شقف
01-04-2022 - 03:09 pm
روي أن أرملة حسناء في مقتبل العمر كانت تعيش مع ابنها الوحيد ،
ورفضت الزواج محبة محبةً بابنها الذي كان في سن المراهقة وطيش الشباب،
وكان لها جار خبيث ومرة كانت وحدها في الخيمة،إذ هجم عليها وراودها عن نفسه
فامتنعت منه بشدة لتقواها وخوفها من الله ، فقالت له وأيم الله لأفضحنك في القبيلة
وأشكوك لرئيسها، فخرج مسرعاً خائفاً، ولكنه أضمر لها الشر
وخاف أن تفضحه، فعزم على التخلص منها، قبل أن تشكوه لرئيس القبيلة الشديد البطش،
وكان ابن الأرملة الطائش ولهان في حب بنت هذا الجار الخبيث ،
ولقد طلبها منه مرة للزواج ولم يعطه إياها، فاستدعى الرجل الفتى بسرعة،وقال له
لقد طلبت مني ابنتي الجميلة وأنا على استعداد تام،لأعطيك إياها مع مال كثير وجميع
ماأملك من ذهب ولآلئ ولكن لي شرط واحد، فكاد يطير الفتى فرحاً ولم يصدق مارأى
وسمع فقال وماهو هذا الشرط؟؟!!
فأنا مستعد لألف شرط فسكت الجار قليلاً ثم قال: هذا الشرط هو أن تأتيني بقلب أمك،،
فدهش الولد!! فقال:قلب أمي؟؟!!
قال: نعم لأن أمك لاتريدك أن تتزوج ابنتي ،ولابد من التخلص منها ،إذا أردت فتاتي
الجميلةوابنتي تحبك وترغب فيك، وأنا أعترف أنك أحسن فتى في القبيلة لذلك لابد
أن أزوجك إياها فتسكن معها في قصر جميل في المدينة وجميع ما أملك لك ولها
وبعد صمت رهيب وتفكير عميق وتردد،،رفع الفتى خيمة أمه محمر العينين والعرق
يتصبب منه فوجدها نائمة، فأغرز الخنجر في صدرها وأخرج قلبها بسرعة هائلة،
ولكن عندما رأى الدم ينفر منه كصنبور الماء ، صحا من غفلته وخاف ولم يتحمل
أعصابه فسقط القلب من يده وتدحرج على الأرض،،
فصرخ الولد ولكن الله جلت قدرته أنطق قلب الأم المتدحرج فقال للفتى:
لماذا تصرخ ياولدي الحبيب هل أصابك سوء؟!!
فاقشعر بدن الفتى،، واصفر وجهه وارتعش، فأراد أن ينتحر ليهرب
من تلك الجريمة النكراء ورفع خنجره ليطعن نفسه، فسمع صوت أمه في أنفاسها الأخيرة
فالتفت إليها فوجدها تكلمه في لحظات الموت مترجيةً قائلة له بصوت مضطرب ومنقطع:
ياولدي لقد قتلت قلبي الأول فلا تقتل قلبي الثاني أنت قلبي الثاني فلا تقتل نفسك!!
كفاني مصيبة واحدة
ثم فارقت الحياة طاهرة وهي تحنو على ولدها الذي قتلها
وهكذا قبض رئيس القبيلة على الجار وعلى الفتى ونفذ فيهما حكم الإعدام
تلك القصة حقيقية وقعت حوادثها في بادية الشام، وأصبحت عبرة لمن اتعظ
وسمع بها أغلب الناس وخلدها الشعراء بشعرهم فقال أحدهم:
أغرى امرئ يوماً غلاماً جاهلاً
. بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يافتى
. ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
. والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر
. ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!!
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
. غض ب السماء على الولد قد انهمر
وصدى فظيع خيانة لم يأتها
. ولد سواه منذ تاريخ البشر
ويقول ياقلب انتقم مني ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن قلبه
. طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه صوت الأم كف يداً ولا تطعن
. فؤادي مرتين على الأثر
بعد هذه القصة هل تبيعين أمك من أجل مال وقصر؟؟!!
اللهم ارزقنا طاعتهما وبرهما
وارحمهما كما ربياني صغيرا
اللهم امين منقول