- لا تندم على عمر أحببت فيه
- ولهذا أنصحك ألا تندم .
لا تندم على عمر أحببت فيه
بداية لا تندم على لحظة حب عشتها حتى وان كانت نهايتها الدموع ولا تندم على إحساس صادق عشته حتى وان لم يبقى منه غير الألم ولا تندم على ما أعطيت من مشاعر حتى وان خذلك الآخرون ولا تندم على زهور زرعتها ولم تجن منها غير الأشواك ... إن العصافير لا تنتظر مقابلا ً لغنائها , والأشجار لا تلوم الذين ألقوا الحجارة عليها ليسقطوا ثمارها .
يصبح الحب جميلا ً مورقا ً متوهجا ً ما دام بعيدا ًعن دائرة الحسابات فإذا دخل فيها أصبح شيئا ً عاديا ً مثل كل الأشياء .
وإذا قال لك الناس أن هذا خلل بمقاييس هذا العصر فأسأل نفسك لكي تستعيد إيمانك بما أنت فيه ...
من منهم يستطيع أن يشتري لحظة حب واحدة بكل أمواله , لا احد يستطيع ذلك ..
من منهم يستطيع استرجاع إحساس صادق زاره يوما ً ومضى , لا احد يستطيع ذلك ..
فإذا قالوا العطاء في الحب بلاهه فقل لهم إن البلاهه أن يفقد الإنسان قدرته على الإحساس بالأشياء ..
ولهذا أنصحك ألا تندم .
وإذا تغير لون الأيام في عينيك وصارت الأشجار عارية من أوراقها والأنهار متشققة في مواسم جفافها وما كان في يديك أصبح ابعد من بعيد , ومن وسدته قلبك مضى عنه ولم يترك لك غير المرارة وإذا حدث ذلك فلا تحزن ولا تندم .. يجب أن يظل لدينا إيمان عميق بأننا الأصل وان الآخرين هم الصورة..
أنت الذي أحببت ولا يعنيك بعد ذلك هل احبك الآخرون كما أحببتهم أم انك أعطيت وهم بخلوا...إن متعة العطاء في الحب يمكن أن تواسينا في لحظات الألم.
صحيح إن أجمل ما في الحب التواصل والحوار أن أقول , أن اسمع , أن اذهب يوما ً وان يأتون يوما ً أن اغرس لهم الشموع ويضيئون لي الأيام هذا هو الحب الحقيقي .. ..
فإذا قلت ولم يسمعك احد فلا تندم ربما جاء يوم وأدرك الخطأ وعاد ليسمعك مره أخرى وربما ألقت الأيام به في لحظة يأس ووحشه وتمنى أن يسمعك وربما مضى عنك ورحل بعيدا ً ونسى كل شيء وألقت الأقدار في طريقك بمن يسمعك ومن يحتويك ويخفف وحشة أيامك .. ولهذا لا أحب الحسابات أبدا ً في العلاقات الإنسانية قد يبدو الإنسان بكل مقاييس الأشياء خاسرا ً في علاقة ما ثم يكتشف بعد فترة انه ربح منها الكثير فإذا ندمت على لحظة حب عشتها فانتظر قليلا ً حتى تهدأ الأمور وتنكشف السحب ويتوارى صوت الرياح واسأل نفسك ماذا خسرت وماذا بقي لك .. ..
خسرت قلبا ً تمزق بين يديك وكسبت لحظة صدق لن يغيب ضياؤها أبدا ً في رحلة أيامك , خسرت حبيبا ً اشتريته وباعك !! ولكنك كسبت نفسك فقد كنت الأوفى والأصدق والأنبل ... وخسرت لحظة لقاء معه سوف تنتهي مهما طالت !! ولكنك كسبت ذكرى أصبحت من حقك أنت مثل الطفل الذي حمل اسمك ولن تتخلى عنه. وقبل ذلك كله سوف تشعر بقدر من السعادة وأنت تجلس مع نفسك تتحدثان عن هذا الحب الكبير الذي عاش بينكما يوما ً وهنا سوف يتسلل إحساس عميق بالسعادة والرضا ويزداد معه إيمانك بأنك مازلت تعني شيئا ً جميلا ً في هذا الزمن حتى ولو لم يسمعك احد ومازلت تحمل شمعة يتيمة في ظلام هذه الأيام حتى ولو كانت وحيدة وأنت تملك رصيدا ً من الذكريات يحسدك عليه الناس .
يا صديقي لا تندم على عمر أحببت فيه واندم على عمر لن تستطيع الحب فيه ..
لا تندم على لحظة حب عشتها حتى وان لم يبقى منها غير الألم .
لا تندم على الأشخاص ولكن اندم على المشاعر .
ومن عجائب زماننا أن يكون الحب بلاهه والعطاء ذله والصدق جنونا ً.
م
ن
ق
و
ل