- {.بين آدم وحواء كانت هذه الرسائل }
- آدم
- مالا تعرفه عن أنثاكَ الفاتنة أنها تهيمُ بك حد الجنون ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
{.بين آدم وحواء كانت هذه الرسائل }
آدم
ألم تذكري كيف كانت لحظاتنا الأُول .. هي لعمري آنس اللحظات وأمتعها لقد انتشلتِني من حياة بها أنا وحيداً فريداً .. كنتُ آيسٍ من كل ما ينسب لحواء بفرعٍ وأصل .. كانت تمثل لي رأس الشر وبؤرة الإثم .. أرى حسنها هو انعكاس لدمامة أراها ولا يرونها هم.. ذاك اليوم الذي يمضى بلا أن أرى حواء هو يوم أنا به خلي البال هانئه .. لا أرتجي من دنياي غير ذلك حتى رأيتكِ فجأة فُبهتٌ وانقشعتْ تلك الحجب فغدوتُ أراكِ بنظرةٍ تنفردين بها عن أترابكِ للحدِ الذي أقنعتُ نفسي أنكِ لستِ مثلهن أنتِ عالم آخر يموج بالبياضِ والطهر اللذان ما خُلقا إلا لكِ وما وُجدا إلا لتكتسينهما .. .سمحتُ ل إحساسي أن يهدر كالشلال بلا توقف وأن يفيض بلا حدود فمنحتكِ قلبي وفكري وقبلهما روحي ..
فكأنما هي أي - مشاعري - براكين كانت خامدة فثارت وتدافع لهبها على جوارحي .. وربما أحرقكِ دخانها من دون قصد ..
وحين أغرقتكِ بمشاعري وارتويت منها حد الاكتفاء ظهر أثره عليك فصدود وجفاء أجهل كنهه حتى بدأ ينهش النبض الوليد في فؤادي ليبعثر أشجاني وأن أسترجع رغما عني ذاك ( الاعتقاد ) الذي ظهر لي فجأة بفكيه كأنما يريد أن يُطبق علي إلى النهاية فأنا أدفعه تارة وأجذبه أخرى ..
فحبي لك شافعا ومؤيدا لأن أغفر لكِ لكن مازالت الخيبة تحفر في داخلى .. وأخشى منها إنِِ استقرت في الأعماق ..
فماذا عساكِ فاعلة بعدها يا أُنثاي الفاتنة ؟!
حواء
مالا تعرفه عن أنثاكَ الفاتنة أنها تهيمُ بك حد الجنون ..
أنها وبكل صدق مثال لأسطورة نادرة في شغفها بك .. تجلت في الحب العذري .. الصافي كما الماء الزلال .. غاية ما أرقبه نظرة حبلى ب كل الدفء والحنان ..
أرأيت لو أن أحداً يهديك .. عمره .. وروحه التي هي أغلى أثمانه .. فيقدمها لك وقد طرزها بالذهب وكساها بالحلل فغدت ثميناً على مثمن ... ذلك لأنه يراك تستحق ذلك ولو كانت له روحاً أخرى لما توانى عن بذلها لك .. بابتسامة رضا
أرأيت يا سيدي هذا المدنف لو ُحكي لك عنه أو أبصرته.. لطربتَ عجباً ولقلت حقاَ يا سعد محبوبه ..ويا لظفره ولهتفت ليس على محبوبه عذر بعد ذلك إن جافاه وأسقمه بصده .. أو { جرحه بعذله }
وماكان صدودي عنك ل شئ أجده في نفسي بل وجلي أن تجد علي أن تركتك ُمرغمه ..
ذلك أنني خشيت أن تزيد بي شغفاَ وأزيد بك ولهاَ ثم تكون المقادير فنفترق فيتعذب كلانا حتى يكون ما بينه وبين الهلاك إلا خطوة .. ومن الردى إلا غمضة جفن
واعلم أني بذا منحتكَ روح جديدة بمسيري عنك حتى لا يقوى ذاك النبض الوليد ويشتد عوده ف يُزهق حسرة ..
فماذا أنت قائل بعد ذلك ؟!!
آدم
ويحكِ ثم ويحكِ ثم ويحكِ لعمري ما كذبتُ حين قلت أنكِ تختلفين عنهن كاختلاف البدر عن النجوم !
واعلمي إن فُرق بيننا فإني سائق إلى حتفى لا محالة .. فأقضي كمداً على فراقكِ خيراَ من أقضي جزعاَ منكِ ..
حواء
واعلم يا سيدي أني لقد زدت إصراراً على قراري فهذه نُذر ما خشيِتُ منه تلوح في أفقك .. وُتخيم على سمائك
ولا أظن أبداً أنك ستجزع مني بعد كل هذا الوجد !!
ف امنحني العذر من قلبك والسماح
أختكم
صمت الجروح