لحظات تحت الظل

تلفح وجهيّ شمس النهار
يوماً بعد يوم ..
أحياناً كثيرة يُخيل إليّ أنها
لا تغرب عن سمائي ...
لدرجة أنني خلتها أنها ما عرفت
النصف الآخر من هذا الكوكب ...
أو كأنها لا تُريد لي الراحة أبداً ..
آآآآآآواه من حرقتها التي أدمتني
وأسرجت بداخلي آلافاً من النيران ..
توسلتُ إليها أن ترحل عني
علني أجد الراحة يوما ..!!
علني أنام وأغفوا كإغفاة طفلٍ
ما عرف من الحياة إلا نعيمها ..
وقد كان لي ما كان
فما إن حلّ النهار ساحباً أذياله الذهبية
مخلفاً وراءه ظلاماً حالكاً كسواد عينيك
حتى وجدتُ خيالي يرسل عنانه الجامح إليك
سابحاً في فضاء
الأحزان والجروح تارة
وفي فضاء الأفراح والأماني تارة أخرى
حينها بدأت ذاكرتي ترسل إشارتها
إلي تجاويف المخ للبحث في بواطن
أسراري وخفاياي التي خبتها هناك ..!!
ليتني ما طلبت من شمس النهار الرحيل ..
هل هي ذاكرتي تخونني
وها هي مقلتا عينايّ قد بداتا بذرف الدموع
الحارقة التي تُبرد لهيب قلبي المجروح
وتجبر بخاطري المكسور
ما إن يبدأ صراع الذكريات بين
قلبي وعيني ..
ما أن تنتحب الآه في خافقي
وما إن تنطلق آهات الزفرات من قلبي
وما إن يتعب صدري المكلوم ويبدأ بالنحيب
حتى تأتي نسمة هواءٍ عليلة
أبرد من رياح الصبابة والجوى
تروي عطشي وتخفف من ألمي
وتطفيء من لهيب الشوق بجوفي
أنه نسمة وعذوبة طيفٌك ......
في غرفتي الصغيرة الغارقة
في الظلام الدامس
عدا من وجود
إنارة خافته تقبع فوقي
و تتيح لي رؤية طيفك وظلك
الذي بتُ أتسامر أنا وهو يومياً
أرسم معه الأحلام والأماني ..
لأجده يطوف بي
من شرق الكون إلي غربه ..
يرحل بي من
عالم الوجع إلي عالم الفرح
من حدود اللأشي إلي كل الأشياء
لحظاتٌ من الظل
تمنيت ان تدوم وتدوم
لحظاتٌ من الظل
أعيشها وأنسجها من رؤى أيامي
التي لفحتها شمس النهار طويلاً ...
لحظات الظل
تلك أسترقها بعد
يومٍ مضنٍ من التعب الروحي والجسدي
أجدها تخفف من احزاني أحيانا ..
أُجدد فيها شباب قلبي قبل جسدي
أستعطفتها كثيراً وكثيراً
أن تدوم ..!!
فهل سيكون لي ما طلبت وتمنيت
أم أن للقدر حكمٌ آخر عليّ ..؟؟!!
\
/
\
/