- حلي مشكلتك
- هنا عزيزتي
- هل نعتبر الرجل العربي رجلا متسلطا؟
- وماذا عن تأثير تسلط زوجها على نفسيتها؟
- برأيك ما هو العلاج لتسلط الأزواج؟
- نصائح للزوج والزوجة عليهم الالتزام بها؟
هاي
زوجك متسلط
حلي مشكلتك
هنا عزيزتي
[كثيرة هي المشكلات في العلاقات الزوجية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الأسر وتدمير الأجيال، ولعل أهمها التسلط واتخاذ القرارات بصورة فردية، بعيداً عن روح المشاركة التي تقوم عليها العلاقات الزوجية، مما يؤثر سلباً على تفاصيل الحياة، ويؤدي إلى إنتاج أجيال تسير على ذات نهج التسلط.
فإن وقع نصيبك عزيزتي المرأة بين يدي رجل متسلط، يريد أن يثبت أنه على حق وأن كل ما يقوله ويفعله، وكل تصوراته وأفكاره وخيالاته هي الصواب بعينه وما دونها خطأ، فاعلمي أنك أمام رجل متسلط، عليك ترويضه؛ لتستطيعي استكمال مسيرة الحياة معه، ولكن عليك أن تعلمي أن عليك جزءا من المسؤولية في الوقوع فريسة لهذا الزوج المتسلط، بدأت مع انبهارك بالسمات الشخصية دون البحث عن رصيده من نقاط العلاقات الإنسانية والخلق والدين، لذلك دققي الاختيار، قدمي الفرص ولكن بعيداً عن التنازلات.
في السطور القادمة الأخصائية النفسية والأسرية د. سمية حبيب تنقل لنا صورة الزوج المتسلط وطرق ترويضه للنأي بالأسرة عن مشكلات قد تؤدي إلى تشرذمها،
- بدايةً د. سمية ضعينا على سمات وصفات الزوج المتسلط؟
حقيقةً أن الزوج المتسلط له سمات معينة تكمن في السيطرة على الزوجة في كل أمورها، يحرص على الاطلاع على أخص الخصوصيات، وأدق التفاصيل، سواء كانت مهمة له أو غير مهمة، فإلى أين ذهبت؟ ومع من تحدثت في السوق أو العمل وأي طعام شربت؟ ولأي الأسباب هاتفت صديقة أو أخت لها، فقط بدافع فرض السيادة والسيطرة، وقد يضيق عليها الخناق أكثر بزيارتها في المكان الذي تتواجد فيه خارج المنزل، سواء العمل أو لدى أهلها أو إحدى صديقاتها ليطمئن إلى عودتها.
وتتسم شخصيته أيضاً بعدم الثقة والشك، بالإضافة إلى التدخل في أمور الآخرين دون أن يستلزم منه الأمر ذلك، بالإضافة إلى تدخله في جميع قراراتها أو أحياناً الحجر على قراراتها كونه يعتبرها من الكماليات في حياته فقط، عليها أن تقوم بأعباء المنزل وواجبات الزوجية فقط ،وما دون ذلك فلا عليها التدخل أو تقديم الرأي أو المشورة، وقد يقوده ذلك إلى إسقاطها من حساباته عند اتخاذ القرارات المهمة في حياتهما.
هل نعتبر الرجل العربي رجلا متسلطا؟
حقيقةً لا يمكنني تعميم تلك الصفة على الرجل العربي؛ لعدم وجود إحصائيات دقيقة في هذا الأمر، ولكن أستطيع أن أقول أن الإنسان مجرد طباع يكتسبها من حياته الأسرية، ومن خلال ما نعيشه من عادات وتقاليد نجد أن المجتمعات العربية مجتمعات ذكورية، مما يفرض على الزوج أن يقوم بسلوكيات تحقق له أنه الذكر الموجود في الأسرة، فهو إذا ما أبصر أمامه فوجد قدوته أبيه متسلطا على أمه؛ فإنه سيحذو حذوه ويقلد دوره، ويقتنص أفكاره التي تؤكد على عدم احترام مشاعر أي أحد غيره، سواء في معاملته مع زوجته أو أمه أو شقيقاته.
- في ظل ما أسلفت ما هو تأثير الزوج المتسلط على حياة زوجته وعلاقاته الأسرية؟
مما لا شك فيه أن التأثير كبير، خاصة على سلوكيات الأطفال، حيث يعمدون إلى اتباع ذات السلوكيات التسلطية والتي اكتسبوها من تعامل آبائهم مع أمهاتهم، فإذا نهرته الأم عن سلوك مشين هددها بوالده الذي اعتاد أن يراه يضربها أو يهينها دونما احترام لمشاعرها الإنسانية، وبالتالي تفقد الأم سيطرتها على الأبناء، ولا تتمكن من توجيههم أو إرشادهم، ويصبح وجودها عدم في عدم وجود الأب، ولكن على الأم أن تعمل على إيجاد سلطة على الأبناء وتقربهم إليها بمختلف الوسائل، ولا تعمد إلى اتباع نفس سلطة التهديد بالأب وإلا ستكون الخاسرة الكبرى .
وماذا عن تأثير تسلط زوجها على نفسيتها؟
بالتأكيد تأثير خطير فهي لن تتوان عن إضرام الصدامات معه، وأحياناً قد يصل بها الأمر إلى انتزاع حق الفكاك والطلاق منه، حقيقة تكون تلك المرأة كمن تعيش على فوهة البركان التي من المحتمل انفجارها في أي لحظة، وأعتقد أنها إذا كانت ممارسات الزوج المتسلط عليها تنطوي على إهانة، سواء معنوية أو تعذيب جسدي بالضرب، فإنها تصبح معقدة لا تستطيع تقبل الآخرين، وتسعى إلى التخلص من الحياة المؤلمة التي تقاسيها بأي وسيلة، ولعل تلك المشاعر تنعكس على تعاملها لأطفالها، فتسقط حالة التسلط التي تتعرض لها من الزوج عليهم، مما يؤدي بهم إلى الاتجاه للسلبية بشكل كبير نتيجة وجود المشكلات، لذلك على الأزواج منذ البداية أن يضعوا خريطة للمهام والأدوار المخولة لكل منهما في مختلف الجوانب؛ ليتجنبوا الوقوع في مشاكل تؤدي إلى انهيار أسرهم.
برأيك ما هو العلاج لتسلط الأزواج؟
أول خطوات العلاج التمكن من الاختيار الصحيح للزوج، ولا تستهين في تحليل سماته الشخصية، فأحياناً قد يكون الزوج طيب القلب، لكنه لا يقبل المشاركة، منفرد بالرأي متعصب في أمور اجتماعية معينة، والتطرق إلى تعامله مع أسرته وعائلته خاصة النساء فيها الأم والشقيقات؛ لأن ذلك التعامل سينعكس بالتأكيد عليها، فإن أحسن تعامله مع أمه أو شقيقته سيفهم احتياجات زوجته أيضاً، بالإضافة إلى التأكيد من أخلاقه والتزامه والتحقق من مبادئه الدينية، فمن يتق الله ويخافه يمكنك ائتمانه على نفسك.
وعلى الزوجة المبتلاة بالزوج المتسلط أن تتعامل معه بحسب الموقف، وأن تستشعر ميوله واهتماماته وتحاول مشاركته بها، مما يجعل مجال للحوار بينهما، وأن تتحرى المواقف التي تعكر مزاجه وتعمد إلى تفاديه فيه، وعدم زيادة عصبيته؛ لأن ذلك لن يجر عليها إلا الألم، وأيضاً ألا تتنازل كثيراً تتفهمه،ولكن مع وضع حدود؛ لأن التنازلات تؤدي إلى الامتهان وكذلك تمنحه فرصة للتغيير لكي تسير بهم عجلة الحياة الأسرية على نحو الهدوء والسكينة والطمأنينة، وتعزز لديه التعامل الإيجابي.
نصائح للزوج والزوجة عليهم الالتزام بها؟
على الزوجين أن يعلما تماماً أنهما أسرة، وأنهما مراقبان من الأبناء، وأن تأثيرهما على أبنائهما في السنوات الخمس الأولى كبير جداً، إذ يحدد سمات شخصية الطفل، فإذا كانت الحياة بينهما تسودها المشكلات وعدم الاحترام؛ فإن الأطفال سيتأثرون وستنعكس المشكلات على سلوكياتهم وعلاقاتهم بالآخرين، وأن تكون الخلافات بين الأزواج بعيداً عن أعين الأطفال، وأن يكونا قدوة حسنة حتى نزرع جيلا صالحا عالما لحقوقه وواجباته، وأن يتوخيا الاختيار الصحيح، وأن يحترم كل منهما حقوق الآخر، فلا ينقصه إياه ولا يمنعه عنه وفقاً لتعاليم ديننا الكريم.