سلام
هذي القصه حزينه واتمنى من الكل يقرااهاا لأني الصراحه نقلتهاا
من منتدى صديقتي فيه و نقلتهاا من مجله
نبدأ ..............
اليوم شعر بحاجته الشديدة لأن يختلي بنفسه قليلاً ..
ذهب إلى مديره في العمل وطلب إذناً بالخروج ..
- لكن الوقت مازال مبكراً على موعد انتهاء الدوام .
- أعلم ياسيدي لكنني أشعُرُ بالتعب وسآخذ عملي المتبقي معي إلى البيت .
شعر بغصة شديدة وهو ينطق ( البيت )
- حسنٌ ، لا بأس .
- شكراً سيّدي .
خرج مسرعاً كي يتحاشى نظرات مديره المشفقه ..
في الحقيقه .. كان يحتاج إلى شيء من الشفقه يمسح بها ضلوعه التي تَئنُ
تحت وطأة الضغط النفسي الذي يرزح تحته ، لكنه آثر استبقاء مخزون الألم
لديه دون أي مشاركة من أحد .
ركب سيارته وانطلق بهدوء لا يلوي على شيء ..
لم يكن يريد الذهاب إلى البيت ، بل الهروب منه ، ليته كان يُتقن فنّ
الهروب ، من الصعب أن يحاول الإنسان تناسي واقعه ، بينما هو يعيشه بكل
فصوله إلا عند النوم ، ولربما لاحقك واقعك الأليم حتى في منامك وصنع منك
أضحوكة للشيطان ، تلعب بك كيفما تشاء ..
أيقظه من شروده صوت آلات التنبيه الخاصة بالسيارات التي خلفه ، بدا ضعيفاً
لدرجة أنه لا يقوى على فتح زجاج نافذته والصراخ بقوّة كعادته .. تمتم بحنق
كل شيء ..؟
هل يقدر على ( تبّ ) كل شيء ..
حسناً ، تباً لكل شيء إلا هي ، إلا هي في منامها الطويل ..
آلمته ال ( هيَ ) واخترق نصلها أغوار عينه الساهمة ، أصبح أكثر ضعفاً من
ذي قبل ، الهالات السوداء التي نسجت خيوطها تحت عينيه بدأت تكبر، وتكبر
وتكبر ..
إلى أين هو ذاهب الآن ..
حاول جاهداً أن يغير مسار تفكيره ، إلى أين سأذهب ..؟
لا مكان يتسع لزفراته البائسة ك ( المقهى ) ..
ربما هو المكان الوحيد الذي لم يحتضن ذكرياتهما معاً ..
أوقف سيارته أمام المقهى .. وترجّل منها خافضاً رأسه كي لا تقع عينه على ( طيفها ) ..
ليته كان يعلم أن طيفها في عينيه وليس في الأماكن الت يزورها ، لذا فإنه
يراها كلما فتح عينيه ، أو أغلقهما ..
لا فائدة إذن من إخفاض الرأس ، و لو لم يرفعه اصلاً لاصطدم بزجاج باب المقهى ..
قالها برتابة ، واتخذ مكانه في زاوية قصيّة بعيداً عن دخان الزجائر ، بعيداً عن
الضحكات التي تفتق جراحه ، بإختصار بعيداً عن كل شيء ..
أسند رأسه إلى الجدار ، وتحسس جيبه بطريقة روتينيه ، ألقى بكل ( آهاته )
الحرّى جانباً واسترخى في محاولة فاشلة لاساجلاب الهدوء ..
قالها النادل أحمد بصوت لطيف .. يالذلك ال ( أحمد ) كيف يستطيع انتشالي
من زفراتي بطريقة عجيبة ..
همس في أذنه بعد أن وضع الكوب على الطاولة أمامه ..
- سأعود لك حالما يهدأ الوضع ، افتقدت وجودك يارجل .
قال جُملته الأخيرة وهو يغمز بعينع اليمنى و ودعه بإبتسامه ..
شاطره ابتسامته رداً لجميل ذلك الشاب الوفي ..
حاول أن يتذكر ، منذ متى بدأت علاقتي مع هذا الشاب .. !
أوه . صحيح منذ انسكب شاي صديقي علي ذلك اليوم
لا أنسى كم كان الشاي محرقاً .. و كم كانت ابتسامته الموايسة رائعة ..
عندما صرخ صديقي مفتعلاً الغضب
- وهل يتوجب علي دفع ثمن آخر من الشاي ياهذا .. ؟
- ماذا عني أنا ، هل ذهبت الحرارة التي اصطليت بها أدراج الرياح .. ؟
ضحكنا ، وضحك أحمد معنا ..
منذ ذلك اليوم ، وهو يتسلل كلما خفَّ الزحام في المقهى ، لنتشارك همومنا
وضحكاتنا الصاخبة معاً .. استيقظ من سرحانه الشديد على صوتِ رسالة الجوال
بنغمتها المميزة ( تيت تيت تيت تيت ) ..
أدخل يدهُ في جيبه مُتثاقلاً وتمتم ..
- من الذي يُرسل في هذا الوقت .. ؟
( غداً الدوام سيمتد إلى الساعة الثانية والنصف ظهراً )
قرأها وازدادت ملامح وجهه عبوساً
همّ بإلقاء الجوال جانباً ، وارتشاف المزيد من القهوة التي تصارع برودة المكان ..
لكنّما شيء اتسطاع أن يخترق قلبه و بشدة ، ويجعل النبض فيه يتسارع ..
" الحافظات "
تردد في فتحها ، تجلى ذلك واضحاً في تغيّر ملامح وجهه فجأة ..
" فتح "
ضغط عليها ويده ترتجف ..
" تفقد المرأة كل شخصيتها في اليوم الذي تحب فيه .. لكنني .. وجدتُ شخصيتي عندما احببتك .. دُمتَ بقلبي ياعبد العزيز "
المرسل : أمل : 21 / 4 / 1427 ه
يااه قبيل وفاتها بأسبوع واحد فقط ..
ثمة ما يلمع في عينيه الوجلتين ، دموع توشك على السقوط ، مسحها بطرف شماغه
وأغمضهما في حالة من الجلد المزيف ..
حانت منه نظرة ، ففتح عينيه ليجد أحمد أمامه ينظر بصمت ..
بالطبع لم تكن لديه المقدرة على التبسم ، لذا آثر الوجوم على الابتسامة المتكلفة ..
صمت عبد العزيز .. وقاسمه أحمد الصمت ..
مر طيفها أمام عينيه بسرعة ..
هاهي أمامه على فراشها الأبيض تبتسم وبقوة ..
تذكر أنه بكى على يدها وهي تبتسم بينما الآلام تنهش جسدها المرهق ..
وتبتلع آخر نقط للحياة في نفسها المتقطع ..
توقف النبض ..
ليتوقف نزيف المشاعر ..
و بُكاء رجل ..
و تتلاشى ابتسامة الوداع ..
كم مضى على زواجهما .. ؟
سنتان .. ؟
سنة .. ؟
أو ربما أقل ، لكنهما كانا جسدين بروح واحدة .. وقلب واحد ..
ليس ثمّة مايُفرق بينهما سوى اختلاف الأسماء والأجساد ..
صدى ضحكاتها يتردد في كل أنحاء جسده ، تُسبل ستار الحزن على حياته
التي يُمارس العيش فيها بكل حماقة .. بعدها ..!
لم يعد للحياة أي معنى بالنسبة له ..
تماماً كالشجرة الخاوية ، كالصحراء الجرداء ، كالبئر الجدبة ..
كال ( لاشيء ) .. عندما يعجز ال ( شيء ) عن ملئه وجعله ( شيئاً ) ..!
قطع حديث أحمد الصمت الكئيب الذي خيّم عليهما ..
- أومازلت تعاني الفراق يا صديقي .. ؟
صمت عبد العزيز ، وشفتاه ترتعشان ، بدا للوهلة الأولى أنه سيبكي ..
لكنه قال بصوت متهدج ..
- كيف لي ألا أعاني وأنا يا أحمد ، وأنا نصف إنسان ، أعيش بنصف روح ،
وبنصف قلب ..
شعر أحمد بالتقلص أمام منظر عبد العزيز وهو يبكي .. و وجهه الشاحب الذي
احتضنه بين كفيه ..
- ليتني رحلتُ معها .. ليتّها أخذتني إلى حيثُ ذهبت ..
- عبد العزيز
بدا صوت أحمد مُتأثراً حد البكاء ..
- أترى هذه الأماكن أترى الشوارع التي تضجّ بالسيارات ، أترى الهواء
الذي تتنفسه .. ؟
كلها تذكرني بها ، بضحكاتها ، وتعليقاتها الساخرة ..
بعواطفها ، بصبرها وتحملها ، بكل شيء قد يرتبط اسمه ب ( أمل ) ..
تحدرت منه دموع سخيّه .. وشهق بصمت وهو ينتحب ..
- لا شيء يُمكنه إعادة ( الجمال ) للحياة كالأمل .. كُن صبوراً يارجل .
رفعَ رأسه ، ونظر طويلاً إلى أحمد ، ثم تحدث بنبرة ساخر’ متهكمة ..
- أو مازلت تُؤمن بال ( أمل ) يا صديقي .. ؟
، كيف ذا وقد رحل ال ( أمل ) كُله مع ( أمل ) ، لعلك تمزح يا أحمد .
أنا هُنا أشلاءُ إنسان محطم ، ونصف من كل شيء وبعض الأمور لا تقبل
بأنصاف الحلول .. أليس كذلك .. ؟
نهض ماسحاً دموعه بقسوة ، وانحنى ليصل إلى أذن أحمد الذي ما يزال جالساً
- ليسَ هناك شيء أشدّ إيلاماً من دموع الرجل ، حينما يتعلّق الأمر ب ( امرأة ) ..
ثم خرج ..
ومازال صدى كلاماته الأخيرة يتردد في الزاوية الأبعد عن البشر ..
في الزاوية المنزوية عن الصخب ، حيثُ لا شيء يُتنفس سوى الألم ،
في زاوية ( عبد العزيز ) ..
تردد صوت تلاشى مع ضحكات شباب مراهق نزق ..
( ليس هناك شيء أشدّ إيلاماً من دموع الرجل ، حينما يتعلّق الأمر ب ( امرأة ) .. )
في مكان قصيّ عن المدينة كان عبد العزيز يكتب رسالة ..
" ودعتني ..
وبودي لو يودعني .. صفوة الحياة وأني لا أودعك "
ضغط بإصرار على ( أمل ) ..
وابتسم بقوّة .. ،
وسط البيت في ( البيت ) ..
( تيت تيت تيت تيت )
( رسالة واردة ) لم يعلم بوصولها أحد ، ولم يقرأها أحد ..
" ودعتني ..
وبودي لو يودعني .. صفوة الحياة وأني لا أودعك ِ "
عبد العزيز ..
وإني لتعروني لذكراك هزّةٌ ... كما انتفض العصفور بلله القطُر
انتهت القصه واتمنى انكم تقوولون راايكم فيهاا