متزوجات ولكن على أربعة شوارع

1. دعوة:

متزوجات ولكن.. على أربعة شوارع!!الزواج مؤسسة اجتماعية مشتركة تقوم على كثير من القواعد والأسس، ولكل من الزوج والزوجة مهام معينة يجب عليه الوفاء بها، فواجبات الزوج معروفة، وكذلك واجبات الزوجة، بالإضافة إلى المعروف الذي قد يسديه أحدهما للآخر من باب المساهمة، ومن أكثر الأشياء التي تسهم في سير دفة الزواج دون مشاكل، هو اتباع أسلوب المرونة والتسامح ومساعدة كل طرف للآخر في شؤونه عند الحاجة لذلك.
ومع بيان حدود وواجبات الزوج في أكثر من موضع في الكتاب والسنة، نجد تنصل كثير منهم من المسؤوليات الملقاة على عواتقهم في زمننا الحاضر، وتكون النتيجة بطبيعة الحال تحمل الزوجات أعباء جديدة فوق مسؤولياتهن الأساسية؛ مما يؤدي بهذه الزوجة إلى كثير من الضغوط النفسية والجسدية والاجتماعية، وخاصة عندما تكون مسؤولياتها داخل المنزل كاملة وتتطلب منها الظروف العمل خارج المنزل، وتلبية طلبات البيت والأطفال الخارجية التي تتطلب مزيداً من الجهد والوقت.
قد يجد بعض الأزواج المثاليون في هذا الكلام مبالغة بعض الشيء، ولكننا نعني بطبيعة الحال النوعية الاتكالية التي لا تجد غضاضة في تحمل النصف الآخر لمسؤولياتها، ولنا أن نتخيل وجود نوعية مكافحة من النساء يقمن بواجبات الأمومة والأبوة على حد سواء..! ويقوم الزوج بدور المتفرج لزوجته التي تتمزق بين كثرة الأعمال الداخلية والخارجية دون أن يمد لها يد العون ولو بتحمل المطلوب منه فقط..!
الزوجات اللاتي يعشن ظروف المسؤوليات المضاعفة، قد يشعرن في أحيان كثيرة أن ظروفهن مطابقة لظروف الأرامل والمطلقات إن لم تكن أسوأ حيث إن بعضهن قد تتحمل مسؤولية أخرى فوق أعبائها تجاه هذا الزوج الشكلي، الذي يطالبها بشراء مستلزماته الخاصة..! ومساعدته على شراء أشياء قد تفوق طاقتها كشراء سيارة فاخرة، أو أجهزة حديثة للمظهر الاجتماعي، بالإضافة إلى مطالبتها بالقيام بحقوقه على أكمل وجه.. وقد يتبادر إلى الأذهان أن هذه النوعية من الرجال إنما هم المعددون، ولكن هذا خطأ فادح إذ أن هذه النوعية منتشرة بين الرجال بظروفهم المختلفة.
قد يهاجم بعضهم النساء ويتهمهن بأنهن السبب في كون الزوج بهذا الشكل؛ لأنهن لقد تحملن المسؤوليات على أكتافهن منذ البداية، وسحبن البساط من تحت أقدام أزواجهن، ولكننا بدورنا نقول بأن هذا الكلام خاطئ ولا أساس له من الصحة، لأن الأدوار في هذه الحياة محددة ومرسومة لكل شخص، والإنسان الطبيعي بدوره يعرف واجباته من تلقاء نفسه، ويقوم بها على أكمل وجه دون إيعاز من هذا أو ذاك.

دعوة:

وهذه دعوة مفتوحة للأزواج الذين تخلوا عن مسؤولياتهم التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم تجاه أسرهم، للعودة إلى تمثيل الدور الحقيقي المطلوب، فواجب القوامة التي خص بها الله تعالى الرجل تقتضي كثيرا من الواجبات لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}(النساء: 34).
ولا ننسى أن الرجل أيضاً مسؤول عن أسرته في الدنيا والآخرة، فهو راع لها في الدنيا، ومسؤول عنها يوم القيامة، ولا يوجد من هو أهم من الزوجة والأبناء في حياة الرجل إلا الوالدان.
منقول