المنصوريه
20-01-2022 - 12:56 am
عندما أصبح طفلها جثة هامدة بين يديها لم تذهل عما حولها, مع أنها شعرت أن روحها قد أرخرجت من بين جنبيها, وأن قلبها وفلذة كبدها قد اجتثا من بين جنبيها, فاسترجعت ربها وتمالكت أعصابها, وأوصت أهلها ومن حولها بألا يخبروا زوجها حتى تخبره هي بطريقة لا تزيد في ألمه, وفي وقت يخفف حر المصيبة عنه. فمن هي تلك الزوجة التي وعت نفسية زوجها وحرصت على مشاعره في أوج حزنها والألم يعتصر قلبها, والحزن يأخذ بفؤاها؟ إنها الرميصاء زوجة مالك بن النضر وأم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. تزوجت من أبي طلحة بعد وفاة زوجها الأول وأنجبت هذا الطفل الذي ثكلته, وعندما جاء زوجها أبو طلحة رضي الله عنه لم تفاجئه بموت ولده بل سارعت لإعداد طعامه وشرابه, حتى إذا أكل وشبع ثم ارتوى, تزينت له زينة لم تتزينها من قبل, ثم أقبلت تحدثه وتلاطفه حتى باشرها, وبعد قليل قالت له: أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم لاهل بيت ثم طلبوا عاريتهم, ألهم أن يمنعوها؟ قال: لا و قالت: فاحتسب ابنك يا أباطلحة... فشعر بلألم وبشيء من الغضب وقال لها: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني؟ فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله لكما في ليلتكما". ترى هل كان قلبها من حجر, أو أنها كانت تكتم حزنها وتمسك دمعتها أن تفر من عينيها لتشيع الاطمئنان في قلب زوجها؟ إن إيمانها هو الذي جعلها تصبر عند المصيبة وتحرص على إرضاء زوجها على حساب نفسها بعد أن عرفت حسن تبعَل الزوجة لزوجها يعدل الجهاد في سبيل الله كما أخبر رسول الله صلوات الله عليه وسلامه. ولو الحال اليوم لنساء اليوم لو حدث معها موقف بسيط استقبلت زوجها بالويل وعظائم الأمور, ولايهدأ لها بال أو يقر لها قرار حتى ترسم الألم على وجهه فيترك الطعام والشراب..... أتمنى يعجبكم موضوعي لانها أول مشاركه لي وأريد أقرأ رايكم ب هاذي الزوجه العظيمه مع حبي أختكم المنصوريه( أحبكم والله أحبكم)
اختك جزايل خير