- عندما نفتقد الحنان ...
- كل يوم يخرج أكبر من اليوم الذي سبقه .
عندما نفتقد الحنان ...
تفتح نوار عينيها في تثاقل ، وتتثاءب في فتور ، بعد أن أزعجتها أشعة الشمس التي اخترقت نافذة حجرتها الصغيرة التي كانت تحتضنها بكل ما تحبه على الرغم من صغر حجمها وبساطتها ، كانت تعيش في بيت جدتها بعد أن توفي والدها وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها ، كانت تتمنى أن تناضل مع أمها من أجل الحياة ، ولكن الأم اختارت طريقاً يختلف تماماً عن أحلام تلك الصغيرة ، فقد تركتها بعد شهور في بيت جدتها وذهبت لتخوض تجربة جديدة مع رجل آخر ، لم يخطر ببال نوار أنها هي من سيدفع ثمن هذا الزواج باعتبارها ترفضه ، أرادت نوار أن تثبت جدارتها لأمها ، فقد كافحت طويلاًً ومشت فوق الشوق وعلى الصخور تتعثر وتمشي حتى صارت إلى ما هي عليه ، تعمل في بنك بدخل ممتاز بعد أن أكملت دراستها ، كانت تلبي كل احتياجات ذلك القصر الجميل في عينيها .
وفي احدى الأيام عادت نوار إلى منزل جدتها وهي مرهقة دخلت إلى حجرتها ، وقفت أمام المرآة لتنظر إلى وجهها كان السحر يشع من عينيها .. كانت هدوء وشروق فيها ابتسامة طفله .. فيها طموح أوسع من الأفق .. فيها جود وفرح .. يشع منها نور الحب والأمان من غدر الزمن .. كانت وديعة كالربيع .. كل هذا بعده أحست بشعور غريب !!
تساءلت هل هي الوحده ؟ أم حاجتي للحنان ؟ إزاء ذلك الشعور .
كل يوم يخرج أكبر من اليوم الذي سبقه .
ينبض قلبها بسرعة بعد خمسة وعشرون عاماً من الوحدة تهتز أركان دنياها .. عندما أيقنت أنها بحاجة لأمها .. الأمل الذي يعيدها للحياة .
تريد من أمها فقط أن تضمها لصدرها مرة واحدة تحسسها بجمال الدنيا وراحة البال ، كانت تظن بأن المال كان سيغنيها عن الحنان الذي فقدته من عشرون عاماً تقريباً ، ولكن بعد وفاة جدتها بسنة ، كادت الوحدة وحاجتها لحنان أمها أن يقتلاها ، لذلك قررت الرجوع إلى منزل والدتها التي أحست أنها أخطأت عندما تركتها وتضايقت من زواجها ، وأيقنت بأنه حق من حقوق أمها التي لم تقصر معها فهي ابنتها الكبرى .
عادت نوار إلى أمها وعاشت حياة يملئها الحب والحنان ، حياة لم ترى مثلها طيلة حياتها التي عاشتها بعيدة عن صدر أمها التي كانت سعيدة بمجيئها ..
وتعود الإبتسامة من جديد إلى شفاه نوار !!!
اتمنى انها تعجبكم !! وانتظر ردودكم !!