أشواق المختار
17-12-2022 - 09:25 am
سرقات منتصف الليل
في فترة الظهيرة الحارة ,أبحث عن مثلجاتي هناك بداخل البرادة البيضاء..
: وضعته هنا لا بل في الأسفل ...
ثم أعود أجر أذيال الهزيمة إلى غرفتي المصونة ..
أتحسر على حالي ,
سرقت مثلجاتي
هه ها هو يوما جديد أسرق به.
: اللعنة ..
تلك المثلجات اللذيذة بالشوكلاه كم أحبها , وكم يحبها لصوص منزلي .
هل هي أختي الصغرى
هي الشقية لطالما تصارعنا في الصغر
وعلت على وجهينا علامات مخالبنا ,
وتشابكت أيدينا مع شعورنا المنكوشة,
لعلها هي لكنها لا تبدي أية علامات على تلك السرقات ,
حتى أنها لا تختلط بي
أم هذه هي صفات اللصوص!!
,أنا أعلم في قلبي إنها هي, أه لو أمسك عليها دليلا لأشكوها لدى المحكمة الكبرى والدي الفاضل
,لكن بلا دليل لن تكون هناك قضية ,
تدخل أختي الكبرى غرفتي بلا استئذان وتطلب مني قلما أزرق ,
,إنها بوجه يخلو من المعالم المذنبة
لكنها أختي و أنا أعلم أنها تخبئ سرا وراء غموضها أناولها قلمي ببطء
و أنا أتفحص عينيها ,
هل هي سارقتي ؟
تأخذ القلم وتغادر بصمت تلك الفتاة غامضة غامضة ..
أطلب من والدي شراء مثلجات جديدة ..
لم أطلبها ما دامت ليست من نصيبي !!
هه إنها دورة الحياة
بعد يومين
يأتي والدي بكيس من المثلجات اللذيذة
يقبل رأسي ويقول مبتسما
: لا تأكليها في يوم واحد .
أبتسم بحسرة
:حاضر يا أبي .
أذهب إلى المطبخ لأخبئ كنزي الثمين أمشي من بين أخوتي , هاهم يتربصون بي ينظرون إلي بطرف أعينهم الماكرة ,أيتها الثعالب الخبيثة ,لن أترك لكم اليوم فرصة ,أقفل المطبخ و أعينهم تتبع الباب ,
:ليس اليوم ليس اليوم .
أقولها بعزم فقد حان الوقت للتغيير , أريد أن أأكل منها كل ظهيرة , أنه حلم سيتحقق هذا الشهر ,
أين أضعها هنا بالأسفل أم هناك بجانب اللحمة المفرومة ,
كلها أماكن مكشوفة ...
فكرة في بالي طرأت ,,,
لعلي المسكينة بالأمس لكن ليس اليوم ...
سأكلها جميعها فقط سأمشي بواحدة نحو غرفتي ..
سأجعلهم يتساءلون ..سأحير أدمغتهن ..
عذرا يا أبي اليوم يوم جديد ...
أأكل الأول
أأكل الثاني
وهكذا دواليك حتى أنهي الكيس ...ضحكاتي الصغيرة ..تخرج بين الحينة والأخرى أبدو كمجنونة هنا ..لا يهم لا يهم ...في سبيل الكرامة كل حيلة تجوز ههه.
إحدى عشر حبة من المثلجات ...
الحمد لله أنه شعور جميل أن أأكل مثلجاتي بنفسي .
أغسل الأغلفة حتى لا تتعفن و أخبئها تحت ملابسي , و أغادر بالأخير خارج المطبخ ,أعود إلى غرفتي وسط همساتهم , أبتسم لهن ,اليوم كلنا ماكرون ,أدخل غرفتي و أفتح الكيس الأخير سأمت من المثلجات أأكله بصعوبة
حتى أنتهي , أخبئ أكياس المثلجات في داخل خزانتي.
و أعود إلى نشاطاتي المعتادة الدراسة والواجبات ..
بعد منتصف الليل
أتسحب إلى المطبخ بهدوء ها هما
تلك اللصتان تفتشان في البرادة عن مثلجاتي حتما سيصيبهما الجنون
: أدخل المطبخ و أصب لنفسي كأس ماء بارد . و أتكئ على الجدار :ماذا تفعلون . تحتاجون مساعدة .
قالتا الاثنتان بوقت واحد وبصوت واهن
:لا
أبتسم و أنا أقهقه ضاحكة في داخلي
و أغادر منتصرة ...
هل تتوقعون انتهت القصة لا لا لا
بل زادت إثارة
ضللت كل ظهيرة أأخذ كيس مثلجات فارغ و أخبأه تحت ملابسي ثم أذهب تحت نظراتهم النارية إلى المطبخ و أقفله و أملأ الكيس الفارغ بالمناديل و ألصق الأطراف بالغراء و أعود متبخترة إلى غرفتي ,
بعد ثلاثة أيام أصبحوا يدخلون بعد خروجي من المطبخ مباشرة ...
بعد ستة أيام أصبحوا يطرقوا باب المطبخ بمجرد دخولي و إقفاله
فأختي الكبرى تقول : أفتحي الباب إني عطشى .
فأجيبها بحزم : أعطيني دقيقة أخبئ مثلجاتي عنكن .
و أأخذ وقتي في تنفيذ خطتي ...
و أغادر منتصرة سعيدة ...
في اليوم السابع أفرغن البرادة بكاملها و بعد أن رأتهن والدتي صرخت عليهن فقد أفسدن عليها ترتيبها للبرادة ...
(ههه نظراتي الشامتة تطل عليهن من قريب )
في اليوم الثامن دخل علي أخي الأكبر في غرفتي يسألني :
كيف استطعت دس مثلجاتك , أنا أفقدها على الدوام .
ابتسمت بمكر وقلت له
:هيا معي إلى المطبخ .
ذهبنا إلى المطبخ بعد أن أخذت غلافين من أغلفة المثلجات , وذهبنا إلى المطبخ أقفلت الباب , و أخرجت الغلافين وفعلت كالعادة ناولته إحداهما وقلت له : تبختر به جيدا ثم ألقها من نافذة غرفتك .
أنفجر أخي ضاحكا في وجهي . وقال
: لا تهزم أمرآة إلا أمرآة مثلها .
عقدت حواجبي بغضب وقلت له
:دعك من الفلسفة ولا تفسد خطتي .
خرجنا سويا من المطبخ لكني فقدت اهتمام أخواتي ..
فقد مللن من ملاحقتي ...
تبا فأنا لم أشبع من الانتقام ... دخلت غرفتي وجلست على سريري أفكر و أفكر ...
حتى جاءتني فكرتي الأخرى ...
أخرجت أموالي من محفظتي.
ودخلت على أخي ,طلبت منه أن يشتري لي ثلاجة صغيرة ... اتسعت عينا أخي وقال
: اليوم أقرر ألا أعادي أمرآة أبدا .
أرد على أخي الفيلسوف
: أهم ما في الموضوع السرية المطلقة .
يأخذ أموالي ويقول
: بشرط أخبئ أغراضي معك .
صافحته بقوة وقلت : اتفقنا .
اليوم أأكل مثلجاتي كل ظهيرة أخرج بها إلى الصالة التي نجتمع بها ,أتباهى بها بكل فخر .
وبعد صلاة العصر أجتمع مع أخي ونخرج المشروبات الغازية الباردة مع كيس كبير من المقرمشات اللذيذة , و نحتفل بأيامنا المنتصرة .
إنها الحياة التي لطالما تمنيتها ..
إنها سرقة دامت لسنين و إنه انتقام سيدوم حتى يوم زفافي ههه
(ضحكة شريرة )
.
النهاية ؛)
قصة حلوة وأسلوب جميل ...
ولغة رائعة ...
تقبلي مروري وتقييمي