كثير من النساء يعانين من عدم قدرتهن على التفاهم مع أزواجهن، وخاصة فى الأشهر الأولى من الزواج، بل إن الكثيرات يدعين أنهن خدعن فى أزواجهن، ناظرين إلى فترة الخطوبة على أنها فترة خداع يرتدى فيها الزوج قناع العطف والحنان دون الكشف عن طباعه الحقيقية التى تتمثل فى حب التملك والسيطرة على الزوجة المقهورة، ولكن بعد مرور عدة أشهر من الزواج تكتشف المرأة أنها كانت موهومة وأن كل هذه الاتهامات مجرد وهم اقتحم حياتها مثلما اقتحمها زوجها بكل طباعة وعاداته التى كانت تختفى فى فترة الخطوبة، فالأمر هنا لا يتعلق بكون الزوج مستبد أو ممثلاً بارعاً أتقن دور فارس الأحلام فى فترة الخطوبة، ولكن الأمر يتعلق بتحول المرأة من مجرد فتاة صغيرة إلى زوجة مسئولة عن زوج بكل متطلباته، فتشعر بالقهر وعدم الاستقرار وخاصة مع كثرة ضغوط الحياة التى جعلت الزوج أكثر واقعية يتكلم فى الحياة وضغوطها، مما يشعر الزوجة بالتحول الكبير فى حياتها، وربما ينجم الخلاف عن تقلبات الأمزجة واختلاف الطباع بين الأزواج، فبالتأكيد لا توجد أسرة مثالية ولا يوجد زوج مثالي.
ويبدو أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة درجة الخلافات الزوجية أو نقصانها بمرور السنين، فالبعض يقول إن المشكلات تزيد في بداية الحياة الزوجية عنها فيما بعد، فقد نظراً لزيادة حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الطرفين وكذلك الحال بالنسبة لمتطلبات الأبناء ويمنح الزوج لنفسه في تملك الزوجة دون مراعاة الذوق
ويقول آخرين أن الخلافات بين الزوجين تقل بمرور الوقت وذلك لمحاولة فهم كل طرف لطباع الآخر وعاداته وبالتالي يعرف الأشياء التي يحبها فيفعلها والعكس صحيح، كما أن العشرة والتعود يزيدان غالباً من المودة والرحمة بينهما ويؤمن كل طرف أن مصيره مرتبط بالآخر فيحاول الحفاظ عليه.
ولكن يجب على كلا الزوجين أن ينتبها إلي أن تطور الخلاف يؤثر على كل الأسرة وخاصة الأبناء، ويجب أن يكون هناك وعي لكيفية إدارة المشاكل الزوجية حتي لا نجني علي أبنائنا فهم الذين يكتوون بنار هذه الخلافات، فيشعر الطفل بعدم الأمان وربما يكره أحد الوالدين ويشعر بالغربة داخل المنزل.<
br>
- * والحل الأمثل والسحري لإيقاف هذا النزف المستمر من الخلافات يتمثل ببساطة في ألا تجعلى حياتك تتطور إلى هذا الحد دون أن تدركى مدى العواقب الوخيمة التى تترتب على هذه الخلافات والتى من الممكن أن تؤدى إلى هدم الأسرة بأكملها، ولكن كل ما عليك هو أن تتفهمى كل مواقف الخلاف بينك وبين زوجك عن طريق خلق جو من الحوار المتبادل بينك وبين زوجك، فالحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام، الحوار هو القناة التي توصلنا إلى الآخر. فعندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية والتربوية، نعبّر عن جوهر شخصيتنا عن أفكارنا عن طموحاتنا... فالحوار ليس أداة تعبير "لغوي" فقط بل الحوار هو أداة التعبير الذاتي. فكيف لزوجين يرمون إلى التفاهم والانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يُحسنا استخدام الحوار ؟
وعليك سيدتى أن تخوضى التجربة بكل ما فيها، فهى دعوة إلى خلق أسرة متفاهمة... متحاورة.. يفهم كل طرف فيهاالآخر بكل طباعه ومميزاته وعيوبه حتى يمكنك أن تقفى فى وجه الريح التى يمكن أن تعصف بحياتك إلى طريق مجهول من الحزن والألم.
فالحل السحرى يكمن فى كلمة واحدة... الحوار...