الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
ღدفنـت قلبـــيღ
02-05-2022 - 07:22 am
هاي بنات ..
الله يخلي ويعافي من يساعدني يارب...
تعرفون انا بنت ثاالث ثنووي
ومبهذلنا ماده المكتبه.
وطلبي ..
أبي بحث عن فضل امهات المؤمنين..
وأبي مقدمه وخاتمه عن زوجات النبي..
وأكون شاكره له ..
وبأذن الله ادعي له في ظهر الغيب ..

انتظركم احر من الجمر..
حص F وص..


التعليقات (9)
نسمات حب حالمة
نسمات حب حالمة
أختي الكريمة أنا أسوي أبحاث مميزة و بأسعار مميزة جداً ،، إذا حابة راسليني عالخاص

musk
musk
وانا كمان اسوي بحوث بأسعار بسيطة ..
واذا تبين مساعدة وتسويها بنفسك كمان ماعندي مانع

جنى الطايف
جنى الطايف
فصل وأما عددهن ( عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم )
وأما عددهن فقد اختلفوا فيه كثيرا والذي صح من غير خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج إحدى عشرة امرأة كلهن بنى بهن وتزوج غيرهن ولم يدخل بهن وقيل بنى بثلاث عشرة امرأة وتزوج خمس عشرة امرأة وقيل ثمان عشرة واختلفوا في تسميتهن واجتمع عنده إحدى عشرة امرأة واختلفوا في واحدة منهن فقيل ريحانة وقيل أم شريك وقيل إن ريحانة سرية وأم شريك لم يتزوج بها ولا دخل بها وإنما هي من اللآتي وهبن انفسهن والله أعلم بذلك واختلفوا أيضا في تقديم بعضهن على بعض في التزويج بهن أما المتفق على أنه بنى بهن
فالأولى خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي القرشية وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب
وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من غير خلاف قبل المبعث بخمس عشرة سنة وكانت بنت أربعين سنة وهوابن خمس وعشرين سنة وكانت قبله تحت أبي هالة هند بن زرارة بن النباش بن عدي أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم وقبله عند عتيق بن عابد
وهي أم أولاده كلهم سوى إبراهيم بن ماريه القبطية فولدت له القاسم وبه كان يكنى وعبدالله وهو الطاهر والطيب سمي بذلك لأنه ولد في الإسلام وقيل إن الطاهر والطيب اسمان لابنين وقيل إن اسمهما عبد العزى وعبد مناف وولدت له من النساء زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة صلى الله عليهم أجمعين
توفيت بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وقبل فرض الصلاة بخمس وقيل بثلاث سنين وفي السنة التي مات فيها أبو طالب بن عبد المطلب وفي كل ذلك خلاف وكان عمرها وقت ( 8 ب ) وفاتها خمسا وستين سنة وقيل خمسا وخمسين في شهر رمضان سنة عشر من النبوة ولم يجتمع معها أحد من نسائه صلوات الله عليهن وقيل زوجها منه أبوها وقيل عمها عمرو الثانية سودة بنت زمعة
ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو من بني النجار
وتزوجها بعد الهجرة وقيل في شوال قبل مهاجره إلى المدينة بعد وفاة خديجة وكانت تحت السكران بن عمرو فأسلم وتوفي عنها
وتوفيت في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين بالمدينة
وقيل إنه تزوج عائشة قبل سودة والصحيح أنه تزوجها في شوال إلا أنه لم يدخل بعائشة الى بعد سنتين أو ثلاث فيحتمل أن من قال إن سودة قبل عائشة معناه بين الروايتين الثالثة عائشة ( 9 أ ) بنت أبي بكر الصديق عبدالله ويقال عتيق بن أبي قحافة ( عثمان بن
) عامر بن عمرو بن كعب وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر
هاجرت مع النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها بعد الهجرة وقيل بل في شوال سنة عشر من النبوة قبل مهاجره الى المدينة بسنة ونصف أو نحوها وكانت بكرا ولم ينكح بكرا غيرها ولم تلد له ولا غيرها من الحرائر سوى خديجة بنت خويلد
ونكحها وهي ابنة ست وقيل سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين وتوفي عنها وهي ابنه ثمان عشرة
توفيت في شهر رمضان ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت منه وذلك في سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة نائب مروان بن الحكم بالمدينة ودفنت بالبقيع بعد ( الوتر من ليلتها )
الرابعة حفصة
بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ( 9 ب ) بن رياح وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب
مولدها قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين كانت تحت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي فتوفي عنها
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان على رأس ثلاثين شهرا ( من الهجرة ) قبل أحد في سنة ثلاث وقيل سنة اثنتين
وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية وهي ابنه ستين سنة وصلى عليها مروان ودفنت بالبقيع
الخامسة أم سلمة
هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة وكانت قرشية مخزومية وكانت قبله تحت أبي سلمة عبدالله بن عبد الأسد بن هلال فتوفي عنها
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ( وكان لها يوم ماتت أربع وثمانون ) ( 10 أ ) ) سنة صلى عليها أبو هريرة ودفنت بالبقيع السادسة جويرية
بنت الحارث بن أبي ضرار من خزاعة
كانت تحت مالك بن صفوان وقيل مسافع بن صفوان فقتل يوم المر يسيع
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أعتقها وذلك بعد غزوة المر يسيع وكانت ابنة عشرين سنة
وتوفيت وهي ابنة خمس وستين سنة وذلك في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين في خلافة معاوية وقيل سنة ستين وصلى عليها مروان بن الحكم والي المدينة
السابعة زينب
بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم وكانت تحت زيد بن حارثة بن شرحبيل
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة ( سنة خمس من الهجرة ) وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة ( وتوفيت ) وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة ( 10 ب ) ودفنت بالبقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي أول أزواجه موتا ( أي بعده صلى الله عليه وسلم )
الثامنة زينب
بنت خزيمة بن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف
وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية وكانت تحت الطفيل بن الحارث بن عبدالمطلب بن عبد مناف فطلقها وتزوج بها عبيدة بن الحارث وقتل يوم بدر شهيدا
وتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر ربيع الآخر على رأس تسع وثلاثين شهرا من الهجرة وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع وكان سنها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة كذا ذكره ابن سعد كاتب الواقدي
التاسعة أم حبيبة
رملة بنت سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية
كانت تحت عبيد الله بن جحش ( 11 أ ) بن رئاب توفي بأرض الحبشة بعد أن ارتد
وتزوجهاالنبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة وهي التي أصدقها النجاشي عنه صلى الله عليه وسلم وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة
وتوفيت في سنة أربع وأربعين في خلافة أخيها معاوية
العاشرة صفية
بنت حيي بن أخطب من ولد هارون النبي صلى الله عليه وسلم وأمها برة بنت سمؤل أخت رفاعة
كانت تحت سلام بن مشكم الرقظي ثم خلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق
سباها النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وكانت عروسا وأعتقها وتزوجها بعد مرجعه من خيبر وكان يقسم لها ولجويرية بنت الحارث وكان سنها وقت سباها نحو سبع عشرة سنة
وتوفيت سنة اثنتين وخمسين من الهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ودفنت بالبقيع وقيل سنة خمسين
الحادية عشرة ميمونة
وقيل برة بنت الحارث ( 11 ب ) بن حزن بن بجير بن الهزم وأمها هند بنت عوف بن زهير
وكانت تحت مسعود بن عمرو بن عبد نائل الثقفي في الجاهلية وفارقها ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود فتوفي عنها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
وهي آخر نسائه تزويجا وموتا وقيل إنها ماتت قبل عائشة رضي الله عنها ورد ذلك في حديث صحيح عن عائشة وهي خالة عبد الله بن عباس ونكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع سنة عمرة القضاء
وتوفيت في سنة إحدى وستين في خلافة يزيد بن معاوية كذا ذكره ابن سعد وكان عمرها نحو ثمانين سنة أو إحدى وثمانين ودفنت بسرف في القبة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك وقيل ماتت بمكة ونقلت اليها وهي من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلىالله عليه وسلم
12 - أ ) ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع من هؤلاء وهن سودة وعائشة وحفصة وأم سلمة وجويرية وزينب بنت جحش وأم حبيبة وصفية وميمونة وكل واحدة من هؤلاء اتفق النقلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وبنى بها واتفقوا على أنه مات عن التسع المذكورات واختلفوا في التقديم والتأخير وذلك اختلاف لا يضر واجتمع عنده جميع المذكورات سوى خديجة فإنها ماتت ولم يتزوج معها غيرها وزاد بعضهم إنه اجتمع عنده إحدى عشرة امرأة فقال بعضهم هي أم شريك بنت جابر وريجانة بنت زيد بن عمرو وقيل إنها لم تزل سرية وهوالصحيح

جنى الطايف
جنى الطايف
هذآآ اللي لقيته اتمنى يفيدك..
دعواتك

ღدفنـت قلبـــيღ
ღدفنـت قلبـــيღ
يالبى قلبك والله يااجنى ..
وربي فرحت من كل قلبي ,,
يعطيك الف عافيه ,,,
وأن شاء الله مثل ماقصرتي معي ماراح اقصر وياك في الدعااء ,,,
الله يخليك لاهلك يارب ..
ولاا يحرمهم منك يارب..
....................
طيب بناات ابي مقدمه وخاتمه عن زوجات النبي ..
ياريت تفيدووني..

جـ الوقت ـروح
جـ الوقت ـروح
مقدمة
كلنا نتساءل كيف كان حال الرسول مع زوجاته، كيف كان يتعامل معهن؟ كيف كان يعدل بينهن؟ ..
لقد حقق صلى الله عليه و سلم السعادة لكل منه ن و ذ لك لأنه عرف كيف يتعامل مع المرأة و توغل فى أعماق نفسها الرقيقة و أخذ يناجيها بدفء العاطفة و يعينها على العمل لدينها و دنياها ....
و ماذا عن زوجاته ا لكريمات .... أمهاتنا المؤمنات .... إذا فتحنا كتب السيرة و الكتب التي تتحدث عن زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا ... الصوّامة القوّامة...إذن فهنا ك ن يتمت عن بقر ب شديد من ا لله و بمناجاته في الليل و لذلك استحق هذا الشرف العظيم .. استحققن أن ي كنّ أمهات المؤمنين ، زوجات الحبيب المصطفى في الدنيا و الآخرة...أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهم و اّخرتهم ....
و ماذا عنّا نحن ؟؟؟؟ نعلم أن الكثير ممن يقرأ هذه الكلمات ، متزوج أو حتى ان كان غير متزوج فهو يلحظ الحياة الزوجية بدقائقها من خلال والديه أو أصدقاؤه .... لم ندرت السعادة الزوجية في يومنا هذا؟ هل عيب في زماننا؟؟ لا ... بل عيب في أنفسنا - رجالا و نساء - و التي أفسدناها بالمادية الحضارية و نسينا ديننا و حضارتنا الإسلامية و ابتعدنا عن تعاليم رسولنا و حبيبنا .... و ابتعدنا عن حب الله ... و ارتكبنا معاصيه جهرا و علانية و توارينا من الخلق عند فعل المعصية و لم تطرف أعيننا أو قلوبنا لحظة لنظر الإله إلينا .
إذن ماذا نفعل ا لآن و نحن نبغي عودة الحب في حياتنا الزوجية؟
طريق واحد فقط .... طريق الله و رسوله .... عندها سوف ينعم كل زوج بزوجته و يستشعرا معنى السعادة الزوجية التي أوجدها الله تعالى و لكننا بجهلنا حدنا عنها و تركناها .
و صلّى اللهم على سيدنا محمد و على اّله و صحبه و سلم تسليما كثيرا

جـ الوقت ـروح
جـ الوقت ـروح
اتمنى اكون افدتك

ღدفنـت قلبـــيღ
ღدفنـت قلبـــيღ
تسلمين والله والله يخليك يارب
الحمد الله فرجتي همي وأن شااء الله ربي يفرج همك دنياا وآآخره
وربي مادري شنو اقوول وربي احرجتووني بمساعدتكم لي ...
والله يحفظ لكم اهلكم ويطوول في اعماارهم يارب..
كل الشكر لك يا الغااليه ع الافاده ,,,
ماقصرتي وربي...
بس حبيت اسأل هذي مقدمه بس صح ..
يعني مافي خاتمه ..؟؟

ملـ الأحساس ـكة
ملـ الأحساس ـكة
تفضلي شوفي لك فيها خاتمه
قلنا من قبل أن أعداء الإسلام ( منذ بزوغ فجره وحتى اليوم ) حاولوا باستماتة النيل منه والطعن فيه باستغلال تعدد زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ..
زعموا أن نبي الإسلام كان منصرفا إلى إشباع شهوته بالتقلب في أحضان تسع نساء !! قالها يهود يثرب (1) .. فرد عليهم القرآن الكريم ردا بليغا وبين أنهم فعلوا ذلك حسدا للرسول صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من أن داود وسليمان – عليهما السلام – آتاهما الله الملك وكان لهما من الزوجات والجواري أضعاف ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم .
ومازال المستشرقون في الخارج والعلمانيون واليساريون في الداخل يتطاولون بوقاحة على المقام الشريف والسنة المطهرة ، كيدا منهم لهذا الدين ، والله يحفظه – رغم أنوفهم – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وهناك آخرون لا يعلمون بواعث تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ومن يطالع السيرة العطرة سوف يكتشف بسهولة أن بعض هذه الزيجات كان في المقام الأول تلبية لدوافع إنسانية ، والبعض الآخر كان لتأليف القلوب ، وتطييب النفوس ، وتمهيد الأرض للدعوة المباركة بالمصاهرة وجبر الخاطر ..
ثم هناك حقه الطبيعي صلى الله عليه وسلم في الزواج ، لأنه بشر ، وليس مل َ كا ً ..
وقد أشرنا من قبل إلى أن الزواج هو شريعة كل أنبياء الله ( حتى من لم يتزوج منهم مثل عيسى ويحيى عليهما السلام ) وأنه لا يوجد نص في الأناجيل الأربعة يحظر تعدد الزوجات . (2 )
ولنبدأ بأول زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهى سيدتنا خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها وأرضاها – فقد تزوجت في الجاهلية من هند بن النباش التميمى وكنيته أبو هالة .. وبعد موته تزوجت عتيق بن عابد المخزومى ( 3 ) .. ثم مات عنها عتيق .. وكانت من أرفع بيوت قريش وأوسطها نسبا وحسبا . وكان لها مال ترسل رجالا من قومها يتاجرون لها فيه .. ولما سمعت بأمانة محمد عليه السلام أرسلت إليه ليتاجر لها في مالها في رحلة الشام ، على أن تعطيه ضعف ما كانت تعطى غيره من الأجر .
ورحل صلى الله عليه وسلم بمالها مع غلامها ميسرة إلى الشام ، فباع و ا شترى وعاد إلى مكة بأضعاف ما كانت خديجة تربحه من قبل .. وأعطته السيدة خديجة ضعف الأجر المتفق عليه .. وحكى لها ميسرة ما كان من معجزاته عليه السلام خلال الرحلة : أظلته غمامة ، وأخبر أحد
الرهبان ميسرة بأن رفيقه محمدا سيكون النبي الخاتم الموجود في كتب السابقين ..
فازدادت إعجابا به ، وأرسلت إليه صديقتها نفيسة بنت أمية تعرض عليه الزواج من خديجة التي كان عمرها في ذلك الوقت أربعين سنة ..
فوافق عليه السلام ، وكان عمره وقت أن تزوجها خمسا وعشرين سنة .
وولدت له السيدة خديجة كل أولاده وبناته باستثناء إبراهيم ولده من مارية القبطية ( الجارية التي أهداها المقوقس إلى النبي .. ) ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم أخرى حتى ماتت السيدة خديجة عن خمس وستين سنة ، بينما كان عليه السلام قد تخطى الخمسين سنة ..
والآن نتساءل : إذا كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قد عاش بلا زواج حتى سن الخامسة والعشرين .. ولم يكن أهل مكة يقولون عنه إلا كل الخير ، وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين .. وكانت طهارته وعفته مضرب الأمثال – باعتراف أعت ى المشركين وأشدهم عداوة له وحقدا عليه ..
وإذا كان تزوج بعد ذلك من السيدة خديجة وهى أكبر منه سنا بخمس عشرة سنة ، وظل مكتفيا بها زوجة وحيدة حتى بعد أن تجاوزت الستين .. فأين ما يزعمون من حبه للشهوات واستكثاره من النساء ؟!!
لقد كان عليه السلام في تلك الفترة في ريعان شبابه ، ولم يكن قد شغل بعد بأعباء الدعوة المباركة ، وتبعاتها الثقيلة ، ولو كان – كما يزعم أعداء الإسلام – من ذوى الشهوة الطاغية لتزوج من شاء من النساء ، وقد كان تعدد الزوجات والجواري شائعا قبل الإسلام – كما ذكرنا ( 4 ) – بلا قيد أو عدد محدد .. وما كان ذلك عيبا ولا محظورا .. فلماذا لم يفعل صلى الله عليه وسلم ؟!
أليس هذا دليلا على أنه صلى الله عليه وسلم قد عدد زوجاته فيما بعد لأسباب أخرى أسمى وأرفع قدرا من مجرد إشباع الشهوة ، رغم أن هذا الإشباع بالزواج ليس عيبا ولا شائنا للزوج ؟!
ثم هناك نقطة أخرى – قبل أن ننتقل إلى باقي الزوجات – لقد كان عليه السلام يذكر السيدة خديجة بكل الخير والوفاء بعد موتها .. وحتى بعد أن صار له تسع نسوة .. كان يغضب إذا أساء أحد إلى ذكراها العطرة ، ولو كانت عائشة أحب زوجاته إليه – ويذكر عليه السلام – في كل مناسبة – معروف خديجة وفضلها عليه وعلى الدعوة الغراء ، ولم ينسها رغم أنها كانت عجوزا ورزق بعدها بزوجات أصغر سنا ، وربما أكثر جمالا ..
هل مثل هذا الزوج يقال عنه إنه يضع الشهوة الجنسية في المقام الأول ؟!! هل يظن مثل هذا الظن المريض بمن وصفه رب العزة بأنه { على خلق عظيم } ؟!
*** ونأتي الآن إلى ظروف زواج ه صلى الله عليه وسلم بثانية زوجاته السيدة سودة بنت زمعة – رضي الله عنها – فقد كانت متزوجة في الجاهلية بالسكران بن عمرو بن عبد شمس ، وهو ابن عمها ، وأسلما بمكة وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية .. ثم قدما من الحبشة ، ومات السكران بمكة ، وترملت زوجته السيدة سودة ، فلما انقضت عدتها أرسل لها النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها وتزوجها بمكة ، وهاجرت معه إلى المدينة .
وكانت – رضي الله عنها – قد كبرت سنها ، وبعد فترة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها تنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة ، وقالت كما جاء في إحدى الروايات : يا رسول الله ، والله ما بي حب الرجال – تقصد أنها مسنة وليست بها حاجة إلى الرجال – ولكني أرجو أن أبعث في أزواجك يوم القيامة . وقبل منها النبي صلى الله عليه وسلم تنازلها للسيدة عائشة ، وأبقى عليها زوجة في عصمته حتى موته صلى الله عليه وسلم ( 5 ) ..
فهل يكون اقترانه – عليه الصلاة والسلام – بعجوز أخرى دليلا على ما يذهب إليه أعداء الله ورسوله من أن تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم كان للشهوة أو حب النساء ؟!! أو أنها مواساة منه – عليه السلام – لأرملة مسلمة لم يعد لها عائل بعد موت رجلها ، وليس لها مال أو شباب أو جمال يدفع غيره صلى الله عليه وسلم للزواج منها ؟!!
والله .. إن مثل هذه الزيجة التي لا يطمع فيها أ حد له ي بعض أعبائه عليه السلام ، وواجب ثقيل ألزم به نفسه الشريفة النبيلة صلى الله عليه وسلم .
ومن سواه يواسى الأرملة المحزونة ؟ من سواه يجبر المكسور ، ويفك الأسير ، ويعين على شدائد الدهر ، وهو الذي أرسله ربه رحمة للعالمين ؟!!
*** وأما السيدة عائشة بنت الصديق أبى بكر – رضي الله عنهما – فهي الزوجة الثالثة لنبي الهدى صلى الله عليه وسلم .. ومن الطبيعي أن يرتبط الداعية بالرجال الذين يقوم على أكتافهم البناء الشاهق ، وتنتشر الدعوة بهم ، ومن خلالهم إلى سائر إرجاء المعمورة .. وخير الروابط بين النبي وكبار أصحابه هو الرباط المقدس ( الزواج ) .. ولهذا تزوج عليه السلام من السيدة عائشة ، وكانت صغيرة السن .. كما تزوج أيضا لذات السبب من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما ..
وهناك سبب ثان لزواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة ، فقد كانت متزوجة قبله من خنيس بن حذافة السهمي الذي أسلم معها وهاجر بها إلى المدينة فمات عنها ( عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد ) متأثرا بإصابته في الغزوة ( 6 ) ، وعندما انقضت عدتها عرض عمر على أبى بكر الصديق أن يزوجه ابنته حفصة ، فسكت أبو بكر ، مما أغضب عمر – رضي الله عنهم أجمعين – وكان عمر قد عرضها قبل ذلك على عثمان بن عفان فلم يوافق كذلك ، مما أسخط الفاروق عليه كما سخط على صاحبه ، فجاء عمر يشكوهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وطيب صلى الله عليه وسلم خاطره وتزوجها تكريما لعمر ، كما كرم أبا بكر من قبل وتزوج بابنته عائشة .. وكان الباعث لأبى بكر على عدم قبول الزواج من حفصة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها لنفسه ، وما كان الصديق ليفشى سر رسول الله ، أو يتزوج بمن عزم صلى الله عليه وسلم على الزواج منها ..
ومن المعروف أن السيدة حفصة – رضي الله عنها – لم تكن جميلة مثل عائشة أو صفية ، لكنها كانت صوامة قوامة ( 7 ) تحب الله ورسوله ( 8 )
فهل يكون الزواج في حالة السيدة عائشة والسيدة حفصة استكثارا من النساء ، أو جريا وراء الشهوات ؟!! أم هي ضرورات الدعوة ، وجبر الخاطر ، وتوكيد الروابط بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وكبار رجال الدعوة الوليدة والرأفة بزوجة شهيد – مثل حفصة – لم يكن لها من الجمال أو المال ما يغرى غيره عليه السلام بالزواج منها ؟!!
إنه الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة – عليه الصلاة والسلام ..
*** هناك أيضا ظروف زواج الرسول الأمين من السيدة زينب بنت خزيمة الملقبة بأم المساكين – رضي الله عنها – فقد كانت زوجة ل ا بن عمه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف – رضي الله عنه – الذي ا ستشهد في يوم بدر وتركها وحيدة لا عائل لها ..
فهل يكون جزاء الصحابي وابن العم الشهيد أن تترك أرملته وحدها ؟!! ومن يصل الرحم ، ويجازى الشهيد ، ويخلفه في أهله بكل البر والخير والرحمة سوى الصادق الأمين خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ؟!!
وهل مثل هذه الزيجة يكمن خلفها أي مطمع حسي أو غيره ؟! أو أنها واجب وعبء إضافي على عاتق المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟!! وقد ماتت – رضي الله عنها – بعد زواجها من الرسول بعدة أشهر .
*** وكذلك جاء زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة أم سلمة – رضي الله عنها – واسمها (( هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومى .. وقد أصيب – رضي الله عنه – يوم أحد ، ثم برئ الجرح بعدها بشهر .. وخرج – رضي الله عنه – في (( سرية قطن )) ثم رجع منها بعد شهر آخر ، وانتقض الجرح عليه فتسبب في استشهاده – رضي الله عنه – وخلف وراءه السيدة أم سلمة وكثرة من الأطفال ..
فلما انقضت عدتها أرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها ، فاعتذرت بأنها تقدمت في السن ، وأنها ذات أطفال ، وأنها شديدة الغيرة ، فرد عليه البشير النذير : (( أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله .. وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا ... وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله )) . ( 9 )
، وهذا أهم أهداف هذه الزيجة المباركة ، أي كفالة هؤلاء الأيتام ، فضلا عن رعاية الصحابية الجليلة بعد أن أصبحت أرملة ..
وأخيرا جاءت هذه الزيجة تكريما للزوج أبى سلمة نفسه بعه استشهاده ، برعاية أرملته وأطفاله ، وصلة لرحمه ، فهو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. فأين ا تباع الشهوة في مثل هذا الارتباط بأرملة تجاوزت الخمسين وذات أطفال ؟!!
وأما زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان بن حرب – رضي الله عنها – فله قصة توضح الهدف منه ، والمقصد النبيل الذي تحقق به .. فقد كانت أم حبيبة زوجة لعبيد الله بن جحش بن خزيمة ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية .. وهناك فتن عبيد الله وارتد عن الإسلام – والعياذ بالله – وثبتت السيدة أم حبيبة – رضي الله عنها – على دينها رغم الغربة والوحشة والوحدة .. ولم تكن تستطيع الرجوع إلى مكة حيث كان أبوها أبو سفيان أحد زعماء قريش يضطهد الرسول وأصحابه أشد الاضطهاد ، فلو رجعت أم حبيبة لتعرضت للفتنة في دينها بدورها .. وكان لا بد من تكريمها وتعويضها عن الزوج الذي ارتد ، ثم مات بالحبشة ..
وهكذا أرسل جابر المكسورين ، ومؤنس المتوحشين إلى النجاشي ملك الحبشة – وكان قد أسلم – طالبا منه أن يعقد له على أم حبيبة .. وبالفعل زوجه النجاشي إياها ، وأرسلها إليه بالمدينة بعد هجرته صلى الله عليه وسلم معززة مكرمة ..
ولما بلغ أبا سفيان خبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من ا بنته أم حبيبة شعر بالسعادة ، وقال عن زوج ابنته مبتهجا ، والذي كان ما يزال عدوا له ولدينه : (( هو الفحل لا يقرع أنفه )) (1 0 ) .. أي أن مثل النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد صهره ، فهو كفء كريم تفخر كل قبيلة بمصاهرته وتزويجه بناتها .
قال أبو سفيان بن حرب ذلك على الرغم من أنه كان ما يزال مشركا عدوا للإسلام ، ولكنه لا يخدع نفسه كأب تزوجت ا بنته بأعظم وأشرف الرجال ..
وشاء الله جلت قدرته أن تدور الأيام ، ويأتي أبو سفيان إلى المدينة محاولا إثناء النبي صلى الله عليه وسلم عن غزو مكة بعد أن نقض المشركين عهودهم معه ، واعتدوا على حلفائه من قبيلة خزاعة ، وقتلوهم في البلد الحرام في الشهر الحرام .
ولم يجد أبو سفيان ملجأ بعد أن رفض كبار الصحابة التوسط له عند النبي صلى الله عليه وسلم سوى بيت ا بنته وفوجئ أبو سفيان بابنته تطوى عنه الفراش في ضيق واشمئزاز .. فسألها : والله يا بنية ما أدرى هل رغبت بالفراش عنى أم رغبت بي عنه ؟!! فردت عليه بحسم : (( بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك )) ..
يا الله .. إنها العقيدة الراسخة كالجبال في قلب زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تواجه بها أباها الذي خرجت من صلبه .. وذلك هو الإيمان الحق الذي يجعل الله ورسوله أحب إلى المسلم الصادق من أمه وأبيه وابنه وأخيه .
هل كان من المطلوب من الرسول أن يترك مثل هذه السيدة العظيمة للضياع بين زوج مرتد وأب كان كافر اً ؟!! ومن سواه صلى الله عليه وسلم أولى بأن يكرم مثواها ، ويجزيها على ثباتها وصبرها وجهادها في سبيل عقيدتها ورسالتها ؟!! ومن يكون مناسبا لابنة سيد قريش سوى سيد الأولين والآخرين ؟!!
*** ونأتي إلى قصة زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش الأسدى – رضي الله عنها – وهى ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .. أي أنها من أعرق وأشرف بيوت قريش وأرفعها نسبا وأما .. وكانت فيما يروون فائقة الجمال ..
وعندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها ظن أهلها أنه يريدها لنفسه ، ثم فوجئوا به يطلبها لزيد بن حارثة .. كان زيد – رضي الله عنه – عبدا في الجاهلية ، و ا نتهي به المطاف عند الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أكرم م ث واه ، وبلغ من تأثير عطفه وحنانه على زيد أن فضله زيد على أبيه وعمه ( لما خيره بين البقاء معه أو اللحاق بأبيه وعمه عندما عثرا عليه ، وجاءا من ديارهما في طلبه .. وهنا أشهدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن زيد ابني أرثه ويرثني ... وذلك قبل تحريم التبني ) فرضي أبوه الصلبى بذلك .
وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعتق زيدا وتبناه ، ثم أبطل الإسلام التبني فاسترد زيد اسمه الأول ( وحريته من قبل ) ، فإن آل جحش رفضوا أن يزوجوه ابنتهم وهى من فتيات قريش المعدودات اللاتي يتنافس خيرة شباب العرب للفوز بهن ..
ولكن الله تعالى شاء أن يمضى هذا الزواج لحكمة كبرى ، بل لعدة مقاصد : أولها أن يهدم التفاخر بالأنساب ، ويثبت القاعدة الخالدة الراشدة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وليس أغناكم أو أعرقكم نسبا أو أفضلكم حسبا ..
ولهذا نزل قول الله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } ( 1 1) ..
وفور نزول هذه الآية الكريمة عرف عبد الله بن جحش وأخته زينب – رضي الله عنهما – أنه لا محيد لهم عن طاعة الله ورسوله ، فقال عبد الله ل ا بن خاله محمد صلى الله عليه وسلم : (( مرني بما شئت )) فزوجها صلى الله عليه وسلم من زيد بن حارثة ..
وعلى الرغم من إتمام الزواج ظلت زينب تستعصي على زيد ، وتشمخ عليه بنسبها وحسبها ، حتى ضاق – رضي الله عنه – بها ذرعا ، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في تطليقها لاستحالة العشرة بينهما ، فأمره النبي أن يتقى الله ويمسك عليه زوجه فلا يطلقها ..
في ذلك الوقت أطلع الله تعالى رسوله على ما سوف يحدث ، وهو أن زيد سيطلق زينب ، ثم يزوجها الله من رسوله الأمين ، ليهدم بذلك قاعدة التبني التي سادت في الجاهلية ، إذ الأعدل والأصوب هو أن ي ُ دعى كل ابن لأبيه الحقيقي ، وليس لذلك الذي تبناه .. وإذا كان الإسلام يحرم إلى الأبد زواج الأب من امرأة ابنه ، فالأمر ليس كذلك في حالة الابن بالتبني إذ هو ليس ابنا حقيقيا ، وما ينبغي أن يكون .
ونزل قول الله تعالى : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق ِ الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } ( 12 ) .
وأفضل تفسير لهذه الآية الكريمة وأقربه إلى ما يليق بمقام النبوة الشريف النبيل ، وما هو مقطوع به من عصمة الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – ما قاله الإمام على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، الملقب يزين العابدين – رضي الله عنه ..
روى على بن الحسين : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أ ُ وح ي إليه أن زيدا سوف يطلق زينب ، وأن الله سيزوج رسوله إياها .. فلما شكا زيد للنبي صلى الله عليه وسلم ما يلقى من أذى زوجته ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه أنه يريد طلاقها ، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : ( اتق الله وأمسك عليك زوجك ) .. وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أنه سيفارقها ، ثم يتزوجها هو من بعده ، وهذا ( العلم ) هو ما أخفاه صلى الله عليه وسلم في نفسه ، ولم يرد أن يأمره بطلاقها .. فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من خشية الناس في ش يء قد أباحه الله له ، وقوله لزيد (( أمسك عليك زوجك )) ، مع علمه بأنه يطلقها ، وأعلمه سبحانه أن الله أحق بالخشية في كل حال )) .قال علماؤنا رحمهم الله : (( وهذا القول أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية ، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين و العلماء الراسخين ، مثل الزهري وبكر بن علاء القشيرى وأب و بكر بن العربي وغيرهم ( 13 ) . ورفض الإمام ابن كثير – رضي الله عنه – كل رواية أخرى لا تناسب عصمة الرسول و مقام النبوة الرفيع ، إذ ه ي من الموضوع وما لا يصح سنده ولا معناه . ( 1 4)
ويعلق الإمام القرطبى على تلك الرواية الجاهلية التي تفسر قوله تعالى للرسول : { وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } . بأنه صلى الله عليه وسلم أخفى في نفسه هوى لزينب ، بقوله (( هذا القول يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته صلى الله عليه وسلم ..
وقال الحكيم الترمذي في (( نوادر الأصول )) : (( على بن الحسين جاء بهذا ( التفسير السليم للآية ) من خزانة العلم جوهرة من الجواهر ، ودرا من الدرر ، فإنه إنما عتب الله عليه أنه أعلمك أن هذه ستكون من أزواجك ، فكيف قال بعد ذلك لزيد ( أمسك عليك زوجك ) ، وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، و ( والله أحق أن تخشاه ) ..
وقال النحاس : قال بعض العلماء : ليس هذا خطيئة من النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يؤمر بالتوبة أو بالاستغفار منه ، وقد يكون الشئ ليس خطيئة ، ولكن غيره أحسن منه ، وقد أخفى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في نفسه خشية أن يفتن الناس )) . (1 5 )
والخلاصة أنه عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة بأمر من الله الذي تولى سبحانه تزويجها له مباشرة ، ليهدم بذلك قاعدة التبني إلى الأبد ، وحتى لا يكون هناك حرج على الآباء في الزواج من مطلقات الأدعياء ، لأنهم ليسوا أبناءهم .. وقد كانت السيدة زينب

جآمعآت آلشرقية
جدول الضرب