- بسم الله ثقة به وتوكلا عليه
- خذ بيدي .............
- (سمر ) أتمنى ذلك .
- هند هاتفك إنه لم يتوقف عن الرنين منذ زمن .......
- (هند )ولكني اعتذرت فاقبل عذري
- (هند)الم تفكر في البحث سوى هذا اليوم ..
- (أم ريان )لا بأس وأنا سأزورك قريبا إن شاء الله
- أخذ نفسا عميقا وقال بخبث :يالي من أحمق !والآن أسرعي قبل أن أغير رأيي.
- فرحت بذلك كطفل صغير وخرجت معه وهي تحلق فرحا ,
بسم الله الرحمن الرحيم
وهج المشاعر الأولى
هذه هي مشاركتي الأولى في منتداكم الرائع,,,,,وأتمنى أن تحوز على رضاكم,,, وأن تساعدوني على إتمامها بالتفاعل معي وأريد رأيكم بصراحة بلا مجامله
لأن النقد الجيد هو الذي يضع بأيدينا على أخطائنا,,,
رواية أهديها لكل فتاة مقبله على الزواج ,,ولكل زوجه فقدت جذوة الحب الأولى ....فكوني معي لنستعيد سويا وهج المشاعر الأولى
بسم الله ثقة به وتوكلا عليه
خذ بيدي .............
ظلت هند في ذلك اليوم الشتوي قارس البرودة تذرع فناء الجامعة ذهابا وإيابا مع صديقتها (سمر )في محاولة لحشو المادة التي بين يديها في ذاكرتها,وفجأة شعرت أنها تردد فقط من غير فهم فألقت الكتاب الذي بين يديها والتفتت إلى صديقتها (سمر )قائلة وهي تشير إلى الكتاب... دعيك منه لافا ئده أما يكفينا إرهاقا وقلقا ,بربك أما مللت ؟!
(سمر) لا أرجوك دعيني وشأني سأستمر في الحشو حتى آخر ثانيه
ضحكت (هند)وتركتها وذهبت بمفردها إلى قاعة الاختبار متوكلة على الله, ضلت بضع دقائق تردد بعض الأذكار وتدعوا الله أن يذكرها ما نست ويعلمها ما جهلت
خرجت هند من قاعة الاختبار وهي تشعر أن كابوسا ثقيلا زال عن كاهلها بنهاية آخر اختبار في الصف الثالث في قسم اللغة الإنجليزية ذهبت إلى (مقهى الجامعة )وجلست بمفردها على إحدى الطاولات منتظره صديقتها (سمر)وطلبت لها كوبا من الشاي ,ظلت ترشف من كوبها بهدوء وصمت غارقة في أفكارها وما لبثت أن أجفلها وقع كتبا على الطاولة بعنف ....,قالت سمر وقد أخجلها ما بدا لها من جفول (هند)بسبب تصرفها الانفعالي الذي أخرج (هند )من لحظات التأمل والخيال التي كانت تعيشها ,أنا آسفة ظننتك شعرت بمجيئي.
(هند) لأعليك ,أخبريني كيف أبليت ؟
(سمر) كان سيئا ,إنه أصعب اختبار يمر علينا لم أتذكر شيئا مما حشوت وقد كتبت ما جادت عليه قريحتي أما الباقي فمن فلسفتي المحضة !
(هند)لأعليك سننجح بإذن الله ,إنه ليس صعبا ولكنه آخر الاختبارات وقد فترت عزيمتنا كثيرا عن ذي قبل وهذا ما يشعرنا بصعوبته .
(سمر )ربما ..
أحضرت النادلة كوبا من الشاي لسمر وسندويشا ساخنا كانت قد طلبته لها هند من قبل مما دفع سمر للتبسم لها وهي تقول :لاحرمني الله منك يا أعز الصديقات....
رن هاتف (هند )المحمول فأسرعت للإجابة بلهفه وتحدثت بضع دقائق مع زوجها (محمد)مطمئنة له ببلائها الحسن في الاختبار وما إن أنهت المكالمة حتى سمعت (سمر )تهتف بغيره وهي تخرج هاتفها المحمول ناظرة إليه...
أما أنا فمن يهتم لشأني ..ثم زفرت بألم ...لا أحد
(هند)بنبره مؤنبه سيأتيك من يهتم لشأنك إن شاء الله فلا تعجلي ولا تكوني غيورة فلن يلبث أهلك أن يتصلوا بك.
(سمر )لن يتصل أحد , وأتبعت بزفرة مكبوتة.....
كلٌ مشغول بذاته ومشاكله الخاصة وأكون محظوظة إذا رآني أحد مصادفة وسألني عن حالي حتى سؤالهم ذاك لا يكون بدافع الحرص والمحبة والقلق لشأني ولكنه من باب الروتين فقط .
حزنت (هند )لحال صديقتها وحاولت إخراجها من حالة الحزن التي شعرت بها وقالت متفائلة :
ابتسمي وتفاءلي للحياة ياعزيزتي ,وحاولي أن تزرعي الحب بين عائلتك وستحصدين ذلك إن شاء الله .
(سمر ) أتمنى ذلك .
(هند)والآن هداك الله أهذا وقت الاكتئاب أنا أشعر بالتحرر والانطلاق والفرح لنهاية ذلك الكابوس .
(سمر)أنت تشعرين بأن الاختبارات كابوسا ثقيلاً لأنك مشغولة ببيتك وزوجك أسأل الله أن يديم عليك السعادة والهناء أما أنا فالاختبارات هي شغلي الشاغل عن الفراغ الذي أعيشه في ظل أسرتي المفككة أما الآن فماذا أفعل سوى الانطواء في حجرتي الصغيرة ......
(هند)ولما الانطواء ! لما لا تحملين على عاتقك هم تواصل أسرتك ومحاولة التقرب إليهم .
(سمر)أتعتقدين أنني لم أحاول من قبل ,لقد حاولت ولكن بلا فائدة .
(هند) لا يا سمر لابد للقلب الذي ينبض بالحب أن يشعر بدفئه من حوله ولكن أصبري وتوكلي على الله...والآن هيا بنا لنودع صديقاتنا
وما إن همتا بالقيام حتى شاهدتا مجموعه من صديقاتهن متوجهة إليهما
كانت (هند) اجتماعيه بطبعها ولديها العديد من الزميلات في عدة أقسام من الجامعة ولكن صديقتها المقربة هي (سمر),
جلست معهن يتجاذبن أطراف الحديث ويتمازحن وكانت ضحكاتهن تعلو في مقهى الجامعة وما لبثت (هند )أن سمعت صديقتها (سلمى )تهتف:
هند هاتفك إنه لم يتوقف عن الرنين منذ زمن .......
كانت قد وضعت حقيبتها على الطاولة ومع شدة الضوضاء في المقهى لم تسمع رنين الهاتف وقد نست لفرط فرحها واندماجها مع صديقاتها موعد زوجها فنظرت إلى الساعة وقد أجفلها أنها قاربت على الثانية عشر,أخرجت هاتفها مسرعة وردت ,وكان زوجها وقد هاتفها بكلمات مقتضبة باديا عليه الغضب ,ودعت صديقاتها وارتدت عباءتها وخرجت مسرعة .دخلت السيارة ملقية التحية ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...... رد وعليكم السلام.............
كان ليس من عادته أن يقصر في رد التحية ...... فعرفت هند في داخلها أن ثمة عاصفة قادمة فصمتت في انتظار هبوبها
صمت ولم ينطق ببنت شفه ......
استجمعت هند قواها بعد برهة من الزمن وقالت بلطف :محمد أعلم أنني تأخرت كثيرا ولكن أرجوا منك قبول عذري لم أسمع رنين الهاتف لأن المقهى كان يعج بالضوضاء
كانت تعلم في نفسها أن هذا ليس بعذر وأنها مخطئه من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ولكنها كانت مجرد محاولة لإصلاح الأمر في سلام ..........
صمت ولم ينطق
استطردت هاتفه :محمد أرجوك لا تكدر فرحتي .
محمد :أنت من كدرت على نفسك .
(هند )ولكني اعتذرت فاقبل عذري
اكتفى بالصمت المطبق إلى أن أوقف السيارة عند باب المنزل أدخلها ثم صفق الباب خلفه .
ألقت هند بحقيبتها ثم رمت بنفسها على أقرب مقعد وبكت بحرارة .وبعد نوبة من البكاء انتشلت نفسها من حزنها وأخذت حماما دافئا وألقت بنفسها على سريرها......... كانت تشعر بإرهاق شديد بسبب حالة السهر المتواصل طوال أيام الاختبارات ولكن لم يغمض لها جفن وأخذت تؤنب نفسها لما.... لم تمسك هاتفها بيدها.. ولما ..ولما ولكن ندمها لن يجدي نفعا الآن ..
فكرت بما أنها أنهت اختباراتها وبما أنها لم تعد شيئا من طعام طوال فترة الاختبارات فلما لا تعد وجبة غداء شهيه لزوجها وتنظف المنزل
توجهت إلى المطبخ وحاولت أن تجد شيئا سريعا تعده لزوجها ,ولكن المطبخ كان خاويا على عقبيه بحثت عن بعض الخضار فلم تجد وبعد تفكير أخرجت بعض اللحم المفروم وتبلته وغسلت بعض الأرز وتركته منقوعا في الماء وذهبت لتوضب غرفة نومها وحمامها الخاص فأشعلت
بخورا واعدت الحمام لزوجها ووضعت فيه بعض الزيوت العطرية وبعض الشموع والزهور المجففة ,
أعدت كبابا مشويا في الفرن وبعض الأرز الأبيض وسلطة حارة وعصير ليمون منعش وجهزت طاولة الطعام وكانت عامره ثم لبست ثوبا جميلا فاتنا وما إن سمعت صوت زوجها يغلق الباب خلفه حتى هرعت مستقبلة له والابتسامة تملأ شفتيها .دخل واستقبلته رائحة ال
بخور الأخاذة وابتسامة زوجته الوضاءة فتظاهر بالغضب ونظرت إليه مؤنبة ولم يلبث أن أبتسم فضحكت وقالت: يالك من غضوب ما أصعب مراضاتك.قال في سخريه وهو يجول بنظره في إرجاء المنزل :يال الهمة العالية أعددت كل هذا في ساعتين ونصف !!يال النشاط المفاجئ!!لم تجب بل جلبت مرشة مليئة بالماء وأخذت ترشه بها مما جعله يولي هاربا!!
وفي المساء اقترحت هند على محمد وهما يتناولان القهوة العربية أن يخرجا لتناول العشاء خارج المنزل فقال لها :
فلنجعلها مساء غد الليلة أنا مرتبط بعمل مع أحد الأصدقاء .
ظهرت الصدمة على وجه هند وهي تجيب :لا أرجوك لا تقل ذلك فأنا أشعر برغبة عارمة في الخروج والانطلاق بعد الكبت الذي شعرت به الأسبوعين الماضيين
محمد :صبرت أسبوعين ألا تستطيعين إضافة يوم إليهما .
(هند)كنت مجبره طوال الأسبوعين الماضيين أما الآن فما الذي يمنعني؟!
(محمد)يمنعك عمل زوجك .
(هند)ألا تستطيع تأجيل ذلك الموعد ؟
(محمد)لا لقد اتفقت مع صديقي (عبد الله )أن نرى مكتباً خاصاً بنا نود استئجاره لنعمل فيه في مجال التصميم العمراني وإذا لم يعجبنا سنبحث عن غيره .
(هند)الم تفكر في البحث سوى هذا اليوم ..
قاطعها محمد :بل كنا نبحث طوال هذا الأسبوع ولكنك لم تشعرِ بذلك لأنك كنت منكبة على المذاكرة أما الآن فلا يوجد ما يشغلك فانشغلت بي !
(هند)يا إلهي ألا تشعر بي لقد كنت منهكة طوال الأيام الماضية ألا أستحق الترويح عن نفسي ؟لما أنتم هكذا أيها الرجال قساة القلوب ؟(محمد)سبحان الله وهل حرمتك من الخروج وعدتك غدا مساءا ستخرجين وستروحين عن نفسك .
قامت هند غاضبه وتوجهت إلى حجرتها وأغلقت الباب خلفها . أكمل محمد شرب قهوته وانهي تصفح الصحيفة التي بين يديه ثم طرق الباب برفق عليها وهتف بحنان :هند أتسمعينني ؟افتحي الباب من فضلك ......
لم يسمع جوابا فخرج لأداء صلاة العشاء ولم يعد .خرجت هند من حجرتها بعدما تأكدت من خروجه وقد كانت تشعر بحنق واستياء شديدين وسمعت رنين جرس الهاتف ........توجهت إليه فأجابت وكانت جارتها التي تقطن في الشقة المقابلة لها ,,, كانت سيدة لطيفه قريبه من سنها غير أنها لديها طفل ذو عامان .لم تبين لها هند استياءها وقد طلبت منها زيارتها لان لديها بعض الصديقات قد تعرفت عليهن هند في زيارات سابقه.. .
بعدما أغلقت سماعة الهاتف دار بخلدها الطريقة التي تستأذن بها من زوجها في الخروج لتلبية دعوة جارتها فلم تكن ترغب في محادثته وقد كانت تعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه,,, أن من خرجت من بيتها بغير إذن زوجها تلعنها الملائكة حتى ترجع .فقررت أن ترسل له رسالة إلى هاتفه المحمول,,,, فكتبت (اتصلت جارتي تدعوني لزيارتها أود الذهاب إذا أذنت لي )كانت تعلم أن ذلك لا يشكل أي أهانه لها مادامت تنفذ تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم بعد برهة أتاها الجواب (أذهبي عل ذلك يروح عن نفسك !!حنقت لسخريته المريرة... ولكنها نبذت حنقها جانبا لأن عليها الآن أن تبدأ استعدادها للخروج قبل أن يتأخر الوقت فبدأت بأداء صلاة العشاء ومن ثم لبست وتأنقت وقد كانت هند جميله ومتأنقة بطبعها... وقد تفننت في ذلك خصيصا هذا المساء لإزالة الكآبة عن وجهها ولأن أولئك النسوة الذاهبة إليهن مفرطات العناية بمظهرهن فلا تود أن تكون أقل منهن !
ذهبت ونسيت حزنها ومللها .ودارت أحاديث كثيرة عن الأزواج وطبائعهم فكل واحده منهن تشكوا طباع زوجها فحمدت الله أن من عليها بزوجها الحبيب فهو مختلف عن أزواج أولئك النسوة رغم ما يحدث بينهما من خلافات فإن معاملته لها أفضل بكثير مما سمعته ,فمنهن من تشكو بخل زوجها وتود البحث عن وظيفة لتغني نفسها عن ما عنده وأخرى تشكو عصبية زوجها وضربه لها فأضمرت في نفسها يا إلهي وصل الأمر إلى الضرب لا عدمتك يا محمد وإحداهن تشكو ا أن زوجها لا يملك أي حس من الرومانسية وأنه خشن الطباع ......
وبعد انصرافهن أصرت عليها جارتها البقاء لأن زوجها يعمل مساء هذا الأسبوع ولن يعود مبكرا فهو ملازم في الجيش , فجلست عندها إلى الثانية عشرة ونصحتها بالعناية بزوجها وحسن التبعل له ,وقالت لها: لا يغررنك أولائك النسوة بحديثهن فأغلبهن تفعل ذلك خوفا من العين ,وإن كان ذلك صحيحا فهو بسبب تقصيرهن في واجباتهن ليس هنالك أصعب مراسا من زوجي عندما تزوجته قبل ثلاثة أعوام ولكني روضته كما يفعل لاعب السيرك مع نمر شرس كنت كلما ثار وعلا صوته سكتُ ولم أجب حتى تهدأ ثورته فإذا هدأ ناقشته بهدوء وحلم حتى أنه في كثير من الأحيان كان يعترف لي بخجله مني !! .كانت (أم ريان )محبه لهند وكان نصحها صادرا من قلب صادق لذا وجدت لها وقعا في قلب (هند) ,ذهبت أم ريان للاطمئنان على صغيرها في حجرته عندها سرحت هند مع نفسها قليلا وفكرت في صدق كلام جارتها وقالت لنفسها إنها على حق...
عندها تذكرت تصرفها نهار هذا اليوم فلو أنها لم تهتم لأمر زوجها لما صالحها عند غضبه بسبب تأخرها في الجامعة ولكن ما الفائدة فهاهو أغضبها في المساء ,,نظرت إلى الساعة فوجدتها قاربت الثانية عشرة فهبت واقفة...
رأتها أم ريان على تلك الحال عندما قدمت من حجرة طفلها فقالت :ما بك واقفة ,أأنت ذاهبة ؟
(هند)نعم لقد تأخر الوقت لابد أن محمد عاد الآن ولم يجدني ,سأذهب لأعد له العشاء وأنت لابد أنك ستستعدين لمقدم زوجك سأراك لاحقا ,إن شاء الله
(أم ريان )لا بأس وأنا سأزورك قريبا إن شاء الله
رافقتها إلى الباب مودعة وانتظرت حتى رأتها تدخل مفتاحها في باب شقتها ثم أشارت إليها مودعة وأغلقت الباب...
أدخلت هند المفتاح في الباب بهدوء ودخلت على أطراف أصابعها ظنا منها أن محمد نائم ...الإضاءة جميعها مطفأة ,توجهت إلى حجرتها ووجدت المصباح مشعلا وكان الباب مفتوحا ,,علقت عباءتها وتوجهت إلى حجرتها ثم وقفت تنظر إليه بصمت من باب الحجرة وقد كان مستلقيا على سريره يقرأ في كتاب ,, رفع نظره إليها وقد أدهشه جمالها وأناقتها... وضع الكتاب الذي كان يقرأ فيه بهدوء على الطاولة المجاورة له وابتسم في حنان وقال معاتبا في سخريه :آمل أن يكون خروجك من المنزل قد روح عن نفسك المتعبة !!
توجهت إليه وجلست بقربه على حافة السرير وهتفت برقه :وماذا لو جبرت بخاطر زوجتك المتعبة وذهبت بها في نزهه هادئة !!(محمد)لقد اعتذرت ياعزيزتي ألا تقبلين الأعذار وإن كنت تريدين الخروج الآن لنزهتك ,لقد عدت مبكرا فقط لكي أجبر بخاطرك أيتها المتحذلقة !!
قالت بدهشة :الآن
(محمد)مؤكدا :نعم الآن هيا ارتدي عباءتك وبدلي ثيابك إذا كنت متعطرة .
(هند)بمكر :نعم متعطرة... واقتربت منه بدلال.. ألا تجد ذلك ؟!
أخذ نفسا عميقا وقال بخبث :يالي من أحمق !والآن أسرعي قبل أن أغير رأيي.
فرحت بذلك كطفل صغير وخرجت معه وهي تحلق فرحا ,
ما أسهل الرضا بين الزوجين إذا تنازل كل طرف عن بعض حقوقه البسيطة وحاول إسعاد الطرف الآخر بروح التعاون لإنجاح حياتهما والوصول بها إلى بر الأمان فالمشاكل الزوجية ما هي إلا فقاعات هشة سرعان ما تزول إذا انعدم الكره بين الزوجين .
أمضيا ساعة يسيران في الهواء الطلق البارد المنعش الذي أزال من قلبيهما كل تعب وعناء شعرا به ,
أمسك بيدها وحاول أن يناقشها في مشاكلهما بهدوء فقال لها :هند أنت تعلمين أني أحبك وأحاول إسعادك قدر المستطاع ..
قاطعته وأنا أيضا احبك وأسعى لإسعادك.
(محمد)إذا لماذا تأخذين المواضيع بحساسية ,,حاولي التنازل قليلا عن بعض مطالبك لتصفو الحياة لكلينا .
(هند)أنت أيضا حاول مداراتي وأشعر بأني بحاجه إليك ,بحاجه إلى حنانك إلى مساعدتك إلى مشورتك في كل أموري.
(محمد)أنا أتفهم ذلك ياعزيزتي وما كانت نزهتنا هذه إلا نوعا من مداراتك !
(هند)وأنا ما كان ما فعلته ظهر هذا اليوم إلا نوعا من تفهمي لك وشعوري بخطأي غير المتعمد
(محمد)أشكرك ياعزيزتي ,والله لقد أسعدني ذلك فعلا ونسيت بسببه كل ضيقي بسبب تأخرك
(هند)آه من تأخري لقد أفسد علينا اليوم برمته .
(محمد)لا ياعزيزتي فقد نسيت غضبي بمجر أن شممت رائحة ال
بخور الزكية وعلمت أنها نابعة من عشنا الصغير
ضحكت بمرح وقالت :هل نسيت ذلك فعلا ؟
(محمد)نعم ,والأن هل يمكننا العوده فأنا أشعر بالنعاس الشديد .(هند)نعم هيا بنا . انتظروني في الجزء الجديد الذي بعنوان (الليله)......
لا تطولي علينا