تطوير نموذج رياضى يتنبأ بحالة مرض السرطان

السرطان مرض العصر المميت ، الذى يتفشى ويصيب عدد كبير من الأشخاص فى العالم ، ويكمن خطورته فى عدم وجود علاج شافى منه نهائياً ، فقد تمكن باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من تطوير نموذج رياضي، يساعد علي التنبؤ بالحالة المستقبلية للأورام السرطانية التي تصيب الإنسان، وتحديد سلوكها خلال فترة زمنية قادمة، مما قد يسهم في تحديد نوع العلاج الأمثل لكل مرحلة.
وقام الدكتور أليكسندر أندرسون، المختص بعلوم الرياضيات في جامعة "دندي" البريطانية - كما ذكرت صحيفة"الزمان" - بتطوير نموذج رياضي يمكن من خلاله التنبؤ بنشاط الخلايا السرطانية، وحالة الورم من جهة انتشاره وتطوره علي نحو مشابه لما يقوم به راصدو الطقس في توقعهم للحالة الجوية المستقبلية.
وتم إجراء تجارب مخبرية وبحوث رياضية في هذا المجال، بمعاونة باحثين من الولايات المتحدة الأمريكية، هدفت إلي التركيز علي ظروف البيئة المحيطة للورم، باعتبارها عاملاً مساعداً في تثبيط نمو الورم أو زيادة سرعة انتشاره.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "الخلية"، في عددها الصادر لشهر كانون أول (ديسمبر) الحالي، إلي أن هذا الانموذج الرياضي يركز علي البيئة المحيطة التي تنمو فيها الخلايا السرطانية، حيث بإمكانه التنبؤ "بسلوك" الورم من خلال دراسة وتقييم وضع النسيج المحيط.
وحسب الدراسة التي نقلت خلاصتها وكالة (قدس برس) فقد أظهر هذا الانموذج أن جعل ظروف البيئة المحيطة بالأورام أكثر صعوبة لنمو الخلية السرطانية من خلال استخدام علاجات معينة، سيتسبب في أن تصبح الخلايا السرطانية الناجية أكثر شراسة وأشد عنفاً، فهي قد تحول بضع خلايا سرطانية متبقية في العضو المصاب عقب إزالة الورم، إلي ورم سرطاني ينتشر في أنحاء الجسم المختلفة.
وتهدف دراسة العناصر الأساسية للورم السرطاني تقييم وضعه وتحديد حالته كما يحدث الآن من قبل المختصين يعد أمراً ضرورياً إلا أنه لا بد من التركيز علي طريقة تفاعله مع البيئة المحيطة، والتي تلعب دوراً رئيساً في تحديد سلوكه، ومن ثم نوع العلاج المستخدم في مقاومته.
ويأمل الباحثون، ومن خلال تطوير برنامج حاسوب في المستقبل، بتطبيق مبادئ هذا الانموذج الرياضي حتي يتمكن المختصون من التنبؤ بسلوك الورم في العضو المصاب خلال فترة زمنية قادمة، تماماً كما يفعل الراصدون الجويون في محاولتهم تنبؤ حالة الطقس خلال الأيام القادمة.
يقول فيتو كوارانتا أحد أبرز الباحثين الأمريكيين فى هذا المجال كما أنه يترأس فريق البحث وهو يبدو متفائلاً بهذه النتائج، وهو أستاذ في علوم الحياة السرطانية "أن لقد بدأ عصر جديد في مجال البحوث السرطانية، بعد أن قدم لنا علماء الرياضيات رؤية جديدة في هذا المجال، فلم يعد مرض السرطان وحشاً قبيحاً نصارعه، وإنما أصبح عملية معقدة يمكن تحديد خصائصها بأسلوب منطقي كما يمكن التغلب عليها بثقة وتأن".
وذكر أن علم الأورام السرطانية الرياضى سيمكننا من تحديد نوع العلاج الأمثل لكل مرحلة من المراحل، وبذلك لا ينطوي علاج هذا النوع من الأمراض علي تجارب تحتمل الخطأ والصواب.