- زواج المرأة الطموح:
- أسباب النجاح:
- الزوجة التقليدية وأعباء العمل :
- تنازلات :
- الفرحة : هل تضطرين أحياناً إلي تقديم تنازلات ؟ !
- الفرحة : متي تنسحبين أمام الزوج ، ومتي تصرين علي المواجهة؟
- الفرحة: هل أنت ديمقراطية مع أبنائك ؟
- دور الخادمة في المنزل :
- طموحات المرآة العاملة :
البيت أم المكتب .. الأمومة أم المنصب ، المسؤولية الزوجية أم المسؤولية المهنية .. ما الذي يحتل موقع المقدمة في سلم اهتمامات المرآة ذات المسؤولية المهنية الكبيرة ؟
متي تجد سعادتها وهي ترعي أبناءها وتسدي لهم النصائح ، أم وهي تحاسب موظفيها وتصدر لهم الأوامر .
هذه الأسئلة وغيرها توجهنا بها إلي الدكتورة / معصومة المبارك رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت .
زواج المرأة الطموح:
الفرحة : هل يمثل الزواج للمرآة الطامحة علمياً ومهنياً عاملاً للنجاح ، أم إنه يمثل لها عامل إعاقة لما يترتب عليه من مسؤوليات والتزامات ؟
د. معصومة : الزواج يمثل للمرآة الطامحة علمياً ومهنياً عامل نجاح لما يترتب عليه من استقرار نفسي وأسري ومادي ، لأن المرآة الطموحة علمياً ومهنياً في حاجة إلي جو تشعر فيه بالاستقرار وبالمودة ، وبالراحة ، وبالانسجام ، وأفضل من يتيح لها ذلك هو الأسرة متمثلة ففي الزواج والأبناء .
أسباب النجاح:
الفرحة: هل نجاح المرآة العربية يتوقف علي أسباب تتعلق أيضاً بشخصية المرأة ذاتها ، أم إنه يتعلق بأسباب محيطة بها ؟
د . معصومة : علي الإثنين معاً .. وهذا ينطبق علي الرجل أيضاً .. فالنجاح بشكل عام يحتاج إلي قدرات وإمكانات ذاتية ، كما أنه يحتاج إلي ظروف بيئية مواتية .. لكن ربما تكون الظروف البيئية أكثر تأثيراً علي المرأة منها علي الرجل ، فالقيود التي تكبل المرأة في مجتمعاتنا العربية أكثر بكثير من القيود التي تكبل الرجل ، كما أن بيئتنا العربية تسمح للرجل بالتمرد علي هذه القيود إن وجدت لكنها لا تسمح بذلك للمرآة .
الزوجة التقليدية وأعباء العمل :
الفرحة : هلي تحتاج الزوجة صاحبة المسؤولية المهنية الكبيرة إلي شكل معين لحياتها الزوجية يحررها كثيراً من أعباء الحياة الزوجية التقليدية ؟
د. معصومة: أنا زوجة تقليدية إلي أبعد الحدود .. خارج بيتي أنا أستاذة جامعية ورئيسة قسم ، لكن عندما أدخل بيتي وأغلق الباب خلفي فأنا زوجة وأم وربة بيت ، أقوم بواجبي المنزلي مثل أي أمرأة أخري ، أشرف علي كل كبيرة وصغيرة في بيتي ولا أعتمد علي الآخرين في إدارته .
تنازلات :
الفرحة : هل تضطرين أحياناً إلي تقديم تنازلات ؟ !
د. معصومة : أنا لا أعتبرها تنازلات ، أنا أعتبرها عطاء متبادلاً تستوجبه الشراكه الزوجية ، ومن دون هذه التنازلات من كلا الطرفين يستحيل عليهما الحياة معاً ، ولا ينبغي لأي من الطرفين أن ينظر إلي هذه التنازلات علي أنها نوع من القهر .. هي كما قلت عطاء متبادل .
الفرحة: ماذا تقولين للزوجة إذا كان عملها هو السبب في فشل حياتها الزوجية ؟
د. معصومة: أنصحها بالبحث عن الأسباب التي أدت إلي تدهور حياتها الزوجية ، وعليها أن تجلس مع ذاتها أولاً
ثم مع زوجها ويبحثان في كيفية إصلاح الخلل في حياتهما .
تمرد المرأة علي زوجها :الفرحة : هل يمكن أن تنصحي إمرأة ما بأن تضحي بحياتها الزوجية من أجل مستقبلها المهني إن كان واعداً ؟
د. معصومة : أبداً ، ولا يمكن أن يحدث ذلك لأي سبب .. أنا مؤمنة بالحياة الأسرية ، ولا أدعو لتمرد المرأة علي أسرتها ، فإذا كان النجاح العملي يأتي علي حساب الأستقرار الأسري فلا خير فيه .
الفرحة : متي تنسحبين أمام الزوج ، ومتي تصرين علي المواجهة؟
د. معصومة : إذا كنت علي حق .. فأنا شرسة في الحق ، فإذا كنت مقتنعة بوجهة نظري وأراها صائبة فإني أصر عليها ، لكن أحياناً أضطر إلي التراجع إذا رأيت أن هذا الإصرار سيخلق مشكلة ، ثم نبدأ في التفاهم عندما تهدأ النفوس .
الحوار داخل الأسرة :الفرحة: هل حدث أن أعتذرت عن حضور مؤتمر علمي في الخارج لمجرد أن الزوج طلب منك ذلك ؟
د. معصومة: الحمد لله ، لم يحدث أن طلب مني الزوج ذلك ، لكن حدثت حالات كثيرة امتنعت فيها عن السفر بسبب مرض أحد الأطفال أ و مرض الزوج .
الفرحة: هل أنت ديمقراطية مع أبنائك ؟
د. معصومة : أنا أرفض الديمقراطية المطلقة داخل الأسرة ، فأنا ملتزمة بتربية نشء .. والنشء بحكم السن لا يستطيع اتخاذ القرار السليم ، وبالتالي فإن الديمقراطية في هذه الحالة تكون مدمرة .. نعم الحوار مطلوب داخل الأسرة ، لكن لا ينبغي ترك الحبل علي الغارب للآبناء .. شيء من الديكتاتورية داخل الأسرة مطلوب في كثير من الأحيان .
الفرحة: بماذا تجيب الدكتورة معصومة أبناءها عندما يقول لها زماننا غير زمانكم ؟
د. معصومة : هذه الحالة يواجهها جميع الأبناء ، وفي جميع الأزمنة ، وجيلنا قالها لآبائه لكننا اكتشفنا مع الزمن مدي صحة آرائهم ، وحكمتهم في تقديرهم للأمور ونظرتهم للحياة .
دور الخادمة في المنزل :
الفرحة: ما دور الخادمة في منزل الدكتورة معصومة .. هل هي مجرد خادمة أم إنها تجاوزت ذلك الدور كما يحدث في كثير من البيوت ؟
د. معصومة: أولاً أنا لا أحب أن اسميها خادمة .. أنا أعتبرها مساعدة ، لكن لا أمنحها تفويضاً كاملاً بتسيير شؤون البيت ، فالبيت مملكة المرأة ، ولا ينبغي أن تتخلي عن مملكتها لأحد ، وينبغي أن تباشر كل أمور بيتها بنفسها ، وأنا لست مع المرأة التي تترك الجمل بما حمل للخادمة ، فهذا في نظري يعد انفلاتاً وتسيباً وإهمالاً .
الفرحة : ما رأي الدكتورة معصومة في أم تخلت عن أمومتها بكامل إرادتها إلي الخادمة ؟
د. معصومة : يا ساتر .. أنا لا أتصور ذلك أبداً .. فإن أجمل شيء في حياة المرأة أن تكون أماً ، ومن الصعب علي أن أتخيل امرأة قد تخلت عن أمومتها لامرأة أخري .. فما بالك بالخادمة ؟ !!
الفرحة : ماذا تقولين لهذه الأم ؟
د. معصومة : أقول لها تمتعي بطفولة ابنك .. تمتعي بمشاعر الأمومة ، عليك مسؤولية أن تكوني أماً فقومي بأدائها كاملة ، فمسؤولية الأم لا يقوم بها غير الأم الحقيقية .
طموحات المرآة العاملة :
الفرحة : بماذا تنصح الدكتورة الزوجة العاملة ذات الطموح الزائد في عملها ؟ وبم تنصح أزواجهم ؟
د. معصومة : أقول لها : أهدئي ، وتروي , وتبيني خطواتك ، ضعي أسرتك في مقدمة اهتمامك ، فالنجاح المهني لن يطير ، ولديك متسع من الوقت لكي تنجحي بهدوء ، فأحلي نجاح في مجال العمل عندما تكون الأسرة مشاركة فيه ، كذلك أنصح الأزواج بالتسامح والروح الإيجابية .
كلام عاقل متزن بغض النظر عن الدرجة العلمية للمتحدثة التي هي في الأول والآخر إمرأة تحكمها العواطف في أغلب الأحيان ، ولكن ماتم طرحه يعطي انطباعا عن امرأة من نوع متميز ، فنسأل الله تعالي البركة فيها وفي مثيلاتها وأن يضاعف لها الأجر والثواب في هذا الزمان الذي يندر فيه من يقول قولة الحق