ربة المنزل الطاهية بالغذاء الصحي نصف طبيب كما يوصفها اطباء وطهاة القرن السادس عشر

1. لنرى اطباء وطهاة القرن السادس عشر كيف كانت نظرتهم للطعام الصحي ..

مرحبا اخواتي الفراشات
لنعود الى الماضي قليلا

لنرى اطباء وطهاة القرن السادس عشر كيف كانت نظرتهم للطعام الصحي ..

كان تناول أطعمة صحية أمرا مهما جدا فى العصور السابقة وبدرجة أكبر مما هو اليوم واحتل العمل فى المطبخ أهمية فائقة حيث لم يكن أمام الأطباء الاختيارات قليلة للعلاج .
ولذلك لجأ الأطباء إلى مراقبة العادات اليومية لمرضاهم من الأغنياء مثل متابعة حالاتهم الانفعالية أو مقدار ما حصلوا عليه من النوم والرياضة أو الهواء النقى ونصح الأطباء مرضاهم من حيث نوعيات وكمياتالأطعمة المفروض تناولها يوميا – وزودت قصور الأمراء والنبلاء بفرض من الأطباء وتكون مهمتهم دراسة طبقة الوجبات الصحية وتقديم نصائح التغذية لأصحاب القصور الذين يعملون بها .
فى كتاب صدر سنة 1574 فى أوروبا بعنوان الوجيز فى الصحة للكاتب بورد وصف ( الطباخ الجديد ) بأنه نصف طبيب .
واشترك طهاة القرن السادس عشر واطباؤه – والجمهور فى وضع فكرة عامة عن نظام الغذاء والتغذية مستوحاة من الثقافة الغذائية للعصور الكلاسيكية الأقدم ومن خلال ترجمتهم للمخطوطات اليونانية التى تم اكتشاف فى هذا الوقت .
والحكمة الغذائية التى سيطرت على الأطباء فى القرن السادس عشر اعتمدت على فرصتين
أولهما أن عملية هضم الطعام فى جسم الإنسان هى فى الواقع شكل من أشكال الطبخ وربطوا بين هذه الفكرة ( الطبخ ) وبين استدارة الحياة كلها وفسروا هذا على إعتبار أنه البذور تطبخ لتصبح نباتات وبعد ظهور النباتات فوق سطح الأرض تطيعها حرارة الشمس وتجعلها حبوب وفواكه وخضروات – وعندما يجمع الناس هذه المواد الغذائية يمكنهم طبخها وإعداد اطباق صالحة للأكل – وأخيرا تقوم حرارة الجسم الداخلية بتحويل الطعام إلى دم وبعد ذلك يطرد الجسم المواد غير القابلة للهضم على هيئة فضلات وهذه الفضلات تنضم إلى بقايا الحيوانات والنباتات المتحللة فى البيئة لتبدأ دورة الحياة مرة أخرى .
والاقتراض الثاني عن الغذاء والصحة كان يقتضى الحفاظ على توازن سليم لسوائل الجسم عن طريق تناول غذاء جيد متوازن وأعتقد الأطباء والطهاة فى هذا الزمن أن الجسم يحتوى على أربعة سوائل وتتوافق هذه السوائل مع عناصر الهواء والماء والغاز والتراب وحاولوا الربط بينهما وبين نوعيات معينة من الأطعمة عن طريق معرض خصائص هذه الأطعمة .
وأعتقد أن الجسم البشرى المثالي دافىء قليلا ورطب قليلا وان بكار السن ابرد واجف من الأصغر – والنساء الحائضات أبرد وأرطب من الرجال وأن دماء الأوروبيين الجنوبيين أشد حرارة من دماء الشمالية – واعتقدوا أن الوجبة الغذائية المثالية مثل المزاج البشرى المثالى يجب أن تكون دائفة قليلا ورطبة قليلا .
وحاولوا استخدام توليفات من الأغذية لتدل بعض الصفات أو العادات السابق ذكرها مثل تدفئة المسنين وترطيبهم وتهدئة الجنوبيين وتنشيط الشماليين إلخ ، حيث قسموا الأغذية طبقا لخصائص عناصر الهواء والماء والنار من حيث الحرارة والبرودة والرطوبة والجفاف فاعتبروا مثلا أن الفلفل حار وجاف من الدرجة الثالثة ، والخل بارد ورطب من الدرجة الثانية ، والخضر المأكولة تميل أن تكون جذرها أرضية بمعنى جافة وباردة ( وفقا لإعتقادهم ) وعندما يريد الطهاة تجهيزها فيجب غليها ببطىء ليضيفوا إليها الدفىء والرطوبة وعلى العكس من ذلك فثمار مثل الكوسة والبنجر والبصل تكون ندية ورطبة جدا ولذلك فالقلى أفضل لها .
هناك بعض الأغذية رفضت أو نصح بالإقلال منها كالبطيخ أو بعض الفواكه الطازجة لاعتقادهم أنها تسبب الإسهال وعامة نصحوا بأن الأطعمة الجافة تغلى والرطبة تقلى أو تشوى.
وطبقا لهذه النظرية وضعوا المهلبية ( تختلف عن المهلبية المعروفة فى مصر ) وعلى رأس القائمة واعتبروها على أعلى درجات الكمال الغذائى حيث صنعوها من الأرز والدجاج وحليب اللوز وهى مواد جميعها دافئة ورطبة قليلا ورشوا السكر على سطحها وهو دافىء ورطب أيضا كى يتوجها بها وكان من أغذيتهم صلصات القرفة وبعض البهارات والزبيب ، حيث لم يهتموا بتقديم العنب طازجا والنصائح السابقة ربما جعلت أهل قصور القرن السادس عشر أكثر إطمئنانا إلى غذائهم لإعتقادهم بتناول الوجبات الأكثر صحيا .
عن احد اخصائيات التغذية ...
..