فى مثل هذا اليوم من مارس

1. بسم الله الرحمن الرحيم


2. اهداء الى مارس


3. خجل!! .. لربما يكون الخجل هو ما يمنع دوام النظر ..

بسم الله الرحمن الرحيم

اهداء الى مارس

في ذلك اليوم من مارس التقينا , وعلى مائدة واحدة كانت جلستنا .. تحدثنا , تمازحنا .. وهناك كانت عقارب الساعة تشق طريقها بين الأرقام بسرعة , خيلتها لنا اللحظات , نؤمن أن الأوقات السعيدة تمر بنا, فلا نشعر بالوقت معها , نؤمن أن لكل بداية نهاية , كما أن هناك لكل طريق منعطف يغير مسارنا .
أمامي تجلس , تنظر لساعتها , تنظر لي ,أنظر لها , نطالع الحضور معاً, وسحابه من الصمت تختلس لقاءنا , كنت أتخيل لقاءي بها , وأخطط له , وأرسم لحظاته , وكأني مؤلف ومصور ومخرج , وتناسيت أنى لست سوى ممثل .
مضى الوقت , وحان الرحيل , لم تلتقِ أعيننا كثيراً.. بل التقت وتناست أن تتشبع بقدر يسير من وجهينا ..

خجل!! .. لربما يكون الخجل هو ما يمنع دوام النظر ..

يراودني تساؤل هل ننسى وجوه من نحب ؟! ,أم هذا ما يُخيل لي وحدي ؟!!..هل تغنينا صورة القلب عن صورة العين .. ربما.
في هذا الوقت .. رحلت , بل رحلنا بعد أن سرنا الطريق , بعد أن تمازحنا وضحكنا , وتواعدنا أّنا على اللقاء القريب مُقدمون .. نظرت لي عبر النافذة الزجاجية , وبدوري أودعتها نظرة حزينة على وجه يرسم ابتسامه .. ولأني لا أحبذ لحظات الوداع ..ذَهبت وشيعت سيارتها بنظرة متحسرة .. وكأني بالسيارة تلاشت ولم يبق سوى وجهها الباسم ونظرتها المتأملة الصامتة .
ووحدي عانقت الفضاء حولي .. وتجاهلت أن على عيني بين لحظه وأخرى أن تُغمض , حتى لا تتأذى..
كان هواء الليل العليل , ونسمات بروده الشتاء , وروعه السماء حينما تكسو الخضرة بلون داكن, تتخلله إضاءة مصابيح الطريق , هم حضور حفل الوداع.
وعدت ,أو إلى بيتي رَحلّت عنها ,أو كلنا رحل عنا .. في هذا الوقت لا أبالى بالحديث , سئمته ,لم يعد الكلام مسلياً , لم تعد النكات مضحكه, ولم يعد للمجاملات التي نمطرها على ضيوفنا داعِ ..
في هذا الوقت بالذات تستشعر جمال الصمت , والإنفراد بذاتك ..تتفكر أو تتذكر أو تسترجع ما كان ..
في هذا الوقت حيث ظلام يَعم غرفتك, تدع العبرات تشق طريقها على وجهك .. أو تدع قلمك يخط كلمات في وجدانك الحزين .
هنا في هذا اليوم من مارس , كان لقاءنا , وعلى تلك المائدة كانت جلستنا ..
هنا تحدثنا , تمازحنا , وهنا شقت عقارب الساعة طريقها بين الأرقام بسرعة .
هنا في مثل هذا العام من مارس , كانت أمامي .
هنا في نفس المكان , في مثل هذا اليوم من مارس كُنا معاً.
تمت
2,5 صباح الخميس 17-3-2005 م
H.M