الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
لِمَ السؤال؟
12-10-2022 - 02:51 pm
  1. بسم الله الرحمن الرحيم

  2. هو بحيرة: تنتقمين؟؟ مِن مَن؟؟

  3. هي بحزن: من الجميع، من الجميع


بسم الله الرحمن الرحيم

تطلق سلسلة ضحكات متناغمة وهي تعبث بأطراف شعرها المتدلي من رأسها حتى الخاصرة، فيما تقوم بتحريك رأسها يمنة ويسرة بدلال وسماعة الهاتف المحمول تغلق مجال السمع في أذنها لتهمس في شوق كاذب: صدقني اشتقت لرؤية وجهك، والنظر لعينيك، اشتقت لدفئ كفك، وسحر شفتيك، اشتقت إليك فوق ما يشتاق الشائق لإخماد لهيب الشوق
فيجيبها على الهاتف صوتٌ مليء بالحب الصادق الصافي: آهٍ يا حبيبتي، ليتني أملك جناحان الآن وأطير بهما إليك لأنتشلك من أرضك وأحلق معك في فضاءات الهيام وأعيش عالمًا من غرام من جنون حب وصحوة عشق، ليتني الآن بقربك تغفوا أناملي في وسائد كفك، وتداعب شفاهي شفاهك، أستنشق أريج عبقك، أتأمل الليل الحالك المسترسل على كتفك
ثم أجال بنظره نحو الصورة التي يحتضنها لتتجدد حرارة الشوق ويتعاظم لهيبه، فتصدر تنهيدة مفعمة بالألم من شفتيه ليقول بعدها بصوت أضناء الشوق وأرقه الحنين: أحبك يا أغلى ما وجدت ، أحبك يا أجمل من رأيت
فيضطرب قلبها المخادع وتجيب متلعثمة بسرعة بغية أن تسكن الوجيب المتعالي في صدرها: وأنا أيضًا
لتنطلق أحرفه اللاهثة بحثًا عن سراب يعده أمل: أنت ماذًا؟ أجيبيني بالله عليك –يسألها بربها وهما قد نسيا الله في حالهما المزري هذا-
لتجيب بهدوء: مثلك تمامًا
هو بلهفة واشتياق: كيف مثلي؟؟
هي بتملص ومداراة: مثلك في كل شيء
هو بفرح حزين: إذًا قوليها، قوليها وأنعشي روحي واروي قلبي الظمآن، قوليها لأحبك أكثر وأكثر
تقبع في صمت لا يخرقه سوى صوت أنفاسه المتعطشة وأنفاسها المضطربة ، فتحاول استجماع قواها ولملمة فلول أحرفها واختزان الكم الهائل من المشاعر بين شفتيها لتقول: أحبك
ثم تغلق خط الهاتف وتدعه ينزلق من بين يديها ليقبع أرضًا وتهيم نظراتها سارحة نحو الفضاء
سارحة نحو الماضي الذي لن يعود
تتذكر أنها كانت تحبه
لا
لم تكن تحبه قط
ربما هو العشق ما كان بينهما
بل
أقصى درجات العشق والهيام
كان قلبها أسيرًا له
وفكرها سارحٌ به
وأناملها تخط حروفه
وشفتيها تهمس باسمه
كلها كانت لأجله
سنوات
وسنوات
والجميع يعلم أمرهما
ثم
في اللحظة الحاسمة
والموقف الجاد
تسرب كل شي
فوالدها رفضه
والحجة فقره
وأخوها أبعده
والسبب شجار قديم
وهو لم يلبث أن استسلم
وترك طريقها ليبحث عن درب آخر يكمل معه مسيرة حياته
متخذًا من صندوق سرها معاونة له
بينما هي
بقيت تنهل الحزن وتواسي قلبها
تضمد جراح الأحبة
ثم اتخذت قرارها
ستنتقم
نعم
ستنتقم
ممن؟؟
من الجميع
والدها
وأخاها
وحبيبها
وصديقتها
والجميع .. الجميع
بدأت تحدث هذا وذاك
تبني لهم آمالاً ثم تهدمها
تحتفظ بقلوبهم لأجلها
بينما هي قد أوصدت أبواب قلبها
وصدئت أقفاله
رسمت خططها
وخطت الخطوات بحذر
لقد حصّنت قلبها وبنت أسوار منيعة
لكن كيف تجاوز هذا الفارس الحصون؟؟
كيف تمكن من احتلال مملكتها الصغيرة؟؟
كيف استطاع؟؟
وكيف سمحت له؟؟
أتراها ستعيش ألمًا من جديد؟؟
أم أن هناك أملاً قادمًا في حياتها؟؟
انتشلها من بحار التفكير صوت رنين الهاتف
لتفيق ثم تقوم لتلتقطه وتجيب
: أهلاً
هو بصوت خائف: حبيبتي ما بك؟ لقد كررت الاتصال كثيرًا بعد أن أُغلِق الخط فلم تجيبي، أبلغيني هل حدث لك مكروه؟؟ هل أنت على ما يرام؟؟
هي بفكر سارح: كلا عزيزي، لم يحدث شيءٌ مطلقًا
هو بحيرة: إذًا لماذا لم تجيبي؟
هي بصدق قلّما يصدر منها: آسفة لم أنتبه لاتصالك قبل الآن
هو بشغف: حسنًا، لا بأس، أنا لم أتصل لأجل أن أعاتبك وإنما أردت منك جوابًا شافيًا، فهل أنت مستعدة لسماع سؤالي؟
هي بقليل من الفضول ولهفة لسماع ما يريد قوله: أجل مستعدة، فيمَ ستسألني؟
هو بقليل من الحذر والخوف يخالطهما شعور بالتوتر: إن .. إن .. إن قدمت لخطبتك هل توافقين؟؟
سكون مريع على الطرف الآخر من الخط
بعث في نفسه يأسًا وقنوطًا
فردد بعدها بصوت يائس وحزين: صدقيني أنا أحبك، ولا أريد أن أخسرك أبدًا، لكن إن كان مطلبي يضايقك فاعتبري أنك لم تسمعي مني حرفًا
هي بصوت ملاه الهدوء: هل أنت تقصدني أنا؟؟
هو بشبه أمل: أجل أنت، ومن سواك احتل أركان قلبي
هي بشبه حياء: لا جواب لدي، وافِ أبي وستجد الجواب
يومان فقد وبعدها تقدم لخطبتها
ليأتيه جواب والدها
لا توجد لدي فتاة تناسبك
لتبقى هي تنتظر وتنتظر
تنتظر أن يوافيها بالخبر
فيأتيها صوته هامسًا بحزن: رفضني والدك، أهان كرامتي وبعثر أشلاءها، لِمَ أرسلتني إليه؟؟ أ هكذا توضحين مقدار حبك لي؟؟ أ لأجل أنني أحبك تهينينني؟؟
لتجيب بشيء من القوة: ليس أبي من رفض وإنما أنا
هو بصوت احتلت الدهشة أرجاءه ومعالم الصدمة تنضح من معالم وجهه: ماذا؟؟ أنت؟؟ أنت من فعل هذا؟؟
هي بشيء من القسوة: أجل أنا، أنا من فعلها لأنتقم

هو بحيرة: تنتقمين؟؟ مِن مَن؟؟

هي بحزن: من الجميع، من الجميع

هو ببؤس وحزن: هكذا إذًا، أ هذا كان غرضك أولاً، تنتقمين مني وأنا لم أقدم لك سوى الحب ولم أهبك سوى الشوق والعشق، تنتقمين منهم فيّ أنا، خسارة كان ذاك الشوق الذي اختزلته لأجلك، صدقيني لست حزينًا على نفسي بل أنا حزين عليك، فأنت لن تجدي قلبًا أحبك بصدق مثلي ويا للأسف خسرت كل الحب، آسفٌ أنا إن كنت قد آذيتك يومًا ولكن هذه هي النهاية ولن ترينني مجددًا، فقط ادعي لي وتذكريني بخير
ثم أغلق خط الهاتف دون أن يسمح لها بالحديث أو الرد على حديثه
لتبقى هي صامتة والدموع تغرق محجريها والماضي يعاود الظهور أمامها
والحاضر يحاصر فكرها
ليُقتل قلبها مرتين
وينتحر حلمها مرتين
الأولى بيدهم
والأخرى بيدها هي
وتنهي خطوات انتقامها
بموت قلبها
للجميع مودتي
هذه أنا/ لِمَ السؤال؟


التعليقات (5)
لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
لي عودة..
احب كتاباتك...

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
قصة رائعة بالفعل..
و تبين كيف ان السعادة لا تكون بمكالمات لاترضي الله...
و كيف انو البنت حتى عندما جاءت تنتقم
فإنها لم تجد ما ارادته هي ... بل زادت احزانها اكثر ...
وفقك الله ... انت كاتبة متميزة....

لِمَ السؤال؟
لِمَ السؤال؟
لبنانية متميزة
ستسرني عودتني
كما سرني وجودك الآن
وأنا أحب تواجدك الدائم يا غالية

لِمَ السؤال؟
لِمَ السؤال؟
لبنانية متميزة
أختي .. لبنانية
وجودك هو الأروع يا غالية
بارك الله فيك وأثابك خيرًا كثيرًا
شكرًا لتواجدك وشكرًا لأحرفك
والتميز أنت منبعه ومصدره
الشكر لقلبك والهنا لروحك

السهم الأبيض
السهم الأبيض
كلماتك رائعه تحمل الكثيرمن المعاني الجميله
تدل على شخصيتك الرائعه والمهذبه
اعذريني تعجز كلماتي عن أعطائك حقك فلا أملك ألا ان أقول لك
جزاك الله كل خير أختي الحبيبه
وتقبلي تحياتي وخالص أحترامي

من بين الناس حبيتك
روايه اماراتيه واايد حلوه لا تفوتكم