شابات مغربيات يخترقن تجربة الأخراج السنمائى

اصبحت المرأة تقتحم جميع المجالات ،وتثبت جدارة ومكانة فى كل مجال تقتحمه بالأصرار والعزيمة ،حيث نجد المخرجة المغربية البارزة "فريدة بنليزيد" تشعر بالتفاؤل لأن السنوات الأخيرة شهدت ما تراه انتصارا للسينمائيات فى بلادها.
ففى السنوات الثلاث الأخيرة وحدها أخترقت مخرجات شابات تجربة الإخراج لأول مرة وقدمن أفلاما يزيد عددها على مجموع ما قدمته المرأة المغربية فى تاريخ السينما بالبلاد منذ عام 1958 الذى شهد إنتاج أول فيلم روائى طويل.
فى رأى "بنليزيد" أنه بعد نحو ربع قرن على احتكار الرجال مجال الأخراج السينمائى شهدت الثمانينيات محاولات أولى لمخرجات كن أقرب إلى جسر مهد الطريق أمام كسر هذا الاحتكار وابرازهن على الساحة الفنية.
وتأتى ثقة المغربيات من حفاوة نقدية تخلو من شبهة التعاطف وجوائز تذهب إلى أفلام لمخرجات جديدات درسن السينما فى فرنسا غالبا.
ففى المهرجان الوطنى الثامن للفيلم فى ديسمبر كانون الأول 2005 انتزع فيلم " الراقد" وهو أول عمل تكتبه وتخرجه "ياسمين قصارى" ثلاث جوائز منها الجائزة الكبرى فى مسابقة شارك فيها مخرجون بارزون.
وحظى فيلم " الراقد" بحفاوة جماهيرية حين عرض الأسبوع الماضى خارج مسابقة المهرجان الدولى الثانى لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية.
وتشيرالأرقام إلى أن الرجال استحوذوا على مجال الإخراج فى السينما المغربية فى بداياتها حتى تمكنت بعض الرائدات من اكتساب مساحة تناسب مواهبهن حين غامرن بتجربة الإخراج.
وتأتى فريدة بورقية فى مقدمة هؤلاء المغامرات حيث أخرجت فيلم " الجمرة" عام 1982. وعام 1987 ظهر فيلم " باب السماء مفتوح" لبنليزيد التى بدأت كاتبة للسيناريو منذ فيلم "عرائس من قصب" عام 1981 وتعد من أنشط المغربيات حيث تكتب السيناريو والحوار للأفلام التى تخرجها وآخرها "خوانيتا بنت طنجة" الذى فاز بجائزة أفضل سيناريو فى المهرجان الدولى الثانى لفيلم المرأة الذى اختتم عروضه السبت الماضي.
ومن مخرجات الجيل الجديد "فاطمة جبلى الوزانى وايمان المصباحى ونرجس النجار وليلى المراكشى التى أثار فيلمها الأول "ماروك" بمعنى المغرب فى الشهور الماضية جدلا بلغ درجة التشكيك فى وطنية مخرجته لتعرض الفيلم لعلاقة اليهود بالمسلمين فى مدينة الدار البيضاء.
كما توجد مخرجات ينتظرن فرصة أخراج أولى التجارب فى مجال السينما الروائية الطويلة بعد أفلام قصيرة مثل لمياء ناجى وفاطمة الزهراء بنعدى ونرجس الطاهرى وليلى التريكى وجنان فاتن محمدى ورشيدة سعدى وسلمى بركاش التى قالت أنها لاتزال تنتظر فرصة أخراج فيلم طويل بعد عدة تجارب فى مجال الفيلم القصير.
ويشكك بعض المغاربة فى القيمة الفنية للسينما التى يمكن أن تقدمها المرأة مشيرين إلى أن الانتقاد الموجه للرجال ودعوات حقوق المرأة لا تكفى لصنع فيلم جيد بالمعيار الفنى وحده.
وتذكر "مليكة طيطان "وهى تربوية مغربية إن هناك موضوعات لا تستطيع أن تعالجها بصدق إلا مخرجة تتمتع بحس فنى عال خاصة إذا تعلق الأمر بما تعرضت له المرأة من أذى فى سنوات الرصاص .
كما تشيد" بنليزيد" بمخرجات فى بداية الطريق مثل ليلى المراكشى مخرجة ماروك وتقول أنه فيلم مهم عن فئة صغيرة لكنها تحكم البلاد.
ذلك كما جاء فى صحيفة"العرب"