- بسم الله نبدأ
- تكلمت بصوتها الهادئ:
- لن تستخدمي الهاتف ولن تشاهدي التلفاز المدرسة والحجرة هي فقط حياتك
- خرج صوتها مبحوح هامسا وهي تقول:
السلام عليكم أختكم براءة حروف تعود لكم من جديد واحب ان انزل هذه القصه لعلها ان تنال اعجبكم وتقبلو مروري
بسم الله نبدأ
فتحت عينيها ببطء شديد,ثم نهضت من السرير ببطء اشد ومضت تجر قدميها إلى الحمام وهناك تذكرت بوضوح ما حدث لها البارحة ..سيرغمونها على ترك الدراسة..ولكن لا.. صرخت بصوت مشروخ"لن ادع أحدا يتحكم بمستقبلي ..مستقبلي ملكي وحدي.. تكفيني الآلام والجروح والأحزان التي تسكنني بسببهم بل على رأسهم الخوف الذي بات يقتلني" خرجت من الحمام وقلبها ينبض بقوة التحدي والتصميم,ثم دخلت حجرتها وأغلقت الباب وراءها بالمفتاح وعزمت على ألا تفتح هذا الباب مهما يكن من أمر حتى يتراجعوا عما قرروه في شانها.
مرت الساعات وهي تنظر بحماس..تحول حماسها إلى نوع من الغضب لما لا يأتي لها احد؟لماذا لا يطرق احد باب حجرتها ويرجوها أن تفتحه؟ما هذا البرود الشديد منهم؟. وهنا تذكرت.. بالتأكيد والدتها خرجت من المنزل.. وزوج والدتها بالطبع في عمله.. وإخوتها جميعا في المدارس.. إذن ماذا تنتظر؟ من سيطرق بابها؟ قررت أن تخرج لتأكل شيئا ثم تعود قبل أن يعود احد منهم,
وما إن فتحت باب الحجرة حتى قابلها وجه والدتها وهي تنظر إليها بقلق شديد. لم يعد هناك بد من الخروج..لا مفر.. قالتها لنفسها وهي تسير نحو المطبخ, لحقت بها والدتها وهي تسألها ماذا حدث لك؟ أجابتها بصوتها الهادئ الرزين..
أنت تعرفين جيدا ماذا حدث لي.. قلتها مرارا وتكرارا. لن اترك الدراسة..لن اتركها..
صرخت والدتها في وجهها بقوة
ستتركينها شئت ذلك أم أبيت, فهذه رغبتي ورغبت زوجي!!!!
تكلمت بصوتها الهادئ:
أرجوك يا أمي لا تحرميني من تحقيق آمالي .. سأفعل كل ما تأمرونني به ولكن تراجعوا عن قراركم..صرخت والدتها مره أخرى: لن تسعدي بخيالاتك الصبيانية.
نظرت إلى والدتها مرة طويلة صامتة فيها نوع من العناد والتحدي ثم عادت بسرعة إلى حجرتها وأغلقت الباب, وأخذت تبكي بيأس وكل شيء فيها يبكي ..عيناها .. شفتاها.. وقلبها..وروحها وكل قطرة دم تسري في عرقها.. تبكي الغد وتبكي المجهول الذي تخافه وتخشاه.
في المساء طلبتها والدتها على عجل.. دخلت إليها حجرتها وهي حائرة..مضطربة..عيناها زائغتان.. شفتاها ترتجفان .. وقد جفت دموعها من كثرة البكاء.
تناهى إلى سمعها صوت زوج والدتها يناديها .. اقتربت منه ببطء ثم ابتعدت وجلست على ابعد كرسي أمامه.. قال لها بصوت قاسي: إذا كنتي تريدين أن تدرسي سأسمح لك ولكن هذه المرة ستكون آخر مره أتراجع عن قرار اتخذه في شانك.. ثم نظر إليها نظرة حازمه وقال : لا أريدك أن تتجولي في المنزل ولا تشاركينا في أي شيء اجعلي حجرتك هي مسكنك الأساسي لن تأكلي معنا لن تتحدثي مع أي شخص حتى والدتك
لن تستخدمي الهاتف ولن تشاهدي التلفاز المدرسة والحجرة هي فقط حياتك
خرج صوتها مبحوح هامسا وهي تقول:
سأفعل ما تريد.. وأسرعت تسبقها دموعها إلى حجرتها وقفت أمام المرآة ودموعها تسيل على وجنتيها.. وأخذت تتأمل وجهها من بين دموعها فانفتح باب أوهامها أنها جميله بل رائعة الجمال بعينيها الواسعتين ووجهها المستدير كما استدارة القمر تحيط به هالة من الشعر الأسود الحريري"مسترسل حتى كتفيها.. وجسدها انه صورة في إبداع الخالق فيما خلق..أفاقت من أوهامها.. أحست باليأس يخنقها ..لا مفر إن زوج والدتها مصر على تعذيبها.. أدركت تماما بأنها ستقضي بقية حياتها على هذا الحال ولكن هل ستظل حبيسة أحزانها وجروحها فكيف.. كيف ستعيش حياتها وهي منكسرة .. ابتسمت بسخرية وقلبها يموج بشتى الانفعالات .. أي حياه ستعيشها وهي منعزلة في حجرتها يا له من واقع مر رهيب.. تترك المستقبل وتعيش مع الأوهام دون إحساس.. ومضت في ذهنها فكرة غريبة.. لم لا تنتحر!!!؟ ولكنها استبعدتها بسرعة, فإنها لا تستطيع أبدا أن تقتل نفسها وتضحي بحياتها من اجل شيء لا يستحق .. ففكرت بان توهم ذاتها بالحب لعله يلهيها عن عذابها........دق قلبها فأحبت "يزن"عاد قلبها يخفق بقوه..انه ابن الجيران لم يراها أبدا ولم تره سوى مره واحده فقط..أعجبت به بشده..سمعت مرارا من والدته بأنه يبحث عن فتاة تناسبه في الثقافة والتعليم وكانت تسر كثيرا عندما تقول والدته بعد صمت طويل: انه لن يجد سواك فأنت الفتاة الوحيدة التي تناسبيه,كانت تشعر بسعادة شديدة وهي تسمع هذا الكلام..كانت تشعر بأنها تحلق بعيدا في الفضاء وتكاد تمس أحلامها البعيدة بيديها . وكبرت أحلامها وآمالها.. وأصبح"يزن" هو الوحيد أملها الذي تتمنى تحقيقه تحلم به في صحوها ومنامها..وتراه في كل شيء أمامها حتى في مرآتها الصغيرة.. وفي مدرستها حكت لصديقتها "رنيم" كل شيء عن حبها له من طرف واحد.. فألقت عليها صديقتها فكره ترددت الفتاة في تنفيذها ..لكن ماذا تفعل الضرورات تبيح المحظورات فوجدت نفسها ذات ليله تسطر خطابا طويلا يحوي أجمل العبارات من الحب والهيام أوصلت الخطاب إلى "يزن" بعد تردد طويل عن طريق البريد...الآن ارتخت على سريرها,وتنهدت بارتياح وعشرات الأسئلة تدور في مخيلتها.. ترى هل يصل الخطاب إليه؟ ماذا سيكون ردة فعله؟ ترى سيتجه تفكيره إليها أم انه لن يفكر بها بتاتا؟.
مر يوم..يومين..أربع أيام..أسبوع..أسبوعين..سمعت من اصغر إخوتها بان "يزن"قد تقدم لها منذ فتره ولكن جبروت والدتها وزوج والدتها منعهم بان يسعدوها.... بعد فتره وجيزة تزوج يزن........ترى ما مصير هذه الفتاة ؟
لقد انحدرت دموعها غزيرة على خديها وبكت وكل شيء فيها يهتز.. انطلقت دموعها الحبيسة طوال النهار وجرفت كل شيء في طريقها.. الغضب.. الغيظ..العذاب.. لقد مات أملها الذي تتمنى تحقيقه.. يجب الآن عليها أن تبحث عن حل لحياتها الكئيبة..أفاقت من أفكارها على صوت الأذان.. أذان الفجر.. فأطرقت لحظات تستمع إلى صوت الأذان وكأنه من شفاف قلبها ..وبدد خوفها من تعاسة محضة.. قررت أن تعيش في دائرة أوهامها لتسعد مع نفسها وهواجسها نعم.. هذا هو الحل لكل فتاة معذبه في حياتها""حياة الأوهام"
من تأليف صديقتي ملكة الأحزان