مشاغبة
24-09-2022 - 02:39 pm
لندن - أطلق مركز بحوث التوحد التابع لجامعة كامبردج البريطانية سلسلة من الرسوم المتحركة الموجهة للصغار من مرضى التوحد، حيث يأمل الباحثون من المركز بأن تساهم تلك الأفلام في مساعدة هؤلاء الأطفال على قراءة تعابير وجوه الأشخاص.
ومن المعلوم أن طفل التوحد يتجنب النظر في وجوه الآخرين كما أنه يجد صعوبة في تفسير إيماءات الوجه والتي تعبر عن مشاعر الحزن أو الفرح أو غيرها، فهو لا يستطيع تفسير الوجوه عند النظر إليها.
وتعتمد فكرة السلسلة الكرتونية التي أنتجت بمساهمة شركة كاتاليست بيكتشرز المختصة في مجال الرسوم المتحركة على ميل طفل التوحد إلى وسائط النقل التي تعمل بشكل ميكانيكي ويسهل توقع حركتها مثل القطار والسيارة والترام، لتشكل هذه الوسائط الشخصيات الثماني التي يرتكز عليها العمل الكرتوني والذي يتألف من خمسة عشرة حلقة.
وقد ُمنحت كل شخصية في العمل وجهاً بشرياً حقيقياً من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة، ليغدو بإمكانها أن تظهر إيماءات تعبر عن انفعالات مختلفة مثل الحزن والفرح، الأمر الذي سيساعد الطفل على قراءة وجوه الأشخاص.
ويعقب عرض كل مجموعة من المشاهد في الحلقة الواحدة من تلك الرسوم المتحركة اختبار بسيط موجهاً للطفل يطلب من خلاله اختيار الوجه الحزين أو الفرح، وذلك بعد تعريفه بمعاني تلك الكلمات من خلال وجوه شخصيات العمل الكرتوني.
فمثلاً يظهر له القطار الذي يحمل وجهاً بشرياً حزيناً مع مراعاة إعطاء انطباعات قوية من خلال عضلات الوجه، ومن ثم يطرح عليه سؤال يتضمن صورتين لشخصية أخرى من العمل بحيث يظهر أحد الوجهين تعبيرات الحزن فيما يبدي الوجه الآخر إيماءات الفرح، ويطلب إلى الطفل تحديد الوجه الحزين منهما.
وبحسب ما أوضح القائمون على هذا المشروع، فإن الأطفال المصابين بالتوحد والذين شاهدوا هذا العمل مدة خمسة عشر دقيقة يومياً لأربعة أسابيع، أبدوا تطوراً ملحوظاً فيما يتعلق بقدرتهم على قراءة الانفعالات التي تبديها الوجوه على نحو يقارب نظراءهم من الأطفال الآخرين.
ونقلا عن هؤلاء القائمين فقد هدف العمل إلى تعريف الطفل كذلك بإيماءات الوجه التي تعبر عن حالات شعورية أكثر تعقيداً مثل المرح، والقلق والإحساس بالإثارة وغيرها.
ويأمل الباحثون بأن يتمكنوا من نشر هذه الأداة التعليمية بين شريحة واسعة من الأطفال المستهدفين، فهم يقومون حالياً بتوزيع 400 ألف نسخة رقمية من هذا العمل مجانا على الآباء والمربين الذين يتعاملون مع الأطفال المصابين بهذا المرض الغامض. (قدس برس)