عفوا ايها اليأس

عندما صحوت اليوم...وتركت فراشى..
احسست فجأه ان سر الاشياء جميعا قد وقع فى يدى..
وانى اعرف كيف ينبغى ان تكون حياتى..!
على المرء ان يعمل-ان يجهد حتى يسيل عرق جبينه مهما كان مقداره..
لان هذا هو معنى الحياه
وهدفها
وسعادتها
وحماستها
عرفت انه خيرا للمرء ان يكون ثورا او مجرد حصانا -لايهم- ايهما طالما كان قادرا على العمل
من ان يكون شابا يصحو فى الظهيره ويشرب ويأكل وينفق قرابة ساعتين فى اقتناء وارتداء ملابسه
آه يا قلبى...
اهذه هى الحياه..؟
قد مر بى الوقت وانا اعمل
وها هو ذا عقلى قد جف ونحل جسمى وليس لأزمتى من انفراج
والوقت يمر
فكأننى انحسر من الحياه الجميله الواقعه واتراجع رويدا رويدا منحدرا عبر هوه سحيقه
يا ويلى ماذا سافعل...؟
ماذا سافعل حين يطرق بابى فتفزع الحمامات الخمس فى دارى الفقيره...؟
ماذا سافعل حين افتح بابى لاجده هكذا - امامى - وجها لوجه
بقامته القصيره القميئه وعينيه الخافتتين الغائرتين...؟
انى اعرفه
فقد زارنى سابقا ولا احب ان يمكث معى مره اخرى..او على الاقل ليس لفتره اخرى...!
انه اليأس..
جاء...اتى
ليطلب قلبى وعقلى وروحى
عفوا ايها اليأس لا مكان لك لا فى قلبى
ولا عقلى
ولا روحى
فالامل فى النفس كزهر يتفتح فى مطلع الخريف
كما البنفسج الرقيق
والفل والياسمين
الامل فى الروح..
نواره النفس
وقمرها القدسى السرمدى
وحسها الندى
وبسمتها
ونسمتها
وهمستها
ولوعتها التى لا تغيب
الامل يحيى النفس من موتها
من خوفها
من ذلها
هل سأحزن ثانيه...؟
هل سأحزن حزنا طويلا
هل سأبكى
سأنشد
سأتحدث عن مأساتى
هكذا وينتهى الامر....؟
لا وكلا
معى الامل...
يزيل الحزن والبكاء
ينشد لى
يتحدث معى
وهكذا لا ينتهى الامر....!
هل سيدهس اليأس بقدميه وردى وفلى وياسمينى..؟
هل اهيئ له مضجعا...؟
كلا....
سأزرع فلا اخر
وبنفسج اخر
وياسمين وورود
سأزرع النار...!
نار الامل التى تحصد اليأس وتدمره
انه ضعيف ... حقير... لا يعرف عنى شيئا..!
عفوا ايها اليأس
لن تحترق قطرات الندى فوق زهرات البنفسج
لن تحترق غابات صدرى لوعه
لن تستعذب صرخات عذابى معك
سوف اجعلك تلمح ومضات الروح الآمله
وسوف تضئ عيناى وتلمع فى عتمة ايامك القادمة...بل الراحلة
عفوا ايها اليأس
لن ترانى متجهما وبائسا
لن ترى ملامحى كلوحة شهيد مجهول
بل سأظل انا هو انا...!
سأظل انا النور
سأظل انا الامل فى ثوبه
بل فى كل اثوابه...!