واما اختياري لفصوص الذهب فلقصة حدثت وعمري 14 سنة وكانت امي في زمانها
تحب الزين وكانت تحب لبس الذهب وكان ايامها الذهب عيار 21 او 24 وكانت
موضته منحصرة في الدقات ((النقش على الذهب بتخريم او تخطيط)) ولم يكن الالماس معروفا
وقتها ولم تكن الفصوص المرصعة على الذهب منتشرة وحين ظهرت الفصوص بالونها
الحمراء -الخضراء- الصفراء اشترت امي خاتم من الذهب عليه التواءات تشبه ((صبة التطلي))
تذكرون صحن الكاسترد في رمضان وفي وسط الخاتم فصة حمراء جميلة وكلما لبست هذا الخاتم
احسست ان يدها تزداد جمالا وبريقا , وشدني الخاتم لجمال شكله .
واصبحت اتخيل نفسي حينما اكبر والبس الخاتم في اصبعي , ثم تحولت احلامي الوردية .
الى تخيلات يوم زفافي وانا استعير الخاتم من امي لالبسه امام زوجي وامام الناس
لتزداد يدي جمالاً وبريقا ..
ومرت الايام والشهور وذات يوم , زارتنا عجوز كبيرة في العائلة وهي امرأه مسنة
قريبة لوالدي , حينما تأتي لزيارتنا تنام باليومين والثلاثة , فنفرح بها وتفرح بها امي
لطيبتها ورقتها وحسن اخلاقها , ولاتذخر امي بالاحتفاء بها من اكل طيب وهدايا رائعة .
وفي ذلك اليوم التي زارتنا فيه , جلسنا سوياً نتشاطر الحديث , وكان الخاتم يشع ضياءاً
في يد امي , فقالت العجوز ما اجمل هذا الخاتم , لم ارى اروع منه فقالت امي مباشرة
بكرمها المعهود : لقد جاءك هدية , وانتقل الخاتم واحلامي معه من يد امي الى يد تلك
العجوز .
وذهبت الى بيتها وهي لاتدري انها تحمل معها حلم فتاة في الرابعة عشر من عمرها .
ومرت السنون , وشاء الله سبحانه وتعالي ان يخطبني حفيد تلك المرأه العجوز واتزوجه .
بعد ان توفت تلك العجوز , ومرت الايام وضمنا مجلس انا وخالتي ( ام زوجي )
ودار الحديث التالي ...
خالتي : الله يرحم امك ( توفيت والدتي ) , لقد كانت انسانة طيبة وتثني عليها خالتي
( العجوز ) ومن طيبتها اهدت خالتي خاتم فيه فصة حمراء ..
قلت بدهشة : وأين الخاتم ؟
قالت : بعد ماتوفيت خالتي ورثه زوجي واهديته امي .
فقلت : وهل هو موجود الى الان ؟ ( امها مازالت حية )
قالت : والله لا اعلم يا بنتي ..
اتدرون مالمفاجأه !!
انني في احدى زياراتي لوالدة خالتي , لاحتساء الشاي معها انا وخالتي , لمع بريق
الفص الاحمر في يدها وهي تقدم لنا الشاي .
- ياله من بريق - ويالها من احلام ..
ان شاء الله يرجع لك الخاتم