الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
الشامخه رغم الانهزام
30-06-2022 - 02:33 am
  1. لاحظ ابو سالم على وجهه شحووب غريب : تركي ! .. عسى ما شر يا ولدي ..

  2. تركي : ما شر يا عمي بس.......

  3. ابو سالم هز راسه بأسف .. وكنه مراعي شعوره !!..

  4. ناظره تركي نظرة غريبة ، انا ما خلصت من ذيك البزر تجيني انت !!..

  5. عطاه تركي نظرة متكبرة أول مرة يوجهها ( لأبو سالم )..

  6. ابو سالم : تركي علامك يا ولدي شي مضايقك ....؟

  7. سحر وهي رايحة : ... تعرف ترفع ضغطي !!

  8. مشاعل : ههه طيب يا قلب مشاعل.. تصبحين على خير

  9. ليتني مثلك يا مشاعل .. ليتني مثلك أقدر أتحمل..


بقلم : عيون القمر << طبعاا انتو عاارفينها هي كااتبة غارقات في دوامة الحب
اليوم حر .. الجو حار رغم انه باقي شهرين على الصيف !! ... ترك سيارته مركونة على الشارع العام ، ونزل منها لوحدة من الشوارع الفرعية اللي تودي لحي من الأحياء المتوسطة .. غريبة على واحد مثله انه يدخل هالأماكن لكن لسبب مو عارفه اختار هالمكان عشان يمشي فيه شوي ... يبي يهرب من عالمه الباارد ..... الشارع هادي ما تشوف الا أبواب المحلات والبقالات الصغيرة مفتوحة ... ماكان له هدف معين كل اللي كان يسويه انه مدخل يديه بجيوبه ومنزل راسه يحسب خطواته بموجة من التفكير العميق .. ما يدري وين بتوديه ...
حرقة بقلبه شابة حقيقة ما اكتشفها الا في ريعان شبابه .. ما اكتشفها عن أبوه المريض الا متأخر ولو انه اكتشفها من قبل كان أكيد بيتصرف ..
التفكير والحر خلاه يحس بالعطش .. ومن حظه قابل بطريقه مكينة مشروبات غازية من النوع المنتشر بكثرة في الشوارع والأرصفة !!.. وقف عندها ودخل يده بجيب بنطلونه يدور ريال واحد .. اللي مثله ما يشيل الا الفئات الكبيرة من الفلوس !!. بس من حظه لقى ريال مغروز بكل اهمال في جيبه الخلفي طلعه ودخله بالفتحة الخاصة بالآلة .. بنفس اللحظة وقفت قريب منه طفلة بعمر 7 سنين تقريبا بريئة بفستان قصير وشعر مشعث .. تناظره باستغراب لأن هيئته ما تبين عليه انه من أهل الطبقة المتدنية .. ساعة روليكس وملابس أنيقة وهيئة نظيفة .... ما عطاها وجه لأنه مو في حالة تسمح له يتعاطف مع احد ... ضغط على اختياره "بيبسي" ومباشرة تدحرجت علبة بيبسي زرقا.. انحني ياخذه وكان البيبسي في غاية البرودة وهذا هو الشي اللي يحتاجه بهالوقت بالذات بوسط مشاعره المتوترة .. المرهقة .. والخطوة اللي لازم يتخذها بعد ماعرف اللي عرفه ..
وقبل لا يمر من قدامها بيروح ، مدت الطفلة يدها له وفيها ريال بنظرات كلها حدة !!... ناظرها من فوق كتفه من غير لا يبدي أي تفاعل ..
سألها : نعم ؟!
الطفلة بجرأة الظاهر انه من طبعها : .. أبي كولا..
رفع حاجب وبنظرة تصغير لها ولهيئتها : .. خذي بنفسك ولا يدك مقطوعة ؟!
الطفلة وهي تتأمله هو وملابسه : يعني ماتبي تتنازل وتخدم وحدة فقيرة ..
استعجب من لهجتها وكلامها.. سألها من جديد : من وين جاية ؟
الطفلة بحدة : من بيتنا ..!!
سأل : لحالك ..!؟
هزت كتوفها وكأنها ما تسوي شي غلط : عادي أطلع اجيب لي كولا ولا بيبسي وأرجع ...(بلهجة أمر ).. يلله خذ الريال وطلع لي بيبسي
رفع حاجب من اسلوبها... بس سألها : وبيتكم وينه ؟!
شكّت فيه وخافت يوم سألها هالسؤال .. ناظرته بحذر وهي تطالع هيئته من جديد .. للحين مو مستوعبة وجود مثل هالناس النظيفة هنا .. لا ووين ؟!.. عند مكينة مشروبات !!!!
سألته وهي ترجع خطوة على ورا : ... انت ولد فلوس ..صح ؟
رفع حواجبه مستغرب من سؤالها : .. ايه ولد فلوس يالبزر وين المشكلة ؟
الطفلة بحدة : ... ليش جيت عندنا اطلع من حيّنا .. ابوي يقول دايم عيال الفلوس تدوس على غيرها ... ودايم يقول لا تقربون لهم !
مو متعود أحد يكلمه بأسلوب الهجوم هذا .. طالعها بنظرة صغرتها وخلتها ترجع خطوتين ورا هذا غير انه يكره هالنوع من الأطفال : ..... اقول يا بنت ابوك ليش ما تقلبين وجهك على بيتكم ... صدق فقر !!
الطفلة بكل وقاحة وجرأة : .. ما كنت اصدق ابوي باللي يقوله بس الظاهر انه صادق من شفتك واقف هنا ومبين عليك انك واحد شايف نفسه .. مو لأنك لابس هالملابس الياي تتكبرر علي .. << قالتها تقلد اسلوب الطبقة الراقية
ضغط عالعلبة بكل قوته عفطها بين اصابعه والبنت تناظر .. فيه اللي كافيه مو متحمل قرقة أطفال زيادة : ... انتي مو ملاحظه انك تكلمين رجال غريب!!
الطفلة طلعت لسانها وركضت لبيتهم ورا الشارع
صدق ناس ما تعرف تربي على فقرهم الا ان بعضهم اخلاقهم زفت .!!.. أجل فيه ابو بالدنيا يربي عياله انه يعامل الناس بهالطريقة !!.. ما اهتم للكلمات اللي قالتها ، لأن مو من عادته يهتم للي ينقال
تنهد ورجع بنفس الطريق يمشي .. وقبل لا يروح لسيارته مر على بقالة صغيرة له فترة طويلة جدا ما مر عليها .. يبي يشتري شي يبرد على روحه هالبيبسي مو نافعه ابد
أول ما دخل استقبله صاحب البقالة الشايب بابتسامة وقورة وكأنه مو متوقع يشوفه بهالوقت.. مارد الابتسامة بالعكس كان مكشر..
راعي البقالة بفرحة ( ابو سالم ) : هلاا حيا الله من زارنا ... الحمدلله عالسلامة نورت البقالة
هو رد ببرود ومزاج متعكر : الله يسلمك منورة براعيها ..

لاحظ ابو سالم على وجهه شحووب غريب : تركي ! .. عسى ما شر يا ولدي ..

تركي : ما شر يا عمي بس.......

سكت ما كمل .. وراح لثلاجة الأيسكريمات يمكن يلاقي شي يطفي النار المشعللة بقلبه لأن البيبسي ما فاده كثير.. خذا له اختيار عشوائي ورجع يحاسب .. رما الايسكريم على طاولة المحاسبة بكل اهمال وهو يدخل يده بجيب بنطلونه يطلع بوكه ... والشايب يراقب ملامحه المسودة المرهقة ..
الشايب : عسى ما شر يا ولدي... استجد شي في حالة ابوك ؟!
تركي من طرى له ابوه استهم أكثر : لا حالته مثل ماهي...
ابو سالم : ماعليه ...وسع صدرك وربك معكم ان شالله..
تركي وكأنه فاقد الأمل بالمرة : ان شالله ..
الشايب : بترجع تسافر يا ولدي ؟..
تركي : لا وين اسافر... خلاص قطعت كل شي برا ابوي حالته متردية وين تبيني اروح !!!
الشايب بكل أسى : يا ولدي ما يصير ابوك من سنين وهو كذا ما تغير.. وجودك ما رح يغير شي رح سافر كمل اللي بديته ..
تركي وحياته اصلا تغيرت من يومين ،.. وقرر يغير كل خططه لحياته ومستقبله.. قال من غير نفس للنقاش : ...مو انت اللي تقرر اللي أسويه .. ( باستخفاف ) إنت عساك تمشّي حالة هالبقالة اللي ما ادري شلون ماشي حالها للحين ..
حز ابو سالم في خاطره من كلامه : هذا باب رزقي تبيني اقفله .. وبعدين يا ولدي ترا مافي فرق بيني وبينك كلنا عباد الله الفلوس ما تغير مقامنا أبد !
غمض تركي عيونه لا ينفجر .. هو جاي هنا يبي يرتاح ، ما يدري ليش جا لهالبقالة بالذات .. :.. تراني مو واحد من عيالك .. تبي تقول هالكلام رح انصحه لعيالك مو لي..

ابو سالم هز راسه بأسف .. وكنه مراعي شعوره !!..

أما تركي راقب هالرجال الكبير بالسن وهو ياخذ كيس بلاستيك بيد ترتجف لا اراديا بسبب كبر السن .. سمعه يقول بكل براءة وحسن نية.. وكنه يبي يغير جو التوتر اللي خلقه تركي بعصبيته :.... ايه يالدنيا كل مالها وتصعب علينا أكثر ... وينها أيام اول .. أمور الناس كلها كانت تساهيل بس سبحان مغير الأحواال !!

ناظره تركي نظرة غريبة ، انا ما خلصت من ذيك البزر تجيني انت !!..

والرجال كمل وهو يمد له الكيس.. وكل قصده انه يحكي عن همومه : ... علينا ديون لازم نسددها بسبب ايجار هالبقالة ... وكل ماحاولت ارده ما قدرت زادت المصاريف .. وابوك ما كان يقصر معي الله يجزاه بالخير.... ايه وانا عمك الدنيا ماهيب مثل أول ..
تركي بكل وقاحة لأنه مو فاضي للقرقة : .. مشكلتك يالشايب..!
ناظره ابو سالم باستغراب : ... وانا عمك وش هالكلام كبر ابوك تكلمني بهالطريقة ...
سحب تركي الكيس منه بقوة وعصبية .. وخزه بطرف عينه وهو يلف بيمشي لأنه مو ناقص محاضرات :... مشاكلك خلها لك .. انا لي مشاكلي ومو ناقص اللي يزود همي هم ... ولا تطري ابوي على لسانك !
الشايب ما فهم وش فيه .. تركي عمره ما تكلم معه بهالاسلوب يعرفه من هو صغير ومراهق .. اليوم جاي منقلب انسان ثاني ... انسان وقح ما يحترم اللي يكبره وما يحترم هالشيب الأبيض ...

عطاه تركي نظرة متكبرة أول مرة يوجهها ( لأبو سالم )..

ابو سالم : تركي علامك يا ولدي شي مضايقك ....؟

تركي :... تعلمت أعادي الناس كلهم من بعد اللي عرفته عن ابوي وسبب طيحته .. مشكلة أبوي طيبة القلب والصدق مع كل الناس .. وانا طالع عليه في كل شي لكن ما بطلع عليه بذا الخصلتين ... مافي احد يستاهل الثقة ،.... حتى انت يالشايب حتى إنت ..
ابو سالم وهو خايف عليه : تركي !!!.. محتاج شي .. قلي لو محتاج شي تبيني افيدك بشي .؟
ناظره تركي بقرف .. وتأمل ثوبه الأصفر المهترئ والهيئة الفقيرة لكن الوقورة جدا...
ضحك من غير مزاج : .. تساعدني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو سالم بهدوء ووقار ما يفارقه ابد : ايه وانا ابوك انا اعرف بالدنيا اكثر منك وياما شفت منها .. ياما خذت مني وياما عطيتها ..
تركي بكل إزدراء وهو يطالع شكله : إنت ساعد روحك بالأول بعدين فكر تساعدني ... انت آخر واحد تقدر تساعدني ..
وطلع من البقالة وهو يسمع ابو سالم يناديه ويرجيه يرجع ويقوله عن اللي مضايقه !!.. بس تركي صفطه وراه وكمل طريقه يبي يوصل لسيارته .. النار اللي شابه بقلبه ما يطفيها شي ..فتح الكيس وطلع الايسكريم ، ضغط عليه بأصابع قوية خلته يذوب .. وقام ورماه بأقرب زبالة صادفته نفسه منسدة من كل شي... وش يسوي مستحيل يسكت مستحيل يخلي الدنيا تغدر بأبوه مثله وقدوته .. مستحيل يخلي الدنيا بهالسهولة تدمر هذاك القلب الأبيض الحنوون من غير لا يتصرف .
قطع الشارع للجهة الثانية يبي يوصل لسيارته .. بس استوقفه صفة الجرايد المصفوفة قدام وحدة من البقالات ..وقف عندها واختار جريدة تعود دايم انه يتصفحها كل يوم ... جذب انتباهه وبقوة واحد من العناوين الموجودة بالصفحة الأولى .. خبر عن " تعيين سفراء جدد للسعودية في بعض البلاد " ... دوّر عن اسم معين بينهم بس ما لقاه !!
لفت انتباهه اصوات مرحة .. رفع راسه شاف مجموعة أطفال يمشون عالرصيف وسوالفهم تملا الكون .. واضح من هيئتهم انهم من عوائل وضعها المادي تحت المتوسطة يعني ما يختلفون عن الناس بهالحي .. هيئتهم تذكره بهيئة الشايب ابو سالم والبزر الملسونة اللي قابلها قبل شوي... وقفوا يطالعونه باستغراب بسبب شكله وغرابة وجوده بهالحي .. ابتسم بسخرية عليهم وعلى نفسه .. لهالدرجة شكلي يلفت ويقول اني من الطبقة اللي فووق !! و
تذكر كلام الطفلة ، يوم شافت شكله وملابسه النظيفة انه واحد شايف روحه ومتكبر ..
ما يدري وش اللي خلاه يتخيل انه واحد منهم يلبس مثلهم وعايش مثلهم .. ضحك على روحه بسخرية ههه.. " إنت يا تركي؟ "... ضحك لكنه فجأة سكت ... ما يدري وش جاه هاللحظة لأن فكرة غريبة نزلت عليه مثل الوحي ..
واكتشف ... إن أبو سالم فعلا يقدر يساعده !!! .. ولازم يستغل هالشي زين !
مباشرة وسرعة رهيبة رجع الجريدة مكانها وقطع الشارع ركض ،.. راجع لبقالة ابو سالم.
××××××××××
في صفاء الليل والوقت .. في بيت من الطبقة المخملية أو مثل ما يقولون في أوروبا ( طبقة ارستقراطية ) .. عائلة دبلوماسية أو كانت دبلوماسية .. تسكن فيلا ضخمة ذات مساحات خضرا متربعة بكل شموخ بوسط الحي !!..
هدوء يعم الشارع والأرصفة ،.. نفس الحال داخل البيت و يمكن يكون أكثر سكون وهدوء.. وجوّه بهالوقت يبعث عالملل !!
يمكن واحد من الأسباب هو قلة افراد هالعائلة والأسلوب الهادي المتعودين عليه..
بغرفتها الباردة .. رمت سحر الكتاب اللي بين يديها وتثاوبت بكسل .. مطت شعرها من الطفش يا كرهها لهالوقت بالذات..
نطت من مكانها تبي تروح تشوف هو وينه.. طلعت وراحت لغرفته دقت الباب .. دخلت وهي تنادي بهدوء : ...خالد؟؟
توقعت انها بتلقاه بس ما كان موجود .. غرفته ظلمى مرتبة بشكل أشبه بالمثالي .. تنهدت .. يا حبك للترتيب !... عرفت تلقائيا أنه بمكانه المفضل " الهادي " بالنسبة له ... ابتسمت وهي تروح للبلكون وتفتح بابه .. ولأن بلكون غرفته يطل عالحديقة الفسيحة شافته جالس هناك .. بيده أوراق وجنبه كتاب أو اثنين .. حاله يقول انه ناسي اللي حوله..
صرخت بأقوى ما عندها وهي تتعنز عالدرابزين : .. خالد !!
بهدوء يخالف طبايعها المرحة .. رفع راسه وشافها تلوح له بيدها والبسمة شاقه وجهها : مساء الليل يالوسيم .. << تحارش !!
ما عطاها رد نزل راسه للورق بنفس الهدوء اللي رفعه فيه .. ضربت بيدها على الدربزين من بروده معها .. لفت بسرعة وطلعت من غرفته ركض منقههرة ..
نزلت وهي تتجاوز الدرجات بالثنتين والثلاث.. وعلى طول للحديقة ناوية عليه نية !!.. بس ما قاومت حوض ورد الجوري اللي بطريقها .. مليان جوري أحمر.. خذت لها وردة حمرا ورفعت راسها تشوف اخوها خالد المندمج بالكتابة في مكانه .. لاحظ وجودها رفع راسه يشوفها لثانية ثم نزله مرة ثانية ..
راحت له وحطت الوردة قدامه .. رفع عينه للوردة مو لها ،.. ونزلها مرة ثانية لورقته ..
سحر انقهرت من تجاهله :.. ارحم نفسك من اللي انت فيه ياخي !.. ما صارت !!
خالد وهو يكتب : جاية عشان تقرقين فوق راسي!
سحر : لا بس من الصبح وانت هنا ما تعبت ؟
خالد : ..................... ( مندمج )
جلست قباله تراقبه وهو يكتب .. جاية عشان تسولف بس خالد وقت الشغل ما تقدر تاخذ منه كلمة..ضيقت عيونها تحاول تقرى وش قاعد يكتب بالضبط .. بس ماعرفت تميز شي بالمقلوب..
بسخرية : نصيحة خف على نفسك يا دكتور..!
خالد : بدل لا تسوين لي قلق وانتي عارفه اني مشغول..روحي جيبي لي شي بارد أشربه ..
سحر بغرور : وليش أجيب.. الخدم وش شغلتهم ..
خالد : واذا قلت لك أبيه من يدك..
سحر : ماني جايبه لك شي .. جزاة تطنيشك لي..
تنهد ورفع راسه بابتسامة مغصوبة لهالمدللة : أجل يا ست سحر..روحي وقولي لهم يسوونه .. شايفتني مشغول الحين وماعندي أحد غيرك !
حست بالملل معه وتأففت !..دايم دايم مشغول متى بيفرغ الأخ لها !!!.. خالد اللي كان قريب منها أول .. واخوها الأقرب لقلبها .. اخوها الضحوك والمازح .. من اختار هالمجال وهو يبتعد عنها أكثر وأكثر...
وهي قايمة بملل وضجر : هالطب ما جاب لنا خير..انا اقول اطلع منه وخلك مثل ابوي..كم مرة قلت لك هالكلام بس ما تسمع انت اللي تبي التعب !
سفهها ما دخل بجدال جديد معها ،.. له قناعاته اللي تختلف تمام الاختلاف عنها !... فكل ما فتحت هالموضوع يتجاهل النقاش فيه ..
طفشت منه وقبل لا تروح تذكرت وردتها الحمرا الجميلة ،.. سحبتها من قدامه بكل عنف وقهر بطريقة ما حركت له رمش ...وقبل لا تروح رمتها بقوة عالأرض وداستها بغضب ،..
ردّة فعله الوحيدة انه يحرك قلمه على ورقته من غير لا يعير لتصرفاتها الطفولية اي اهتمام !

سحر وهي رايحة : ... تعرف ترفع ضغطي !!

كل اللي سواه ابتسامة خفيفة سرعان ما اختفت ..عقب ما اختفت اخته ترك القلم من يده ،.. ومد يده الثانية للوردة وخذاها من الأرض بابتسامة حلوة...
دخلت سحر البيت الكبير صاحب الزوايا والألوان الملكية .. وقالت لأول خدامة طلعت بوجهها تسوي لخالد اللي يبيه وتوديه برا .. ما عندها شي تسويه وفيها حالة من الملل لدرجة ان عندها بعض الامتحانات قريبة بس ما تبي تدرس .. هي كانت طالعه برا تبي تطلب من خالد يطلعون مكان .. مثلا يشترون لهم كوفي ويقضون لهم مشوار صغير .. بس بحالته ذيك عرفت ان مافيه أمل حتى يسمع لها ..كانت تظن انه بيرحب بفكرتها خصوصا انه لهم فترة ما طلعوا مع بعض .. غير كذا عاشوا بعيد عن بعض خمس سنين .
اف ياربي ليش ما عندي غير هالأخو ..!!
بس للحق .. هالأخ عن عشرة اخوان .. بس لو ربي فاكه من هالطب اللي عاشقه كان هو بخير ..
على طاري خالد تذكرت بنت عمها "مشاعل" .. المنقذ بهالظروف وقت الملل والطفش ،،
اتصلت فيها وهي تدعي ما تكون نايمة .. اذا صارت نايمة بتقلب الدنيا عليها بتوريها شغل الله.. كل ما تتصل عليها تلاقيها نايمة من النادر تلاقيها صاحية هالوقت ..
وفعلا ما حصلت رد وتوعدتها تقلب الدنيا فوق راس طوايفها.. مشاعل قالت لها من قبل اذا مليتي تراني بالخدمة اعتبريني .. 911 هنا .. أكبر خبلة بالعالم !!
لكنها تجحد كل ما تتصل الا وهي مكبره مخدتها ونايمة !! قال ايش ناين ون ون !!.. طيب يا مشاعل بكرة أوريك..
ملت سحر وراحت غرفتها تقضي باقي ساعات الليل هناك ،،.. وعالساعة 11 دق تلفونها باسم مشاعل ..
ردت وهي معصبة حدها : ... ليه تدقين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل باستغراب : انتي اللي ليه دقيتي ؟؟
سحر : لا أنا اللي أسألك..
مشاعل : اقول عن الهذرة !!.. طلبتيني شو بدك ؟
سحر : صح النوم بدري ..توها البومة تصحى !؟
مشاعل : وش تسوي البومة ؟.. ما نامت الا متأخر..
سحر : انتي عارفه متى اتصلت عليك
مشاعل ببرود : ايه .. من اربع ساعات
سحر بقهر من تطنيش بنت عمتها : صدق قوية وجه ..
مشاعل : سويحر كم مرة قلت لك .. طريقة حياتي ذي عاجبتني ما علييك منها.. قولي قولي اللي عندك وش السالفة الجديدة بقلبك تبين تطلعينها
سحر : انا مدري وش اللي مخليني لين الحين ممشايتك .. انا وياك من زمان ما توافقنا على وقت .. انا اصحى النهار انتي نايمة ... انام الليل انتي قايمة ... وربي احس اني ما شفتك من سنين !!
مشاعل بدلال : ياربي يعني مشتاقه يا عومري
سحر : وعع من متى اصلا الورد يشتاق للبوم ..الورد ياعمري للشمس والنور... من متى الورد للبوم ها من متى ؟؟؟
مشاعل : أقول ما كنك يا بنت ابوك هزأتيني بزيادة عن اللزوم ... عن الفلسفة لا بوكس الحين
سحر : وليتك تحسين ..
مشاعل : اف ها شتبين..تراني صحيت بس عشان اكلمك ..عندك شي ولا خليني اقفل واكمل نومتي
سحر طنقرت لآآآخر حد : اف انتي وحدة فارغة..اذا شبعتي نوم ذيك الساعة دقي أبي أسوولف معك .. بس ها مو تدقين علي بفجر الله والله لو سويتيها بشنقك حية ..

مشاعل : ههه طيب يا قلب مشاعل.. تصبحين على خير

سكرت منها بابتسامة ،، انسانة بايعة الدنيا روحها حلوة ما تزعل بسهولة .. مهما جاها من كلام وتهزئ تلقى الضحكة على محياها تتقبل الكل بروح رياضية وسعة بال وخاطر..
ابتسمت وهي تطالع اسم بنت عمها اللي تصغرها بسنة وحدة ... انسانه عايشة يومها وهمها تفرح وتستغل اللحظة ،، ما تفكر بشي غير يومها..ناسية الهموم ودايم تقولها : " اذا عشتي تفكرين ببكرة بتتعبين ..خلي الحياة تمشي مثل ماهي وماشيها ..لا تفكرين بكلام اللي حولك فكري بنفسك واللي يريحها وكيف تعيشين حياتك بالطريقة اللي تسعدك وتريحك "

ليتني مثلك يا مشاعل .. ليتني مثلك أقدر أتحمل..

×××
من صباح الله وعالساعة 7 الصبح ،، صحت سحر نشيطة بسبب نومتها المبكرة ، ولأنه يوم خميس فهذا أجمل شي،،..ودها تسوي خطط لليووم لكن وش الفايدة اذا كانت لحالها... نزلت تحت ومن فرحتها شافت ابوها اللي ماشافته من كم يوم جالس يشرب قهوته ويقرا بصحيفة الصباح..


التعليقات (5)
الشامخه رغم الانهزام
الشامخه رغم الانهزام
سحر : صباح الخير على أغلى أب
رفع راسه وابتسم : يا صباح الفل على اغلى بنت
سحر وهي تروح وتعطيه عناق بسيط تبين فيه شوقها : ... نسيت وجهك من متى ما شفتك
ابو خالد : .. بعد عمري والله... تعرفين مشاغل ابوك
سحر : اجل اشوى اني صحيت بدري... وش ذا (بدلع) دادي احس شهر مالك شوفة
ابو خالد بضحكة : ههه بعد قلبي... اجل وش تقولين اذا قلت لك عندي سفرة بعد يومين
انطفت الفرحة بوجهها .. وباحباط : لا لا تقول ... بتسافر؟؟
ابو خالد : ايه يبه بسافر يومين ثلاثة ان شالله وراجع !
سحر بقهر : ليش؟؟؟
ابو خالد : مارح اطول وانا ابوك.. بروح لشغل !!
سحر : أي مشاغل الله يهديك ؟.. احنا ما صدقنا نستقر هنا بالسعودية عقب كل ذيك السنين ... بترجع تنشغل مرة ثانية !!!يعني ما كفاك السفر .... يبه ارحم نفسك ترا ما صارت ..وارحمنا !!
ابو خالد ابتسم لها ورجع لقهوته وصحيفته من غير لا يناقشها اكثر ..اما هي جابت لها قهوة وجت جلست معه ..وبدت تسولف له وتعلمه عن الجامعة .. وطلعاتها مع صديقاتها وخصوصا .. بنت عمها مشاعل
ابو خالد : مشاعل بنت عمك لي شهور ما شفتها ؟؟...لا يكون ميتة بس !!
سحر : ههه لا يبه..ههه حية ترزق ما ينخاف عليها
ابو خالد : اجل مالها شوف هنا بالبيت..أول كانت كل يومين عندنا
سحر : ههه ايه ادري ..بس تعرف الناس تكبر وزياراتها الكثيرة عندنا بيسبب احراجات لها ولخالد ...
على طاري ولده ابتسم :..الا الدكتور وينه ؟
على كلمة " دكتور" ..رجعت سحر للعصبية والقهر : ..يبه ليش ما تقوله يطلع من الطب بكبره ؟؟؟؟؟
استغرب طلبها : يطلع من الطب؟؟؟.. وليش يطلع؟؟؟
سحر : بس .. لأن خالد تغير مو مثل اول من دخل هالتخصص وهو خالد ثاني ..احسه صار جدي بحياته ما يستانس مثل اول .. مو حرام يبه مو حرام
ضحك على كلامها : كل ذا عشانه معد صار يلعب مثل اول ..حبيبتي اخوك وصل عمره 25 سنة الحين ولازم في يوم من الايام بينتبه لمستقبله .. وبتكون له حياته الخاصة ما رح يظل يراعيك طول عمره !!.. انتي بعد كبرتي ماعادك صغيرة مو مثل "بيان" .. خلاص عمرك 20 ولا انا غلطان ؟؟؟؟
سحر بزعل واعتراف : الا ..دخلت ال 20 من شهر !
ضحك على شكلها : ههه وانتي اهتمي بدراستك خلك مثل اخوك
سحر بطفولية : مابي أكبر...
ابو خالد : ههه مهوب بهواك ..
وقام عنها وهو ياخذ شماغه من جنبه .. طالعته بقهر ودلال تبيه يناظرها ، بس هو عارف دلعها ضبط شماغه والعقال ومشى طالع وهي مقهورة ... حتى ابوها يحب يطفر فيها أحيانا..
بعد ما سكن واستكان البيت من عقب صوت ومزاح ابوها .. قررت تقضي الصباح على طريقتها..
راحت فتحت التلفزيون وحطت على قناة الأف ام ..وكانت أغنية الهدايا تردح بكل شاعرية وعذوبة..
وش كثر تحب هالأغنية .. خذتها الكلمات لبعيد ومن غير شعوور صارت تدور بالصالة بحالمية وتتخيل انها ترقص مع حبيبها بطريقة الغرب على أنغامها الهادية الحزينة ..
أعذريني يالهدايا .. لو هملتك فالزوايا
ماني متحمل أشوفك ،، واللي جابك مو معايا
اللي جابك وينه عني .. يا ترا زعلان مني ؟
مادرى اني في غيابه .. كم شكيته للمرايا
أعذريني يالهدايا
سحر بصوتها العذب مع الأغنية ( مع بحّتها المميزة ) : أعذريني يالهدايا ..
راح وخلاني لحالي ،.. شفتي ويش سوى في حالي
خبريني ويش أسوي ،،.. لو عشق قلبه سوايا
وهي تدور على نفسها وبصوت عالي : اعذريني يالهدايا..
رن التلفون ومن الصوت العالي للأغنية ما سمعته..كانت ناسية وين هي فيه أصلا .. لكنه يوم دق مرة ثانية قدرت تسمعه.. طمرت بسرعة وهي تلقط أنفاسها ، رفعت السماعة من غير لا تقصر على الصوت : الو ..
.... ( كشر وهو يسمع حس الأغنية عالي من عندها ) : .. السلام عليكم ... بيت ابو خالد ؟
سحر وهي سادة اذنها الثانية بيدها عشان تسمعه زين : ... نعم اخوي وشش قلت ؟؟!!!
...... : ياليت تقصرين الصوت عشان تسمعيني مضبوط ..
انحرجت الصووت صراحة عالي مرة .. وغير كذا صوته الهادي كان فيه شي جذبها خلاها تمسك الريموت بسرعة وتقصر وهي تتنفس بسرعة من حركاتها اللي سوتها ..
..... الطرف الثاني من جديد : أسأل هذا بيت ابو خالد ؟؟؟؟
ردت وهي تلهث وتحس بالدوخة من كثر اللف : ايه نعم هذا بيت ابو خالد ... مين معي ؟؟
رد على سؤالها بسؤاال : .. بسأل ابو خالد موجود ؟؟
سحر : لا والله مو موجود ..طلع من وقت للشغل ..مين أقوله ؟؟؟
لكنه للمرة الثانية تجاهل سؤالها ما رد عليه.. وكل اللي سواه شكرها : طيب شكرا ...ومرة ثانية قصري على صوت الأغاني ما يليق كذا على الصبح !
بلحظة "سِحر" صوته اللي خذاها .. انقلبت للعصبية وكل السِحر اللي كان ماخذها اختفى .. انحرجت وعصبت ،،.. من هو عشان يعطي أوامر!!!! .. وقبل لا تنطق بشي كان هو قد سكر الخط بعد ما شكرها ، ولا انتظر حتى ردها على الشكر !!!
طالعت السماعة معصبة ،.. بعمرها ما قد تلقّت الأوامر ، من هذا اللي جاي يسأل عن ابوها يعطيها أمر الحين !!!!...عناد لك..
مسكت الريموت من جديد ورفعت الصوت على أعلى شي عناد فيه ، ورجعت ترقص من جديد وهي مطنقره.. تمنت انه يتصل من جديد عشان تسمعه لكن التلفون معد صار له صوت..
بس نست السالفة من أساسها بلحظتها ورجعت لأغنيتها المفضلة .. آخر مقطع كان احب مقطع لقلبها ودايم تعيش جو عليه .. سحر اذا دخلت جوو خلاص تنسى الأرض اللي تحتها تحس نفسها فوق السحاب..
قولي لو هو حب غيري ،، وش يكون اسمه مصيرري
غير أموت أنا فمكاني .. واترك الدنيا ورايا ..
صوت سحر ومعه صوت ثاني من وراها : أعذريني يالهدايا ...
وقفت عن الرقص والتفتت مستغربة شافت خالد واقف وراها بطلته البهية وحضوره القوي ، والبالطو الأبيض معلق على يده اليمين .. استحت وعصبت بنفس الوقت..
خالد : الله الله جوّوك كان رهيب..!!
لفت وجهها تسكر التلفزيون وهي خجلانة ،.. رغم انها قلما تخجل منه بس يمكن حالميتها الزايدة ونسيانها لنفسها أحرجتها ..
خالد يحارش : يا حبك للرقص !.. هبال ماله آخر !
سكرت التلفزيون وكانت الأغنية قد انتهت .. وراحت لطاولة الطعام تفطر من غير ما ترد عليه .. لحقها وهو مبتسم وجلس معها عالطاولة
خذت توست ودهنت فيه مربى ومع كوب القهوة بدت تفطر... ماقالت له حتى صباح الخير ... تاكل وتبلع من غير لا تطالعه وكأنه والجدار واحد .. كأنه غير مرئي بالنسبة لها كأنه شي صغير !!
خالد بعد مدة وهو ياكل :... لا أحسن قومي طقيني !!
رفعت عينها باستغراب :... قلت شي انا ؟؟؟؟؟
خالد : نافخة هالوجه شوي وتقومين تكفخيني ..
سحر : تتوهم !
خالد : لا ماني بأتوهم !!
سحر : افطر بس لا تتأخر على دوامك ..
خالد : .. قولي يالدلوعة وش اللي مضايقك؟
سحر بقهر : مو شي يا سعادة الدكتور
خالد بوناسة وانشراح : الله !!.. وش كثر احب كلمة دكتور منك !..احس اني كذا شي عظيم شي كبير في الدنيا
وهي تناظره بسخرية : لايقه عليك..!
خالد بغرور : أدري..
سحر : واثق!
خالد وفيه الضحكة :...وش مصحيك من صباح الله ؟
سحر : تعرفني احب الخميس واحب اصحى بدري...(بقهر ) مو مثل بنت عمك هالخيشة..
خالد بضحكة ساخرة : مشاعل !؟
سحر وهي تتذكر مكالمة ليلة البارح : ايه مشاعل !..مشتاقة لها الحمارة وهي مو معبرتني كل ما ابيها الاقيها نايمة
خالد بنبرة ساخرة : أحس هالادمية بتصحى يوم .. بتلاقي نفسها عجوز !
سحر ونست زعلها ضحكت : ههه ايه والله صادق ... كل حياتها نوم ممكن تصحى يوم حياتها خلاص انتهت..
خالد :... تبين الصدق!... حياتها مأساوية أنا مو مستوعب ان فيه احد يعيش عيشتها، احسها وحدة فارغة ومالها هدف.. وغير كذا تهدر صحتها من غير فايدة ..
سحر حست انه بيبدا انتقاد : .. لا حرام تراها تجنن وشخصية حلوة .. هي مو بذاك السوء وأكيد بيوم من الأيام بتتغير...
خالد وهو قايم من غير اهتمام : ..ما أظن..انا طالع الحين تبين مني شي..؟
طرى عليها اقتراح مفاجئ كان من وحي اللحظة : ايه .. ودي اروح لبيت عمي عند مشاعل ..
خالد وهو يشيل البالطو ويتحرك للباب : .. بنتظرك خمس دقايق استعجلي..
سحر ما صدقت..بسرعة طارت لفوق ولبست لها أي بنطلون مع تيشيرت ،..رفعت شعرها فوق ذيل الحصان وخذت نظارتها الشمسية ولبستها... ونزلت بسرعة لسيارة اخوها الواقفة برا .. كانت تقدر تروح مع السواق لكن مع خالد شي ثاني ... كانت عارفه انه بدوامه بينشغل عنها ،، والايام الجاية ممكن ينشغل وما يفرغ نهائيا .. فحلوة هالفرصة .. ترضى فيها كتعويض عن أمس !
نزلها بيت عمها وقبل لا يمشي .. خالد : متى ما تبين ترجعين اتصلي بالبيت واطلبي السواق..
سحر : ما تقدر تجيني ؟
خالد : لا .. دوامي لين الليل ..
سحر باحباط : طيب!
سكرت باب سيارته ودخلت بيت عمها المفتوح بابه ..لأن البستاني دايم بهالوقت يكون بالحديقة يعدل ويحصد.. بسرعة دخلت جوا الفلة وسكرت الباب الأنيق وراها .. كان الجوو بارد والمكيفات شغالة وما في حس لأي صوت ! ، الصالة خالية والهدوء يجيب الكآبة للواحد ... عمها أقل مستوى من أبوها ماديا لكن بعد ما يمنع انه راعي خير..
ناظرت الساعة المعلقة شافتها 9 .. لسا بدري..
وقت مبكر جدا على الزيارات لكن هالشي متعودين عليه والميانة طايحة مرة ، لدرجة سحر تقدر تجي هنا بأي وقت.. تحب تعشق بيت عمها ، والوقت اللي تقضيه هنا متعة بالنسبة لها مع بنات عمها الثنتين .. حياتها مع هالبيت ما استقرت الا من فترة قريبة ... خصوصا عقب غيابها عن السعودية من صغرها.. وزياراتها اللي اختصرت على الاجازات بس !... تحركت داخل وهي تفك الأزرار الأمامية لعبايتها ( الفراشة ) من غير ما تخلعها .. ومن غير شورها ومن غير سابق انذار قلبها تبعثرت دقاته !... ما تدري ليش !.. شعور غريب دايم يداهمها كل ما صارت بمكان قريب منه..
بسبب وجوده أكيد ... بسبب انسان تعبت معه !!..تحاول دايم تخفي اهتمامها لكن عيونها تفضحها..
نادت على الخدامة : آني!
جت لها الخدامة العريقة في بيت عمها وسألت بعد ما شافت الساعة مرة ثانية : محد صاحي ؟
الخدامة : لا مافي ...بس...... مهمد..
نفضة غريبة في اطرافها ..سألت بتردد : وينه ؟؟
الخدامة : براا...
سحر : برا وين ؟
الخدامة : قبل شوي اكل فتور ..بأدين راه برا في حديكة !!
سحر : ومشاعل؟؟
الخدامة : مشاءل نوم !!
حست سؤالها غبي.. أكيد نايمة يعني بتصحى هالوقت !!... قالت : طيب شكرا..
راحت الخدامة وسحر ما قدرت تطلع فوق قبل لا تشوفه .. اللي تعرفه انه كان مسافر لأسبوعين عشان شغل لأبوها وتوه راجع من كم يوم .. تبي تشوفه مشتاقه لوجهه..
راحت للنافذة وطلت عالحديقة .. شافت محمد واقف هناك عند البستاني يكلمه ويوصيه عالحديقة ،..ويشرح له بعض التعديلات وهو يحرك يدينه هنا وهناك !... كان شكله غير مرتب دقنه غير محلوق ولبسه بيتوتي أكثر منه أنيق .. هيئة ما تشوفها كل يوم ..بس ما منع " جاذبيته الخاصة " انها تبان ...سحر نست نفسها وهي تشوفه وما وعت الا لما شافته يلف ويمشي راجع للفلة ... بسرعة وخبصة لمت نفسها وطلعت ركض لغرفة بنت عمها ما تبي يكون بينها وبينه أي لقاء او احتكاك .. ما تبي تحس نفسها ذليلة أكثر من ما مضى !.. ماتبيه يحس انها بجيتها هذي ميتة عليه أكثر من ماهو عارف ومتأكد ..
دخلت غرفة مشاعل واستقبلها السيناريو المعتاد .. ثلاث أغطية مغطية بنت عمها ودافنتها ، ومكيف على درجة التجمد .. مع ان الجو برا فيه من البرودة الخفيفة بس هالآدمية لازم تحس نفسها نايمة في القطب المتجمد ..!!..
وقف شعرها من البرد وراحت للمكيف وقصرت على درجته إلى 22 درجة وهي تتحسب عليها ... فتحت الستاير وغمرها دفا الشمس ..، والله هالشمس نعمة !!!
راحت ل مشاعل الغرقانة بحلومها ...فكت الغطا الأول وقابلها غطا ثاني .. فكت الثاني وقابلها ثالث ..
سحر : حشا وين عايشة ثلاث لحوف !!!... مشيعل وين تحسبين نفسك فيه في الأسكيمو !!!
سحبت الأخير... وفجأة تحركت مشاعل وتكورت على نفسها من البرد مثل الطفل... شكلها كان برئ للغاية ... حاولت تقومها بس خطر في بالها فكرة ..
ابتسمت عليها وطلعت جوالها من شنطتها بخبث وشطانة..
فتحت عالكاميرا !
سحر بهمس وهي تقرب وتبعد الزوم على مشاعل : ان ما مسكت عليك شي ما كون سحر.. والله لأذلك يالبومة بجننك مثل ما تجننيني...
و " تشك " ... لقطة ، ولقطتين وثلاث .. خذت اللي تبيه ومشاعل عايشة بحلومها ، مرة تبتسم ومرة تكشر....
دخلت سحر جوالها داخل الشنطة ومدت يدها لمشاعل وهزتها : مشيعل قومي يكفي شفط نوم ...
تحركت بانزعاج وهي تتأفف ، ومدت يدها وهي مغمضة تدور عن الغطا ..
سحر: قومي يالبومة قوومي ..
تحركت وفتحت عيونها : اف لا تقولين انك سويحر مالي خلقك ترا ..( وغمضت)
سحر: الا انا وبكل فخر...
مشاعل : وش جابك ...
سحر: طفشانة بهالعطلة قلت اجيك... وجابني خالد حبيبي واخوي الوحيد..
من غير لا تفتح عيونها ...ابتسمت بنعومة : ..وعسى دخل ؟؟
سحر : لا ما دخل... تعرفينه حضرة الدكتور مشغول هالايام..
مشاعل وهي تغمض بنعاس وتضم مخدتها وتهمس بحالمية : يا جعلني فدى ذا الدكتور...
سحر ابتسمت وهزتها من جديد :..... بتقومين والا انقلع لبيتنا
قامت أخيرا جالسة وبرواق مفاجئ : ..افطرتي ؟؟
سحر: ايه اكلت ببيتنا ..
مشاعل : لازم تفطرين معي ..
سحر : ههه مروقة غريبة ..
مشاعل : عشاني شفت وجهك اكيد بروّق..
سحر : ما أظن ..!
مشاعل : عن الظنون ... ( ضمت سحر ) .. ياربي وربي مشتاقه لك من زمان ما شفت هالفيس الجميل ..
سحر وهي قرفانه : يا معفنة قومي غسلي .. وع ابعدي
دفتها مشاعل بقوة وسحر لأنها جالسة على حافة السرير طاحت بالأرض : ...يا حمارة ..
مشاعل : ههه والله قليلة أدب .. ( وهي تقوم من السرير ) .. جاية عندي وبغرفتي ولا تحترم .. ضيفة قليلة ذوق... اطلعي برا انتي مو وجه احد يحبك اصلا ..
سحر بقهر من اسلوبها : على تراب ..
راحت مشاعل للحمام وهي تضحك .. غسلت وطلعت وهي في قمة النشاط ..
مشاعل : هيا نخرج .. انا جوعانة
سحر ابتسمت : طيب انا شفت اخوك !!
مشاعل : اخووي ؟؟؟... بندر؟؟
سحر : لا... ( بتردد ).. محمد..
مشاعل من غير اهتمام وهي تروح الباب : اوه على بالي بندر توني بزغرط ... محمد بالطقاق لا يهمك
سحر بألم.. شلون ما يهمني : ... اقولك صاحي
مشاعل : واذا كان صاحي عادي هذي عادته وش الجديد ؟!... تعالي نفطر بالصالة تحت وهو أكيد بغرفته واذا يبي يجلس يقلب وجهه يروح للصالة الثانية..
ترددت سحر تطلع لكنها بالنهاية شجعت نفسها وقوت قلبها ..رفضت تفصخ عباتها خلتها عليها لأنها تتوقع اي جرح جديد منه !!.. فتكون مستعدة للخروج مرة وحدة..
نزلت وهي تقوي نفسها اكثر ،.. لمتى بتستمر تحس بالذل لمجرد انها تكن لشخص مغرور .. مجموعة من المشاعر !
دخلوا للصالة وسحر تقلب عيونها تخاف تشوفه ..تحاول تقاوم رهبتها،،.. ليش ينفرض عليها تتوتر كل ما صارت قريبة منه !.. وش كثر أذاها وش كثر ذلها ، ليش تحس انها تحبه وما تحبه...
اول ما دخلوا للصالة راحت مشاعل للمطبخ وسحر جلست ... فتحت التلفزيون تتفرج .. وبلحظة شافت محمد يدخل من باب الحديقة ...
محمد ..!!!
الحلو ، الجميل ، لكنه ..قاسي !!
لاحظها جالسة وسلم : السلام عليكم ..
سحر برهبة منه : وعليكم السلام ..
محمد : أخبار عمي ؟؟
سحر بنبرة أخفض مع المعتاد : بخير ..الحمدلله
كان على عكسها يتكلم بصوت عالي واضح ومو مبين عليه أي تأثر عكسها تماما : وخالد شلونه ؟؟؟
سحر بهدوء وهي ضامة يدينها بقوة : وخالد بخير وعافية ...
طالعها فترة من الوقت بنظرات غريبة طويلة ، وهي متوترة ما تدري وش سرها،، الأكيد انه مو حب لكن ليش يناظرها كذا وكأنه عارف بكل شي داخلها له !!..
انتظرته يسأل عن اخبارها .. لكنه ما حقق أمنيتها صد عنها يكمل طريقه للدرج ... من غير شعور نطقت بألم : ... وأنا؟؟
وقفت رجوله على أول درجة .. وصد لها وبوجهه الاستغراب رغم انه من داخل قلبه عارف وش تقصد :... انتي ؟؟؟
سحر : .... حرام تسأل عن اخباري ولا أنا مو بنت عمك ؟
محمد بنبرة هادية جامدة تعور قلب سحر الرقيق :..هذا انتي ما شالله قدامي وبخير ... وشو له السؤال ؟
سحر : من الذوق على الأقل
لف بكل جسمه لها وهو بمكانه :..لو لاحظت ان فيك شي وقتها أكيد بسأل... لكنك بخير والحمدلله
وش دراك انت باللي فيني ..يمكن شكلي من برا يقول مافيني شي .. لكن احساسي بالاهانة منك أعظم..
سحر :.... ليش وانت سألت عن اخباري عشان تعرف اذا انا بخير ولا لا ؟
ماكان يخفى عليه اللي يطل من عيونها له... كان مغتر بنفسه عزيز يشوف نفسه فوق فوق السحاب .. وهذا كان عيبه الوحيد .. ما يتنازل بسهولة وصعب التعامل معه!!..
كل مرة يتقابلون فيها يلاحظ بعيونها المشاعر له ...لكنه يستمر بالتجاهل ..
محمد : ... عن إذنك ..
طلع فوق مو مهتم للعاصفة اللي سببها داخل نفسها من جديد... آآآآه طلعت مكتومة منها.. وين المشكلة ؟ من وين الذنب مني ولا منه .. ليش ما يقدر أو عالأقل يحسسني باهتمامه لو مو ك حبيبة عالأقل ك بنت عم..!!
يمكن عيشتها برا ،.. وتنقلها من بلد لآخر من فترة لفترة ولمدة طويلة خلت محمد بهالاسلوب معها..من الصغر وهي بعيدة فهي ما تشكل أي اهمية بالنسبة له !!..
شكل هالحلم الوليد يا سحر ماله أمل يكبر...والحب اللي دايما تسمعين عنه وتسمعين قصصه .. الظاهر مالك نصيب فالدنيا تلقينه أو عالأقل تعيشينه مثل مالكثيرين عاشوه ..
جت مشاعل وهي ماسكة الصينية بين يدينها وترقص وتدور على نفسها بنفس الوقت ..: بريحك مني خلاص واغيب عن عينك
ابتسمت سحر وكل الضيقة راحت وهي تشوف وجه مشاعل الصبوحي اللي يخلق البسمة على اي احد : ههه ليش شايلة الصينية وين الخدم وش شغلتهم .. ليش متعبة نفسك مشيعل
مشاعل بنظرة غرور وهي تجلس بعد ما حطت الصينية : احيانا أحب اخدم نفسي بنفسي وخصوصا اذا كان لي مزاج .. مو مثلك دلوعة..
سحر بنعومة : .. أحاول اغير من عادتي بس ما أقدر.. عيشتي هاللي حكمت علي كذا واجبرتني اشيل صفات احيانا انا ماكنت ابيها تكون فيني ..
مشاعل : ... ايه من قدك طفتي نص بلاد العالم في أقل من 20 سنة .. هب عليك !!
ماتت سحر ضحك وضربتها : ههه يا حمارة وش نص بلاد العالم ... كلها أربع دوول ..
مشاعل : المووهم انك شفتي الدنيا من قدك في ناس ما طلعوا من عتبة باب بيتهم ..
سحر بابتسامة كئيبة : وتحسبيني يعني كنت مستانسة واحنا كل ثلاث سنين في بقعة وفي مكان جديد .. ترا كان صعب علينا وخصوصا علي.. كل فترة اضطر اغير مكان حياتي واجبر نفسي أتأقلم بالظروف حولي والبيئة المحيطة فينا ..
مشاعل : بس اتذكر لما رحنا نزوركم في جنوب أفريقيا .. أحب هالبلد جنان وكنت اتمنى ازوره ...ومن حظي صار عمي سفير هناك وقدرنا نزوركم .. وقدرت اشوف هالبلد اخيرا
سحر وهي تتذكر ذيك اللحظات بفرح : ايه اتذكر يوم دريت انكم بتجونا ما صدقت بغيت اطير من الفرحة ..
مشاعل : اشتقت لذاك المكان ياليت نزوره ثاني مرة ..
سحر : انا عشت فيها ثلاث سنين طقت نفسي منه ..
مشاعل : والبيت اللي لكم هناك وش تسمينه ؟
سحر : وش فيه ؟
مشاعل : للحين عمي مالكه ؟؟
سحر : ايه على ما اظن ..ما سمعت انه باعه او شي..
مشاعل بفرحة : ياي أجل شرايك نسافر هناك بالصيف الجاي..
سحر : انا مالي خلق كرهت السفر أبي اجلس بالسعودية ،.. للحين ما برد خاطري منها..
مشاعل : سنتين من تقاعد عمي ورجعتوا هنا وللحين ما مليتي ...بالله وش تبين في الحر والشمس ؟؟ لك سنتين وانتي منطقة بهالجو المعفن !!
سحر : عاادي مو مشكلة عندي... انا حاليا مستحيل افكر بالسفر كفاية اللي قضيته ذيك السنين ..وسنتين بالسعودية ما تكفيني ابد ولو تعطيني العمر كله ما تساوي اللي قضيته 12 سنة برا !!... تدرين انا اللي كنت ألح على ابوي يتقاعد صراحة مليت من ذيك العيشة كنت احس اني انسانة بلا هوية وبس من مكان لمكان ..
مشاعل : ههه .. طيب ولا تزعلين مدامك عايفه السفر انا بعد بعيفه .. قومي نطلع برا

الشامخه رغم الانهزام
الشامخه رغم الانهزام
اتمني تعجبكم لاني اول مره انزل قصه
واشوف ان عجبتكم كملت

الشامخه رغم الانهزام
الشامخه رغم الانهزام
الجزء 2 ...
نست سحر سالفة محمد ، لأنها يوم تكون مع مشاعل تنسى كل شي وراها بسبب ان مشاعل نفسها تجبرها تنسى ...
جلسوا عند حوض السباحة عالكراسي كل وحدة على كرسي يتشمسون بشمس الصباح .. غمضوا عيونهم وبدوا بطفولة يتخيلون أنفسهم قدام البحر ، يسولفون ويضحكون ..
سحر : ذكرتيني بآخر مرة رحنا فيها لجدة قبل ثمان سنين .. عند البحر.. يوم جينا اجازة للسعودية
مشاعل مستحيل تنسى ذاك اليوم : ههه يوم ما بغيت أغرق اخوك ..
سحر :ههه ايه وربي خالد ذاك اليوم كان بيروح فيها.. كنتي بتذبحينه
مشاعل بحالمية : أجل يا حبيبتي أنا امووت!! خله يموت ما دامه ضحى بنفسه عشان ينقذني .. يقولون الحبيب دايم يموت عشان حبيبه ..
سحر هدت ابتسامتها والتفتت لمشاعل المغمضة عيونها ..
سحر : .. ضحكتيني .. خالد لو داري انك كنتي بتذبحينه كان ما جازف بنفسه حتى
مشاعل وهي تضحك من الذكرى : ههه حسيته كان يبي يموتني لما طلعنا سالمين..
سحر :ايه احمدي ربك ذاك اليوم كان فضيع بالنسبة له ... كره روحة البحر بسبتك ..وماطلع من البحر الا بشد عضلي منك !!
مشاعل :ههه فداي..
سحر : ههه خبلة
مشاعل : عاد تدرين .. مع اني كنت خايفة وقتها من الغرق بس كانت روعة تقولين فلم هندي .. حسيت بخوفه علي ما تصدقين شلون..
سحر بابتسامة : اكيد بيخاف عليك مو بنت عمه .. ومثل اخته
التفتت مشاعل بسرعة معصبة : كم مرة قلت لك لا تقولين لي اني اخته...
ابتسمت سحر على انفعالها : ههه طيب ولا يهمك..
مشاعل بقهر : ان ما طيحت اخوك ذا في هواي ماكون مشاعل بنت ابوي... ان ما جبت راسه ماكون أنا..
سحر : ههه لك سنتين وانتي تقولين هالكلام وما شفنا شي للحين.. ما قدمتي أي تطور في العلاقة .. الا بالعكس خالد زاد بلادة ناحيتك ..
مشاعل بقهر : اقول شرايك تنطمين...
سحر : انتي انسانة فاشلة بالحب اعترفي..
فارت مشاعل .. الا الحب لا تهزؤنها فيه ولا يا ويلكم : .. فاشلة بعينك يا حمارة .. شوفي نفسك تكفين ويا اخوي..
سحر غصبت الابتسامة من غير لا يبين التغير : ... انا معترفة بفشلي مع محمد .. لكني مستمرة بالمحاولة
مشاعل : اشوى هذا معناته انك فاشلة مثلي خ ..
سكتوا شوي ... سحر تناظر صفحة الموية بالحوض العميق .. ومشاعل تناظر السحاب الأبيض فوق ..
فجأة مشاعل بهدوء : ... أنا انسانة عندي هدف !.. وهدفي هو هذاك الانسان .. ومارح أتنازل عنه
سحر : صدقيني بتتعبين... خالد مو من النوع اللي يطيح بسهولة ..
مشاعل : تتحديني ..
سحر : لا ما أتحداك .. أخاف تتحمسين و تطيحين على راسك.. يجيك شي وتنهبلين علي
ضحكت مشاعل بمرح وابتسمت سحر... ليتها تكون مثل مشاعل،،، رغم ان مشاعل تواجه صد من خالد وعدم اهتمام منه .. الا انها تضحك وتبتسم من غير لا يأثر عليها هالشي...
دوم تقول الحياة قدامها ، والفرص قدامها كثيرة .. ليش تتعب حالها من الحين خلها تحب وتعيش الحب من طرف واحد ،،.. مايزعجها لو كان الحبيب مو مهتم ..الحياة مستمرة وهي مو مستعجلة على شي... هذي هي
مشاعل !..
كتلة من المشاعر الحارة ، الباردة في نفس الوقت ..
غيرت سحر الموضوع عقب ما طرى في بالها "بندر".. الانسان " غريب الأطوار"
سحر : الا وينه بندر...؟ لي كم شهر ما شفته ؟
مشاعل : ما تعرفينه يعني ... هذا مب ساكن في البيت هذا ساكن في المزرعة مع حيواناته ..
سحر : ههه وربي احس اخوك هذا فلة ووناسة لحالها..
مشاعل : الا قولي لغز ماله حل...ما ادري وش عاجبه بذيك العيشة .. اذا جا فهو يجي يومين او ثلاثه بالاسبوع ياخذ له كم غرض يبيه ويرجع لمزرعته الخاصة..
سحر : ههه بندر هذا غير غير عن محمد..
مشاعل : انا معك ما كأنهم طلعوا من بطن واحد !!..هذا شرق وذاك غرب ،،...
سحر : ههه والله له وحشة
مشاعل بنظرات تحاول تحرجها :... أوه أوه !... وش قاعدة أسمع ... كأني بديت أحس انك بتحولين عن محمد ل بندر..
سحر : وجعه من قال .... ( لأنها عارفه انها بتمسكها عليها .. غيرت السالفة كلها ).. خلينا من اخوانك ... وينها شادن الحين الساعة 10 ونص بالعادة تكون صحت ..
مشاعل وهي مغمضة عيونها :... شادن تصرفاتها الفترة الأخيرة فيها شي متغير ..
سحر :... ههه وش مغيريها يا دقيقة الملاحظة .. زعلانة يعني..
مشاعل : خ لا مادام مشاعل الحلوة معها ما تزعل ... بس انا ملاحظة انها تقرا جرايد كثير..
ماتت سحر ضحك :... ههه تدرين انك وحدة هبلة ... واذا قرت جرايد كثير وين المشكلة .. حرام القراية !!
مشاعل : موب حرام ابد بس تعرفينها أول ما تحب تمسك جريدة بين يدينها تقول تجيب لها الكآبة ... بس الحين صايرة مهتمة بزيادة .. ولما أسألها وش سالفتها تقولي مافي سالفة ..
سحر :... ما اشوف أي مشكلة ... عادة وتغيرت وين المشكلة ..
مشاعل :... ما أدري .. بس "عمر" من طلع من بيتنا وهي دنياها مقلوبة.. خايفة عليه كأنه طفل صغير..
سحر : ههه مو هو نظر عينها على قولها !!.. معذوورة
مشاعل :.. بس قلقها الزايد عليه ينرفزني ..هو مو صغيير رجال ويعرف يعتمد على نفسه..
احترت الشمس ، ومر عليهم الوقت ... مشاعل تثاوبت وسحر شافتها..
سحر : شكلك بتنامين يالبومة ...
ابتسمت مشاعل بخبث :... تسمحين لي ..!
سحر قامت واقفة بسرعة وسحبتها ووقفتها : لا طبعا... مالك الا دش بارد ..
مشاعل تناظرها ببلاهة : صايرة امي وانا ما ادري...
سحر:.... مسكينة خالتي اللي بلاها بوحدة مثلك ..
مشاعل : بدينا بالشتيمة يا بنت السفير..
سحر :... المشكلة انك باردة دم ...مهما تكلمنا وشتمنا عادي عندك ..
مشاعل وهي تمشي قدامها ببرود وتتثاوب :... قلت لكم مهما حاولتوا توقظون المارد داخلي ما تقدرون ..
سحر هي تدفها من الباب ويدخلون الصالة : ههه يلله يا ام مارد قدامي انا بروح لشادن وانتي عالحمام ...
مشاعل :... ما باقي غير تمسكين كشتي.. بعذري ما كنت نايمة لي ساعتين يوم تجيني وتقوميني
طلعوا الدرج للدور الثاني ...... سحر :... دقيقتين وراجعه يا ويلك لو اشوفك نايمة.. تسوينها..
مشاعل وهي معطيتها ظهرها دخلت الغرفة وهي تبتسم بمكر... منتي قدي أبد يا سحر.. يوم جديد من جنوون سحر بيبدا... خ بطلع الشيب براسك يا بنت السفير !!
وقفت سحر عند باب شادن ما دخلت ... بخبث رجعت لغرفة مشاعل وهي عارفه ان مشاعل بتعاند ... فتحت الباب بقووة شافت مشاعل حاضنه مخدتها وماخذه السرير بالعرض...
نار شبت براسها : مشيعل وجعه ...
قربت منها بسرعة وقهر.. مسكت رجلها المتعلقة بالهوا ... وسحبتها بقوة بتطيحها على وجهها بالأرض ... مشاعل تفاجأت من الحركة صرخت وتعلقت بطرف السرير : سويحر لا.....
قامت ترافس وسحر تسحبها.. تعلقت بقوة وصراخها واصل للسما... هالحركة سوتها سحر فيها من قبل ،، وبسببها طاحت عالارض وسببت كدمة بوجهها ما راحت الا بعد اسبوعين ..
مشاعل : لا سويحر لا تسوينها ... أبي وجهي والله اتركيني سويحر
سحر وهي تسحب بقوة :... كدمة ثانية يمكن تأدبك شوي وما تصفطيني وراك ..
مشاعل :... وربي بقوم بس اتركيني لاع...
ابيضت اطراف اصابعها من كثر ما كانت متمسكة بطرف السرير .. انهد حيلها خلاص سحر أحيانا تجيها قوة عجيبة.. واذا بغت تنتقم منها بتنتقم ....
جاهم صوت من الباب .. صوت ناعم ،،كثير ما يجذب الانتباه :... شفيكم يا رجه انتي وياها !!؟؟..
مشاعل وأحبالها الصوتية راحت فيها :... شادن بعديها عني تبي تشوه وجهي ..
قربت شادن " 21 سنة " وشعرها حول وجهها واضح انها توها صاحية :... وش مسوية هالبومة يا سحر ؟؟
سحر وهي متعلقة برجلها :... قليلة الذوق اختك كانت ناوية تصفطني وتنام...
شادن : يا هالنوم اللي صاير حبيبها الأزلي... ما نمتي بالليل مشيعل ؟
مشاعل وهي تناظرها من ورا كتفها والرجا بعيونها :... وقته أسئلتك يا غبية !!.. بعدي هالشريرة عني ...
تركتها سحر وطاحت رجلها عالأرض .. وعلى طول زحفت ترجع لمكانها عالسرير ...
سحر :..... آخر مرة تسوينها فيني مشيعل..
مشاعل : وجع لو طايحه على وجهي كان مليت وجهك ذا بكسات..
شادن : ههه هالكاراتيه ما جاب لنا خير..
مشاعل : ايه يا عمري ما تعلمت كاراتيه عالفاضي... الزمن هذا مافيه خير... والبنت اللي ما تقدر تدافع عن نفسها بهالوقت لا تطلع من بيتها ..
سحر :... خلاص بنتظرك تحت .. مشيعل لا تطولين ولا برجع لبيتنا
مشاعل بنظرة حاقدة :.. اف طيب خلاص انزلي مع الآنسة هذي وانا آخذ دش وانزل..
طلعوا من الغرفة وشادن تضحك : دقيقة بس اغير بجامتي واطلع لك ..
غيرت ملابسها ونزلت مع سحر عالمطبخ عشان تسوي لها كوفي ..
شادن : تبين يا حلوتنا قهوة ..
سحر وهي جالسة على كرسي بالمطبخ : ... من يدك أكيد ..
عقب من انتهوا طلعوا للصالة .. شادن راحت تدور على جريدة اليوم بس ما لقتها بمكانها المعتاد ..
شادن بضيق : اف لا تقولين ان الجريدة ما وصلت !!..
استغربت سحر ولمحتها جنب التلفزيون : شوفيها مو هذي ..
خذتها ومدتها لشادن .. اللي خذتها براحة وهي تطالع الصفحة الأولى ..
سحر : نطلع بالحديقة ؟؟
شادن وهي تتأبط الجريدة ، والكوب الساخن بيدها : يلله ...
طلعوا وجلسوا عالعشب الأخضر المحصود .. فارق السن بينهم سنة وشادن في سنتها قبل الاخيرة بالجامعه .. بس شخصية حلوة تجذب الكل .. مرحة ، ضحوكة ، بس أكثر ركادة من اختها مشاعل..
أول ما جلسوا مباشرة حطت شادن الكوب جنبها ، وفرشت الجريدة عالعشب وبدت تقلب الصفحات بتركيز شديد ..
تذكرت سحر كلام مشاعل... فعلا اهتمام غريب ،، وحدة مثلها ممكن تتصفح الجريدة بسرعة ، لكن تركيزها هذا غريب...
مرت ربع ساعة وهي على حالها من غير كلمة وحدة..
سحر بقهر : انتي واختك تقهرون ... الحين منزلتني عشان اتفرج على حضرتك ..
رفعت شادن عينها لها .. وضحكت : ههه يا عمري مو قصدي والله .. بس في شي قاعدة أدوره ... اسفة ..
قفلت الجريدة بابتسامة .. بس سحر لاحظت ضيق غريب مخفي ورا هالعيون ... وش فيها شادن !! ليش متضايقة ..
سحر : وش فيك ؟؟.. زعلتي من كلامي ؟
شادن : ولا زعلت ولا شي ... من قال اني متضايقة اصلا ..
سحر : ما اعرف أفهم لكم انتم ...
شادن بمرح يخلي الواحد ينجبر تتعلق عيونه فيها : ... وش رايك ... نطب انا وياك الحين بالمسبح ... في بالي أسبح من كم يوم .. بس مشاعل مطنشتني وما احب اسبح لحالي ..
سحر مباشرة شب وجهها واحمرّ بصمت وهي تتذكر ... شادن ما استوعبت هالتغير الا بعد لحظات .. وماتت ضحك بدورها ...
شادن : للحين تذكرينه ؟؟؟
سحر باحراج : ماني سابحه .. للحين ما نسيت اللي صار مع اخوك الحقير آخر مرة !!
شادن : ههه..
سحر : ايه اضحكي وش عليك مين اللي أكل الاحراج أكيد أنا ...
شادن : ههه عادي وسعي صدرك ... هالمواقف ملح الحياة..
سحر : ملح الحياة هاه ...!!.. عقبال ما تطيحين بهالموقف يوم آآآآمين يارب .. ومع واحد يحرجك مثل ما أحرجني اخوك !!
شادن : وجع لا تدعين علي .. مو ذنبي ان محمد هو اخوي ويحرج الواحد ..
سحر بقهر : ما أدري مين اللي قاله روح اسبح في المسبح مع انكم دارين اني كنت هناك اسبح بنفس الوقت ..
شادن : والله موأنا..ههه يمكن مشاعل... حتى مشاعل مالها ذنب هي ما كانت تدري اني انا وياك كنا نسبح ...
سحر : انا للحين مو فاهمه .. هو أنا وانتي متشابهين لهالحد يوم انه ما يفرق بيني وبينك ..
شادن : ههه اعذريه كان جاي متحمس يبي فيني مقلب .. وجا المقلب فيك ..
سحر : الله لا يعيده من مقلب !!
شادن : عاد انسي السالفة .. من خمس سنين انسيها..
هالمقلب من أكره المواقف بالنسبة ل سحر مع محمد ... لا واللي يقهر ان الموقف هذا بالذات على الرغم انه محرج لأي بنت ، الا أنه ما أثر عليه ولو شوي .. مر عليه مرور الكرام ،، أما هي ما تنساها طلعت من المسبح تركض وهي تبكي مثل الطفلة الخايفة ... تركض تدور على شادن اللي تركتها من دقايق تجيب لها منشفة ... وشافتها وهي جايه من بعيد ، ركضت لحضنها تصيح ... بنفس الوقت كانت تسمع ضحك محمد من وراها على غرابة الموقف ...
سحر بقهر : انا كنت اصيح وهو من وراي يضحك .. بالله مو شي يقهر .. بدل لا يقول آسف يضحك كأن الموقف عاجبه ..
شادن : هو ما كان يضحك عليك كان يضحك على نفسه .. ما يدري شلون ما انتبه انك سحر مو شادن .. اعتذر منك نسيتي ؟؟
سحر : عقب ايش عقب ما بغيت اموت من الخوف والخرعه !!
شادن : ههه من خمس سنين هالمقلب انسيه ترا ما يسوى والله ...
تنهدت سحر .. خمس سنين !!.. 5 سنين بس للحين تتذكر ضحكته العالية يوم كانت تركض وهي تبكي مثل الأطفال ... ابتسمت غصب عنها ونزلت راسها .. لاحظتها شادن وكل اللي سوته رفعت عيونها للسما الزرقا وهي تحضن الكوب بين يديها ..
بذاك الموقف .. كل اللي صار ان سحر كانت واقفة على حافة المسبح بعد ما انتهت سباحة هي وشادن .. توها مخلصة وكانت بس تنتظر شادن اللي راحت داخل تجيب لها منشفة .. وعلى حسب علمها ان ولا واحد من عيال عمها لا محمد ولا بندر موجودين بهالوقت ... فخذت راحتها ووقفت على حافة المسبح تشوف انعكاس صورتها على صفحة الموية ... ما حست بالشخص اللي قاعد يتقرب منها بهدوء وخفة الثعالب !!... ولأنها صدقت انها تشبه شادن من ورا .. خصوصا ان شعرها كان مبلل والموية محت معالمه... هذا غير الطول اللي كان متقارب ! كل هذا ما لاحظه محمد وهو يقرب من سحر وهو متأكد ان هذي اخته " شادن" اللي ما تعرف سباحة ..
حط يديه بخفة على كتوفها .. شهقت سحر وبأقل من جزء بالثانية كانت تحس نفسها بالهواا طايرة ومن بعدها تحت الموية.. من الخرعة حست نفسها تغرق رغم انها سبااحة ماهرة .. طلعت راسها وهي تسمع ضحكه المتواصل وكلامه : ... تبين أجي اساعدك ؟؟
سحر مو مستوعبة الموقف.. هالخبل المجنون وش قاعد يسوي... طلعت راسها وهي تشهق وتكح : يالحقير !!!
اختفى ضحكه بثانية وانقلب وجهه لصدمة ... شافها تعوم بمهارة وهي تناظره مصدومة بس عيونها بدت تلمع بدموع خوف ...
قال بهمس هي ما سمعته : آ...آسف !!
بهالوقت كانت هي تطلع الحافة وهي تشهق من البكي اما هو كان صدق مصدوم شلون ما عرفها ... ويوم بدت تركض بأقصى قوتها .. سمعت ضحكته تتفجر من وراها وتخترق صمته ....
عقب عرفت من شادن ، ان محمد كان ناوي يسوي هالمقلب فيها بما انها رافضه تتعلم السباحة .. وكانت نيته انه يرميها بالموية ويساعدها مباشرة ... كل نيته كانت انه يلعب بأعصاب شادن لثواني ..
بس من رداة الحظ جت في سحر..
×..×..×..×..×..×..

الشامخه رغم الانهزام
الشامخه رغم الانهزام
باليوم الثاني ... طلع تركي من فلته الكبيرة نوعا ما ..وركب سيارته المميزة بلونها وشكلها ،..وقبل لا يحركها طلع من جيبه شيك وتأمله لثواني ... ابتسم بسخرية وصفطه ورجعه مرة ثانية لجيبه ..
حرك السيارة راجع لنفس الحي الفقير اللي دخله قبل يومين .. ذاك الحي الموجود فيه العم ابو سالم.. ذاك العالم الغريب اللي كان في يوم من الايام على قرب خطوات منه... لكن ربه كان بعونهم وقدروا يعدلون حياتهم ولو انها ما رجعت تماما مثل أول...
هالمرة دخل بالسيارة داخل الحي ،، ووقفها قبال باب البقالة الصغير ... نزل منها وراح بيدخل البقالة .. بس قابلته نفس البنت الصغيرة طالعه وبيدها كيسة خبز ... ارتاعت في البداية من هيئته.. اليوم كان شكله اكثر زهو وأقوى حضور من يومين .. ناظرت سيارته الفارهه ورجعت له !!..
البنت بحدة ما تخلو من اسلوب الأطفال : ... اف انت مرة ثانية ؟!.. وش تبي لا يكون المكان عجبك !..
ناظرها بقرف .. نفس الأخلاق ما تغيرت .. العجيب انها صغيرة من وين تعلمت كل هذا !!
رد عليها ببرود وهو يكمل طريقه :.... عاجبني ولو عندك مشكلة علميني ..
البنت ويد على خصرها واليد الثانية ضامة فيها الكيس : اكيد عندي مشكلة ... وبعدين ليش مدخل سيارتك الغبية هذي هنا ولا كل هذا فشخرة !!.. من كبر الشارع !
لاه وصلت معه خلاص .. هو حده منعفس مزاجه ومطنقر تجي هذي تكمل عليه .. صد لها وقرب منها لين صار قبالها مباشرة وفارق الطول واضح : ... اسمعي عاد يا بنت ابوك .. قسم بربي لو ما تختفين عن عيني الحين لأعلقك برقبتك على هالباب يتفرج عليك الرايح والجاي...
تراجعت خوف من نظراته .. سمعوا صوت من داخل البقالة : ... ميين !!... تركي ؟
خزها بنظرة ودخل البقالة .. أما هي انحاشت لبيتهم ..
دخل البقالة وهو يسب ويلعن فيها .. ناظره ابو سالم مستغرب : حياك يا ولدي شفيك ؟؟
تركي : .. أنا لو أعرف وين بيت هالبزر أحلف بربي لأروح وأربيها بنفسي...
ابو سالم وهو معقد حواجبه : مين ؟!... سارة ؟
تركي : مادري عنها قلعتها قلعة ابليس .. ما دريت ان فيه بزران مثلها..
ابو سالم ابتسم بحنية : .. لا تشره عليها يا ولدي .. إذا ابوها مأذي خلق الله ما تبي البنت تطلع عليه... احمد ربك وانا ابوك ،،..الفقر المفروض يطهر نفس الواحد .. لكن اللي بعيد عن ربه لا تشره عليه وابوها ما زاده فقر الا الحرام ..
تركي خذ نفس... وهدأ شوي : ..ما يهم !!..... أهم شي فكرت في الكلام اللي قلته لك ؟
ارتبك ابو سالم .. وكأن الكلام اللي قاله له تركي قبل يومين مو داخل مزاجه : ... مصر على هالشي يا ولدي؟؟؟
تركي بنظرة مالها مثيل كلها تصميم .. عزم .. شر... كل المعاني الغريبة مجتمعة : ايه مصر ... ولازم تساعدني مالي غيرك ... لو تبي ترد كل الجمايل اللي سواها لك ابوي لازم تساعدني الحين ..
ابو سالم : يا ولدي وش تبي من هالشغلة .. انت ربي منعم عليك وش تبي من هاللي بتسويه ..
تركي : شوف عااد انا فيك ولا بلياك رايح هناك رايح ..بس سهّل الوضع علي وتعال ..
جلس ابو سالم عالكرسي المهترئ ورا طاولة المحاسبة وهو يتنهد.. له ليلتين يفكر باللي اقترحه عليه تركي.. ما يدري وش ناوي من هذا كله وخايف عليه بنفس الوقت ..
فجأة شاف تركي يطلع ورقة شيك من جيبه ويحطها قدامه : انت مو قلت لي ان عليك ديون ؟!... 15 ألف ولا أنا غلطان ؟!
ابو سالم بتردد : يا ولدي انا مابي منك ولا ريال... انا خايف عليك من أفكارك هذي !!
تركي تنهد.. وبصوت مخنوق تمتم : عمي !!... داخل على الله ثم عليك ... ارحم حال ابوي المقهور تكفى .. ما يكفيه المرض هد حيله من 12 سنة ..
هز ابو سالم راسه .. واستسلم :... خلاص يا ولدي ... اللي تبيه بسويه ..
تركي : وهذي ال 15 الف .. تقدر تسدد فيها ديونك ..
ابو سالم : لا وانا ابوك مابي منك شي...
تركي : لا يا عمي لازم تاخذه .. سهل امورك فيها..
بتردد واضح مد ابو سالم يده وخذ الورقة الصغيرة .. وهو يستغفر ربه .. أما تركي ابتسم بينه وبين نفسه ... ودع العم ابو سالم على اساس يلتقون بموعد يتفقون عليه ..
ركب سيارته من جديد وطلع من الحي وهو يبتسم .. ما يدري.. على نفسه .. ولا على الدنيا .. ولا على ابوه اللي غدرت الدنيا فيه بسبب طيبته وصدقه وثقته بالناس من حوله !.
اللي بعمره الحين يا انه تزوج وفتح له بيت.. ولا معه شهادة الماجستير هذا اذا ما كانت دكتوراه ... هو اللي عمره 27 سنة الحين قرر يخالف هالقاعدة ويتخذ اسلوب جديد لحياته ... وهدف جديد .. مارح يرتاح الا لما يوصله !!
×..×..×..×..×..×..
بعد يومين .. دخلت سحر البيت راجعه من الجامعة .. طلعت فوق وهي تلوح بالشنطة بيدها بشكل دائري وتدندن ... شافت باب مكتبة ابوها مفتوحة استغربت .. المكتبة المهجورة من فترة طويلة واللي دوم مقفلة.. الغرفة اللي وقف ابوها عن استخدامها وصار يستخدم غرفة مكتب ثانية بس لملفاته واوراق شغله .. راحت تشوف وشو الموضوع ، شافت امها داخل الغرفة وكراتين وكتب قديمة لأبوها منثورة بأرضية المكتبة الواسعة ... والغبار تغطي معظم الكتب والأوراق !!
لطالما تمنت سحر تدخل هالغرفة وتقضي فيها جزء من وقتها لو تجلس بس تتصفح وتقرأ.. بس لأنها مكتبة خاصة لأبوها من زمان وتحتوي على كتب ومجلدات قديمة كان ممنوع عليها انها تدخلها هي أو احد من اخوانها .. تحس هالمكتبة عالم لحاله ودها مرة تقضي لو ساعة داخلها وخصوصا ان كثرة وقت الفراغ بيقتلها ..
دقت الباب بهدوء بأصبع من أصابعها .. انتبهت لها امها اللي كانت ترتب واحد من الكراتين وتدخل مجموعة من الكتب داخله..
سحر : يمه وش هالحوسة ؟؟
ام خالد : .. المكتبة فيها اشياء ما نحتاج لها قلت أرتبها ؟
سحر : طيب وليش جالسه لحالك ؟.. ليش ما قلتي لوحدة من الخدامات يساعدونك ؟
ام خالد :.. ابوك محرصني وهالغرفة فيها كثير اشياء تهمه .. قلت اسويها لحالي لأن الخدامة أخاف ترمي شي ..
سحر : تبين اساعدك ؟؟؟
ام خالد : على راحتك ... بس بيطلع صعب عليك كلها اشياء واوراق وكتب ما بتفهمين لها ..
سحر بغرور : وش يعني ؟؟؟؟؟؟؟... انا سحور ... وبعدين واحنا صغار كنتوا مانعيني انا وخالد ندخلها .. فرصة أكتشف انتوا وش مخبين عنا ..
ضحكت ام خالد على ظنون بنتها : ههه يالشيطانة وان شالله طول محنا مانعينكم كنتي تفكرين ان فيها سر؟؟ !!!.. لا تخافين مو مخبين شي ولا فيه أسرار... بس لأنكم كنتم صغار وانتي تعرفين ابوك أهم شي عنده شغله وأوراقه وكتبه ... وكان خايف تحوسون الغرفة عليه فمنعكم وقفلها مرة وحدة عشان يتطمن ما تخربون شي ..
سحر : قفلها وصارت مقفولة دوم ... وفتح له مكتب جنب غرفته ونساها..
ام خالد وهي تبتسم وترجع للكرتون وتنظيمه : ما نساها بس مثل ما قلتي شغله صار بالمكتب .. وهالمكتبة ما يدخلها الا اذا احتاج شي من اشياءه وكتبه القديمة ..
سحر وهي تهرول للباب : طيب بروح اغير ملابسي وألبس شي مريح واجي أفزع .. فيني طاقة للشغل
ام خالد بابتسامة : ورينا همتك ..
راحت سحر للغرفة .. ومن الهبال اللي نط عليها اليوم ... ربطت شعرها على قسمين ( قرنين ^_^ ) وربطت بندانة على راسها ترفع بها الخصل اللي ممكن تطيح على وجهها.. ولبست بنطلون أبيض قديم عندها مع تي شيرت اصفر وقفازات تحمي يدينها خ ...
كان شكلها تحفة مع تسريحة الشعر طلعت كأنها طفلة كبيرة... وقفت عند باب غرفة المكتبة والمكنسة بيدها :... ايام ريدي !! ( أنا جاهزة )
رفعت امها عيونها وشافت شكل بنتها ... وين الأناقة !! : ههه وش ناوية عليه..
سحر :... ههه لوك خاص للشغل والغبار...
تأملت رفوف المكتبة الواسعة .. يوه يبي لها شغل ايام على بال ما ينتهون منها.. كتب من كل الأنواع .. علمية ثقافية اقتصادية وغيرهاا ... قررت تخلي الرفوف العالية بالأخير ... وبدت تكنس الأرضية أول شي ..،، ومسرع ما تعبت .. بعد نص ساعة من الكنس بدا حيلها ينهد ... لاحظتها امها :... ما أمدانا نتعب يا سحر !!
رفعت سحر راسها بعزيمة :... لا لا من قال اني تعبت .. بس باخذ راحة شوي..
امها : مازال قدامك شغل واجد ..
سحر وهي ترفع عيونها للرفوف المليانة كتب .. شكلها مهيب : أقول ماذر !!.. نقدر نخلص هذا اليوم ...؟
امها بنبرة ماكرة :... مع وحدة مثلك ما أظن .. يبي لنا أسبوع عالأقل ..
فتحت عيونها كأنها سبة :... ليش وش فيني أنا ؟!
امها :.. تشتغلين على أقل من مهلك .. لو اشتغل لحالي اكيد بنتهي أسرع..
انقهرت سحر.. ليش دايم يقللون من امكانياتها ويقولون عنها دلوعة ما تنفع :.... وش ذا الكلام .. طبعا أقدر اخلص الشغل...
امها :... هذاك بعد نص ساعة من الكنس قلتي تعبت .. هذا وكلها مكنسة تحركينها يمين ويسار !!
رمت سحر المكنسة وتخوصرت باصرار :.. كأن هذا تحدي يا ام خالد !... وانتي تعرفين ماحب أحد يتحداني..
امها وهي تفتح كرتون جديد وتدخل فيه كومة كتب ثانية :... مو تحدي بس انا اعرفك خبز يديني ...
سحر فكرت بسرعة خارقة وقررت بلحظتها.. قرار متهور مثل عادتها متسرعة بقراراتها :.. طيب يا ام خالد ... خلي الشغل علي كله ونشوف مين يكسب التحدي..
امها : اتركك على راحتك عشان يكسر ابوك راسك !!!
سحر بقهر :... ليش مستصغريني ؟!!!... انا اعرف واذا احتجت شي بسألك.. وبعدين ابوي ما يقدر علي ، وغير هذا هو مسافر.. ومو راجع الا بكرة ..
امها : ههه يعني اخليك لحالك ..
سحر : ايه .. خليني وانا بخلص الشغل كامل وبتشوفينه عشرة على عشرة ... وخلال يومين بخلصه بدل الأسبوع اللي مستكثرينه !
عقب ما انتهت ام خالد من الكرتون قامت واقفة :... بخليك على راحتك.. نشوف تقدرين تخلصين هذا لحالك ولا ...
سحر :... يمه تراني مو بيان تكلميني بهالأسلوب .. وتعامليني كأني ماعرف شي ..
امها : ههه ولا تزعلين يمه ... تبين تتحملين الشغل كامل تحمليه .. يعني ما اتدخل ؟!
سحر : لا لا تدخلين .. انا بمشي الأمور كلها على طريقتي ..
امها وهي تمشي طالعه :.. خلاص اجل المكتبة تحت يدك الحين... انا اعرف انك ذكية وتفهمين وتقدرين تتصرفين
ابتسمت سحر :... أدري مو شي جديد..
امها وهي طالعه : ههه ورينا همتك ... انا بروح أرتاح ..
سحر وهي تمسك المكنسة من جديد.. وبربششة : ..تيك يور تايم ..
وقفت تتأمل الحوسة والغبار اللي بكل مكان .. تحتاج لهمة كبيرة لازم تغير نظرتهم وخاصة نظرة الدكتور.. لازم تعلمه انها مو دلوعة وبس .. لازم تعلمه انها دلوعة بس يعتمد عليها ..
كانت تعبانة لأنها قايمة من الصبح .. كنست نص المكتبة وعقبها وقفت وقررت تكمل بكرة .. الموضوع مو كنس ومسح غبار وبس... الموضوع حتى بهالكتب الكثيرة اللي يبي لها راس صاحي !
طلعت من المكتبة على الساعة 9 بالليل وحالتها صعبة .. شعرها مشعث والغبار سبب لها حالة من العطاس .. شكلها صدق وهقت نفسها .. شلون بتخلص هذا كله لازم تلقى من يساعدها ..
وهي رايحة لغرفتها بتغير ملابسها ،، شافت خالد يطلع الدرج وهو ماسك البالطو الأبيض على كتفه .. أول ما طاحت عيونه عليها وعلى شكلها مات ضحك : ههه جنية !!
ناظرته بطرف عينها بصمت من غير لا ترد ..
خالد : ههه من وين طلعتي ؟!... وش هالتسريحة الغريبة .. وش صاير انهبلتي ؟!
سحر وهي داخله غرفتها :... مالك شغل.. فيني ...
خالد :.... ليش شعرك صاير أبيض ؟!
سحر تستهبل :.. لوك جديد ... مو حلو ؟!
خالد :... صايره تروعين ..
سحر :... أحلى من وجهك النكدي ..
فتح عيونه : .. أنا وجهي نكدي !
سحر : ... ايه ... صايرة هواية عندك انك ترفع ضغطي... ( وهي تمسك وكرة الباب ).. تبي شي باخذ دش وبنام ..
خالد وهو يقلد حركة عيونها ورموشها :... لا مابي شي... عساك تنفعين نفسك بالأول ..
سحر سكرت الباب بصمت من غير لا ترد :... أوريك قريب بعلمك اني أحسن منك ..... يالدب !!
قبل لا تنام دقت على مشاعل.. بس ما ردت عليها !! أف هالبومة هذي متى بتتعدل ؟!..
دخلت الحمام تاخذ دش ،،... قبل لا تنام وتفكر وش بتسوي بكرة..
من بكرة وهي طالعه من الجامعة مرت على بيت عمها ودقت على مشاعل ..
مشاعل كانت توها بتستعد للنوم لأنها بدورها تعبانة وتوها جاية من الجامعة : الوو هلا سحور..
سحر : مشاعل اطلعي انا عند بابكم ..
مشاعل استغربت : أطلع وين اروح !!.. وين بتاخذيني ..؟
سحر : تعالي أبيك في شي في بيتنا ..
مشاعل : هذا وقته في القوايل سويحر !!... خليها بالليل ..
سحر : مافي بالليل .. الحين انزلي كلمي خالتي وتعالي أبيك بشي ضروري..
مشاعل : علميني أول وش عندك ..
سحر ما علمتها لأنها عارفه لو بتقولها بتسكر الخط بوجهها... تعرفها مشاعل كسولة وخصوصا هالوقت : مسويه لك مفاجئة خاصة ..
استانست مشاعل ينلعب عليها بسهولة أحيانا :... أي نوع من المفاجئات ؟!
سحر : أحلى مفاجئة لأحلى مشاعل بالسعودية ... شي يحبه قلبك ..
فزت مشاعل من السرير وقعدت بعد ما كانت منسدحة :... يا ويلي لا تقولين خالد ..!!
هزت سحر راسها ساخرة .. وقررت تستخدم اسم اخوها ، يعتبر سلاح فعال مع مشاعل : ... خالد جزء من المفاجئة !..
مشاعل بوناسة :... مع اني أحس ان فيه إن بالموضوع .. بس ما دام دكتور حياتي في السالفة أكيد بجي .. دقايق بس اروح اقول لشادن تقول لأمي واجي لك.. خمس دقايق..
سحر : أووكي... خمس دقايق مو أكثر.. انا تحت بالسيارة..
بعد دقايق طلعت مشاعل وركبت السيارة وهي مبسوطة ، لها فترة ما راحت لبيت عمها وما شافت ذاك الوجه .. الوجه الجاد بس الحلو ..!!
أول ما وصلوا طلعتها سحر لغرفتها .. ورمت عليها ملابس تنفع للشغل .. مشاعل بلمت وهي تناظر :... وش ذا الملابس ؟!
سحر وهي ماخذه ملابسها للحمام بتغير : البسيها... بسرعة من غير أسئلة ..
ودخلت الحمام وضربت بالباب .. ومشاعل بدت تفوور وش عندها هذي ليش جايبتني هنا !!.. والله لو ما يكوون فيها خالد لأعفس عليها الدنيا ..
لبست البنطلون الأسود والتي شيرت الملوون ألوان فاقعه .. وناظرت نفسها بالمراية كأنها مهرج مع هالألوان اللي مو من ستايلها أبد ... طلعت سحر من الحمام بنفس ستايل أمس .. شعرها مربوط قرنين وبندانة تلف راسها..
مشاعل من شافتها ماتت ضحك ... طالعتها سحر باستغراب :.. لهالدرجة شكلي يضحك .. كل من شافني قام يضحك ليش ؟!!
مشاعل :... مع احترامي يا سحر بس شكلك .............. ( مالقت كلمة وكملت ضحك )
سحر : والله اني حلوة بس محد يقدر... خذي هذي اربطي بها راسك ..
ناظرت مشاعل البندانة اللي مدتها لها .. خذتها وربطتها وهي تقول : مع ان شعري قصير بس بلبسها عشان يكمل الستايل ..
شعر مشاعل قصير يشبه البوي لكنه أطول بشوي ... وهذا ستايل دايم خاص فيها يميزها ..
سحر : تعالي معي..
طلعوا من الغرفة ودخلوا المكتبة ... مشاعل من شافت العفسة والحوسة شهقت : سويحر وش ناوية عليه !!..
سحر بطرف عينها بابتسامة شقية :... محتاجة مساعدتك ..
مشاعل : تستهبلين علي ولا تستهبلين !!... لا تقولين انك جايبتني هنا عشان هذا..
سحر : بالضبط ..!!
مشاعل بقهر تربعت عالأرض وتكتفت باعتراض :... ماني مشتغلة ماني شغالتك جايبتني هنا عشان الرعب هذا ..!!
سحر : ههه رعب !!
مشاعل وهي تطالع فوق ويمين ويسار .. المكتبة كبيرة وش ناويه عليه هذي الخبلة :... وبعدين وش طاري عليك من متى انتي تتكرمين وتقدمين هالنوع من الخدمات ؟
سحر :.. هالمرة غير ... هالغرفة هذي من زماان ودي أدخلها واليوم جتني الفرصة .. هذا غير اني فاضيه ما عندي شغل اسويه قلت اشغل نفسي هاليومين اضيع وقتي بهالمكان ..
مشاعل : وليش مدخلتني بخططك الغبية هذي ..؟
سحر :.. أبي أخلص هالشغل بيومين او بالكثير ثلاث اربع ايام... أبي أعلم خالد منهي سحر !
فزت مشاعل : ..وش دخل خالد ؟!
سحر : يعني ما تدرين انه معتبرني طفلة ما تقدر تنفع نفسها وغيرها بشي ... قلت فرصة اتحداه.. خله يعرف مو الدكاترة هم اللي يقدرون يصيرون شي بالدنيا ...
مشاعل غمضت عيونها وهي تبتسم :... كلامه درر درر هالدكتور ..
سحر بشرانية وقهر :... انتي معي ولا معه ؟!!!!!
مشاعل :.... طبعا معه وللأبد...
سحر : أمحق فزعة ... قومي هزي طولك اشوف وخذي المكنسة واكنسي ذاك المكان .. وانا بكنس هذا ..
قامت مشاعل تتحلطم ، لو رفضت سحر مو مخليتها .. خذت المكنسة وجرتها بكسل على الأرض ..
سحر نفخت : شدي حيلك يالبومة ..
مشاعل بعصبية : ... بتنطمين ولا أعطيك بوكس معتبر يسكتك ..
ضحكت سحر بينها وبين نفسها ... فرصة ترد الدين لمشاعل.. فرصة اليوم تجننها مثل ماهي كل يوم مطلعه الشيب براسها بلا مبالاتها !!..
:×:×:×:×:×:×:×:×:×:×:
بهذاك الحي الفقير .. وقفت سيارة تركي قدام البقالة وضرب بوري لأبو سالم .. طلع ابو سالم الكبير بالسن وقفل بقالته .. ركب سيارة تركي وهي يسلم : السلام عليكم يا ولدي ..
تركي وهو يدق بأصابعه على الدركسون بشكل يبين انه متوتر : وعليكم السلام..
عقب ما سكر الباب حرك السيارة طالع من الحي ..
ابو سالم : للحين مصر عاللي تبيه يا ولدي ... للحين تبي تقابله وانا ابوك ؟
تركي بنبرة جامدة :... ضروري أقابله .. وكان لازم هالخطوة أسويها من زمان ...
ابو سالم هز راسه :... ما تبي تقولي ليش تبي تسوي كل هذا .. علمني وانا ابوك ..
تركي بنبرة جامدة وهو يطالع بالمراية الجانبية للسيارة : ... الأحسن لك انك ما تدري عن شي...
هز ابو سالم راسه ... تركي متغير !!.. مو تركي اللي قبل ثلاث اربع سنين... من رجع من سفرته وهو متغير بشكل جذري ...
ابو سالم حب يقطع الصمت بينهم يوم طال :... شخباره ابوك يا ولدي ؟؟.. من زمان ما شفته ..
تركي بنفس الجمود : ... على حاله مثل ماهو .... بس اللي يريح ان حالته استقرت عقب ما دخل المستشفى قبل كم يوم..
ابو سالم : الحمدلله ... والحين طلع للبيت ؟
تركي :... ايه طلع أمس ..
ابو سالم : الحمدلله ...
عقب ثلث ساعة صاروا قريب من المكان اللي يبونه .. التفت ابو سالم له :... ما قلت لي يا ولدي ليش تبي تقابله هو بالذات ؟!
تركي :........................
مارد عليه .. وابو سالم هز راسه .. صاير ما ينفهم له ..
وصلوا لبناية أنيقة من 6 طوابق تقريبا ... دخل تركي مواقف السيارات ووقف سيارته في باركنغ خالي .. فجأة قبل لا ينزلون ،، رفع تركي يده لشعره المرتب بأناقة .. وعفسه وحاسه بحركات سريعة غيرت من هيئته العامة ... فتح الأزرار الأمامية لقميصه بحيث يطلع شكله أقل أناقة .. وبعدها فتح الدرج اللي جنبه وطلع علكة وأكلها.. وصار يمضغها بطريقة فوضوية ...
وأبو سالم يراقبه بصمت ،،،..
عقب ما ألقى تركي نظرة أخيرة على شكله بالمراية ،، ابتسم برضى ابتسامة غريبة ! والتفت لأبو سالم :... تفضل عمي أنزل ..
يتبع <---
ما زلنا للحين في خضم التعريف بالشخصيات ،، لكننا بنفس الوقت على مشارف بداية الأحداث الحقيقية من ( لا تبكي )

الشامخه رغم الانهزام
الشامخه رغم الانهزام
على الصبح الساعة 9 صحت سحر كالعادة عشان الجامعة .. عقب ما خذت دش ولبست واستعدت دخلت عليها بيان وعروسة من عرايسها بين يديها ...
سحر وهي تربط شعرها فوق ذيل الحصان وترتب قصتها على جبينها واللي معطيتها رونق خاص : ..هلا بيونة صباح الخير...
راحت بيان ونطت على سرير سحر وجلست فيه :... بتروحين ؟؟
سحر : ايه بروح الجامعة .. ودك تجين معي..؟
بيان :...مابي أشوف مشاعل ..
سحر : ههه بيونة مشاعل تمزح معك عشانها تحبك..
بيان : تقهررني...
قربت سحر من اختها الصغيرة الحلوة ومدت يدها : تعالي ننزل ... ناكل ..
بيان :... وخالد ما يكلمني ليش؟؟
سحر استغربت : ما يكلمك ؟.. ليش ؟؟
بيان :.. ما ادري بس يروح وهو شايل هذاك الأبيض ويرجع وهو شايل هذاك الأبيض.. ما يجلس ما يلعب معي ...
سحر ابتسمت بحب لهالصغيرة البريئة :... حبي بيونه خالد دكتور .. والدكتور لازم يروح المستشفى كل يوم ..خلينا ننزل نفطر انا وياك ..
نطت بيان قدامها بنشاط وركضت للباب .. وسحر شالت شنطتها وعبايتها ولحقت اختها ... نزلوا الدرج وهم يتحارشون ويضحكون..
سمعت سحر صوت ابوها بالصالة يكلم أحد .. وبيان من سمعت صوته ركضت بفرح قدام سحر : بابا....
دخلت سحر وهي تبتسم وتسمع ابوها يرحب في بيان : هلاا بروح أبوهاا ...
ما كانت تدري بالشخص الثاني اللي جالس بالصالة عند ابوها .. جمدت خطواتها بعد ما التقت عيونهم للحظة ومرت ثانية ونظراتهم متعلقة ببعض ..
بان عليها التغيير وهمست من غير شعور بارتباك : .. محمد ..!!
ناظرها للحظة ونزل عينه عنها ،، و تراجعت لورا بسرعة وهي تشد قبضتها على حزام شنطتها ... نظراته لها غريبة دايم تخلق شعور ونفضة بأوصالها ... ليش نظرته دايم كذا لها ... ياليت يفصح ويريحني..
سمعت صوت ابوها يوقضها من سرحانها :.. سحر عمري محمد ولد عمك عندي ...
همست تكلم نفسها :.. أدري .......ليش دايم تأثر فيني يا محمد ..!!
راحت لغرفة الطعام وحطت اغراضها على وحدة من الكراسي وهي تتنهد بتعب... دايم شوفته تخلق فيها تعب غريب .. وهدة حيل غريبة ..
جلست على وحدة من الكراسي الخالية وتفكيرها كله هناك بالصالة عنده... كل يوم نظراته تزداد غرابة ، مو لاقيه تفسير،،
بدت تاكل وطلت عليها بيان وهي تجلس بكرسي جنبها .. ابتسمت لها سحر :... تبين اسوي لك ساندويتش..؟
بيان بدلال :... أبي مربى ...
ضحكت سحر : ههه ابشري يا ام مربى ... كل يوم مربي ما ودك تغيرين..
بيان :... لا أبي مربى أحب المربى...
خذت سحر توست محمص ودهنت فيه المربى اللي تعشقه بيان وخذت توست ثاني وغطته .. ومدته لها :... سمي بالله وكلي....
صبت لها حليب وحطته قدام بيان ،، وبدت هي تاكل فطورها المعتاد وهي تسمع سوالف اختها الصغيرة اللي ما تنتهي ..
يوم قربت تنتهي دخل ابوها عليهم وهو يبتسم :.... صباح الخير..
سحر وهي ترد الابتسامة :.. صباح النور.... ( شافته ياخذ كوب قهوته المعتاد وهو واقف شكله بيمشي .. وسألته ).. محمد ولد عمي طلع ؟؟؟
ابوها :... ايه سبقني للشركة ...
سحر بفضول :.. ليش جاي عندنا من الصبح ..؟
ابوها :... انا بغيته ... بشغلة بسيطة..
هزت راسها وقامت واقفة بعد ما سحبت منديل من الكرتون قدامها ومسحت يديها وفمها ... عطت اختها المشغولة بالأكل بووسة طويلة قوية فعصت فيها خدها ..
بيان بطفش :.. اف وخري...
سحر بعدت وهي تضحك :.. ههه ياربي على هالخدود ... يلله بيونة انا بروح تبين شي؟
بيان :.. أبي كتكات..
سحر : ههه معروف هالطلب ابشري وانا جاية بجيب لك معي كتكات... آوامر ثانية آنسة بيان ؟
بيان :.... لا بس كتكات ..
سحر : كويس تعرفين الذوق وما تتطلبين كثير... ( ابتسمت لأبوها ).. وانت فاذر تبي كتكات مثلها ؟؟
ابوها : ههه ما نخالف ...
سحر : ههه بجيب لك أبو ريالين خ
ابوها : لا مابي ذاك الكبير تعرفين ماحب الحلا الكثير..
سحر :.. انا كريمة وانت تستاهل ...
ابوها :.. ههه طالعه على ابوك ..
لبست سحر عبايتها بسرعة وعجلة وقبل لا تطلع تذكرت شي .. والتفتت لأبوها : .. صح نسيت اقولك شي..
ابوها وهو يشرب قهوته وواقف للحين :... خير ؟
سحر : .. محضره لك مفاجأة بتعرف اني سحورة الخطيرة .. مو أي سحر !!
ابوها :.. وش هالمفاجأة من أي نوع ؟؟
سحر :...بعدين بتشووف .. بتعرف اني خطيرة ما مثلي أحد ..خ
وطلعت بسرعة وابوها يضحك من وراها .. دعمت بأمها اللي كانت جاية بتدخل :... هاه شفيك تركضين ؟..
سحر وهي تلف الطرحة على راسها تكلمت بسررعة :... رجلك أخرني ..روحي حاسبيه .. ( وركضت بسرعة )
فتح ابوها عيونه وضحك ،، دايم هالبنت تحب تحارش ... دخلت امها غرفة الطعام وهي عارفه ان بنتها خراطة وهي اللي مأخره نفسها بنفسها ببطئها ..وأخذها للوقت على راحتها..
دخل تركي بسيارته الأقل من عادية واللي استأجرها من يومين بدل سيارته الأنيقة باركنغ السيارات الموجود بأسفل الشركة .. نزل وهو يلعب بمفتاحه بأصبعه ويغني ومزاجه هالمرة رايق على غير العادة .. اليووم بيشوف وش صار على موضوعه عقب ما جا مع ابو سالم،،
ابتسم وهو يوقف من جديد تحت البناية ويرفع راسه يناظرها من فوق لتحت... انقلبت الابتسامة الخفيفة لابتسامة غريبة ورفع حاجب واحد وهو يحك دقنه ...
وفجأة نطق يكلم نفسه بنفس الابتسامة :... بدت أيامك يا تركي !!
كمل طريقه ودخل من الباب اللي انفتح أتوماتيك .. وخطواته الواثقة تهز الأرض من تحته...
يتبع..!!

اذا فيه سؤال
طلبتكم طلبه ردوواا علي