والرعود..
\
/
أنتظركِ..
فلا تتأخري..
\
/
دمتي بصحة وهناء..
أسيرة البحر