حنين

احن الى بيتي .. حنين المغترب للوطن ..
احن الى غرفاته الواسعة احن الى رائحة العطر تملأ أجواءه بعيدا عن رائحة الدواء وعن بياضات الأسرة وملابس الأطباء .
احن الى غرفتي الحميمة الدافئة في الشتاء ...احن للون جدرانها البيضاء كبياض الثلج و ستائرها الحمراء كحمرة الدم وكأنها تحكي قصة جريمة حصلت في احد أركانها في ليلة شتاء منسية .
احن لقطع الأثاث الفاخر الذي اخترته بعناية فائقة قطعة.... قطعة , مدققة بأدق تفاصيل لكل قطعة من نقوش و رسومات جميلة ....
احن الى سريري الواسع وكأنه حديقة غناء احن الى فراشة الأحمر والى ستائره المدلاة الحريرية البيضاء التي أشدها كل صباح عندما استيقظ من نوم عميق آملة أن تسقط في يوم من الأيام - كيوم سقوط جدار برلين الشهير أو كيوم سقوط تمثال صدام الساقط بفعل قوات الاحتلال التي تدعي أن سقوطه كان بفعل الشعب الغاضب ؟؟!!- فقد كانت قد نشاءت بيننا علاقة إعجاب, خوف وتهديد ففي الصباح تبهرني بجمالها وما أن يغطي منزلنا الكبير الظلام حتى تنشر الرعب في نفسي فأتأملها في خوف وترقب حتى يغلبني النعاس !!!..
احن الى حديقة منزلنا الغناء بأشجار الرمان والزيتون .. وطوابير أشجار الريحان المرصوفة على جنبات الطريق ترحب بي ...
احن الى تلك العصافير التي كثيرا ما كانت ونيسي الوحيد في ذاك المنزل الكبير فتغني لي لأرقص طربا ...
احن الى مدخل منزلنا حيث اعتدت أن أضع كرسي الهزاز على أرضيته الرخامية وجدرانه المبلطة بالرخام الأبيض شديد اللمعان .... لأنظر لأشجار الرمان وهي تتراقص طربا بفعل ضربات الريح الهائجة ...
احن لمطبخي ...مملكتي التي اقضي فيها وقتي بالساعات .. رغم إني لا أجيد الطبخ...؟؟؟!!!
احن للحياة للحركة احن لان تعود روحي لجسدي ..!.
احن لان أكون فردا من البشر من جديد ...!!!.
احن للحياة ....؟؟!!!!