ثمرة الحب

يتجمع كماً هائلاً من الأسئلة التي تجاوب نفسها تلقائياً.. إلى أن نصل لسؤال واحدا لا إيجابه له ..
سؤال يدخل في الكينونة الإلهية ؟!!!
من أنا ؟ ولماذا خلقت ؟ وماذا يمكنني أن افعل ؟ ماذا لا أستطيع أن افعل ؟
هل الحياة تبتسم لي ؟ هل أجد من يحبني ؟ هل توجد نقطه تغير حياتي؟
كم مقدر لي أن أعيش في هذه الدنيا ؟ هل هناك شخصا في الدنيا يستحق أن نحبه؟
كم من الوقت يضيع من بين يدي دون أن احقق حلمي؟ هل سأحقق جميع أحلامي؟
وما هي هذه الأحلام؟ هل تستحق العناء؟ هل أفعل الصواب؟ لماذا خلقت ضعيفا؟
كيف أستطيع أن امسك العصا من الوسط وأعيش ديني ودنيتي؟
متي يحين موعد المنية؟؟؟؟؟؟
ها هي تلك الأسئلة تقتحم الذاكرة المطفيه ..توقدها وتغمرها بكائناتها الأسطورية الصاخبة..
تدق جدرانها بعبث وتدعوني للهرب .. أخشى أن يصل الصخب إلي القدر.. فيصادر الذاكرة..
ويلغي مساحات الزمن المتدفق داخلي..
وهذه الأسئلة التي لا يبيحها القدر..عندما تغادر يغادرني زمنها المنسكب في لحظاتي..
إنها صفحة جديدة ارتسمت أحداثها في كتاب أيامي.. وقد وضعت مخلوقاتها نقطة النهاية .. وطوت الصفحات..
واستوت على شرفت الأيام تقارن ما اندثر منها وما سيأتي..ماذا أقول بعد أن وجدت نفسي أمام واقع جديد
خيالي ..ولكنه يسرقني من زمني.. هل سأصاب بالجنون؟.. وأي جنون يغمرني في زاوية النسيان
للواقع المزري ..
هل أستطيع أن اجعل هذه المخلوقات تتملكني.. تزرع في قلبي ما لا يستطيع زرعه إنسان ..
فتنبت شجرة مثمرة ..واقطف ثمرة حب تولد بدون استأذن...
تلك المخلوقات الجميلة التي أشرقت في صباحي ذات يوم.. قد حملت روحي في زفة ملائكية ..
يحيط بها العفاف والطهر والقداسة ..إلي مكانة سامية خالية من كل ما له علاقة بشرور البشر
ليتني كنت طفلا صغير لا يكبر أبدا.. ويتركني القدر مستغرقا في أحلامي المبهجة.. المتعانقة في حياة منسية لامثيل لها ..
وأنا على يقين بأن تلك المخلوقات الأسطورية ستعيد لي تلك اللحظات الفريدة المليئة بضجيج سيمفونية لا يجيد عزفها إلا الأطفال
لحظة شروق الشمس بقرب القمر ..تنفجر السماء كوردة جورية..ولا يصبح هناك معنى لأي شيء غير تلك الثمرة المنسية ..
طوت الأيام مجرات العمر فضاع منها ما يكفى في ما لا يفيد..والكل يندم ذلك الندم الكبير على كل
لحظات لم تقتحم الكائنات الأسطورية حياته .. لتخلق تلك الأفاق اللامتناهية.. تجعلك ترتقي من هذه الدنيا الفانية ..
فتعلو للسماء بنفس صافية لا تجعل للحياة أي معنى غير أنها بوابة زمنية متناقصة بمرور الأيام تتساقط حبات
رمالها إلى أن تنتهي ..وعندما تسقط أخر حباتها .. ماذا بعد!!!!
هذا السؤال ؟؟
يؤرقني...
ويخنقني...
ينتشلني من مخلوقاتي المخفية... ويقطف ثمرة حبي قبل أن يكتمل نضوجها بشجرتي...
التي لا يمكن أن تنبت مره أخرى ..بعد انتزاع روحي من جسدي ...وينقضي ما ينقضي !!!
هل أستطيع أن اجعل لحياتي معني ؟ ولمماتي معني؟ وتنمو ثمرتي بعيدا عن نظر البشر
فيمتلأ قلبي بالإيمان .. ويخلو جسدي من العصيان
يجب أن تكون كلماتي بلا نهاية .. لأني لا اعلم النهاية .. ولا الإجابة
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها ....