*زهرة الحياة*
08-10-2022 - 08:11 pm
أحياناً عندماأقف أمام البوتاجاز ، لغلي مقداراً من اللبن الحليب لأشرب كوباً ساخناً منه قبل النوم .
أترقب وصوله لدرجة الغليان ، ثم أرفعه من النار.
ولكني في كل مرةأفعل هذا الأمر ، أجد نفسي أفكر بعمق في ما أراه من منظر أمامي !
منظر يجب على كل واحدة منا ، أن تجربه مثلي ...وتنظر إليه من زاوية مختلفة .
ضعي إناءاً فيه مقداراً من الحليب الطازج ..
وأشعلي تحته النار ..وارقبي ما الذي سيحدث !
سيسخن الحليب شيئاً فشيئاً ..
فإن رن جرس الهاتف ، وذهبت للرد عليه ، ستتذكرين ما وضعت ِ من حليب على النار وتعودين إليه مسرعة ...
وقد لا تلحقينه ، لأنه سيصل إلى درجة الغليان ..
ويرتفع بسرعة ويفيض مابه إلىخارج الإناء ..وستخرج منه رائحة الإحتراق .
وتكرهين بعدها شربه لسوء مذاقه !
ولكنك لو إنتظرت أمام الموقد ، وعينك عليه ، وأخفظت من درجة الحرارة قبل وصوله لدرجة الغليان ..
لحصلتِ على حليبٍ طيب المذاق معقم .. تهنئي بشرب كوب منه هنيئاً مريئاً .
إن الحياة الزوجية ، هي أشبه ما تكون بإناء به مقداراً من الحليب وضع على النار لنقتل
ما به من جراثيم ومكروبات !
إعتبري كل ما تمر به العلاقة الزوجية كل يوم من مواقف ، منذ بداية الحياة الزوجية ..
هي حالة من الغلي للتعقيم ..
فكل مشاحنة أو خلاف بسيط ، أو عتاب قد يحدث بين الزوجين ، إنما هي تعقيم لما
تصاب به حياتهما من أمور خلافية بسبب ظروف الحياة
إخفاض النار ..وتقليل درجة السخونة من قبل الزوجين لإطفاء حدة الغليان ..
يساعد على تدارك العلاقة قبل فسادها !
فما بعد فساد الحليب بعداحتراقه ، إلا سكبه .. والتخلص منه !
فلا تجعلي عزيزتي الزوجة ، نارخلافاتكما تفسد حليب سعادتكما
وتفوح رائحة الإحتراق خارج بيتكما .
مارأيكم بذلك ؟؟