عذرا

(1)
عذراً يا سيد أحزاني
عذراً
فإني لا أقوى ذلك..
لا أحتمل أكثر
اعذرني إن كنت صالحت بين حاجبي
وضم كل منهما الآخر لهفة
اعذرني
إن كنت صنعتُ من جبيني شاطئاً متعرجاً
تتزاحم فيه موانئ الحزن الطويل
والتفكير الأبله!
اعذرني
إن دارت عيوني في جميع الأرجاءِ
كساعة متمردة على زحف الوقت البطئ
أنا لا أقدر أن أشد شفتي أكثر..
فمسامير الابتسامة ضعيفة جداً
وهي بالكاد تثبت زوايا فمي!
(2)
عذرا يا سيد احباطاتي
عذراً
فأنا قفزتُ بكل قوتي
لأرمي جسدي في نهر التفاؤل
ولكن قفزتي كانت أكبر من النهر فتجاوزته
وسقطت في وحل اليأس
أنا قد عرفت الأمل
حين رأيتك واقفا أمامي
ورحلت عني
وبقايا أملي ملتصقة بقاع حذائك!
(3)
عذرا يا سيد عمري القصير
في عمر الزهور
فأنا لا أدري
إن كان بيدي القرار
فربما أتراجع عن أفكاري المتفحمة
وأتخلص من عادتي السيئة
وهي ملأ القلب عليك..
فقد تغلغل حبك في ظلمات روحي..
وغمرتني قسوتك
حتى اختلطت دعواتي
مابين دعوة لك.. ودعوة عليك!!!!
(4)
عذرا يا سيدي المرتقب
فأنا تكسرني أفراح أترابي
ليس حقدا وإنما
حزناً على نفسي
لم أعد أحتمل الأقمشة الزاهية
والأضواء الملونة
ولم أعد أطيق سماع الزغاريد
فهي تهيج جروحي
وتذكرني بأنك بعيدٌ كل البعد
وأن الطريق مازال طويلا
فاعذرني !