- بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة عجيبة ذكرها الشيخ /عبدالعزيز بن صالح العقل - احد مشاهير مشايخ القصيم - في محاضرة له بعنوان "قصص و عبر"
و انا يا حبايبي ما ذكرت هذي القصة الا لاني شفت كثير من البنات يبون يتزوجون و يجون هنا يشتكون و يقولون ندعيلهم طيب ليش ما تلجأون للرحمن و هذي القصة للعظة و العبرة و رح تستفيدون منها انشالله و انا ما ابي منكم الا الدعاء ...
يقول الشيخ : من القصص اللي مرت علي : رجل من قرابتي كان من حفظة القران , و كان صالح من الصالحين , و كنت اعهده , و كنا نحبه و نحن صغار ..
الرجل وصول لرحمه , و الرجل مستقيم على طاعة الله , كفيف البصر ..
أذكر في يوم من الأيام قال لي : يا ولدي - و عمري في ذاك اليوم ستة عشر سنة أو سبع عشر سنه -
.. لماذا لا تتزوج ؟! فقلت : حتى ييسرالله يا خالي العزيز.. المسألة كذا -أعني الأمور المادية-
فقال : يا ولدي اصدق مع الله و اقرع باب الله و ابشر بالفرج .
و أراد أن يقص علي قصة أصغيت لها سمعي و أحضرت لها قلبي , قال لي : اجلس يا ولدي احدثك بما جرى علي .
ثم قال : لقد عشت فقيرا ووالدي فقيرا و أمي فقيرة و نحن فقراء غاية الفقر , و كنت منذ أن ولدت أعمى دميما ( أي سئ الخلقة ) قصيرا فقير ا.. و كل الصفات اللي تحبها النساء ليس مني فيها شئ ..
يقول فكنت مشتاقا للزواج غاية الشوق , و لكن إلى الله المشتكى حيث أنني بتلك الحال التي تحول بيني و بين الزواج .! فجئت إلى والدي ثم قلت : يا والدي إني أريد الزواج , فضحك الوالد وهو يريد مني بضحكه أن أيأس فلا تتعلق نفسي بالزواج .!
ثم قال : هل أنت مجنون ؟ من الذي سيتزوجك ؟! أولا : أنت أعمى , ثانيا : نحن فقراء فهون على نفسك فما إالى ذلك بسبيل إلا بحال تبدو والله أعلم ما تكون !
ثم قال لي الخال رحمه الله : و الحقيقة أن والدي ضربني بكلمات , و إاى الله المشتكى ! و كان عمري قرابة خمس و عشرين عاما , فذهبت إلى والدتي أشكو لها الحال لعلها أن تنقل ذلك إلى والدي مرة أخرى و كدت أن أبكي عند والدتي فإذا بها مثل الأب حيث قالت : ( يا ولدي .. أين أين و الزواج ؟! هل أنت فاقد عقلك ؟ أين لك بالدراهم لتكون لك زوجة ؟! و كما ترى حالتنا المعيشة ضعيفة ! و ماذا نعمل و أهل الديون يطالبوننا صباحا مساءا ؟! )
فأعاد على أبيه ثانية و على والدته ثانية بعد أيام و إذا به على نفس قوله الأول لم يتغير عنه .
و لكن في ليلة من الليالي قلت لنفسي : عجبا لي ! أين أنا من ربي أرحم الراحمين ؟! أنكسر أمام أمي و أبي و هم عجزة لا يستطيعون شيئا و لا أقرع باب حبيبي و إلهي القادر المقتدر !.
يقول الخال رحمه الله : فصليت في أخر الليل -كعادته- فرفعت يدي إالى الله عزوجل , فقلت في جملة دعائي : " إلهي يقولون : ( إنني فقير ) و أنت الذي أفقرتني ! و يقولون : ( إنني أعمى ) و أنت الذي أخذت بصري ! و يقولو ن: ( أنني دميم ) و أنت الذي خلقتني ! .. إلهي و سيدي و مولاي .. لا اله الا أنت .. تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج و ليس لي حيلة و لا سبيل ..
اعتذرني أبي لعجزه و أمي لعجزها , اللهم إنهم عاجزون , و أن أعذرهم لعجزهم , و أنت الكريم الذي لا تعجز ..
إلهي نظرة من نظراتك يا أكرم من دعي .. يا أرحم الراحمين .. قيض لي زوجا مباركا صالحا طيبا عاجلا تريح به قلبي و تجمع به شملي " ..
يقول : كنت أدعو الله تعالى و عيناي تبكيان , و قلبي منكسر بين يدي الله - عزوجل - , و قد كنت مبكرا بالقيام و بعد الصلاة و الدعاء نعست , فلما نعست , رأيت في المنام - تأمل في لحظته !
يقول : رأيت في النوم أنني في مكان حار كأنها لهب نار و بعد قليل , فإذا بخيمة نزلت علي من السماء ! خيمة لا نظير لها في جمالها و حسنها , حتى نزلت فوقي و غطتني و حدث معها من البرودة شئ لا أستطيع أن أصفه من شدة البرد بعد الحر الشديد , فاستيقظت و أنا مسرور من هذه الرؤيا .
و من صباحه ذهب إلى عالم من العلماء - معبر للرؤيا - فقال له : يا شيخ .. لقد رأيت في النوم البارحة كذا و كذا , فقال لي الشيخ : يا ولدي هل أنت متزوج أم لا ؟!
فقلت له : لا لم أتزوج ! فقال : لماذا لم تتزوج ؟! فقلت : كما ترى يا شيخ .. هذا واقعي : رجل عاجز أعمى و فقير ! .. و الأمور كذا و كذا ! .
فقال لي الشيخ : يا ولدي هل أنت البارحة طرقت باب ربك ؟! فقلت : نعم .. لقد طرقت باب ربي و جزمت و عزمت على استجابته دعائي !
فقال الشيخ : إذن اذهب يا ولدي و انظر أطيب بنت في خاطرك و اخطبها , فإن الباب مفتوح لك خذ أطيب ما في نفسك , و لا تذهب تتدانى و تقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. و إلا كذا و إلا كذا .. بل أنظر أطيب بنت لك فإن الباب مفتوح لك !.
يقول الخال - رحمه الله - : ففكرت في نفسي , ولا والله ما في نفسي مثل فلانة , و هي معروفة عندهم بالجمال و طيب الأصل و الأهل , فجئت إلى والدي فقلت : لعلك تذهب يا والدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت .
يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض ذلك رفضا قاطعا نظرا لظروفي الخلقية و المادية السيئة لا سيما و أن من أريد أن أخطبها هي من أجمل بنات البلد إن لم تكن هي الأجمل !
فذهبت بنفسي , و دخلت على أهل البنت و سلمت عليهم , فقلت لوالدها : جئت إليكم أخطب فلانة !
فقال : تخطب فلانة ؟! , فقلت : نعم , فقال : أهلا والله و سهلا فيك يا ابن فلان , و مرحبا فيك من حامل للقران .. والله يا ولدي لا نجد أطيب منك , لكن أرجو أن تقتنع البنت .
ثم ذهب إلى البنت ليأخذ رأيها , فقال لها : يا بنتي فلانة .. هذا فلان , صحيح أنه أعمى لكنه مفتح مبصر بالقران .. معه كتاب الله -عزوجل- في صدره , فإن رأيت زواجه منك فتوكلي على الله .
فقالت البنت : ليس بعدك و بعد رأيك فيه شئ يا والدي , توكلنا على الله !..
و خلال أسبوع فقط و يتزوجها بتوفيق الله و تيسيره .
و الحمدلله رب العالمين .
- دائما يتعذر الناس بكلمة " القدر" و ينسوا كلمة " القادر" فكما الله يبتلي .. يرفع البلاء ..
باب الله مفتوح للكل لكن التقصير منا نحن
و القصة فيها كل العبر ...