الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
mouna6
02-12-2022 - 11:57 am
  1. قصة تبكي لها القلوب..اقرأ وتأمل...

  2. يرويها الأديب الشيخ..علي الطنطاوي

  3. قال : دفعت ما علي , وما قصرت .

  4. وألقيت النظر الى الطفل , فقال العجوز : اذهب , وقبل يده.


قصة تبكي لها القلوب..اقرأ وتأمل...

يرويها الأديب الشيخ..علي الطنطاوي

ذهبت سنة ست وأربعين الى مصر وكان الطريق على فلسطين , فأقمت فيها عشرة أيام , وكان لي فيها أصدقاء م الوطنيين العاملين , فلمتهم على قعودهم وقيام اليهود , واهمالهم جمع المال وشراء السلاح , فقالوا : ان الأيدي منقبضة والنفوس شحيحة . قلت بل أنتم المقصرون . قالوا : هذا تاجر من أغنى التجار فهلم بنا إليه تنظر ماذا تأخذ منه .
وذهبت معهم إليه في مخزن كبير حافل بالشارين , وكلمناه . وحشدت كل ما أقدر عليه من شواهد الدين , وأدلة المنطق , ومثيرات الشعور , فإذا كل ما قلته كنفخة وانية على صخرة راسية , ما أحست بها , فضلاً عن أن ترتج منها.
وقال : أنا لا أقصر , أعرف واجبي , وأدفع كل مرة الذي أقدر عليه .
قلت : وهل أعطيت مثل الذي يعطي التجار اليهود .؟
قال : وهل تمثلني باليهود .؟
قلت : وهل أعطيت مالك كله .؟
فدهش وفتح عينيه , وظن أن الذي يخاطبه مجنون , وقال : مالي كله .؟ ولماذا أعطي مالي كله.؟
قلت : إن أبابكر لما سئل التبرع للتسلح , أعطى ماله كله .
قال : ذلك أبا بكر , وهل أنا مثل أبي بكر .!؟
قلت : عمر أعطى نصف ماله , وعثمان جهز ....
قال : يا أخي أولئك صحابة رسول الله , رضي الله عنهم , وأين نحن منهم .!!؟
قلت : ألا ترى أن البلاد في خطر , وأننا إذا لم نبذل القليل سيذهب القليل والكثير .
قال : يا ابني ... الله يرضى عليك , اتركني بحالي , أنا رجل بياع شراء , لا افهم بالسياسة , وليس لي بها علاقة , هذا مالي حصّلته بعرق جبيني , وكدّ يميني, ما سرقته سرقة , فهل تريد أن أدفعه , وأن أبقى أنا وأولادي وأحفادي , بلا شيء ...!؟
قلت: ما نطلب مالك كله , ولكن نطلب عُشره .

قال : دفعت ما علي , وما قصرت .

يا سادة هذه حادثة أرويها لكم كما وقعت , ولو كان يجوز لي لعينت البلد والتاجر , ولولا أن قرأت في جريدة من الجرائد قصة مثلها , ما عرضت لها .
ومرت سبع سنوات ..وذهبت من سنتين الى المؤتمر الاسلامي في القدس , ومررنا في الطريق بمخيم للاجئين , وأقبل الناس يسلمون علينا , وأذا أنا بشيخ أبيض اللحية محني الظهر غاصر الصدغين , رث الثياب , أحسست لما التقت العينان كأن قد برقت عيناه برقة خاطفة وكاد يفتح فمه بالتحية , ثم تماسك وأغضى وارتبك كأنه يريد افرار , فلما انتهى السلام راغ مني وانتهى في غمار الناس , وولبثت أفكر فيه , من هو , وأين قابلته .؟ فما لبثت أن ذكرت , وتكشف لي المنسي فجأة , كأني كنت في غرفة مظلمة سطع فيها النور .
إنه هو , هو يا سادة .!!
وكلمته فتجاهلني , فلما ألححت عليه اعترف , ولم أشمت به , ومعاذ الله أن يراني انحدرت الى هذا الدرك , ولم أزعجه بلوم أو عتاب , ولكن كان في نظرتي ما يوحي بالكلام , لذلك استبقني فقال :
لا تقل شيئا ً , هذا هو المقدر , ولو كان لله إرادة لألهمني , وألهم إخواني التجار النزول عن نصف ما كنا نملك .
قلت : أولم يبقى لك شيء ..؟
فابتسم ابتسامة يقطر منحواشيها الدمع , وقال : بلى , بقيت الصح والثقة بالله تعالى , وبقي هؤلاء وأشار الى امرأة عجوز , وطفل صغير .!!
قلت : لا تيأس من رحمة الله .
قال : الحمد لله الذي جعلنا عبرة , ولكن أرجو أن إخواننا في الشام ومصر والأردن قد اعتبروا بنا

وألقيت النظر الى الطفل , فقال العجوز : اذهب , وقبل يده.

فجاء وجسده المحمر من البرد , يبدو من شقوق الثوب كزر من الورد , أخذت تتفتح عنه الأكمام , كان بثوب رقيق ممزق , وأنا في المعطف الثقيل والعباءة منفوقه , وأحس البرد يقرص عظامي , وأحسست بقلبي يتمزق , ولم يمن معي ما أساعده يه , كانت العين بصيرة واليد قصيرة , فقلت : فليسعد النطق إن لم تُسعد الحال , ورحت أكلمه , فلم أجد إلا أن قلت له : أتحب أبوك ..؟
وحسبت أن الشيخ أبوه .
قالت العجوز قل له : أبي في الجنة .
قال : أبي في الجنة .
أعاد لهجتها كأنه ببغاء ليس يدري ما يقول , فسكتُّ حائراً ملتاعاً .
قال عمي : ذبحوا بابا , نزلوا له الدم , ليش ما بحبوه لبابا , انا بحبو شو عمل لهم بابا .؟
يقول : ذبحوا بابا , وأنزلوا له الدم , لماذا لا يحبون بابا ؟ أنا أحب بابا . وأنا أوفر لأشتري سكين أذبح اليهود اللي ذبحوا بابا .
وسكن اللسان ونطقت العيون ,لقد بكيت وبكى الحاضرون جميعا ً , ومشيت وأنا لا أبصر من الدموع طريقي , وبقيت سنتين وأنا أفكر في ذلك الشيخ , وفي ذلك الغلام , وأسأل نفسي : هل اعتبر التجار والأغنياء حقيقة..؟


التعليقات (2)
نسايم الجنوب
نسايم الجنوب
قصه مبكيه حقيقه
جزاك الله خير

¦ مكعبات ثلج ¦
¦ مكعبات ثلج ¦
قصه مؤثره .. يعطيك العافيه اختي
.

موت صاحبة العباءة
قصه غريبه عجيبه