- قلت : لكني لم أطلب منك شيئا لي، ما أطلبه هو لأولادك!
- فضحكتُ وأنهيت المكالمة وأنا أشكرها على تعاونها معي.
زوجتي و الحلاق - قصة من الواقع
- في كل يوم أستيقظُ قبل صلاة الفجر بقليل، أذهبُ مسرعة إلى المطبخ، وأضع إبريق الماء على النار، أذهب بعدها مسرعة وآخذ لي دش ماء بارد،
أخرجُ وأؤدي صلاة الفجر على عجل، ثم أدخل أولاً على غرفة البنات وأقوم بإيقاظهن قبل الأولاد فأمامي معهن مشوار طويل قبل أن يغلقن باب البيت باتجاه المدرسة.
ثم أخرج باتجاه غرفة الأولاد، وأقوم بإيقاظ دحومي الصغير أولاً لكي يقوم بتسميع واجب القرآن الذي أعطاه إياه المعلم يوم أمس، أيقظتُ دحومي ثم أيقظتُ ريان الأكبر سناً، وما إن أيقظته حتى رد علي قائلاً: أمي لن أذهب اليوم إلى المدرسة، فالمعلم قد قال لي: إذا لم تحلق شعرك فلا تحضر إلى المدرسة، عندها تذكرتُ بأن ابني ريان قد طلب من والده وبإلحاح ولليوم الثالث على التوالي بأن يذهب به إلى الحلاق، ولكن والده الموقر و زوجي العزيز كأنه لم يسمع شيئا وكأن الأمر لا يعنيه!!
فزوجي يعود في الواحدة ليلاً وبصحبته كوكتيل من روائح الشيشة والجراك والمعسل والسجائر! وربما أشياء أخرى لا أستطيع تحديدها!
وما إن يدخل ويتوسط البيت حتى يطلب عشاءه، ثم يبدأ في تناوله دون أن يسأل نفسه من أحضر هذا الخبز ومن أين أتت هذه النواشف أو من اشترى هذه الأشياء؟! هذا المشهد يتكرر أيضاً على وجبة الغداء، فسيادته لا يدري من أين جاء هذا اللحم الذي يأكله ولا من أين جاءت مقادير هذه السلطة التي يلتهمها؟!
أخرجت ورقة وقلماً وكتبتً فيها رسالة إلى المعلم أطلب منه فيها أن يتجاوز عن ابني هذا اليوم على وعد بأن أحلق شعره في المساء.
استيقظت البنات وقمتُ بتمشيط شعرهن، وفي نفس الوقت دحومي يقرأ حفظه من القرآن الكريم عليَّ، أكملت البنات ارتداء ملابسهن فيما ذهبتُ إلى المطبخ وأخرجت الفول من الثلاجة وقمت بتسخينه ثم جهزت الإفطار، وناديت على الأولاد والبنات بصوت عالٍ لكي يتناولوا إفطارهم ولا يتأخروا على المدرسة، تحلقوا جميعاً حول السفرة، ثم بدأتُ بتوزيع مصروفهم المدرسي واحداً بعد الآخر، خرجوا جميعا فدخلت إلى غرفتي واستلقيت كي آخذ لي قسطاً من النوم.
وما إن أغمضتُ عيناي حتى صاحت ابنتي الصغيرة ذات الشهرين، ففزعتُ إليها مسرعة، ووجدتُ حرارتها مرتفعة بشكل مفاجئ!
أعطيتها خافضاً للحرارة ونومتها، كانت الساعة عندها تشير إلى الثامنة صباحاً، استيقظ بعلي العزيز والتقط جواله من على الطاولة وبدأ بالاتصال بأحد رفقاء العمل، ثم طلب منه أن يقوم عنه بالتوقيع ريثما يفطر ويصلي الفجر! طلب مني أن أجهز له الإفطار ريثما يصلي!
وضعتُ له الإفطار ثم جاء وجلس يتناوله بسرعة كبيرة، جلست بجانبه وأنا أحمل طفلتي الصغيرة بين يدي وأرضعها، قلت له: بأن ريان كان خائفا جدا من الذهاب إلى المدرسة هذا اليوم، لأن المعلم قد طلب منه أن يحلق شعره، وما إن قلت له ذلك حتى ثار وغضب، وبدأ بسب وشتم المعلم والمدرسه، وبأنه سوف يلقنهم درساً لن ينسوه إذا تعرضوا لابنه بسوء!
قلت له : يا أبو ريان ليس هذا موضوعنا، فابنك منذ يومين وهو يطلب منك أن تذهب به إلى الحلاق دون جدوى!
فصرخ بي قائلاً : يا الله صباح خير، ألا تعرفين كيف تختارين الوقت المناسب للحديث في هذه الأمور (سديتي نفسي عن الفطور الله يسد نفسك)
قلت له: لكن متي تريد مني أن أتحدث معك، فأنت تعود في الرابعة عصراً، ثم تنام حتى صلاة العشاء، لتخرج منها إلى الاستراحة، فكيف بالله أتحدث معك؟!
قال وأنت ماذا تريدين مني؟ هل أجلس أمام وجهك الجميل أربعاً وعشرين ساعة كي تكفي عن ترديد مثل هذا الكلام؟!
قلت : لكني لم أطلب منك شيئا لي، ما أطلبه هو لأولادك!
فأخذ يردد قائلا : أولادك...أولادك... وهل يعني هذا أن تنكدي علي فطوري وغدائي وعشائي!! قالها ثم تناول مفاتيح السيارة من على الرف وخرج محدثا صوتا قويا عند إغلاقه الباب!
كتمتُ عبرتي وحاولت مداعبة طفلتي، فتحت التلفاز وكان فيه برنامج عن الحيوانات والطيور الداجنة، وكان مقدم البرنامج يتحدث عن (الديك وهو طبعاً من الطيور الداجنة ) وكيف أنه ليس له أي دور في تربية الفراخ فهي منذ أن كانت بيضة حتى تفقس وتكبر لا يكون للسيد الديك أي دور في رعايتها والاهتمام بها..سبحان الله!
فتحت عيني بقوة وحدقتُ جيداً في شاشة التلفاز ثم نظرتُ إلى ابنتي الصغيرة، وقلت في نفسي:
يووه يا أبو ريان يبدو أنني وكل ذاك الوقت وأنا أعيش مع ديك وأنا لا أعلم؟!
فمواصفات زوجي تكاد تقترب من مواصفات الديك! هذا إن لم يتفوق زوجي على الديك في تلك المواصفات، فيصبح هو شد بلد والسيد الديك يحمل النسخة المقلدة بالتأكيد!!
أفقتُ من تخيلاتي تلك، بل أفقتُ من حقيقتي تلك، فزوجي هو الديك بعينه ولا شيء غيره.
أخرجتُ جوالي واتصلت بأختي أم فهد، وطلبت منها أن ترسل لي السائق مساء اليوم كي أذهب بابني ريان إلى الحلاق، فوعدتني بذلك، و لكنها علقت قبل أن تنهي المكالمة قائلة: وزوجك سبع البرمبة على حاله المايل؟
قلت لها : لم أجد بعد مفتاح التغيير خاصته، ولكني متفائلة بأن مرحلة التغيير قادمة لا محالة قالت: عشم إبليس في الجنة وأنا أختك!
فضحكتُ وأنهيت المكالمة وأنا أشكرها على تعاونها معي.
وفي المساء جاء السائق، وركبت معه أنا وجميع الأولاد والبنات، حتي صغيرتي ذات الشهرين كانت في حضني أيضاً، فلا مكان أستطيع أن أتركها فيه.
انطلق بنا السائق باتجاه حلاق قريب يقع في الشارع المجاور، أوقف السائق السيارة أمام باب الحلاق مباشرة ثم ترجل منها هو وابني ريان، فيما انتظرتهما أنا وبقية الأولاد، وبعدما يقارب الثلث ساعة ركب ريان السيارة وانطلقنا باتجاه البيت, ولكم أن تتخيلوا كيف كان ابني ريان مسروراً بهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق فوق قمة رأسه!
ولم تمض ثواني على انطلاقتنا حتى مررنا بأحد مطاعم البرقر فبدأ الأولاد في الصياح مطالبين بوجبة برقر، فلم يكن أمامي إلا أن أطلب من السائق التوقف بقرب المطعم لآخذ وجبات بعددنا جميعا، أخذنا الوجبات ثم عدنا إلى البيت.
بدأ أطفالي في تناول وجباتهم، وأخبرتهم بأن عليهم الاستعجال في الأكل كي أبدأ معهم في مراجعة دروسهم وحل واجباتهم المدرسية.
جاءت ابنتي الكبرى هديل بورقة وقالت لي: أمي تقول المعلمة لا بد أن توقعي هذه الورقة من قبل ولي أمرك, قرأت الورقة ثم وقعتها لها وأنا أقول في نفسي ولي أمرك؟ لا يوجد لكِ ولي أمر غيري هنا يا صغيرتي, فوالدك منذ مدة ليست بالقصيرة قد أصبح من الطيور الداجنة وحصل على لقب ديك!!
انتهيت من المذاكرة للأولاد والبنات, وحان موعد نومهم قرأت عليهم المعوذات والأذكار, وحانت خلوتي بنفسي, وجلستُ أَهزُ سرير طفلتي الصغيرة كي تنام, وبالفعل نامت.
نامت صغيرتي وتركتني أتساءل, عن رجل مثل زوجي أبو ريان: لماذا يتزوج الرجل إذا كان غير قادر على الاهتمام بأهم الأشياء في بيته,فضلاً عن أصغر أو أتفه الأشياء, وإن تزوج فلماذا يصر على أن تنجب له زوجته في كل عام طفل؟ يصر على ذلك وهو لا يقوم معهم بأدنى درجات العيش الآدمي, فضلاً عن العيش التربوي!!
هذه أسئلتي يا سادة ويا سيدات, فهل أجد لها صدى في داخلكم؟
نعم هناك الكثير من الازواج هكذا ماالحل معاهم
منقول
يايقصر بمشاعره ولا بيته وتربيت أولاده
أوقات تحسينهم مؤ كفؤ زواج ونعمة الضنا
يارب بس عفوك
مادري الحل التطنيش واذا انتي قمتي بكل شي اعتمد وصرتي انتي الام والأب
مافيه غير الدعاء لربي يفرجها