الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
- قصة قصيرة
كانت أمنيته في هذه الحياة أن يكون ضابطا يخدم وطنه في أي مكان ولكن هذه الأمنية لم تتحقق بل تحقق بعضها فعمل عسكريًا برتبة ( وكيل رقيب ) فتم تعيينه في أحد القطاعات العسكرية وكان نعم الرجل خلقا ودينا وأمانة وعندما عُرف بهذه الصفات جعله زملاؤه إماما لهم يؤمهم في صلواتهم وكان يطيل إمامته لهم ولا سيما في صلاة الفجر وكان رئيسه متهاونا في دينه ،شديدا على مرؤوسيه فيوقظهم قبل صلاة الفجر لأداء التمرينات العسكرية وكان يأمر العسكري بتخفيف الصلاة لاغتنام الوقت في كثرة التدريبات وفي ذات مرة شدد الضابط برتبة ( نقيب ) على هذا الفرد فقرأ في الركعة الأولى " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا " فكبر للركوع وقرأ في الركعة الثانية " ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وبعد نهاية الصلاة طلب الضابط من الفرد المثول والحضور لديه فامتثل الفرد وحضر عند الضابط فجلسا يتجاذبان أطراف الحديث - فسأل الضابط الفرد ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين ؟ فرد الفرد هما آيتان في كتاب الله والله تعالى يقول "فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّر منه " فكرر الضابط سؤاله مرة أخرى بحزم وشدة :ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين في صلاة الفجر دون غيرهما فرد الفرد إنفاذا لأمرك وطاعة لك لأنك كنت تأمرني بتقصير القراءة فقرأتهما فازداد غضب الضابط من إجابة الفرد كتب تقريرا سيئا ووضعه في ملف الفرد فتم نقل الفرد نقلا تأديبيا لأبعد مكان عن مقر سكنه ولكن في المدينة نفسها وفي القطاع نفسه فباشر الفرد في مقر عمله الجديد وبعد فترة لحظ زملاؤه الجدد استقامته وأمانته ودماثة خلقه ولفتت تلك الصفات انتباه رئيسه الجديد الضابط برتبة ( عقيد ) فتعجب العقيد من التناقض بين التقرير السيء والصفات التي يتصف بها الفرد فاستدعى العقيد الفرد وأخذ يسأله عن قصته فأخبر الفردُ رئيسه الجديد العقيدَ بالقصة وهاتف العقيد الرئيس السابق النقيب للتأكد من صحة كلام الفرد فتطابق كلام الرئيس القديم مع كلام الفرد فأصدر العقيد أمره بإعادة الفرد لمقر عمله السابق معززا مكرما
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
2- قصة قصيرة ((2))
إبراهيم طالب في المرحلة الثانوية ، كان متميزًا متمكنًا في جميع المواد ، ولاسيما النحو والصرف ، تلك المادة التي كانت تستهويه ويحبها أيما حب ، فقد كان يشرح الموضوعات لزملائه سواء أغاب معلمه أم لم يغب ؟ وفي دراسته الجامعية تخصص في اللغة العربية وأبدع في النحو أيما إبداع ، وبعد تخرجه في الجامعة عين معيدًا في الكلية ، أعجب طلابه بإبداعه في النحو ، وفي إحدى المحاضرات سأله بعض الطلبة على من درست ؟ وفي أية كلية تخرجت ؟ وممن أخذت علمك ؟ فقال : من أبي حفظه الله ، فقال الطلاب هذا جميل ، يسعدنا مقابلة أبيك كي نستفيد من علمه ونتقن النحو كما أتقنته ، فهل نحظى أستاذنا بمقابلته ؟ رفض إبراهيم وامتنع خوفًا من الإحراج مع أبيه ؛ فهو يعرف أباه ومع شدة إصرارهم وافق على مضض فذهب لأبيه وأخبره الخبر ، وقال : إن هؤلاء الطلبة سيسألونك في النحو فكل سؤال يسألونك إياه أجب ب ( فيه قولان ) واترك التفصيل لي وتم الاتفاق على هذا ، نسق الأستاذ مع طلابه موعدًا لمقابلة أبيه ، وأثناء اللقاء أخذ الطلاب يمطرونه بوابل من الأسئلة ، وكان رد الأب لا يزيد عن قوله ( فيه قولان ) ثم يقوم الابن بشرح القولين كما اتفق مع أبيه وكان من بين الطلاب طالب نجيب ذكي ، سأل الأب : أفي الله شك ؟ فأجاب الأب : ( فيه قولان ) ولما سمع إبراهيم جواب أبيه تمنى أن الأرض قد ابتلعته ولم يسمع الجواب واحتار الابن كيف سيخرِّج جواب أبيه ؟ فأخذ يسأل الطلاب عن استطاعتهم في تخريج الجواب ، لينشغلوا به حتى يفكر هو في إجابة لسؤال الطالب ، فلم يفلحوا ، أمَّا هو فبذكائه وفهمه وجد المخرج فقال : إنه يقصد بالقولين من حيث الإعراب فالقول الأول : ( في الله ) جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره ( موجود ) و ( شك ) مبتدأ مؤخر والتقدير ( أموجود في الله شك ؟ ) والقول الثاني ( في الله ) جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره ( يوجد ) و ( شك ) نائب فاعل للفعل المحذوف والتقدير ( أيوجد في الله شك ؟ ) وبعد سماعهم لجواب الابن والأب شهد الطلاب بكفاءة أستاذهم .
وهنا تنتهي الحكاية ، فأطلقوا العنان لأقلامكم كي تحلق في سماء هذا الموضوع ، فترسم لنا لوحة جميلة تعبر فيها عن جمال وروعة لغتنا ، وما تميزت به من معجزات لغوية ونحوية
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
3-قصة قصيرة ((3))
بعنوان : سارقو الحلم ...
حقيبة السفر بيدي.. شواهد تتراءى أمام ناظري، قريتي الصغيرة، بيت طيني ذو رائحة لذيذة، أختي ذات الجدائل الطويلة، أمي صاحبة الدفء العارم... تستفزني صور منثورة هنا وهناك، تثيرني أصوات قادمة من بعيد، أشرد عنها تقتحم لحظتي بقسوة، أستسلم، ألقي عليهم نظرة أخيرة...
يستقر جسدي المكدود على أول مقعد في هذا القطار يحيطني هدوء عاصف يهز أوتار سكوني، تتناهى إلى أسماعي حكايات كثيرة.. تصدح بها أفواه عطشى للثرثرة، تمجها حواسي المأسورة في قمقم اللحظة المفاجئة، أخرج من جيبي ورقة صغيرة أرمقها بشدة، تتداعى كلماتي كالسيف الجارف نحوها "لو لم أرك لكنت معهم الآن" غمامات سوداء تختلس النظر عبر نوافذ المساء تشق جدار النور تهتك ستره الشفاف، تعبر خيوط الدفء من هتون ذاكرة مشحونة بالألم، يصرخ الحنين داخلي، أكتمه، يزيد أقمعه، يتحول أنينًا ينتشر في صدري الواهن... أرنو بعيني الذابلتين، نحو ركاب تحيطهم زوابع التعب... نام الجميع... إلا.. أنا، أحلق بأنظاري فوقهم.. ماذا أرى؟ أهداف هاربة.. يثقلها الشجن، أجساد نحيلة تخالها بقايا هياكل منسية لم توارَ تحت الثرى، لربما لأن النبض لم يفارقها بعد، أرض مجدبة تمطرها سحائب الفقر المتلاحقة.. رحلوا مثلي بحثًا عن دنانير.. دنانير.. يا له من حلم صغير يداعب أجفانهم كل ليلة، يعود ذاك الصفير ليعلن شارة الوصول.. أتردد في خطاي، تدفعني الأيدي الممتلئة بالعجلة، أندفع بقوة مصطنعة، أخرج تلك الورقة ثانية، أتفرس العنوان جيدًا، أجر قدمي جرًّا، ها قد وصلت.. يا للهول.. هناك الكثير تساقطوا فوق المعابر، أسير بينهم أتأملهم، ذات الملامح التي فارقتها لتوي... سرقت أحلامهم منهم.. أغلقت أبواب الأمل في وجوههم الشاحبة، أضحوا جذورًا ميتة وطأتها أقدام الجشع بقسوة.. تمزقت.. تناثرت.. غدت أشلاء، لم يبق إلا الصور الماضية، التقطتها يد سارقي الحلم، باعوها بثمن رخيص، وهم من دفع الثمن، لفني رعب مبهم تغلغل في شراييني.. انسحب.. تسرع خطواتي الثكلى، تبتغي خطوات أخرى أسرع أكثر.. يحاصرني صوت شديد أصغي بأذني، لم يكن إلا طيف الحقيقة يهمس بي: "احذريهم إنهم سارقو الحلم، إياك أن تعودي فيسرقوا حلمك الوليد" أفيق فجأة على صوت أمي "أما زلت نائمة؟ سيفوتك القطار".. أتصنع النوم، أقرر ألا أفيق، لن أدعهم يسرقون حلمي وحلمك يا أمي..
:::::::::::::::::::::::::
تضحية / قصة قصيرة عمر المديفر
بين سلاسل الجبال الممتدة والأشجار الملتفة الكثيفة.. هناك المدينة خاوية على عروشها..بيوت مهدمة ومزارع محرّقة وطرقات مخربة.. كل شيء هنا مُدمر..فهذه المدينة كانت شاهداً على حرب جرت فيها قبل شهرين بين أهلها وغزاة محتلين..من بين البيوت المهدمة..بيت صغير سلم من التدمير غطته الثلوج ككل ما حوله من جبال وأشجار وبيوت مهدمة..
داخل البيت عشرون رجلاً من الأشداء الأقوياء..كانوا من مختلف الجنسيات تجمعهم رابطة الدين فقط..من بينهم بعض أبناء البلد..
يتناهى إلى أسماع هؤلاء الأبطال صوت محرك طائرة..يستطلع أحدهم من النافذة..ويرى طائرة للغزاة تجوب المكان للتفتيش..
بدا لهم أنها تعلم بوجودهم..وتنتظر خروجهم للقضاء عليهم..
قائد المجموعة..وقد أهمه الأمر يقول لمن حوله:"أشيروا عليّ ماذا نفعل"
يهتف أحدهم بروح ملؤها حب الشهادة وكان شاباً متحمساً:"لنواجههم بأسلحتنا وليكن مايكن".
يجيبه القائد وكأن الرأي لم يعجبه:"ولكنّ قد نذهب جميعاً ولا يبقى منا أحد..فنحن لانعلم كم عددهم وكيف عتادهم..هل من رأي آخر".
شيخ صامت طول الوقت ينطق في حكمة متجلية:"إنهم يجوبون المنطقة بحثاً عنّا..ولن يطلقوا النار إلا على هدف واضح..وهم لايعلمون كم عددنا وأين نحن..فلذلك لتخرج مجموعة منّا تضحي بنفسها من آجل البقية"
القائد في إعجاب بما قال الشيخ:"نِعم الرأي ما تراه أيها الشيخ الجليل..فمن يريد التضحية؟من على استعداد للشهادة؟من منكم في شوق إلى الحور؟..من يريد أن يخرج؟.."
سعد الشاب القادم من بعيد.. يعيش صراعاً داخلياً بعدما سمع هذا الكلام.. يعيش صراعاً بين حبين..حبٌ قديم لشيءٍ قديم محسوس مشاهد..وحب لشيء مؤجل لم يجربه فقط سمع عنه.. صراعٌ بين حب الدنيا وحب الحور.. أوصاف الحور تتسارع تعرض في ذهنه.. ويقرر أخيراً أن يقدم الجمال المؤجل..على الجمال القديم..قرر أن يضحي بنفسه من أجل إخوانه..وهتف قائلاً:"أنا أريد التضحية.."
انفجرت أسارير القائد عندما سمع ما قاله سعد وقال مستحثاً المزيد من الرجال:"هيا..كونوا مثل أخيكم..الحور بانتظاركم.."
توأم من أهل البلد.. يرفعان يديهما يريدان التضحية..
يوافق القائد..ويقول:"بقي اثنان من يريد الشهادة؟؟"..يرفع شاب قادم من بعيد يده يريد التضحية..يعقب ذلك..الشيخ صاحب الاقتراح يرفع يده يطلب المشاركة..
تخرج المجموعة مودعةً بالدموع والقبلات..تخرج موقنةً بالموت مرحبةً به مشتاقةً إليه.. تخرج تسير سيرَ الواثقين وتمشي مشية المصدقين.. تمشي لتقابل الجمال بعينه.. مودعة جمالاً زائلاً..ذاهبة إلى جمال دائم..
يخرج الرجال ويسيرون مبتعدين عن البيت الذي خرجوا منه قبل قليل.. يسيرون دون توقف..حتى رأوا أنهم قد ابتعدوا مسافة كافية.. حينها جمعوا حطباً وأضرموا فيه النار..
النار تكون دليلاً في الليل على وجود أحدِ ما.. ترى طائرات المراقبة النار وتقترب منها..وتظل تدور حولها إلى أن رأت رجالاً جلوساً عندها..
صوت إطلاق صورايخ.. ونار تشتعل تحيل الليل نهاراً والأجساد فحماً..
أشرقت الشمس معلنة قدوم الصباح..
المجاهدون داخل البيت يراقبون السماء ويتأكد لديهم أنها خالية من الطائرات.. يخرج أحدهم جهة النار التي بالأمس..يتبعه البقية..
وهناك شاهدوا جثثاً متفحمة..وجوه أصحابها مبتسمة مشرقة..وأيديهم وقد تشكلت كمن ينطق بالشهادة..
دفنوهم دون كفن.. ودموعهم تذرف كالسيل من مآقيهم..
كانت أمنيته في هذه الحياة أن يكون ضابطا يخدم وطنه في أي مكان ولكن هذه الأمنية لم تتحقق بل تحقق بعضها فعمل عسكريًا برتبة ( وكيل رقيب ) فتم تعيينه في أحد القطاعات العسكرية وكان نعم الرجل خلقا ودينا وأمانة وعندما عُرف بهذه الصفات جعله زملاؤه إماما لهم يؤمهم في صلواتهم وكان يطيل إمامته لهم ولا سيما في صلاة الفجر وكان رئيسه متهاونا في دينه ،شديدا على مرؤوسيه فيوقظهم قبل صلاة الفجر لأداء التمرينات العسكرية وكان يأمر العسكري بتخفيف الصلاة لاغتنام الوقت في كثرة التدريبات وفي ذات مرة شدد الضابط برتبة ( نقيب ) على هذا الفرد فقرأ في الركعة الأولى " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا " فكبر للركوع وقرأ في الركعة الثانية " ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وبعد نهاية الصلاة طلب الضابط من الفرد المثول والحضور لديه فامتثل الفرد وحضر عند الضابط فجلسا يتجاذبان أطراف الحديث - فسأل الضابط الفرد ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين ؟ فرد الفرد هما آيتان في كتاب الله والله تعالى يقول "فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّر منه " فكرر الضابط سؤاله مرة أخرى بحزم وشدة :ما سبب قراءتك لهاتين الآيتين في صلاة الفجر دون غيرهما فرد الفرد إنفاذا لأمرك وطاعة لك لأنك كنت تأمرني بتقصير القراءة فقرأتهما فازداد غضب الضابط من إجابة الفرد كتب تقريرا سيئا ووضعه في ملف الفرد فتم نقل الفرد نقلا تأديبيا لأبعد مكان عن مقر سكنه ولكن في المدينة نفسها وفي القطاع نفسه فباشر الفرد في مقر عمله الجديد وبعد فترة لحظ زملاؤه الجدد استقامته وأمانته ودماثة خلقه ولفتت تلك الصفات انتباه رئيسه الجديد الضابط برتبة ( عقيد ) فتعجب العقيد من التناقض بين التقرير السيء والصفات التي يتصف بها الفرد فاستدعى العقيد الفرد وأخذ يسأله عن قصته فأخبر الفردُ رئيسه الجديد العقيدَ بالقصة وهاتف العقيد الرئيس السابق النقيب للتأكد من صحة كلام الفرد فتطابق كلام الرئيس القديم مع كلام الفرد فأصدر العقيد أمره بإعادة الفرد لمقر عمله السابق معززا مكرما
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
2- قصة قصيرة ((2))
إبراهيم طالب في المرحلة الثانوية ، كان متميزًا متمكنًا في جميع المواد ، ولاسيما النحو والصرف ، تلك المادة التي كانت تستهويه ويحبها أيما حب ، فقد كان يشرح الموضوعات لزملائه سواء أغاب معلمه أم لم يغب ؟ وفي دراسته الجامعية تخصص في اللغة العربية وأبدع في النحو أيما إبداع ، وبعد تخرجه في الجامعة عين معيدًا في الكلية ، أعجب طلابه بإبداعه في النحو ، وفي إحدى المحاضرات سأله بعض الطلبة على من درست ؟ وفي أية كلية تخرجت ؟ وممن أخذت علمك ؟ فقال : من أبي حفظه الله ، فقال الطلاب هذا جميل ، يسعدنا مقابلة أبيك كي نستفيد من علمه ونتقن النحو كما أتقنته ، فهل نحظى أستاذنا بمقابلته ؟ رفض إبراهيم وامتنع خوفًا من الإحراج مع أبيه ؛ فهو يعرف أباه ومع شدة إصرارهم وافق على مضض فذهب لأبيه وأخبره الخبر ، وقال : إن هؤلاء الطلبة سيسألونك في النحو فكل سؤال يسألونك إياه أجب ب ( فيه قولان ) واترك التفصيل لي وتم الاتفاق على هذا ، نسق الأستاذ مع طلابه موعدًا لمقابلة أبيه ، وأثناء اللقاء أخذ الطلاب يمطرونه بوابل من الأسئلة ، وكان رد الأب لا يزيد عن قوله ( فيه قولان ) ثم يقوم الابن بشرح القولين كما اتفق مع أبيه وكان من بين الطلاب طالب نجيب ذكي ، سأل الأب : أفي الله شك ؟ فأجاب الأب : ( فيه قولان ) ولما سمع إبراهيم جواب أبيه تمنى أن الأرض قد ابتلعته ولم يسمع الجواب واحتار الابن كيف سيخرِّج جواب أبيه ؟ فأخذ يسأل الطلاب عن استطاعتهم في تخريج الجواب ، لينشغلوا به حتى يفكر هو في إجابة لسؤال الطالب ، فلم يفلحوا ، أمَّا هو فبذكائه وفهمه وجد المخرج فقال : إنه يقصد بالقولين من حيث الإعراب فالقول الأول : ( في الله ) جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره ( موجود ) و ( شك ) مبتدأ مؤخر والتقدير ( أموجود في الله شك ؟ ) والقول الثاني ( في الله ) جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره ( يوجد ) و ( شك ) نائب فاعل للفعل المحذوف والتقدير ( أيوجد في الله شك ؟ ) وبعد سماعهم لجواب الابن والأب شهد الطلاب بكفاءة أستاذهم .
وهنا تنتهي الحكاية ، فأطلقوا العنان لأقلامكم كي تحلق في سماء هذا الموضوع ، فترسم لنا لوحة جميلة تعبر فيها عن جمال وروعة لغتنا ، وما تميزت به من معجزات لغوية ونحوية
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
3-قصة قصيرة ((3))
بعنوان : سارقو الحلم ...
حقيبة السفر بيدي.. شواهد تتراءى أمام ناظري، قريتي الصغيرة، بيت طيني ذو رائحة لذيذة، أختي ذات الجدائل الطويلة، أمي صاحبة الدفء العارم... تستفزني صور منثورة هنا وهناك، تثيرني أصوات قادمة من بعيد، أشرد عنها تقتحم لحظتي بقسوة، أستسلم، ألقي عليهم نظرة أخيرة...
يستقر جسدي المكدود على أول مقعد في هذا القطار يحيطني هدوء عاصف يهز أوتار سكوني، تتناهى إلى أسماعي حكايات كثيرة.. تصدح بها أفواه عطشى للثرثرة، تمجها حواسي المأسورة في قمقم اللحظة المفاجئة، أخرج من جيبي ورقة صغيرة أرمقها بشدة، تتداعى كلماتي كالسيف الجارف نحوها "لو لم أرك لكنت معهم الآن" غمامات سوداء تختلس النظر عبر نوافذ المساء تشق جدار النور تهتك ستره الشفاف، تعبر خيوط الدفء من هتون ذاكرة مشحونة بالألم، يصرخ الحنين داخلي، أكتمه، يزيد أقمعه، يتحول أنينًا ينتشر في صدري الواهن... أرنو بعيني الذابلتين، نحو ركاب تحيطهم زوابع التعب... نام الجميع... إلا.. أنا، أحلق بأنظاري فوقهم.. ماذا أرى؟ أهداف هاربة.. يثقلها الشجن، أجساد نحيلة تخالها بقايا هياكل منسية لم توارَ تحت الثرى، لربما لأن النبض لم يفارقها بعد، أرض مجدبة تمطرها سحائب الفقر المتلاحقة.. رحلوا مثلي بحثًا عن دنانير.. دنانير.. يا له من حلم صغير يداعب أجفانهم كل ليلة، يعود ذاك الصفير ليعلن شارة الوصول.. أتردد في خطاي، تدفعني الأيدي الممتلئة بالعجلة، أندفع بقوة مصطنعة، أخرج تلك الورقة ثانية، أتفرس العنوان جيدًا، أجر قدمي جرًّا، ها قد وصلت.. يا للهول.. هناك الكثير تساقطوا فوق المعابر، أسير بينهم أتأملهم، ذات الملامح التي فارقتها لتوي... سرقت أحلامهم منهم.. أغلقت أبواب الأمل في وجوههم الشاحبة، أضحوا جذورًا ميتة وطأتها أقدام الجشع بقسوة.. تمزقت.. تناثرت.. غدت أشلاء، لم يبق إلا الصور الماضية، التقطتها يد سارقي الحلم، باعوها بثمن رخيص، وهم من دفع الثمن، لفني رعب مبهم تغلغل في شراييني.. انسحب.. تسرع خطواتي الثكلى، تبتغي خطوات أخرى أسرع أكثر.. يحاصرني صوت شديد أصغي بأذني، لم يكن إلا طيف الحقيقة يهمس بي: "احذريهم إنهم سارقو الحلم، إياك أن تعودي فيسرقوا حلمك الوليد" أفيق فجأة على صوت أمي "أما زلت نائمة؟ سيفوتك القطار".. أتصنع النوم، أقرر ألا أفيق، لن أدعهم يسرقون حلمي وحلمك يا أمي..
:::::::::::::::::::::::::