- بالطبع لا..
إذا قررت أن تسامحيه، وتمحي سطور زلاته وهناته بل وأخطائه الكبيرة، من صفحة حياتكما. عندها لا أقول لك ستجدي السعادة الزوجية فحسب. بل ستجدين السعادة الحقيقية في طمأنينة نفسك، وشفاء صدرك من الغل عليه والرغبة في الانتقام ورد الصاع صاعين.
عندها ستنشطين في حياتك وتقبلين عليها منشرحة راضية. ستبدعين، ستكونين كما تتمني، وسيكون هو فوق ما تتمني.
فهل تسامحيه؟؟
ليس معنى كونك مستمرة في حياتك وأنك تلبين طلباته أنك سامحتيه، إن التسامح هو أن تعفي وتنسي وتغفري.
ابدأي بقلبك. ضعي حسنات زوجك تحت المجهر، وقرري تجاوز الزلات فاعفي، وانسي وسامحي، وأحبي.
وقديما قالوا ( من طلب أخا بلا عيب. عاش بلا أخ )، وكذلك من طلبت زوجا بلا أخطاء عاشت بلا زوج.
أختي الحبيبة، إن زوجك ليس معصوما كما أنك لست معصومة. إذا كنت لا تستطيعين أن تسامحيه على أمور عادية وسوء تفاهم ينشأ من اختلاف الطباع ومكدرات الحياة واختلاف وجهات النظر؟؟
عندها أقول لك انتبهي حتى لا يسلبك الله نعمة، وتجدي نفسك في مشكلة حقيقية جزاء لك على اختلاق المشكلات.
إن الإنسان بطبعه ينفر من اللوم وممن يشعره بالذنب، فالشعور بالذنب شيء قاسي. ومن المشاعر الأكثر إيلاما، وللأسف فإن عدد لا يستهان به من النساء يتلذذن بإشعار أزواجهن بالذنب.. وهو ما يسمى بين الناس ب"النكد".
واللوم لا يزيد المشكلات إلا تفاقما، وليس المراد أن تكوني متبلدة الإحساس.
يخطأ في حقك فتتبسمين!
يتجاهلك فتقبلين!
يشتمك فتفرحين!
بالطبع لا..
لكن المراد أن تحملي في قلبك قوة التسامح، فالتسامح قوة عظيمة، والحقد هو الضعف، فالمرأة المتسامحة، امرأة قوية قادرة على التغلب على المشاعر السلبية، وتجاوز المشكلات.
إن التسامح ليس هروبا، وإنما هو أول طريق المواجهة والحل، فالإنسان عندما يسامح يهدأ قلبه ويستطيع التفكير بهدوء واتزان وتقييم الموقف بشكل موضوعي وصحيح، وبلا انفعال، وعندها يتصرف بشكل سليم فتستقيم أموره وتلين له القلوب.
سامحيه، لمحي ولا تصرحي، وفكري في تغيير ما يصعب عليك من فعاله أو سلوكه بأسلوب رقيق وذكي، وفري له البديل. ادفعي به إلى أجواء الصلاح. وكوني له بحر مودة.
فكلمة السر في سعادتك الزوجية هي "التسامح" فهل تقدرين عليه؟؟