عندما بكى المهرج

تبدأ رحلتنا الأولى لاستيعاب الحياة بخطواتٍ متعثرة و خوفٍ من كل غريب .....
نبدأ.....
و أبوابٌ عديدةٌ موصدة , و لا نملك من التواصل سوى النظر – بعيونٍ لا ترى – من خلف قضبان الحياة.
يكبر فهمنا للأمور , و نصل مرحلة الإدراك ..... يصدمنا واقعنا بمفاهيم عديدة ....... و تهتز أصابع الكبار محذرة .
قد نخوض في ساحة الحياة مبكرين , نصطبغ بدماء ضحايا تجاربها المؤلمة ,.......
وقد نرقى بإحساسنا فوق ما قد يشوه معانيها .
لكن....
يبقى لنا الحق دائماً ... أن نفكر ...... أن نجرب ...... أن نقرر ......
أن نفشل لنبدأ من جديد ....
أن نسقط , لننهض.....
أن نجمع الأجزاء المكسورة من أرواحنا ...... و نحلق من جديد .
يبقى لنا الحق .... أن نُغلق أبواب التواصل من حولنا .... فالإحساس ذنبٌ لا يُغتفر.....
و الأحلام أشباح شفافة
ٌ , تتسلل إلى عالمنا دون قيود , دون محاذير....
نحتاج إلى مساحةٍ ...... مساحةٍ من العزلة ...... حيزٌ من اللاوجود.
نحتاج أن لا نثق بالآخرين ....وان نحطم جدران الأنانية من حولنا...
نحتاج أن نستحق إنسانيتنا ..... وان نتعامل معها بصدق...
وان نشعر بأننا عبرنا فتراتٍ محسوسةٍ من حياتنا ....دون خوفٍ من عقابٍ على ذنبٍ لم نرتكبه ...
دون وجلٍ من الخطأ....
فكيف نميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ ما لم ندرك ... ما لم نجرب ....
نحتاج أن نحلل مفاهيم الحياة و رموزها , قبل أن نتحلل....
قبل أن نختبر الحقيقة الوحيدة في الحياة .
نحتاج أن نصدق ما لم نألف.... كأن نرى دموع الأسى في عين المهرج ,
كان نرى زهور السوسن ترقص على أنغام صبانا.
كأن نسمع الحق يوماً يرتفع , دون أن نسانده بأكتافنا كي لا يسقط.
قد تبقى أبواب الحياة مغلقة في وجوهنا..
لكن..
يبقى لنا الحق دائماً أن نشعر بالانتماء و الاحتواء حتى لو في الظلام.