لماذا حبيبى لماذا

1. لماذا تحول فجأه نهرى الهاد ئ الى فيضان يهددنى بالغرق

كم اود فى كل مره أن أبدأ بدايه مختلفه عن هذا القيد الذى يمنعنى من الافصاح عن أشياء كثيره لكن تهرب منى الكلمات وتخون عهدها معى من أنها سوف تظهر بحقيقتها وتضيع كقطع الزجاج المبعثر الذى يقطع يدى حينما أبدأ فى لملمته برغم أننى تعلمت جيدا كل حروف الهجاء....... كما أن نفسى تحدثنى فى أذنى وتقول لا تعيدى وتزيدى حتى لا تكونى ممله فأنظر لها وأخبرها أن هناك أشياء لا تزال فى داخلى لم أفصح عنها وأخشى أن تظل سجينه فى مخبأها السرى هكذا الى الابد .......تتصارع الانفعالات أمامى وينعقد مؤتمر لإتخاذ قرار إما الافصاح أو الكتمان ولكن .............يصدر حكم نهائى من إحساسى الذى يحسم الموقف دائما بأن الكتمان أو الافصاح متساويين لأنك فى كل الاحوال أنت تعلم ما أود ان أقوله لك تماما .
الان أشعر أنى أتوه من ذاتى كطفل مفقود منذ ولادته ......كم أتمنى لو أصحو من نومى أجدنى فى زمان أخر فى مكان أخر .........كم أتمنى انى انطق معلنه الهروب من كل الإلتزامات التى حولى فلم أعد أقوى على التواجد وخارت قواى شعور كان يراودنى منذ قديم الازل ولكننى كنت أتناساه ولكنه فجأه تمرد وعاد حينما شعر أن حلمى الذى يحمل معانى كثيره لا يصدقها البشر من حولى...... بدأ يغيب عن عيونى..... فاعلن وجوده مره أخرى.
كم أتمنى لو أقاوم هذا الشعور الرهيب بالخوف من الاحكام والقرارات
لماذا تتبخر الاشياء التى أعتز بها من بين يدى مثل الهواء فأظل أبحث عنها مرات و مرات ولا أجدها لماذا كل الاحداث التى تعيدنى للحياه تصر على توديعى وكأنها رؤيا لم تتواجد أصلا
كم اتمنى لو أجد عجله الزمان تلك التى يقولون عنها لأذهب الى حيث أشعر بالإنتماء
ولماذا كل ما أتمناه أحلام تخاصم الواقع وترفض ان تتحول إليه
لماذا فجأه ينكسر شعاع النور الذى كان يأتينى ويبتعد وأراه مترنحا لا يقوى على إختراق ذاكره اليأس عندى وتغيير بوصلتها التى اصابها الصدأ منذ قرون
لماذا كلما تذكرتك يصبح كل الأشخاص الاخريين والاماكن والاقوال والافعال الاخرى عندى ألوانها ضبابيه بعيده كالسراب
لماذا لم أعد اشعر بتواجدى فى أى مكان اذهب إليه وكأن معالمى تصر على الاختفاء هروبا
لماذا تترك شراع سفينه الضمير عندك دائما تتحكم فيها أمواج الصراع والتساؤل حتى تصل بك لجزيره مكتوب على بوابتها ( ليس فيها أحد سواى فأنا وحدى )
لماذا انت الكائن البشرى الوحيد الذى إستطاع ان يترجم لغتى الخاصه ويدخل قلعة عقلى وأفكارى الحصينه ويفهمها برغم ألاف الجيوش التى تقف على بوابتها
لماذا يتحول منتهى التمسك بالإستقلال الى منتهى قبول الاحتلال غير المؤرخ ببدايه او نهايه

لماذا تحول فجأه نهرى الهاد ئ الى فيضان يهددنى بالغرق

لماذا الحاضر عندى كأجزاء صوره كلما جمعتها أجد جزء ينقصها.................... هو انا
لماذا أتمنى دائما ان اقف تحت المطر مثلما كنت أفعل فى طفولتى ....وكلما حاولت لا استطيع ومن ذا الذى يقوى على إنكار أننى طفله صغيره فى رداء إمراه ناضجه لم تعرف بعد كيف تفك ألغاز الدنيا من حولها برغم ان نفوس الاخرين تنعكس إليها كالمرآه
لماذا كلما تذكرت وصف جدتى للأخلاق والمبادئ قديما ........أشعر انها كانت تصفك انت برغم انها لم تعرفك
لماذا اصبحت تتعمد الا ترى كفى الممدوده لك اما لطلب العون منك او تقديمه اليك
لماذا كل المعانى الساميه تحاول ان تطاردها الجاذبيه الارضيه فتمنعها من التحليق بعيدا
لماذا نقفل الباب دوما فى وجه اشياء معينه فى حياتنا فتضيع ........إما ضياع للأبد أو ان تاتى مره اخرى بعد أن نكون غير قادرين على ضيافتها
لماذا لم يتوصل العلم حتى الان لإختراع دواء نعالج به الخوف من فقد الاشياء ثم الألم إن فقدناها بالفعل
لماذا شدة فهمى لك يصيبنى بمنتهى الحزن.......هل لأننى لا املك تلك الكنوز التى أهديتنى بها لأهديك بمثلها لأنك شديد العطاء حتى وإن كان على حساب ذاتك
لماذا لا يأتينى معك لحظه شك واحده فى انك أصدق من عرفت وبالتالى يصبح لإحساسى الهيمنه الكامله علىّ لأنه صادق مثلك
وبرغم ذلك أرسلت لك رساله من وراء قلبى لا يصدقها إحساسى هذا حاولت فيها فقط إعلان إحتجاجى على قبولك الدخول فى عالم أخر بلغه ونظريات وحسابات اخرى سوف يأخذك بعيدا
جزء من تساؤلات لا تنتهى ولم يستطيع أحد ان يجيب عليها ...........فهل تراك تستطيع أنت