- طريق الندامة
- ========
- تحكمات الأب
- ========
- مطلقات لأسباب تافهة
- ============
- فلسفة الزواج
- =======
إذا كان الطلاق تجربة قاسية على امرأة ناضجة تعدت الثلاثين من عمرها ، ترى ما هو أثرها على فتاة لم تتخطى العشرين أو تجاوزتها بقليل، خاصة بعد انتشار ظاهرة الطلاق السريع أيام أو كما يقولون "الزواج علي ورقة طلاق".
وهذه الظاهرة ليست في مصر فقط بل انتشرت في عدة دول عربية، فقد كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري عن ارتفاع عدد المطلقات إلي مليون و495 ألف مطلقة بنسبة 5.34% في السنة الأولي من الزواج و5.12% في السنة الثانية وأكد أن مصر تشهد حاليا حالة طلاق كل 6 دقائق بمعدل 240 حالة طلاق يوميا.
كما أشار الدليل الإحصائي لوزارة العدل السعودية إلى أن مجموع عقود الزواج بالسعودية بلغت 64.339 ألف حالة خلال العام الحالي يقابلها 15.697 ألف حالة طلاق مما يعني أن نسبة الطلاق في المملكة تبلغ 24% بمعني أن كل ثلاث حالات زواج يقابلها حالة طلاق أما الكويت فتشهد وصول نسب الطلاق إلي 35% أي يحدث طلاق كل ساعتين و45 دقيقة كما أكدت دراسة حديثة تناولت الطلاق في المجتمع القطري وجود 319 حالة طلاق مقابل 978 حالة زواج وأن اكبر نسبة من المطلقات حوالي 34.72% تتركز في الفئة العمرية من 20 إلي 24 عاما . أفادت الإحصاءات أيضاً أن حالات الطلاق بمدينة الرباط تصل إلي 23% من حالات الزواج وترتفع هذه النسبة قليلا في مناطق أخري بالمغرب والأمر لا يختلف كثيرا في الإمارات أو الأردن.
طريق الندامة
========
لم تعد البنت المتزوجة مبكراً محظوظة لفرارها من العنوسة ومشاكلها ، فهي غالباً ما تقع في الطلاق المبكر لتعاني نظرة المجتمع لها على أنها نصف امرأة فقد براءة البنات ولم تحتفظ ببريق المرأة المتزوجة ، لعل قصة إحدى مطلقات تحت العشرين القادمة توضح مدى مرارة التجربة .
كلما زار العريس صديقه واستقبله في بيت أسرته لتنظيم أمور دراستهما بكلية الحقوق، كانت شقيقة زميله تثير إعجابه بأدبها ونشاطها، أو كما تقول رفيقتها التي تنقل تفاصيل هذه التجربة "عجباتو مين تتسخر وتخدم عليهم". ومباشرة بعد حصوله على الإجازة في الاقتصاد والتحاقه بإحدى الشركات الخاصة، فاتح صديقه في موضوع التقدم لخطبة أخته وهي ما زالت تذهب كل صباح إلى الثانوية لتتابع دراستها بالسنة أولى من البكلوريا، وكان شرط والديها أن يخطبها "ويتسناها حتى تكمل قرايتها".
حصلت التلميذة المخطوبة على شهادة الباكلوريا، وبدأت تستعد مباشرة لعقد قرانها وإقامة حفل زفافها في الأسبوع الأول من شهر يوليوز، فمرت عليها الوقائع كأنها شخصية خيالية داخل أحداث مسلسل مصري، خاصة بعد أن استجابت لرغبته فامتنعت عن تسجيل اسمها ضمن لائحة الطلبة الجدد بكلية الآداب. كانت الكارثة التي ارتجت لها أركان وجودها، عندما اكتشفت في الشهر الرابع من التحاقها ببيت الزوجية، أن شريكها الشرعي "مصاحب عليها وصاحبتو حاملة ف شهرها الخامس"! هذا مضمون ما صرحت به المرأة الشابة التي زارتها وقدمت نفسها على أنها كانت مرتبطة بزوجها وهو طالب في الكلية! نقلت التلميذة الحاصلة على الباكلوريا الخبر إلى أمها فرافقتها لتواجه شريكها بحقيقة أمر تورطه قائلة "ها السخط ها الرضا إلا ما طلق ليا بنتي وستر ديك المرا الحاملة"! ثم تلخص صديقتها المحنة التي كابدتها التلميذة المطلقة بعبارة "داز عليها هاداك العام كحل زحل"! خاصة وأنها طُلِّقت بعد فوات أوان التسجيل بالكلية.
تمثل حالة هذه التلميذة محنة مطلقة صغيرة في العام الأخير من مرحلة ارتدائها للوزرة المدرسية، ستجد نفسها مباشرة أمام الحقيقة المرة التي تقول "البنت المطلقة في سن مبكر تخسر رأسمال المرأة التي لم يسبق لها الزواج"، أو كما تضيف صديقتها للمزيد من التوضيح على الطريقة الشعبية "خرج ليها صاحب خوها على سعدها وخسرو ليها"!
تحكمات الأب
========
تروي مطلقة أخرى قصتها بكل أسى قائلة : أنا سيدة مطلقة في العشرين، منذ سنتين تقدم لخطبتي ابن عمي وهو شاب متزوج ولديه طفل فوافق والدي وقبض مهري دون علمي وموافقتي، بعد سنة جاء هذا الخاطب ليعقد القران فثرت وغضبت ورفضت الارتباط به وحدثت مشاكل كبيرة بين أبي وأولاد عمي انتهت بطلبهم للمهر.. لكن والدي كان قد أنفقه فثار وغضب وضربني وحملني مسؤولية ما حدث.
في هذه الأثناء تقدم خاطب جديد فوافق والدي سريعا وقبض المهر وإعطاه لابن عمي لينهي بذلك مشكلته معه أما أنا فقد تم الزواج سريعا وبتكتم كبير لأجد نفسي مع شخص لا أطيقه لدرجة أنني كنت أنام في غرفة منفصلة عنه وبعد أسبوع حصل الطلاق بناء على طلبي فجن أبي وثار وضربني قائلا "جلبت لي العار" وسؤالي سيدي هل أنا مخطئة؟
مطلقات لأسباب تافهة
============
شبل أبو المحاسن "المحامي بالاستئناف" يؤكد - حسب ما ورد بصحيفة الجمهورية - أن نسبة الطلاق باتت عالية بين الشباب فالزواج لا يدوم أكثر من ستة أشهر كما يقول أما أسباب الطلاق تافهة للغاية فقد طالعنا هذا الخبر .. "عندما قال الزوج لزوجته يا أميرة.. طلبت الطلاق" وأميرة اسم زميلة له في العمل ورغم اعتذار الزوج رامي 28 سنة "مهندس معماري" إلا أن الزوجة راندا "22 سنة" بكت وطلبت الطلاق!! وتنظر القضية أمام مكتب التسوية بمحكمة الأسرة .
ويوضح شبل قائلاً : وهذا يوضح أن أسباب الطلاق تجعلنا نبحث وراء الأسباب فالتوجه الأسري معدوم فالأم والأب لا ينقلون للأبناء قدسية الزواج كما أن بخل الأزواج سبب مهم لطلب الطلاق والحالة الاقتصادية لها دور كبير فالزوج لا يستطيع الوفاء بالتزاماته تجاه زوجته كذلك البعد عن الدين وغياب الوعي وأيضا سوء الاختيار.. ويلفت النظر إلي أن الرجل أيضا يعاني من الطلاق كما تعاني المرأة وإن كان أشد فقد يظل بدون زواج بسبب أنه يتردد ويخاف من الزواج مرة أخري ويقارن دائما بين العروس المنتظر وزوجته.
فلسفة الزواج
=======
ويرى د. إلهامي عبد العزيز رئيس قسم علم النفس بجامعة عين شمس ، أن فلسفة الزواج الحديث لا تقوم علي حب الاحتفاظ بالزوج فالتنشئة الأسرية قاصرة عن هذا الفهم الصحيح للزواج وقدسيته وقصور الوعي الديني وفقدان جوهر الزواج وهو الحب والتقدير والتضحية.
كما يؤكد د. الهامي أن سوء الاختيار وراء حالات الطلاق فطرفا الزواج الزوج والزوجة يختار الآخر لذاته ولذا فهذا يؤكد أننا يجب أن نعود للزواج العائلي فالاهتمام ببيئة الزوج أو الزوجة مهم فيجب علينا أن نختاره مع عائلته أو نختارها مع عائلتها ويجب أن يكون هناك تكافؤ بين الزوجين من الناحية الاقتصادية ومن ناحية السن ومن الناحية العلمية أيضا من الأسباب الجوهرية للطلاق "تدليل الأبناء" والزواج في سن صغيرة بحيث أن يكون سهل عليه الزواج بمساعدة والديه وبالتالي سهل عليه الطلاق فهو لم يتعب في الزواج ولم يتحمل مسئولية كما أن افتقاد القدوة من أهم أسباب الطلاق فهو يري أبوه وأمه والمعاملة السيئة والتفرقة بين الولد والبنت.. وكل هذا وراء الطلاق السريع.
لا يتكيفن مع حياتهن
===========
كان زيادة عدد المطلقات سبب ادعى لدراسة احوالهن في السعودية ، فجاءت نتائج دراسة علمية سعودية تكشف أن معظم المطلقات السعوديات يعانين من سوء التكيف رغم ارتفاع مستواهن التعليمي.
فقد أظهرت الدراسة أن 42% من المطلقات السعوديات يعانين من سوء التكيف الشخصي بعد الطلاق ونسبة غير المتكيفات اجتماعيا بلغت 32% ونسبة غير المتكيفات أسريا 30%.
وأظهرت النتائج أن أكثر من ثلث المطلقات تزوجن دون سن الثامنة عشرة وأن ثلث المطلقات في العينة تقريباً لم تستمر حياتهن الزوجية أكثر من سنتين ونصف السنة، كما أوضحت ارتفاع نسبة الطلاق بين من تزوجن بمن هم دون المستوى الاقتصادي لأسرهن.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل زيادة نسبة المطلقات تحت العشرين في الوطن العربي راجعة على تنئشة الأبناء على عدم تحمل المسؤولية وعدم تقديس مؤسسة الزواج !!