- أ/ نوره محمد الصفيري
- اخصائية نفسية واستشارية اسرية بمركز دار الابداع
- ولماذا شدّتني المرأة الماليزية؟؟؟
- اذاً ماذا لفت انتباهي بها؟؟؟
- المرأة الماليزية هي المرأة الأنثى فعلا!!!!
- وأن عالمنا الخارجي هو انعكاس لعالمنا الداخلي ....
أ/ نوره محمد الصفيري
اخصائية نفسية واستشارية اسرية بمركز دار الابداع
من فترة قضينا إجازتنا الصيفية في دولة ماليزيا الرائعة...والتي فعلا تملك مذاقاً خاصاً.. فهناك تستمتع بالتطور والحضارة لكنك تعيشها في جو إسلامي عبق...ترى المساجد الراقية في كل مكان ..وتسمع صوت الآذان وترى الحجاب الإسلامي على رؤوس النساء....
أنا من الناس التي تستمتع بالطبيعة...والأمطار...والغيوم.. والجبال الخضراء وشلالات المياة...وماليزيا أعطتني كل ذلك وأكثر ..فانطلقت برحلة تأمل واستمتاع داخلي جميل جداً زادت الرحلة جمالاً ورونقاُ بالنسبة لي...
ومما لفت انتباهي في هذه الرحلة هو المرأة الماليزية...فاطرقت أتأمل وأدرس تصرفاتهن بين بعضهن البعض ومع أفراد أسرتهن....
ولماذا شدّتني المرأة الماليزية؟؟؟
لأن هناك تشابه كبير في القيم الدينية والإعتقادات وأيضا المسئوليات والتحديات، فهي إمرأة محافظة على دينها وحجابها ..و مسئولة عن بيتها وأطفالها و هذه ليست مسئولية مشتركة كالغرب... كما أنها تواجه نفس التحديات في الحفاظ على زوجها فهي تعيش بمجتمع منفتح ومليء بالإغراءات والمغريات بكل مكان....كما أن عدد أفراد الأسرة يعتبر نوعاً ما كبير وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المرأة، فمعظم العائلات الماليزية...يكون فيها عدد الأطفال من 3-5 وأكبرهم لايتجاوز عمره 10 سنوات ...
اذاً ماذا لفت انتباهي بها؟؟؟
سنحت لي الفرصة أن أرى الأسرة الماليزية مع بعضها البعض وأن أتحدث مع نساء ماليزيات من مختلف الخلفيات التعليمية والوظيفيه ، كما أنني حاولت التحدث قليلاً مع الرجال وسؤالهم عدة اسئلة عن نظام البيت والأسرة وتوزيع المسئوليات ودور المرأة .......
فأنا إنسانة أحب أن أتعلم..وأن أستفيد لأفيد من حولي ....وأستفيد من السفر ليس للترفية والتغيير بل لإكتشاف الحضارات وفهمها والتعلم منها....
كما أني كنت محظوظة جداً لألتقي بإحدى الأخوات السعوديات والتي تنحدر من أصول ماليزيه وتقضي أجازتها السنويه بإستمرار في ماليزيا لأناقشها بملاحظاتي وانطباعاتي عن المرأة الماليزية وسماع رأيها الذي جاء مؤكداً لصحة ملاحظتي..بل وقدمتي لي المزيد .
المرأة الماليزية تحمل سحر معين ...سحر يجعلك تألفها...تأمنها...وتشعر بالرغبة في القرب لها والتعرف عليها. وقضاء الوقت برفقتها ...لاحظت انهن محاطات بطاقة إيجابية رائعة وجاذبة لمن حولها فالنساء هناك ودودات..هادئات...حنونات...وهذا تشعر به من دون أن تتعامل معهن بشكل مباشر أو من دون أن يذكرن ذلك عن أنفسهن......
.فطيلة بقائي في ماليزيا ومراقبتي المستمرة للنساء الماليزيات في مختلف البيئات والأمكنة...أسواق...مطاعم..سواحل...ملاهي....ملاهي مائية إلا أنني لم أرى واحدة تغضب من طفلها....تنهره..تشده بعنف ...أو تصرخ بوجهه أو حتى تعقد حاجبيها بوجهه...بل كنا يتميزين بحضنهن لأطفالهن طوال فترة جلوسهن بحنان أمومة واحتواء طاقي لم أراه منذ زمناً بعيد..كنّا هادئات وطاقتهن هادئه جداً وايجابيه بطريقة عجيبة وملفتة وكأنهن في عزلة ومناعة من المنغصات البيئية من حولهن كحرارة الجو..وبكاء الأطفال وطلباتهم.....
المرأة الماليزية هي المرأة الأنثى فعلا!!!!
فهي كالحمامة بودتها...فالنساء بعضها كالحمامة ودودة نشيطة...رشيقة بحركتها..تمنح الرعاية والإهتمام بمن حولها بسعادة غامرة (وهذا بسبب هرمون الأكستيوسين ومن أخذ معي مؤخراً دورة أسرار الأنوثة تعرف تأثير هذا الهرمون على شخصية المرأة وعلاقتها بمن حولها)
فتجدي المرأة الماليزية ودود جداً مع أطفالها...وزوجها تحوم حولهم لتهتم بهم بهدوء وصمت وطاقة حب مشعة جداً تستطيعي الشعور بها من مسافة بعيدة....بصمت وهدوء وصبر عجيبين ...ولم ألحظ صعوبة تواجههن في إدارة الجلسة أو حتى طاعة أطفالهن...
استمتعت كثيراً بتآمل المرأة الماليزية وجعلتني أعيد التفكير في حياتي ومن حولي..جعلتني أعيد التفكير بأهمية هالتي الطاقية وضرورة العناية بها...وتنشيطها وتنقيتها وكيف ممكن أن نكون سبياً في نفور وغضب من حولنا من دون أن ندري....
هذه الرحلة ...جعلتني اتأمل أكثر بنا نحن النساء الخليجات..بشخصياتنا..بأسلوبنا مع أطفالنا وأزواجنا....والتي تكونت نتيجة بيئتنا وتربيتنا..وأيضا نتيجة لبصمتنا الجينيه التي ورثنها من آبائنا وأجدادنا...
فعلى الرغم من أن المرأة الخليجية تعتبر من أكثر النساء حظاً بين نساء العرب والمسلمين وحتى الغير مسلمين إلا أن طاقتنا..وشخصياتنا...وسلوكياتنا لاتعكس ذلك...
فنساء الخليج نسكن بيوت جميلة ومتكاملة ....لايخلو بيت من خادمة أو حتى أكثر تقوم بمعظم مهام ربة البيت حتى لو كانت غير موظفة...أصبحت الخادمة شيء أساسي بالأسرة....بيوتنا مليئة بالأجهزة الإلكترونية التي تسهل حياتنا من مكانس..وغسالات..وميكرويف...و
خلاطات..و
عجانات...و و من أدوات الترفية وتسهيل الحياة
ومع ذلك نحن أكثر النساء تذمراً ...أكثر النساء تشكي...أكثر النساء شعوراً بالملل...والطفش..والزهق...أكثر النساء تذمراً من أبسط مسئولياتنا كتدريس الأولاد... تربيتهم وتقويم سلوكياتهم....أو حتى الإشراف على عمل الخادمة وطريقة إنجازها للأمور.....فقدنا القدرة على الاستمتاع ورؤية الجانب الجميل في أي أمر( أمر المسلم كله خير ....) صدق رسول الله
فنحن إما نتشكى من الزوج..أو أهل الزوج..أو العمل أو التدريس والأبناء..أو الشغالات...أو الجو..أو الأسعار..أو الأمراض والحوادث..فجلساتنا النسوية ومجالسنا أصبحت مشاكل للتذمر والتشكّي وليس للبسطه وتغيير الجو والمزاج.
وحتى عندما نخرج...أو نسافر...أو نقيم حفلة فالدافع لايكون الإستمتاع..والتغيير والإنبساط بلا الزهق والطفش...والملل فكم سمعت النساء تردد" راح نسافر لأننا طفشنا أو نهرب من الحر ...او بروح للملاهي الأولاد زهقانين..." وننقل ذلك لأطفالنا فيكرروها معنا....
دائما تركيزنا على مالايعجبنا بحياتنا على الرغم من أنها مليئة بالنعم...ولله الحمد وهذا مخالف لتعاليم ديننا حيث أمرنا الله يالشكر والتقدير لضمان استمرارية النعم وزيادتها بقوله تعالى ( ولئن شكرتم لأزيدنّكم )....
يجب أن نتعلم أن نستمتع ونكون ممتعات لمن حولنا...يجب علينا أن نقدر كل نعمة نحن نملكها مهما كانت صغيرة وتافهة....يجب أن نبدأ بالتركيز على أهمية تنظيف هالتنا وتنقيتها من المشاعر والأفكار السلبية لأنها ممكن أن تكون سبب هروب أو نفور أزواجنا منا من دون أن ندري...
يجب أن نبدأ من التغيير من الداخل للخارج...خصوصا
وأن عالمنا الخارجي هو انعكاس لعالمنا الداخلي ....
فإذا كنّ نريد الحب..الحنان...القرب...يجب أن نكون مصدر لها حتى نستطيع أن نعطيها للآخرين ونستقبلها منهم....
فالنساء الماليزيات يتمتّعن بسحر معين وجذاب لأنهن يتمتعن بدرجة من هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الإرتباط) وهالة طاقية مشعة وجذابة... وكل هذا نستطيع الحصول عليه وأن نكونه إذا قررنا ذلك وتعلمنا وتدربنا على بعض التقنيات
لكن ما ذكرتي شنو او كيف بالضبط نقدر نحصل على هالهرمون ؟