كان يا ما كان ل باص الفراشة

كان يا ما كان
كان يا ما كان ....
منذ أن تكوّن زبدُ موج البحر ، إلى أن يعتقَ الغيمُ في السماء ....
طفلٌ مشى بجانب أمّه يسألها :

• أمّي ! ما هي السعادة ؟؟؟

أطرقتْ وصمتتْ طويلاً....
ثمّ تمتمتْ بصوتٍ هادئ لا يكاد يُسمَع :

• السّعادة هي السّراب الّذي نلهث خلفه طول العمر دون أن ندركه يا بني!!!

لم يفهم الطفل المغزى ..ولم يلح بالسؤال ....
لأنّ أمّه كانت ما تزال تنظر تلك النظرة الغائمة...........
كبر قليلا ثم سأل أمّه :

• كيف أحقق سعادتي يا أمي ؟؟؟

الأمّ ( هذه المرّة بثقة ) :

• أحضر ورقة وقلما وسجل أهدافك في الحياة عليها ، واحتفظ بالورقة ....

وكلما حققت هدفا اشطبه ، عندما تشطب جميع الأهداف قد تصل إلى السعادة ....
كبر وكبر ...............
وشطب هدفا تلو الآخر .................
أصبح مهندسا ناجحا ................
تزوّج وصار لديّه صبيان وبنات ...............
جمع الثروة ....................
واظب على أداء العبادات والطاعة لله ................
ثم كبر وكبر .................
وقف على قبر أمّه ، تخطُّ التجاعيدُ جبينَهُ ، ويعلو الشيّب مفرقَه .....
قال بصوتٍ مبحوح :

• أين سعادتي يا أمّي ؟؟؟؟

واغرورقت في عينيه الدموع المكبوتة ....................
ثم تذكّر فجأة صوت أمّه المحفور في ذاكرة الطفولة :
" السعادة سراب نلهث خلفه طول العمر ولا ندركه "
وتذكر الورقة والقلم .....قال وهو يبتسم ابتسامة هائمة :

• نعم يا أمي !! السعادة هي أهدافنا في هذه الحياة ،عندما نحقق هدفا

يجب أن يكون لدينا آخر نسعى وراءه ، لأننا يجب ألّا ندرك ذلك السراب حتى نحقق السعادة ............
عاد إلى بيته مهرولا ....أحضر الورقة وأمسك القلم وكتب :
" 1- سأواصل عطائي ..............2 - سأستمر بطاعة ربي "
وأمضى ما تبقى من عمره يكتب ويوثّق ، ليفيد الأجيال القادمة ...
ويخلصُ بعبادته لله ، ليفيد نفسه في الآخرة .................
(بقلمي )
أرجو أن تنال اعجابكن