- جرائم وأهداف متعددة
- آليات الحماية
- حجا وجرائم متواصلة
جرائم الانترنت.. قوا أبناءكم نارها في ظل التطورات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات، واستحداث شبكة المعلومات الدولية التي تربط العالم في قرية إلكترونية واحدة ، ونظراً للعدد الهائل من الأفراد والمؤسسات الذين يرتادون هذه الشبكة فقد أصبح من السهل ارتكاب أبشع الجرائم بحق مرتاديها سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات أم مجتمعات محافظة بأكملها.
لقد امتدت أشكال ارتكاب الجريمة إلى الانترنت حيث أصبحت أسهل الوسائل أمام مرتكبي الجريمة، فراح المجرمين ينتهكون الأعراض، ويغرروا بالأطفال، إضافةً إلى اقترافهم لجرائم التشهير وتشويه السمعة عبر مواقع إلكترونية مخصصة لهذا الهدف ،ولم ينته بهم الأمر إلى هذا الحد بل راحوا ينتحلون شخصيات أناس معينين وخاصة في المؤسسات التجارية فينصبون ويحتالون ومن ثم يتلاشون كالسراب في الصحراء...
" لها أون لاين" تعرض صوراً من الجرائم التي تقترف بواسطة شبكة المعلومات الدولية الانترنت وتتحدث لمتخصصين في كيفية حماية الأسرة من هذه الجرائم:
حين دشنت شبكة المعلومات الدولية الانترنت كانت تتمتع بقدر من الأمان والسرية في تبادل المعلومات، لكن الحال لم يدم طويلاً حيث اتسعت دائرة مستخدمي الانترنت فلم تعد مقتصرة فقط على الباحثين والمنتسبين للجامعات ،وأصبحت تضم أجيالاً مختلفة وثقافات متفاوتة كما أن أساليب الاستخدام تنوعت وتعددت أشكالها، فبين الدردشة وتصفح المواقع الترفيهية والثقافية والمتخصصة بكافة ألوانها وأطيافها، وليس انتهاءً باستخدام الانترنت كوسيلة لترويج المنتجات وتسويقها...
ثم جاء مجرمي الانترنت لانتحال الشخصيات والتغرير بصغار السن بل تعدت جرائمهم إلى التشهير وتشويه سمعة ضحاياهم الذين عادةً ما يكونوا أفراداً أو مؤسسات تجارية ولكن الأغرب من ذلك أنهم يحاولون تشويه سمعة مجتمعات بأكملها خاصة المجتمعات الإسلامية ، وهذا ما حد بالعالم لتحرك فقبل عدة شهور وقعت 30 دولة على الاتفاقية الدولية الأولى لمكافحة الإجرام عبر الإنترنت في العاصمة المجرية بودابست، وشملت المعاهدة عدة جوانب من جرائم الإنترنت، بينها الإرهاب وعمليات تزوير بطاقات الائتمان ودعارة الأطفال.
الاتفاقية التي أظهرت مدي القلق العالمي من جرائم الانترنت اصطدمت بتيارين أولهما حكومي طالبت به أجهزة الشرطة وهو الرقابة الصارمة على مستخدمي الانترنت والتيار الثاني رفض المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، والصناعات المعنية ومزودي خدمات الإنترنت للحد من حرية الأفراد في استخدام الانترنت.
جرائم وأهداف متعددة
ويعرض د. إياس الهاجري في أهم البحوث التي تناولت جرائم الانترنت لأنواع معينة من الجرائم منها استهداف فئة كبيرة من الجرائم على شبكة الإنترنت أشخاص أو جهات بشكل مباشر كالتهديد أو الابتزاز، حيث يقوم المجرمون بسرقة أجهزة الحاسب المرتبطة بالإنترنت أو تدميرها مباشرة أو تدمير وسائل الاتصال كالأسلاك والأطباق الفضائية وغيرها، ويوضح د. الهاجري أن صناعة ونشر الفيروسات أيضا من أكثر جرائم الإنترنت انتشارا وتأثيرا ، كما أن الاختراقات تتم من خلال برامج متوفرة على الإنترنت يمكن لمن له خبرات تقنية متواضعة أن يستخدمها لشن هجماته على أجهزة الغير.
ويشير د. الهاجري إلى وجود جرائم الإنترنت تستهدف جهات سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات ، فمثال جرائم انتحال الشخصية: هي جريمة الألفية الجديدة كما سماها بعض المختصين في أمن المعلومات ،و تتمثل هذه الجريمة في استخدام هوية شخصية أخرى بطريقة غير شرعية ، وتهدف إما لغرض الاستفادة من مكانة تلك الهوية (أي هوية الضحية) أو لإخفاء هوية شخصية المجرم لتسهيل ارتكابه جرائم أخرى ، ويتطرق د. الهاجري إلى جرائم المضايقة والملاحقة التي تتم باستخدام البريد الإلكتروني أو وسائل الحوارات الآنية المختلفة على الشبكة،و تشمل الملاحقة رسائل تهديد وتخويف ومضايقة ويؤكد الباحث أن كون طبيعة جريمة الملاحقة على شبكة الإنترنت لا تتطلب اتصال مادي بين المجرم والضحية لا يعني بأي حال من الأحوال قلة خطورتها، فقدرة المجرم على إخفاء هويته تساعده على التمادي في جريمته والتي قد تفضي به إلى تصرفات عنف مادية علاوة على الآثار السلبية النفسية على الضحية.
أما جرائم التغرير والاستدراج فأن أغلب ضحايا هذا النوع من الجرائم هم صغار السن من مستخدمي الشبكة ، حيث يوهم المجرمون ضحاياهم برغبتهم في تكوين علاقة صداقة على الإنترنت والتي قد تتطور إلى التقاء مادي بين الطرفين أما فيما يتعلق بالتشهير وتشويه السمعة فأن المجرم يفقوم بنشر معلومات قد تكون سرية أو مضللة أو مغلوطة عن ضحيته، والذي قد يكون فرداً أو مجتمع أو دين أو مؤسسة تجارية أو سياسية ، وتعد خطيرة هذه الجرائم أيضا كما يذكر د. الهاجري صناعة ونشر الإباحية حيث جعل الإنترنت الإباحية بشتى وسائل عرضها من صور وفيديو وحوارات في متناول الجميع ، ومن السهل هنا بتغرير الأطفال في أعمال إباحية أو نشر مواقع تعرض مشاهد إباحية لأطفال.
آليات الحماية
بإشارة إلى الاتفاقية الدولية السابقة تضح مدى صعوبة التحكم في حماية مستخدمي الانترنت من مجرميه ، وهذا ما يؤكد المهندس وليد كساب مدير عام شركة pis ل"لها أون لاين " فيقول :" هذه مزايا التكنولوجيا تنشر العلم والمعرفة والمعلومات بايجابيتها وسلبيتها بشكل رهيب ، وكون هذه المعلومات وسيلة انتشار جيدة للكثير فهو مفتوحة على الإيجابي والسلبي "ويضيف: "جرائم الانترنت لها علاقة بشكل أولي بالمواقع الجنسية ، لكن هناك خدمات تتوفر لمنع هذا الجرائم يتحكم بها رب الأسرة بالدرجة الأولي وهي عبارة عن انترنت "فلتر" ، توفها شركات خاصة " وقال :" يجب أن يكون رب الأسرة متأكد من أن خط الانترنت الموصول بجهاز منزله به "فلتر" يمنع وصول هذه المواقع لأيدي أطفاله او أفراد أسرته "، أما فيما يتعلق بالشات كون وسيلة متاحة يستخدمها الجميع في أمور إيجابية كثيرة كمخاطبة الأهل والأصدقاء والأقاراب المغتربين كوسيلة أوفر وأرخص ووسيلة قد يصل مجرمي الانترنت عن طريقها لتغرير بأحد ما قال :" هنا يلعب دور التحكم من البيت وزرع الثقة بالأبناء الدور الرئيسي " ، ويؤكد كساب أن الاتفاقيات الدولية التي وقعت بخصوص جرائم الانترنت من الصعب تطبيق ما نتج عنها داخل المجتمعات لان الانترنت مفتوح في أي مكان ويمكن الحصول على معلومة في أي وقت ، ووجه كساب نصيحة لرب الأسرة قائلا :" الشيء المفيد في هذا المجال أن يكون تحكم من العائلة وهذه رئيسية وعليها أن تتحكم بماذا يري الأطفال وماذا لا يرون وأنصح رب الأسرة أن يكون متأكد من وجود فلتر لهذا الانترنت ، وعليه ان ينقي خدمة من شركة يوجد بها خدمة اتصالات المشتركين لمتاعبة تحركات ابنه على الانترنت لدي خروجه من البيت".
نفسيا يؤكد لنا د. خالد دحلان الخبير النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية أن تعرض أحد أفراد الأسرة لإحدي جرائم الانترنت يخلق نوع من الاحباط والقلق الشديد ومزيد من الاكتئاب يعم عليه حتى لو كانت الجريمة غير مادية ، فمجرد تحرش لفظي يسبب إيذاء للضحية " ، ويصر دحلان على أن التنشئة الاجتماعية وزرع الثقة في أفراد الأسرة أهم من كل الاحتياطات المادية التي قد تفشل في منع وصول لأحد أفراد الأسرة أما اذا كانت التنشئة فيها شيء من الخلل والشخصية مشوهه والنفسية معتلة سيبحث هو عن مجرمي الانترنت ، وأضاف :"يجب ان نعود أولادنا على العفة والطهارة وحفظ الذات ، وهذا هو الأساس في حفظهم من مجرمي الانترنت ".
حجا وجرائم متواصلة
وبعد أن تعرفنا على جرائم الانترنت أثرنا أن نحدث بعضاً من الذين تعرضوا لمثل هذه الجرائم التقينا الفنانة الكاريكاتير المعروفة أمية جحا والتي أكدت أنها تعرضت مباشرةً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي انطوى عليها تدمير البرجين ،سألتها عن نوعية الجريمة فقالت :" كانت مضايقة وملاحقة وتهديد بالقتل وتخويف ، أنا أعرف الجهة التي هددتني فقد عرفتني بشخصها وبنيتها الصادقة في التخلص " ، وكان السبب رسماً كاريكاتيراً يصور الأمة العربية والتي رمزت لها أمية بإمرة تلبس الثوب العربي وتنظر للبرجين وتزغرد بفرحة واضحة على ملامح وجهها الذي أعياه طول انتظار لحظة النصر، وتتابع أمية: "وضعت هذا الرسم على الموقع الإلكتروني الخاص بي لخمس دقائق وما هي لحظات حتى انهالت عليَّ رسائل التهديد والتخويف لكني لم أكترث كثيراً بها..
لست وحدها الفنانة أمية من تعرضت لجرائم الانترنت فهذه الشابة أمل ذات السبعة عشر ربيعاً تحدثنا عن مأساتها مع الانترنت تقول:"في بداية الأمر كنت أستخدم الانترنت لإنجاز الأبحاث العلمية التي يكلفنا بها المدرسين، قلت جيد أن نستخدم تكنولوجيا المعلومات للاستفادة العملية " ، تحمر وجنتاها وتنظر إلىَّ بخجل ثم تقول :"لم يكن استخدامي للانترنت فقط للأبحاث العلمية بل أنني كنت أمتلك بريداً إلكترونياً أستقبل خلاله رسائل الأهل في الخارج كنوع من التواصل ولكن في إحدى المرات فوجئت بشخص يريدني أن أضيفه لدى قائمة المحادثة الفورية حسبته أحد أقربائي فأضفته ولكن منذ المحادثة الأولى أيقنت أنه ليس كذلك فأخذ يتحدث إليَّ بأسلوب مهذب يطلب صداقتي فقبلت ورحت أتحدث إليه وبعد فترة بدأ يطلب صورتي لتزداد معرفتنا ببعض وبكل سذاجة بل غباء أرسلت له بالصورة وهنا كانت الكارثة حيث وجدت صورتي تنتقل من شخص لآخر وضعت بعدها...
كانت تلك نموذجاً حياً لجريمة التغرير والاستدراج لتلك الشابة اليانعة وانطوى عليها جريمة أبشع حيث استغل المجرم صورتها للتشهير بها وتشويه سمعتها..
من موقع الدكتور أحمد النجار
الحين بديهم النت بلاك بيري وغيره
جيل مطور<<<<<<<<<الى جيل دمار شامل