- مرحبا فراشات الغاليات
- كيف حالكن جميعا...........
مرحبا فراشات الغاليات
كيف حالكن جميعا...........
لعل بعضكم اخواتي الفراشات.سألت نفسها لماذا تتوقف أسناننا عند خط معين بحيث لا تستمر بالنزول أو الصعود بلا نهاية!؟ .. وحين تسقط شعرة من حواجبنا أو رموشنا لماذا تعود للنمو بسرعة حتى تقف عند مستوى أخواتها!؟ .. وحين نتعرض لجرح طولي عميق لماذا يتمدد الجلد بسرعة حتى يتوقف ويلتحم عند خط محدد وأنيق!؟
.. هذه الأمثلة دليل على وجود آلية خاصة في جسم الإنسان تمنعه من النمو بلا ضابط وتأمره بالتوقف عند حد معين.. ولكن هذه الآلية قد تتعطل في حالات خاصة فتستمر الخلايا بالنمو بطريقة مفرطة فتسبب شبيهاً بالحالات السابقة (.. قد تتحول لورم خبيث)..
وما يزيد الأمر تعقيداً أن هذه الميزة تتوفر لبعض الأعضاء وتنعدم في أعضاء أخرى من الجسم نفسه، ففي حين يتوقف شعر الشارب و(الجفن والحاجب) عند خط معين، يستمر شعر اللحية والرأس بالنمو بلا نهاية!!.. وحين تُكسر عظمة الفخذ أو الساق يتمدد الطرفان المكسوران حتى يتلامسا ويلتحما - ثم يتوقفا نهائياً.. ولكن حين ينكسر لنفس الشخص ضرس سليم لا يعاود النمو ولا يرجع لشكله السابق (رغم أنه مكون من المادة نفسها).. وفي الأسنان ذاتها من غير المفهوم إلى الآن لماذا يتم تعويض الأسنان اللبنية في سن السابعة في حين لا يتكرر الأمر حتى سن الوفاة.. والأغرب من هذا كله أن أصبع يدك لو قطع قبل مفصله العلوي سيعاود النمو من جديد؛ أما لو قطع من مفصله الثاني أو الثالث فسيبقى على حاله إلى الأبد!!!
العلماء من جهتهم لديهم قناعة بأن فهم هذه الآلية كفيل بإيقاف حالات النمو الخبيث في الأنسجة الداخلية. ويأملون مستقبلاً بإيجاد وسيلة لحفز الجسم على إعادة إنماء الأطراف المبتورة - من مفصل الكتف مثلاً - أو تعويض الكلية المتضررة - أو القرنية المتليفة - بأخرى في نفس المكان!!!
ورغم أن الفكرة تبدو غريبة بعض الشيء إلا أنها واقعية وموجودة في بعض المخلوقات؛ فكثير من الزواحف تترك ذيلها أو أحد أطرافها - حين تتعرض للخطر - وتنمو لها أخرى في نفس المكان.. وهناك أنواع من الديدان الشريطية إن قطعتها من المنتصف نما لنصفها العلوي ذيل جديد، ولنصفها السفلي رأس يملك كافة الحواس!!
على أي حال حتى ننجح في محاكاة الضب والبرعص تبقى الظاهرة واحدة من عظم الألغاز العلمية وشاهداً على عجزنا ووجود من يتحكم بمصائرنا!!
دمتم برعايه الله