- كاترينا ليس الأول ولن يصبح الأخير
- الإرهاب فخ مضمون
ليس غريباً على ذكاء قراصنة الكمبيوتر استغلال الفضول البشري في إرسال الفيروسات فقد تطور مصممو الفيروسات وتطورت معهم أساليب استدراج الضحايا، وفي الوقت الذي أصبح المستخدمون أكثر وعياً بألاعيبهم، عادت الأحداث الساخنة على الساحة الإعلامية لتنعش سوق الرسائل الملغومة.
وفي ظل كون الإنترنت أحد أهم الوسائل الإخبارية، فإن القراصنة ومحترفو سرقة المعلومات لعبوا على وتر حب الاستطلاع، والشغف بكل ما هو جديد ومثير لاصطياد آلاف المستخدمين حول العالم، لتخريب أجهزتهم واستعبادها.
كاترينا ليس الأول ولن يصبح الأخير
فور حدوث الكارثة العنيفة لم يضيع القراصنة الوقت، وسارعوا لتصميم فيروس يستغل تعاطف المستخدمين حول العالم مع كارثة إعصار كاترينا، وحذرت شركة تريند مايكرو العاملة في مجال مكافحة الفيروسات من السقوط في فخ بريد إلكتروني يزعم أن بداخله تقارير إخبارية عن إعصار كاترينا، ويطالب البريد بالتبرع للمتضررين من الإعصار في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتى الرسالة الإلكترونية محتوية على خبر قصير، ورابط يأخذك إلى موقع آخر مدعياً أنه يحتوي المزيد من الأخبار والصور، أو موقع للتبرع للمتضررين.
وهذه الروابط تنقل المتصفحين إلى صفحات تقوم بتركيب شفرة ضارة على أجهزة المستخدمين، الأمر الذي يؤدي إلى تضرّر البيانات، وتزويد المخترق بنقطة نفاذ إلى الجهاز.
وبالتزامن مع كارثة تسونامي التي لحقت بشرق آسيا أواخر العام الماضي، وجذباً للعواطف الإنسانية، حذرت شركة سوفوس من فتح رسائل بريد إلكتروني تحث على التبرع لضحايا كارثة تسونامى، مشيرة إلى أن تلك الرسائل لا تعدو أن تكون وسيلة لنشر فيروس جديد.
وقد وردت معلومات مفادها أن الفيروس يظهر على شكل رسالة تظهر تحت عنوان "تبرع لضحايا أمواج المد، نرجو المساعدة"، داعية متلقيها لفتح مرفق، يظهر على شكل ملف تنفيذي اسمه تسونامي، وعند فتحه ينتقل الفيروس لمستخدمين آخرين على الإنترنت، مستهدفاً سرقة الأموال، حيث تطلب من المتلقين إرسال بياناتهم، مدعية أنه سيقوم بمساعدتهم على تحويل أموال، في مقابل الحصول على نسبة منها.
الإرهاب فخ مضمون
وتعد الرسائل المتعلقة بالإرهاب من أكثر الفيروسات رواجاً، إذ لم يترك مصممو الفيروسات الفرصة تمر من بين أيديهم، وسارعوا باستغلال تفجيرات لندن، التي استقطبت اهتمام العالم، في صنع فيروس أخذ في الانتشار، متخذاً صورة رسالة الكترونية تحمل عنوان (Terror Hits London) أو "الإرهاب يضرب لندن".
وعلى غرار الأسلوب الذي أثبت نجاحه على الدوام في خداع المستخدمين، لجأ مصممو الرسالة لأن تبدو الرسالة الفيروسية كالنشرات الصحفية، وبخاصة تلك التي تصدر عن شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وظهرت الرسالة المصابة بالفيروس مدعية احتواء صور التقطت لنفق لندن بعد عمليات التفجير مباشرة، معرضة أجهزة من يفتحون الرسالة لأن توضع تحت سيطرة القراصنة.
وتأتى الرسالة حاملة عبارة مفادها أنه قد تم فحصها من برنامج نورتون أنتي فيروس المكافح للفيروسات، لإغراء المستخدم بفتحها.
وادعى فيروس آخر أنه سيعرض صور فيديو للأمريكي نيك بيرج الذي تم ذبحه على أيدي مجهولين في العراق، زاعماً أن بيرج مازال حياً.
وتخفى الفيروس في رسالة بعثت إلى عشرات الآلاف من النشرات الإخبارية الالكترونية على الإنترنت، وتفيد بأنه تم العثور على شريط فيديو على موقع إسلامي ماليزي يؤكد أن بيرج مازال حياً يرزق ، مما يدفع المستخدم لفتح الملف ليتسلل منه برنامج "حصان طروادة" الخبيث الذي يترك منافذ خفية تتيح للقراصنة السيطرة على أجندة الكمبيوتر لاستخدامها في شن هجمات واسعة النطاق على "سيرفرات" كبيرة في شبكة الانترنت.
هذا وقد أعلن خبراء الأمن المعلوماتي مؤخراً عن ظهور فيروس كمبيوتر يخترق النظام الأمني ويستطيع حل شفرة الجهاز السرية.
ويأتي الفيروس في صورة إعلان عن ملف يحتوى على صور لانتحار أسامة بن لادن وعند فتح الملف بواسطة المستخدمين ينطلق الفيروس ليدمر الجهاز.
وظهر أيضاً فيروساً مشابهاً في صورة خبر مفاده إلقاء القبض على أسامة بن لادن، زاعمة أن بها صوراً للقبض عليه.
وبمجرد فتح المرفقات يصبح جهاز الكومبيوتر فريسة لفيروس يستهدف برنامج التشغيل "ويندوز".
ويدخل هذا الفيروس للجهاز عن طريق الرسائل التي تصل لأكثر من 30 ألف مجموعة إخبارية ولا يأتي من خلال البريد الإلكتروني.
المشاهير يصنعون الأحداث والفيروسات أيضاً
وفي قائمة أصدرها خبراء الأمن المعلوماتى بشأن الأسماء المستخدمة في استدراج المستخدمين إلى الفيروسات الإلكترونية الضارة احتل كل من بن لادن وبريتنى سبيرز وجينفر لوبيز، وشاكيرا الصدارة.
وبعد أن أجرى هؤلاء تمشيطاً للرسائل المخزنة في قواعد بيانات الفيروسات الضارة، تبين لهم أن شخصية مشهورة يذكر اسمها في الرسائل الالكترونية الضارة.
وجاء في قائمة ضمت عشرة أسماء بالترتيب التنازلي: بريتني سبيرز، بيل جيتس، جنيفر لوبيز، شاكيرا، أسامة بن لادن، مايكل جاكسون، بيل كلينتون، آنا كورنيكوفا، باريس هيلتون وباميلا اندرسون.
وكانت محاكمة مايكل جاكسون من أهم الصيحات المستخدمة في عالم الفيروسات، حيث واجه مستخدمو الإنترنت إبان المحاكمة فيروساً يحمل رسالة خادعة، مفادها أن مغني البوب الأميركي الشهير مايكل جاكسون، الذي اتهم بالتحرش الجنسي بالأطفال حاول الانتحار.
ووصل الفيروس متخفياً وراء رسالة تحمل عنوان "محاولة انتحار"، حيث أفاد مسئول بشركة "سوفوس" لمكافحة الفيروسات الإلكترونية، بأن الرسالة تتضمن نصاً يقول : "الليلة الماضية، وعندما كان في مزرعة نيفرلاند، حاول مايكل جاكسون الانتحار"، ثم تطلب من مستقبليها ضغط رابط انترنت يأخذهم نحو موقع الكتروني يصيب كومبيوتراتهمٍ خفية بفيروس خطير، حيث يخبر الموقع الزوار أولا بأنه "مشغول جداً"، ويجعلهم ينتظرون لينقض على حواسبهم بإرسال الفيروس إليها.
ووسط سخونة حدث القبض على صدام حسين ذكرت صحيفة "بي. سي. بروفيشونال" في ألمانيا أن مبرمجي الفيروسات استخدموا خبرًا يتحدث عن موت صدام حسين.
وتابعت الصحيفة الألمانية بقولها إن فتح خبر "موت صدام حسين" من قبل الزبائن يعني نقل فيروس W32/Bobax-H إلى كمبيوتر المستخدم، وقد تم تعميم هذا الخبر عبر الإنترنت من قبل مبرمجين مجهولين خططوا لتسريب الفيروس إلى مستخدمي أنظمة ويندوز، ومن يفتح الخبر سيجد قصة مختلقة تتحدث عن مقتل صدام حسين أثناء محاولة الهروب من سجنه، لكنه سيسمح للفيروسات بالتسلل إلى برامجه.
الفضول البشري اللاعب الرئيسي
وفيما يدل على أن استغلال الشغف بمعرفة آخر الأحداث قد آتى ثماره، تعرف خبراء الأمن المعلوماتي إلى فيروس يسرق عناوين الأخبار من قناة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية المعروفة، للتمويه على طبيعته.
الفيروس الذي يعرف باسم "كراوت إيه"، وبعد أن يسرق أنواعاً من العناوين والأخبار من القناة، يشرع بفحص دفتر العناوين الإلكترونية لصاحب الكومبيوتر، وذلك كي يرسل عدواه إلى كومبيوترات جديدة.
وورد الفيروس بداخل مرفق يحمل نفس الاسم مع عنوان الموضوع، إلا أن هذا الاسم يتغير مع عناوين صفحة مدخل "سي. إن. إن".
وينشئ الفيروس ما وصف بأنه "موقع لحصان طروادة من الباب الخلفي" ليقوم بالتجسس على مستخدم الكومبيوتر، وإرسال البيانات عن كل ضربة على أزرار لوحة الكتابة والمفاتيح.
وإذا ما تأملنا أسلوب صنع هذه الفيروسات الماكرة، سنجد أنه نجح على الدوام في النفاذ رغم تكرار الفكرة، وهو ما يدل على أن الحقبة الفيروسية القادمة ستشهد مزيداً من هذا النوع، وستطغى غريزة حب الاستطلاع والمعرفة لتسجل مزيداً من الأهداف التي يلقيها المخربون في شباك الضحايا دون رحمة.